طباعة

عن القرآن والدعاء (الانفتاح على حقيقة القرآن)

عن القرآن والدعاء
الانفتاح على حقيقة القرآن

  كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ اِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ اُوْلُواْ الأَلْبَابِ (ص/29)
 (لقد تجلى الله لعباده في كتابه ولكن الناس لا يبصرون) هكذا جاء في الرواية الكريمة، إذ إن كل آية من آيات الذكر الحكيم تعبير عن سنن إلهية، واسم من أسماء الله تعالى الحسنى، وعن حكمة بالغة، وبصيرة ورؤية واضحة، وعن مفتاح من مفاتيح الوصول إلى حقائق كتاب الله والتدبر في كلماته الشريفة..
هل لنا أن نتساءل عن معنى التدبر الذي أمرنا به.. هل يعني التأمل؟ أم يعني التفكير؟ أم يعني الغور في علم اللغة للتعرف على معاني الكلمات؟ أم هو التبحر في علم البلاغة للإطلاع على حقيقة تركيب الجمل؟
أتصور ان القضية أعمق من هذا بكثير..
فالتدبر في آيات القرآن الكريم يعني –أساساً- الإنفتاح على حقيقة القرآن، بعيداً عن المسبقات الذهنية والحجب والإنتماءات والإرتباطات.
وهذا يعني وجوب أن يجلس الإنسان أمام كتاب الله المجيد جلسة التلميذ أمام أستاذه؛ الأستاذ الذي يعلم ويربي ويزكي.
وإنطلاقاً من هذه البصيرة يمكن فهم معنى التدبر في القرآن وإستلهام هداه ورؤاه وسننه، كما يمكن توجيه حقائقه إلى واقع المجتمع والسياسة والاقتصاد وأنفسنا وخباياها!
لنسلط ضوء القرآن على أنفسنا حتى نعرف من نحن، وكيف ينبغي أن نفكر ونخطط ونقتنع، ونعرف الجيد في حياتنا من السيء.
وعبر التدبر في الآيات القرآنية يمكن الحصول على حكمة الحياة برمتها؛ أي إدراك السنن والقوانين التي يجري الله تعالى الحياة على أساسها.
ولا يتسنى ذلك لنا ما لم ننهض بمستوى استعدادنا الروحي والنفسي للتلقي والتتلمذ والتعلم والإستنباط. وعبر هذه المراحل نحصل -بإذن الله- على الرؤية الواضحة والمعرفة الجيدة فيما يرتبط بحياتنا.