• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شهادته عليه‌السلام

انتهت رحلة العذاب التي قطعها الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه‌السلام بشهادته مسموماً ، وكان عليه‌السلام على موعد مع الشهادة من يوم عودته إلى المدينة خلال رحلته الاُولى إلى العراق ، إذ نزل زبالة فالتقاه أبو خالد الزبالي فسلم عليه ، وقال : «الحمد لله الذي خلّصك منهم ، فنعى إليه نفسه قائلاً عليه‌السلام : يا أبا خالد ، إن لهم إليّ عودة لا أتخلّص منها » (١).
لقد كان رأي رجال السلطة وعلى رأسهم هارون قائماً على تصفية الإمام عليه‌السلام ، وقد تخلّص بإذن الله من عدّة محاولات في هذا السبيل ، فحين كان مودعاً في سجن عيسى بن جعفر بن المنصور في البصرة ، كتب الرشيد إلى عيسى في دمه ، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته ، فاستشارهم فيما كتب به الرشيد ، فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه ، وحين سلمه إلى الفضل بن الربيع أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى ، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فتسلمه منه ووسّع عليه ، فكتب إليه الرشيد وهو في الرقة ينكر عليه ذلك ويأمره بقتله ، فتوقف عن ذلك ، فاغتاظ الرشيد ، وأمر بجلد الفضل بن يحيى مائة سوط ولعنه ، ثم أن يحيى بن خالد اعتذر للرشيد بقوله : إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد ، ثم خرج يحيى إلى بغداد ، فدعا السندي فأمره بأمره فامتثله ، وجعل سماً في طعام فقدمه إليه ، وقيل : جعله في رطب ، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً ، ثم مات في اليوم الثالث شهيداً مظلوماً صابراً محتسباً.
فلما استشهد الإمام عليه‌السلام أدخل السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد عليه ، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه ولا أثر به ، فنظروا إليه وشهدوا على ذلك ، وإنما فعل ذلك ليواري سوأته ، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد ، ونودي : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميت ، ثم حُمل فدفن في مقابر قريش (2).
فكان دم الإمام عليه‌السلام موزعاً بين ثلاثة : أولهم الرشيد الذي أمر بالقتل ، والثاني المنفّذ للقتل وهو السندي ، والثالث يحيى بن خالد الوزير المقرب الذي أراد إرضاء الرشيد والتزلف إليه بسبب عصيان ابنه الفضل لأوامر الرشيد ، فنفذ ما أراد الرشيد أمر السندي بقتل الإمام عليه‌السلام ، لأن الرشيد يريد أن يظهر بمظهر البريء من دمه إلى آخر الشوط.
على الجسر :
وضع النعش المحمول على الجسر ، وكان أمر الرشيد بإحضار أكثر وجوه بغداد ليشهدوا على موت الإمام عليه‌السلام ، وأنه لا أثر به يدلّ على القتل ، قال ابن عنبة : « إن السندي عمل محضراً بأنه مات حتف أنفه ، وترك ثلاثة أيام على الطريق ، يأتي من يأتي فينظر إليه ، ثم يكتب في المحضر » (3).
ولعل من دواعي الإشهاد والمحضر هو أن الرشيد كان يحاول أن يبرئ نفسه من مسؤولية قتل الإمام ، كي يتلافى ردود الأفعال والتداعيات التي قد تنجم من هذا العمل العظيم ، فحاول أن يخطو خطوة على طريق دفع الشبهة وإرضاء الرأي العام ، ولكن وضع جنازة رجل عظيم على الجسر ببغداد بحد ذاته إنما يثير الشكوك في قتله ، وتلك سنة درج عليها حكام بني العباس فيما بعد مع كل مقتول من الأئمة وغيرهم لدفع الضرر والتخلّص من التهمة ، فالمعتز لما قتله قادة الجند أشهدوا عليه جماعة من الأعيان أنه مات وليس به أثر (4) ، ولما سموا الإمام العسكري عليه‌السلام وضعوا جنازته للصلاة ، فدنا أبو عيسى منها وكشف عن وجهه ، فعرضه على بني هاشم من العلويين والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وأشهدهم انه مات حتف أنفه على فراشه وليس به أثر (5).
اما النداء على نعش الإمام عليه‌السلام بعد موته ، فالذي في غالب المصادر أنه لما مات أخرجه السندي ووضعه على الجسر ببغداد ونودي عليه : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه ، أو هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، وهذا أمر ممكن من قبل دولة تريد الانتقاص من عقائد مناوئيها التقليديين بكونهم رافضة أولاً ، ويكذبون بزعمهم عدم موت إمامهم بينما هو ميت وموضوع على الجسر.
والحق أن الدولة إنما تغالط بسحبها التهمة إلى الطائفة جمعاء ، بينما الذي يزعم ذلك فرقة ضالة تسمى الواقفة ، ادعوا أن الكاظم عليه‌السلام حي يرزق ، وأنه هو القائم من آل محمد عليهم‌السلام ، وأن حبسه غيبته ، وقد روّج لهذه الفكرة بعض أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام كعلي بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي وغيرهم بسبب رغبات مادية كان لها الأثر في نفوسهم الضعيفة ، حيث تجمعت لديهم أموال طائلة من الحقوق المالية ، لأنهم كانوا من وكلاء الإمام الكاظم عليه‌السلام وخزنة أمواله في وقتٍ كان فيه الإمام عليه‌السلام مودعاً السجن ، وبعد شهادة الإمام عليه‌السلام أبوا عن تسليم تلك الأموال لولده القائم بعده علي الرضا عليه‌السلام ، وشدّدوا على إنكار موته ، وقد انقرضت هذه الفرقة بمرور الأيام ، بعد ظهور زيف مدعياتها.
وقد تنبّه الشيخ المفيد إلى هذا الأمر ، فتعرّض له أثناء ذكره شهادة الإمام الكاظم عليه‌السلام بقوله : « وقد كان قوم زعموا في أيام موسى عليه‌السلام أنه القائم المنتظر ، وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم ، من هنا أمر يحيى بن خالد أن ينادى عليه عند موته : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه » (6).
وهناك صورة اُخرى قبيحة للنداء على نعش الإمام عليه‌السلام ، من قبل السلطة العباسية ، رواها الشيخ الصدوق عن عبد الله الصيرفي. تعبر بوضوح عن حقارة دولتهم ودناءة سلاطينها وحقدهم على أهل البيت عليهم‌السلام ، ويكتفي بذلك أن إباحة قتل الإمام الكاظم عليه‌السلام بلا ذنب ، وتوغّلت في دماء آل أبي طالب بظلم صارخ ووحشية مروعة ، حتى قال الشاعر :
يا ليت جور بني مروان عاد لنا
وليت عدل بني العباس في النار
وإذا كان ثمة مانع يحول دون أمثال هذه المواقف المخزية ، فهو الخوف على استقرار الدولة وأمنها وإرضاء الرأي العام ، من هنا تدارك الأمر عم الرشيد سليمان بن أبي جعفر ، فخرج من قصره ، فسمع الصياح والضوضاء ، فقال لولده وغلمانه : ما هذا ؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش ، فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربي ، فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم ، فخذوه من أيديهم ، فإن مانعوكم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السواد. قال : فلما عبروا به نزلوا إليهم ، فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربع طرق وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن ينظر إلى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق (7). وأخيراً شيعه بموكب حافل ، ومشى خلفه حافياً حاسراً ، خوفاً من الثورة على السلطان وامتصاصاً لنقمة الرأي العام.
قال الشاعر (8) :
أيوضع في الأغلال موسى بن جعفر
ويودع أعواماً بقعر سجون ؟!
ويخرج حمالون بالنعش ميتاً
ليطرح فوق الجسر طرح مهين ؟!
ينادون هذا للروافض شيخهم
وليس له من ناصر ومعين
ولولا أُثيرت في سليمان غيرة
وشيعه بالعزّ فوق متون
لاُلقي فوق الجسر موسى بن جعفر
ثلاثاً غريب الدار مثل الحسين (9)
وقال آخر في اُرجوزته (10) :
أمثل موسى وارث الرساله
يحمل نعشه مع الحماله !
نعش تطوف حوله الأفلاك
تبركت بحمله الأملاك
ولم يشيعه من الناس أحد
فيالها من غربة بغير حد
بل شيعته الزفرات المحرقه
من أنفس قلوبها محترقه
شيّعه العقول والأرواح
لهم على غربته نياح
وكيف نعش صاحب الخلافه
يُرمى على الجسر من الرصافه !
تنوح في غربته عليه
خشخشة الحديد في رجليه
ناحت عليه زمر الملائك
بل ناحت الحور على الأرائك
أم كيف يستخفّ بالنداء
عليه وهو أعظم الأرزاء !
فيا لذاك الهتك والجساره
على سليل القدس والطهاره
نادى عليه الرجس بالتحقير
وانه ابن آية التطهير
أيذكر الطيب وابن الطيب
بأفحش القول فيا للعجب !
وهو ابن من نودي باسمه على
منابر القدس بعزّ وعلا
نودي باسمه العظيم السامي
في الصلوات الخمس بالإعظام
أحجة الحق إمام الرافضه
بل حجة الباطل منه داحضه
وليس في الغيب ولا الشهاده
سواه قائد إلى السعاده
بل رفض الباطل رفضاً رفضا
ومحض الحق الصريح محضا
فلا ورب العرش لولا الكاظم
لم يك للدين الحنيف ناظم (11)
جهازه ودفنه :
لم يسمح الإمام الكاظم عليه‌السلام لقاتليه أن يغسلوه أو يكفنوه ، ولم يقبل بغير كفنه الذي هو من طاهر أمواله ، وخصص شخصاً معيناً كي يتولى غسله ودفنه ، ولم تسمه المصادر سوى أنه مولى له عليه‌السلام مدني ويسكن بيتاً معيناً في مشرعة القصب.
روي أنه عليه‌السلام لما حضرته الوفاة ، سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنياً ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ، ليتولى غسله وتكفينه ، ففعل ذلك. قال السندي بن شاهك : « وكنت أسأله في الإذن لي في أن أكفنه فأبى ، وقال : إنا أهل بيت ، مهور نسائنا وحج صرورتنا ، وأكفان موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفن ، وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان » (12) فتولى ذلك منه.
وهنا تثار المزيد من علامات الاستفهام عن هذا الشخص الذي رضي به الإمام عليه‌السلام لأداء هذه المهمة ، ونحن نظن أنه المسيب بن زهير الذي يرد اسمه كثيراً في الروايات والأخبار التي تتحدث عن هذا الموضوع ، وأنه دعا به الإمام عليه‌السلام قبل وفاته بثلاثة أيام وأخبره بحصول وفاته في اليوم الثالث ، ودعاه إلى التمسك بولاية علي الرضا عليه‌السلام من بعده ، وكشف المسيب عن حضور شخص يشبه الإمام الكاظم عليه‌السلام ، ويتضح له فيما بعد أنه الإمام الرضا عليه‌السلام ، وهو الذي تولى جهازه ودفنه بخفاء العنوان.
ففي رواية الصدوق عن عمر بن واقد ، ذكر أن سيدنا موسى بن جعفر عليهما‌السلام
دعا بالمسيب بن زهير في يوم وفاته ، فقال له عليه‌السلام : « إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله تعالى ، وإن هذا الرجل اللعين السندي بن شاهك سيزعم أنه تولى غسلي ودفني ، هيهات هيهات ، لا يكون ذلك أبداً ، فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدني فيها ... إلى أن قال : ثم رأيت شخصاً أشبه الخلق به جالساً إلى جانبه ، وكان عهدي بسيدي الرضا عليه‌السلام وهو غلام ، فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى عليه‌السلام : أليس نهيتك يا مسيب ؟ فلم أزل صابراً حتى مضى عليه‌السلام وغابت الشمس ، ثم أني أتيت بالخبر إلى الرشيد ، فوافاني السندي بن شاهك ، فوالله لقد رأيتهم وهم يظنون بأنهم يغسلونه ولا تصل أيديهم إليه ، ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئاً ، ورأيت ذلك الشخص يتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه ، وهو يظهر المعونة لهم وهم لا يعرفونه ، فلما فرغ من تجهيزه ، قال ذلك الشخص : يا مسيب ، مهما شككت فيه فلا تشك فيّ ، فإني إمامك ومولاك وحجة الله تعالى عليك بعد أبي. يا مسيب ، مثلي مثل يوسف الصديق عليه‌السلام ، ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا فعرفهم وهم له منكرون. ثم حُمل حتى دفن في مقابر قريش » (13).
وهناك جملة أحاديث تؤيد هذا المضمون ، منها حديث علي بن أبي حمزة حين سأل الرضا عليه‌السلام فقال : « إنا روينا عن آبائك : أن الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله ؟ فقال له أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : فأخبرني عن الحسين بن علي عليهما‌السلام ، كان إماماً أو كان غير إمام ؟ قال : كان إماماً. قال : فمن ولي أمره ؟ قال : علي بن الحسين. قال : وأين كان علي بن الحسين عليهما‌السلام ؟ كان محبوساً في يد عبيد الله بن زياد. قال : خرج وهم لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف.
قال له أبو الحسن عليه‌السلام : إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين عليهما‌السلام أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه ، فهو يمكّن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ، ثم ينصرف وليس في حبس ولا في أسار » (14).
وفي هذا الاتجاه روايات تعارض ما ذكرناه ، تتحدث عن أن شخصاً آخر مقرباً إلى الدولة ، وهو عم الرشيد سليمان بن المنصور الذي تظاهر بعدم الرضا عن سلوك رجال الدولة مع الإمام عليه‌السلام ، فكفنه وشيعه ودفنه ، منها ما ذكره ابن شهرآشوب أن سليمان بن أبي جعفر المنصور كان ذات يوم جالساً في دهليزه في يوم مطر إذ مرت جنازته عليه‌السلام ، فقال : « سلوا هذه جنازة مَن ؟ فقيل : هذا موسى ابن جعفر مات في الحبس ، فأمر الرشيد أن يدفن بحاله ، فقال سليمان : موسى بن جعفر يدفن هكذا ؟! فإن في الدنيا من كان يخاف على الملك ، في الآخرة لا يوفّى حقه ؟! فأمر سليمان غلمانه بتجهيزه وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفين وخمسمائة دينار مكتوب عليها القرآن كله ، ومشى حافياً ودفنه في مقابر قريش (15) ، ونحوه رواية الشيخ الصدوق عن الحسن بن عبد الله الصيرفي (16).
غير أنه إذا صح هذا الخبر فيمكن رفع تعارضه مع ما تقدم بكون رجال الدولة هم الذين تولوا أمره عليه‌السلام وسليمان واحد منهم ، إن لم يكن من المقربين إلى هارون ، وقد تدخل خوف اشتعال الفتنة التي قد تقض مضاجع العباسيين ، فكان أحد الحاضرين ، أما الإمام الرضا عليه‌السلام فأمره خارج حدود معرفة الدولة.
المصادر التي أثبتت شهادته :
تجمع مصادر الإمامية وبعض مصادر العامة على أن الإمام الكاظم عليه‌السلام إنما مات مسموماً في حبس الرشيد على يد السندي بن شاهك ، والأهم من ذلك أولاً أن الإمام عليه‌السلام نفسه إنما كان قد أخبر أنه سُقي السم في الإشهاد الأول الذي عملته الدولة في سجن السندي ، بعد أن تناقل الناس أن الإمام عليه‌السلام في ضرر وضنك في سجن ابن شاهك ، ففي رواية الحسن بن محمد بن بشار : « أن السندي بن شاهك جمع ثمانين رجلاً من الوجوه ، وأدخلهم على موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وقال : يا هؤلاء ، انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث ، وهذا منزله وفرشه موسع عليه. فقال عليه‌السلام : أما ما ذكرت من التوسعة وما أشبه ذلك فهو على ما ذكر ، غير أني أخبرك أيها النفر أني سقيت السم في تسع تمرات ، وأنا أحتضر غداً ، وبعد غد أموت » (17). وروي نحو هذا عن شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ، وقال في آخره : « فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة » (18).
وعن المسعودي : « فأدخل السندي القضاة قبل موته بثلاثة أيام ، فأخرجه إليهم وقال لهم : إن الناس يقولون ان أبا الحسن في يدي في ضنك وضرر ، وها هو ذا صحيح لا علة به ولا مرض ولا ضرر ، فالتفت الكاظم عليه‌السلام فقال لهم : إشهدوا عليَّ أني مقتول بالسم بعد ثلاثة أيام » (19).
فصريح الروايات كلها يشير إلى علم الإمام عليه‌السلام بأثر الطعام الذي تناوله في تدهور صحته وانتكاس مزاجه ، وأنه طعام مسموم يؤدّي به إلى الموت.
أما القائلون بشهادته مسموماً فكثير من المؤرخين والمحدثين بحيث لا يمكن التوفر على إحصاء أقوالهم في هذه العجالة ، ولكن سنختار نماذج من أقوالهم ونحيل القارئ الكريم إلى مظان باقي الأقوال والروايات.
منهم المؤرخ الشهير ابن الطقطقا الذي قال : « وأما الرشيد فإنه حج في تلك السنة ( ١٧٩ ه‍ ) ، فلما ورد المدينة قبض على موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وحمله في قبة إلى بغداد ، فحبسه عند السندي بن شاهك ، وكان الرشيد بالرقة ، فأمر بقتله قتلاً خفياً ، ثم أدخلوا عليه جماعة من العدول بالكرخ ليشاهدوه ، إظهاراً أنه مات حتف أنفه » (20).
وقال ابن عنبة : « مضى الرشيد إلى الشام ، فأمر يحيى بن خالد بقتله ، فقيل : انه سم ، وقيل : بل لفّ في بساط وغمز حتى مات » (21).
وذكر الشيخ الصدوق عدة روايات في هذا الصدد منها : عن مشايخ أهل المدينة قالوا : لما مضى خمس عشرة سنة (22) من ملك الرشيد... استشهد ولي الله موسى بن جعفر عليهما‌السلام مسموماً ، سمه السندي بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب بباب الكوفة ، وفيه السدرة (23) ، ونحوه في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب (24).
وعن الكفعمي في جدول المصباح : « أنه عليه‌السلام توفي مسموماً في عنب » (25).
وقال الطبرسي : « توفي ببغداد يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة ( ١٨٣ ه‍ ) مسموماً ومظلوماً ، على الصحيح من الأخبار ، في حبس السندي بن شاهك ، سقاه السم السندي بأمر الرشيد ، ودفن عليه‌السلام في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش » (26).
وذكر الشهيد الأول أنه عليه‌السلام قُبض مسموماً ببغداد في حبس السندي بن شاهك (27).
ونقل العلاّمة المجلسي جملة وافرة من المصادر والأخبار القائلة بشهادة الإمام المظلوم موسى الكاظم عليه‌السلام مسموماً بأمر هارون (28). وهناك روايات وأقوال مسهبة في هذا المجال يضيق المجال عن ذكرها (29).
وذكر بعض العامة ما يقارب روايات الشيخ المفيد وأبي الفرج الأصفهاني ، منهم ابن الصباغ المالكي ، قال : « كتب الرشيد إلى السندي أن يتسلم موسى بن جعفر الكاظم من عيسى ، وأمره فيه بأمره ، فكان الذي تولى به قتله السندي ، أن يجعل سماً في طعام وقدمه إليه ، وقيل : في رطب. فأكل منه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، ثم أنه أقام موعوكاً ثلاثة أيام ومات » (30).
ومنهم الحافظ الكنجي الشافعي (31) ، ومؤمن بن حسن الشبلنجي (32).
وفي رواية ابن الصبان : « فحمله هارون إلى بغداد مقيداً ، فلم يخرج من حبسه إلاّ مقيداً ميتاً مسموماً » (33).
واكتفى بعضهم بعبارة : قيل إنه مات مسموماً (34).
قال الشاعر (35) :
ولم يزل مصفداً مكبلاً حتى قضى
بالسم موسى الأجلا
آنس ناراً من سموم السم
فزاده غماً عقيب غم
نور الهدى خبا فأظلم الفضا
يا ساعد الله إمامنا الرضا
واعجباً من هو أزكى ثمره
من دوحة المجد الأثيل المثمره
من دوحة العلياء والفتوه
من دوحة التنزيل والنبوه
كيف قضى بالرطب المسموم
على يد ابن شاهك المشوم (36)
تاريخ شهادته عليه‌السلام :
استشهد الإمام الكاظم عليه‌السلام بعد مضي نحو ثلاث عشرة سنة من ملك هارون ، مسموماً في حبس السندي بن شاهك ، يوم الجمعة لخمس أو لست بقين من رجب سنة ( ١٨٣ ه‍ ) ، وقيل : لخمس أو لست خلون من رجب من نفس السنة ، وقيل : بل في سنة ( ١٨٦ ه‍ ) (37).
وعلى رواية سنة ( ١٨٣ ه‍ ) ، يكون قد لبث في السجن أكثر من أربع سنين ، إذ اعتقل عليه‌السلام سنة ( ١٧٩ ه‍ ) ، وعلى رواية سنة ( ١٨٦ ه‍ ) ، يكون قد لبث أكثر من سبع سنين ، هذا عدا المدّة التي قضاها في السجن في المرة الاُولى.
وكان له عليه‌السلام من العمر خمس وخمسون سنة ، وقيل : أربع وخمسون ، عشرون منها مع أبيه عليه‌السلام ، لأنه توفي سنة ( ١٤٨ ه‍ ) ، وخمس وثلاثون بعده ، وهي مدة إمامته (38).
وصيته وعهده عليه‌السلام :
من الواضح أن وصي الإمام الكاظم عليه‌السلام وولي عهده من بعده هو ابنه علي الرضا عليه‌السلام ، ويدل على ذلك كثير من الروايات الصحيحة الواردة في مظانها (39) ، غير أننا نذكر هنا وصيته التي كتبها عملاً بالكتاب والسنّة ، لقوله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرا الْوَصِيَّةُ ) (40) ، وقوله سبحانه :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ) (41) ، وقد جعل فيها وصيه ابنه علياً الرضا عليه‌السلام ، وأطلق يده ومنحه جميع الخيارات.
روى الوصية الشيخ الصدوق بالإسناد عن إبراهيم بن عبد الله الجعفري ، عن عدّة من أهل بيته ، وذكر أولاً أنه عليه‌السلام أشهد تسعة رجال من أهل بيته ومن غيرهم ، وذكرهم بأسمائهم ، ثم ذكر صورة الوصية التي بدأها بالشهادة بالتوحيد والنبوة والمعاد ، ثم جاء فيها : « أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي... ووصيت بها إلى علي ابني ، وبني بعده ، فإن شاء وآنس منهم رشداً وأحب إقرارهم فذلك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم ، فذلك له ، ولا أمر لهم معه.
وأوصيت له بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت وولدي ، وإلى إبراهيم والعباس وإسماعيل وأحمد وأم أحمد ، وإلى علي أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي وأهل بيتي يضعه حيث يرى ، ويجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله ، إن أحب أن يجيز ما ذكرت في عيالي فذلك له ، وإن كره فذلك له ، وإن أحب أن يبيع أو يوهب أو ينحل أو يتصدق على غير ما وصيته فذلك إليه ، وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي.
وإن رأى أن يقرّ إخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم ، وإن كره فله أن يخرجهم غير مردود عليه ، وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلاّ بإذنه وأمره ، وأي سلطان كشفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء مما ذكرت من كتابي فقد برئ من الله ومن رسوله ، والله ورسوله بريئان منه ، وعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين أجمعين وجماعة المؤمنين.
وليس لأحد من السلاطين أن يكشفه عن شيء لي عنده من بضاعة ولا لأحد من ولدي ، ولي عنده مال ، وهو مصدق فيما ذكر من مبلغه إن أقل أو أكثر فهو الصادق ، وإنما أردت بإدخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم ، وأولادي الأصاغر وأمهات أولادي ، من أقام منهن في منزلها أو في حجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن أراد ذلك ، ومن خرج منهن إلى زوج ، فليس لها أن ترجع إلى حزانتي (42) إلاّ أن يرى عليّ ذلك ، وبناتي مثل ذلك. ولا يزوج بناتي أحد من إخوانهن ، ولا من أمهاتهن ، ولا من سلطان ، ولا عمل لهن إلاّ برأيه ومشورته ، فإن فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله وحاربوه في ملكه ، وهو عارف بمناكح قومه ، إن أراد أن يزوج زوج ، وإن أراد أن يترك ترك ، وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي ، وأشهدت الله عليهن... » (43).
فضل زيارته عليه‌السلام :
الزيارة هي حالة من التواصل مع رموز الرسالة المحمدية ، يستشعر الزائر خلال أدائها بالانشداد إلى عقيدته وتاريخه وقادته الرساليين ، من هنا جاءت المزيد من الأخبار في الحثّ على زيارة أهل البيت عليهم‌السلام ، باعتبارهم يمثلون خط الأولياء الباقي إلى يوم الدين بقاء الكتاب الكريم بين ظهراني الأُمّة.
روي عن ابن سنان ، قال : « قلت للرضا عليه‌السلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : له الجنة فزره » (44).
وعن الحسن بن علي الوشاء ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : « زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه‌السلام » (45).
وعن الحسين بن بشار الواسطي ، قال الرضا عليه‌السلام : « زيارة أبي من الفضل كفضل من زار قبره والده ـ يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قلت : فإني خفت ولم يمكني أن أدخل داخلاً ؟ قال : سلّم من وراء الجدار » (46).
وعن الحسن بن محمد الأشعري القمي ، قال : « قال لي الرضا عليه‌السلام : من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما » (47).
قال الشاعر (48) يذكر فضل زيارة الإمام الكاظم والجواد عليهما‌السلام في رجب :
زيارة الكاظمين في رجب
تنقذ يوم اللقاء من اللهب
تعدل حجاً ووقفةً بمنى
وعمرةً كلها بلا نصب
إي وأبي لا يخاف هول غد
من حازها في الزمان إي وأبي
من شاهد الفرقدين قبلهم
في سفطي قبتين من ذهب (49)
وقال أيضاً :
خلعنا نفوساً قبل خلع نعالنا
غداة حللنا مرقداً منك مأنوسا
وليس علينا من جناح بخلعها
لأنك بالوادي المقدس يا موسى (50)
وقال :
زر حضرة مجمع البحرين ساحتها
أبان عن قبتيها سره القدر
ترى ابن جعفر موسى في حظيرته
موسى ولكن له من نفسه خضر (51)
باب الحوائج :
قبر موسى بن جعفر عليهما‌السلام هو مثابة الرجاء لكل مرتجٍ يقصد حضرته ، وبابه باب الرحمة والشفاعة والشفاء ، هو الدواء المجرب والعلاج الناجع لكل ما يعرض للإنسان من أدواء الروح والبدن ، وقد جرب الناس ذلك في مختلف العصور ، وتحدثوا عن عشرات الحالات في كل أوان تبينت فيها كراماته عليه‌السلام في شفاء الأمراض وقضاء الحاجات حتى عرف بباب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به واستجابة الدعاء عند قبره المعلى ، ودفع البلاء عن بقعته ، من هنا صار مهوى الأفئدة ، تعقد عليه الآمال فتأتيه ذللاً تهلّل وتصلي حوله.
روى الكشي عن زكريا بن آدم ، قال : « قلت للرضا عليه‌السلام : إني أريد الخروج عن أهل بيتي ، فقد كثر السفهاء فيهم ؟ فقال : لا تفعل فإن أهل بيتك يُدفع عنهم بك ، كما يُدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم » (52).
ووصفه الإمام الشافعي بالترياق المجرب ، ذكر ذلك حمد الله الهندي الحنفي بقوله في معرض الاستدلال على صحة الزيارة والتوسل بقبور الأولياء : « ومن الدلائل على التوسل بعد الوفاة ما قال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لاجابة الدعاء » (53).
وممن جرب ذلك الترياق أبو علي الخلال ، روى البغدادي بالإسناد عن أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : « سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليهما‌السلام فتوسلت به إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحبّ » (54).
قال السيد الشريف الرضي ( ت / ٤٠٦ ه‍ ) يمدح جده الإمام الكاظم عليه‌السلام مشيراً إلى أن قبر الإمام الكاظم والإمام الجواد عليهما‌السلام بجنبه علاج لأسقام القلب والروح :
ولي قبران بالزوراء أشفي
بقربهما نزاعي واكتئابي
أقود إليهما نفسي وأهدي
سلاماً لا يحيد عن الجواب
لقاؤهما يطهّر من جناني
ويدرأ عن ردائي كل عاب (55)
وفي نفس السياق يقول عبد الباقي العمري ( ١٢٧٨ ه‍ ) :
لا تلمني على وقوفي ببابٍ
تتمنّى الأملاك فيه وقوفي
هو باب مجرّب ذو خواصٍ
كان منها إغاثة الملهوفِ
ملجأ العاجزين كهف اليتامى
مروة المرملين مأوى الضيوفِ
فليلمني من شاء إني موالٍ
رافل من ولائهم بشغوفِ (56)
ويقول الشيخ محمد حسين الأصفهاني في اُرجوزته :
وبابه باب شفاء المرضى
وكل حاجة لديه تقضى
وبابه باب حوائج الورى
لأجله غدا به مشتهرا
وكعبة الرجا لكل راجٍ
ومستجار الملتجى المحتاج
وكيف لا والباب باب الرحمه
وفي فنائه نجاة الأُمّه
له من الخوارق الجسيمه
ما جبهة الدهر به وسيمه
يغنيك عن بيانها عيانها
وإنما شهودها برهانها
وكظمه للغيظ من صفاته
ثبوته يغنيك عن إثباته (57)
الكاظم عليه‌السلام في ديوان الشعر :
نتوقف في محطتنا الأخيرة عند بعض مقاطع مختارة من الشعر العربي ، نظمها نفر من الشعراء الذين تأثروا بهدي الإمام وحسن سمته ومناقبه ، فعبروا بكلمات من النظم تصور خالص الولاء وعميق الودّ والمحبة لأبي الحسن عليه‌السلام.
روي أن أبا نؤاس ( ت / نحو ١٩٨ ه‍ ) لقي أبا الحسن عليه‌السلام فقال :
إذا أبصرتك العين من غير ريبة
وعارض فيه الشك أثبتك القلب
ولو أن ركباً يمّموك لقادهم
نسيمك حتى يستدل بك الركب
جعلتك حسبي في اُموري كلها
وما خاب من أضحى وأنت له حسب (58)
وقال دعبل بن علي الخزاعي الشهيد سنة ( ٢٤٦ ه‍ ) في تائيته الشهيرة :
فأين الاُلى شطت بهم غربة النوى
أفانين في الأطراف متفرقات
قبور بكوفان وأُخرى بطيبة
وأُخرى بفخ نالها صلوات
روى الصدوق أن دعبلاً لما بلغ هذا البيت بحضرة الرضا عليه‌السلام ، قال له : « أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ فقال : بلى يا بن رسول الله ، فقال عليه‌السلام :
وقبر ببغداد لنفس زكية
تضمّنها الرحمن في الغرفات
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
ألحّت على الأحشاء بالزفرات
فقال دعبل : هذا القبر الذي بطوس قبر من ؟ قال الإمام عليه‌السلام : هو قبري » (59).
وقال الناشئ ( ت / ٣٦٦ ه‍ ) :
ببغداد وإن ملئت قصورا
قبور أغشت الآفاق نورا
ضريح السابع المعصوم موسى
إمام يحتوي مجداً وخيرا
بأكناف المقابر من قريش
له جدث غدا بهجاً نضيرا
وقبر محمد في ظهر موسى
يغشّي نور بهجته الحضورا
هما بحران من علم وحلم
تجاوز في نفاستها البحورا
إذا غارت جواهر كل بحر
فجوهرها ينزّه أن يغورا
يلوح على السواحل من بغاه
تحصّل كفه الدر الخطيرا (60)
وقال أبو الحسن المعاذ :
زر ببغداد موسى بن جعفر
قبر موسى مديحه ليس ينكرْ
هو باب إلى المهيمن تقضى
منه حاجاتنا وتحبى وتجبرْ
هو حصني وعدتي وغياثي
وملاذي وموئلي يوم اُحشرْ
صائم القيظ كاظم الغيظ في الل‍
ه مصفى به الكبائر تغفرْ
كم مريض وافى إليه فعافا
ه وأعمى أتاه صحّ وأبصرْ (61)
وقال الشيخ البهائي ( ت / ١٠٣١ ه‍ ) في مدح الإمامين الكاظمين عليهما‌السلام :
أيا قاصد الزوراء عرّج
على الغربي من تلك المغاني
ونعليك اخلعن واسجد خضوعاً
إذا لاحت لديك القبتان
فتحتهما لعمرك نار موسى
ونور محمد متقارنان (62)
وقال الشيخ حسين بن محمد الدرازي ( ت / ١٢١٦ ه‍ ) في رثائه عليه‌السلام :
جلّت مصيبة أحمد في آله
فرمتهم الأعداء سهم نكال
ما مات منهم سيد بفراشه
بل مات مقتولاً بشر قتال
إما بسيف أو بسم ناقع
والهفتاه لهم وعظم وبال
لا زال من بعد النبي عدوهم
يسعى لهم بالقهر والإذلال
فلقد أصيبوا من بني العباس ما
زادوا على سفهاء كل ضلال
سُفها أمية سيما ما قد جرى
بالطهر موسى مجمع الأفضال
من عجلها ذاك العنيد رشيدها
قد زاد فعل يزيدها بفعال
خرّت لمصدرها سماوات العلا
والأرض في رجف وفي زلزال
والعرش منحرف كذا كرسيها
والعالم العلوي في اعوال
لا غرو إن كسفت له شمس الضحى
والنجم خرّ وكل ما هو عال (63)
وقال عبد الغفار الأخرس ( ت / ١٢٩٠ ه‍ ) بمناسبة إهداء ستائر الضريح النبوي إلى مقام الإمام الكاظم عليه‌السلام :
يا إمام الهدى ويا صفوة اللّ‍
ه ويا من هدى هداه العبادا
يا بن بنت الرسول يا بن علي
حي هذا النادي وهذا المنادى
قد أتيناك بثوب جدك نسعى
وأتيناك يا سيدي وفّادا
فأتيناك راجلين احتراماً
واحتشاماً وهيبةً وانقيادا
نتهادى به إليك جميعاً
وبه كانت المطايا تهادى
طالبات موسى بن جعفر فيه
وكذا القدوة الإمام الجوادا
من نبي قد شرف العرش لما
أن ترقى بالله سبعاً شدادا
شرف في ثياب قبر نبي
عطرت في ورودها بغدادا
كاظم الغيظ سالم الصدر عافٍ
ما حوى قط صدره الأحقادا
قد وقفنا لدى علاك وألقي
نا إلى بابك الرفيع القيادا
أيها الطاهر الزكي أغثنا
وأنلنا الإسعاف والإسعادا
فعليك السلام يا خيرة الخل‍
ق سلام يبقى ويأبى النفادا (64)
وقال السيد موسى الطالقاني ( ت / ١٢٩٦ ه‍ ) :
وببغداد قد ثوى سيد الكو
نين موسى أسير كف الذحول
كاظماً غيظه يريد رضا اللّ‍
ه فيلقى الردى بصبر جميل
قد أصاب الرشيد في قتله الغي
وقد ضلّ عن سواء السبيل
وإلى جنبه ثوى من بنيه
خير شبل له وخير سليل (65)
وقال السيد حيدر الحلي ( ت / ١٣٠٤ ه‍ ) :
حزت بالكاظمين شأناً كبيراً
فابقَ يا صحن آهلاً معمورا
فوق هذا البهاء تكسى بهاء
ولهذي الأنوار تزداد نورا
إنما أنت جنة ضرب اللّ‍
ه عليها كجنة الخلد سورا
إن تكن فجرت بهاتيك عين
وبها يشرب العباد نميرا
فلكم فيك من عيون ولكن
فجرت من حواسد تفجيرا
فاخرت أرضك السماء وقالت
إن يكن مفخر فمني استعيرا
أتباهين بالضراح وعندي
من غدا فيهما الضراح فخورا
بمصابيحي استضئ فمن شم
سي يبدو فيك الصباح سفورا
وهما قبتان ليست لكل
منهما قبة السماء نظيرا
 صاغ كلتيهما بقدرته الصا
ئغ من نوره وقال أنيرا
حول كل منارتين من التب
ر يجلّي سناهما الديجورا
كبرت كل قبة بهما شأناً
فأبدت عليهما التكبيرا
فغدت ذات منظر لك تحكي
فيه عذراء تستخف الوقورا
كعروس بدت بقرطي نضار
فملت قلب مجتليها سرورا
حرم آمن به أودع اللّ‍
ه تعالى حجابه المستورا
طبت إما ثراك مسك وإما
عبق المسك من شذاه استعيرا
بل أراها كافورة حملتها ال‍
ريح خلدية فطابت مسيرا
كلما مرت الصبا عرفتنا
أنها جددت عليك المرورا
أين منها عطر الإمامة لولا
أنها قبلت ثراك العطيرا
كيف تحبيري الثناء فقل لي
أنت ماذا ؟ لأحسن التعبيرا
صحن دار أم دارة نيراها
بهما الكون قد غدا مستنيرا
إن أقل أرض الأثير ثراها
ما أراني مدحت إلاّ الأثيرا
ما نزلنا حماك إلاّ وجدنا
بلداً طيباً ورباً غفورا
وإمامين ينقذان من النا
ر لمن فيهما غدا مستجيرا (66)
وقال السيد صالح القزويني ( ت / ١٣٠٦ ه‍ ) :
اعطف على الكرخ من بغداد وابكِ بها
كنزاً لعلم رسول الله مخزونا
موسى بن جعفر سر الله والعلم ال‍
مبين في الدين مفروضاً ومسنونا
باب الحوائج عند الله والسبب ال‍
موصول بالله غوث المستغيثينا
الكاظم الغيظ عمن كان مقترفاً
ذنباً ومن عم بالحسنى المسيئينا
وكم بك الله عافى مبتلىً ولكم
شافى مريضاً وأغنى فيك مسكينا
لم يلهِك السجن عن هدي وعن نسك
إذ لا تزال بذكر الله مفتونا
بكت على نعشك الأعداء قاطبة
ما حال نعش له الأعداء باكونا
راموا البراءة عند الناس من دمه
والله يشهد ما كانوا بريئينا
كم جرّعتك بنو العباس من غصص
تذيب أحشاءنا ذكراً وتشجينا
طالت لطول سجود منه ثفنته
فقرّحت جبهةً منه وعرنينا
رأى فراغته في السجن منيته
ونعمةً شكر الباري بها حينا
يا ويل هارون لم تربح تجارته
بصفقة كان فيها الدهر مغبونا
ليس الرشيد رشيداً في سياسته
كلا ولا ابنه المأمون مأمونا
تا لله ما كان من قرب ولا رحم
بين المصلين ليلاً والمغنينا
لم يحفظوا من رسول الله منزله
ولا لحسناه بالحسنى يكافونا
باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم
جهلاً فما ربحوا دنياً ولا دينا
في كل يوم يقاسي منهم حزناً
حتى قضى في سبيل الله محزونا (67)
وقال الشيخ جابر الكاظمي ( ت / ١٣١٣ ه‍ ) مؤرخاً تعمير الحضرة المقدسة :
فقل لمن قصد الزوراء معتمداً
قطع الفدافد يطوي كل بيداء
إن صرت غربي بغداد وشمت سنا
الوادي المقدس مأوى كل آلاء
قل للمنيبين رشداً عن مورخه
نادوا المهيمن هذا طور سيناء (68)
وقال السيد محسن الأمين العاملي ( ت / ١٣١٧ ه‍ ) :
خلها تطوي الفلا طياً يداها
لا تعفها فلقد طاب سراها
قصدها الزوراء تنحو تربة
طاب من مثوى الجوادين شذاها
بأريج المسك يزري نشرها
وعلى شهب السما يسمو حصاها
فإذا لاحت لعينيك فقف
واخلع النعلين في وادي طواها
ترَ أنواراً لموسى لمعت
نار موسى قبسات من سناها
وإذا كف الجواد انبجست
لك كان الغيث في فيض نداها
تفخر الزوراء في موسى على
طور سيناء وتسمو في علاها
قف بها وقفة عبد وأطل
وقفة العيس بها والثم ثراها
واذر دمع العين في ساحاتها
فلمن تدخر العين بكاها
وابكِ فيها كاظم الغيظ الذي
وهو للأعداء لو شاء محاها (69)
وقال الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ت / ١٣٨٥ ه‍ ) :
قصدت بحاجاتي لموسى بن جعفر
فيمّمت باباً عنده الصعب يسهل
حمىً عكفت فيه ملائكة السما
فتعرج أفواج وأخرى تنزل
فئبتُ وقد بلغت أسنى رغائبي
وخولت من جدواه ما لا يخول
كم رحت أستجدي سواه فخيبت
ظنوني وهل أجدى عن البحر جدول
مزاياه لم تُحصر بعدّ كأنها
عطاياه إن وافى إليه المؤمل
بدت مثلما تبدو الكواكب في السما
سوى أنها أبهى سناء وأكمل
نحا قبره العافون من كل وجهة
إلى الله في أعتابه تتوسل
وبالأمس بالزوراء بانت كرامة
بها فاجأتنا صحفها تتمثل
فكم من وجوه قطبت عند ذكرها
وأخرى سروراً أصبحت تتهلل
أتى قبره الأعمى الذي في علاجه
أساة الورى أضحت تحار وتذهل
فعاد بصير المقلتين لأهله
يردد آيات الثنا ويرتل
بنفسي الذي لاقى من القوم صابراً
أذى لو يلاقى يذبلاً ساخ يذبل
بعيداً عن الأوطان والأهل لم يزل
ببغداد من سجن لآخر ينقل
يعاني وحيداً لوعة السجن مرهقاً
ويرسف بالأصفاد وهو مكبل
ودسّ له السم ابن شاهك غيلة
فأدرك منه الرجس ما كان يأمل
ومات سميماً حيث لا متعطف
لديه ولا حان عليه يعلل
قضى فغدا ملقى على الجسر نعشه
له الناس لا تدنو ولا تتوصل
ونادوا على جسر الرصافة حوله
نداء تكاد الأرض منه تزلزل
فقل لبني العباس فيم اعتذارها
عن الآل لو أن المعاذير تقبل
بحيث رسول الله والطهر فاطم
خصيمان والرحمن يقضي ويفصل
يميناً لقد زادت بما هي قد جنت
على ما جنته عبد شمس ونوفل
رمت قبلها حرب فأصمت سهامها
وسهم بني الأعمام أدمى وأقتل
فيا ابن الاُلى عن حبهم وولائهم
جميع الورى يوم القيامة تسأل
خذوا يوم حشري إن وهنت بساعدي
فإني بأعباء الجرائم مثقل (70)
والحمدُ لله ربِّ العالمين
وسـلامٌ علىٰ عبـاده
الذين اصطفىٰ محمد
وآله الطاهرين
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٧٧ / ٣ ، إثبات الوصية : ١٦٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣١٥ / ٨.
(2) الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٠ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٦ ، الغيبة / الطوسي : ٢٦ / ٦ ، اعلام الورى / الطبرسي ٢ : ٣٣ ، الفصول المهمة / ابن الصباغ : ٢٢٠.
(3) عمدة الطالب : ١٩٦ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٤٨ / ٥٧.
(4) الكامل في التاريخ ٦ : ٢٠٠ ، الفخري في الآداب السلطانية : ٢٤٣.
(5) إكمال الدين ـ المقدمة : ٤٢ ـ ٤٣.
(6) الإرشاد ٢ : ٢٤٠.
(7) إكمال الدين : ٣٨ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٩٩ / ٥.
(8) هو السيد محمد رضا القزويني.
(9) المنتخب من الشعر الحسيني : ١٧٧.
(10) هو الشيخ محمد حسين الأصفهاني ( ت / ١٣٦١ ه‍ ).
(11) الأنوار القدسية : ٩١.
(12) الإرشاد ٢ : ٢٤٣ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٠.
(13) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٠٠ / ٦ ، دلائل الإمامة : ١٥٢ ، الهداية الكبرى : ٢٦٥ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤١.
(14) رجال الكشي : ٤٦٤ / ٨٨٣.
(15) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤١.
(16) إكمال الدين : ٣٨ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٩٩ / ٥ ، اعلام الورى ٢ : ٣٣.
(17) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤١.
(18) أمالي الصدوق : ٢١٣ / ٢٣٧ ، قرب الإسناد : ٣٣٣ / ١٢٣٦ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٩٦ / ٢ ، غيبة الطوسي : ٣١ / ٧.
(19) إثبات الوصية : ١٦٩.
(20) الفخري في الآداب السلطانية : ١٩٦.
(21) عمدة الطالب : ١٩٦.
(22) الظاهر (١٣) سنة من سنة ( ١٧٠ ـ ١٨٣ ه‍ ) إلاّ على رواية وفاته عليه‌السلام سنة ( ١٨٦ ه‍ ).
(23) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٨٥ ـ ٩٩.
(24) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٧ وما بعدها.
(25) مصباح الكفعمي : ٥٢٣.
(26) تاج المواليد : ٤٦ ، اعلام الورى ٢ : ٣٣.
(27) الدروس : ١٥٥.
(28) بحار الأنوار ٤٨ : ٢٠٦ ـ ٢٤٩.
(29) راجع : الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، غيبة الطوسي : ٢٨ ضمن حديث ٦ ، روضة الواعظين ١ : ٢٢٠ ، مروج الذهب ٣ : ٣٥٥ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٦ ، كشف الغمة ٢ : ٢٣٤ ، دلائل الإمامة : ١٤٨ ، التتمة في تواريخ الأئمة عليهم‌السلام : ١١١ ـ ١١٧.
(30) الفصول المهمة : ٢٢٠.
(31) كفاية الطالب : ٣١٠.
(32) نور الأبصار : ١٦٧. وهناك مصادر اُخرى ذكرها في ملحقات إحقاق الحق / السيد المرعشي ١٢ : ٣٣٤.
(33) إسعاف الراغبين / ابن الصبان المالكي : ٢٤٨.
(34) وفيات الأعيان ٥ : ٣١٠ ، تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : ١٩٦.
(35) هو الشيخ محمد حسين الأصفهاني.
(36) الأنوار القدسية : ٩٢.
(37) راجع : الإرشاد ٢ : ٢١٥ ، تاريخ الطبري ٦ : ٣٩٨ ، تاج المواليد : ٤٦ ، المنتظم في تاريخ الملوك والاُمم ٩ : ٨٨ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٣ ، الكافي ١ : ٤٧٦ ، مناقب آل أبي طالب / ابن شهرآشوب ٣ : ٤٣٧ ، مطالب السؤول : ٨٣ ، صفة الصفوة ٢ : ١٨٧ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٠٦ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٩٩ / ٤ ، روضة الواعظين : ٢٢٠.
(38) الكافي ١ : ٤٧٦ ، الإرشاد ٢ : ٢١٥ ، اعلام الورى ٢ : ٥ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٧ ، تاج المواليد : ١٢١ ، الفصول المهمة : ٢٢٢ ، تاريخ مواليد الأئمة / ابن الخشاب البغدادي : ٣٢.
(39) الكافي ١ : ٢٤٩ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢١ ـ ٣١ ، الإرشاد ٢ : ٢٤٧ ، غيبة الطوسي : ٣٤ وما بعدها.
(40) سورة البقرة : ٢ / ١٨٠.
(41) سورة المائدة : ٥ / ١٠٦.
(42) حزانة المرء : عياله.
(43) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٣ / ١ ، الكافي ١ : ٣١٦ / ١٥.
(44) التهذيب ٦ : ٨٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٢.
(45) كامل الزيارات : ٣٠٠ ، التهذيب ٦ : ٨١.
(46) كامل الزيارات : ٢٩٩ ، روضة الواعظين : ٢٢١ ، التهذيب ٦ : ٨٢ ، وفي بعض المصادر : من وراء الجسر.
(47) كامل الزيارات : ٢٩٩ ، التهذيب ٦ : ٨١.
(48) هو عبد الباقى العمري ( ت / ١٢٧٨ ه‍ ).
(49) الترياق الفاروقي : ١٤١ ـ مصر.
(50) الترياق الفاروقي : ١٣٢.
(51) الترياق الفاروقي : ١٣٢.
(52) اختيار معرفة الرجال : ٥٩٤ / ١١١١.
(53) ملحقات إحقاق الحق ٢٨ : ٥٥٣ ، عن كتاب البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر / حمد الله الهندي : ٤٢ ـ اسطنبول.
(54) تاريخ بغداد ١ : ١٢٠.
(55) ديوان الشريف الرضي ١ : ٩٢ ـ بيروت.
(56) الترياق الفاروقي : ١١٨ ، موسوعة العتبات المقدسة ٩ : ٨٣.
(57) الأنوار القدسية : ٩١.
(58) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٢.
(59) ديوان دعبل : ١٣٧ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٦٣ ، روضة الواعظين : ٢٢١.
(60) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٢.
(61) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٢.
(62) الغدير / الشيخ الأميني ١١ : ٢٧٩.
(63) مجموعة وفيات الأئمة : ٢٧٤.
(64) الطراز الأنفس : ٧٩ ـ اسطنبول.
(65) ديوان السيد موسى الطالقاني : ٥٨ ـ النجف.
(66) ديوان السيد حيدر الحلي : ٣٥.
(67) المجالس السنية / السيد محسن الأمين ٥ : ٥٥٠ ـ دار التعارف.
(68) ديوان جابر الكاظمي : ٢٨ ـ بغداد.
(69) المجالس السنية ٥ : ٥٥٢.
(70) ديوان اليعقوبي الموسوم بالذخائر : ٥٢.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page