طباعة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المصطفى الأمين، وعلى آله الهداة الميامين.
  وبعد..
  على امتداد أيام السنة تبقى عيون المؤمنين ترنو هلال شهر رمضان المبارك، وذلك لما يتميز به من فضل وكرامة وبركة، أوليس شهر رمضان أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات؟؟
  لذا صار هذا الشهر موسم الإيمان، ومائدة التقوى، وساحة العرفان..
  من هنا ما أن يعبق شذى شهر رمضان بأريجه الفواح إلا والمؤمنون يستعدون للإستزادة منه إيماناً وتقوى، وهداية وصلاحاً، والمسارعة الى الخيرات والمبرات.
   بلى؛ إن فضل شهر رمضان لا يمكن أن يُحد بحدود، ولا يُؤطر بنوافذ، وإنما هو آفاق مفتوحة للطالبين، ومناهل مترعة لمن أراد المزيد..
  وعلى هذا لا ينبغي أن يقف أحدنا عند حد معين من نعم هذا الشهر، وإنما يجدر بنا أن نضاعف اهتمامنا بأعماله، وأن نزيد من تفاعلنا معه في تربية أنفسنا وخدمة المجتمع.. كل ذلك لكي نحصل على أكثر نصيباً من الخيرات، وأرفع منزلة في الصالحات، وأقرب الى رضوان الرب الجليل.
  وما هذا الكتاب إلا خطوة على طريق الاستزادة من فضل شهر رمضان المبارك، وهو في الأصل عبارة عن مجموعة أحاديث ألقاها سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي في شعبان 1422 لتلفزيون الانتفاضة الإسلامية في العراق، ورجاء لتعميم فائدتها باشرنا بتحريرها وإخراجها في كتاب سميناه (أحاديث رمضانية)، راجين من الله العلي القدير أن ينفع به القراء الكرام، وأن يدخر لنا بواسطته أجراً وثواباً ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم، والله ولي التوفيق.