طباعة

( خالد . الكويت . 35 سنة . مهندس ) في المنام أيضاً غير ممكنة

السؤال : أتوجّه بسؤالي إلى مكتبكم الموقّر ، بخصوص رؤية الباري تعالى في المنام ، حيث إنّ كثيراً ما يخبرني بعض المقرّبين برؤيتهم ، مثل هذه الرؤى ، فقد يرونه نوراً أو رجلاً مهيباً ، فهل هذه رؤى ؟ أم هي من الأحلام ؟ وكيف يكون للشيطان مدخلاً في هذا الأمر ؟
علماً بأنّ رؤية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا يتدخّل فيها الشيطان ، فكيف بالخالق سبحانه ؟ وهل هذه الرؤى من الرؤى القلبية ؟
الجواب : لا معنى لرؤية الله تعالى في اليقظة أو في المنام ، فإنّ الدليل العقلي والنقلي قائم بعدم إمكان رؤيته من الأساس ، كما هو مقرّر في محلّه .
وأمّا إخبار البعض بحصول هكذا أحلام ، فإن صحّ الخبر ـ بحيث يعتمد عليه ويركن إليه ـ فهو من باب انعكاس عالم التخيّل عند الفرد ، فلا حقيقة له بتاتاً .
خصوصاً أنّ الأجواء التي يعيش فيها الإنسان قد تؤثّر في خلق الصور الخيالية الموهومة عنده .
ويحتمل أنّ بعض المبتلين بهذه التوهّمات قد قرؤوا أو سمعوا مقالات باطلة من بعض مجسّمة العصر ـ السلفيّة والوهابيّة ـ حول إمكان الرؤية ، فحصلت لهم هذه التخيّلات الفاسدة .
ثمّ لا ينكر دور الشيطان في المقام ؛ ولا يقاس بعدم إمكان تمثّله بصورة الرسول (صلى الله عليه وآله) ؛ إذ أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) إنسان مخلوق ، فقد يتوهّم أحد أنّ الشيطان يتمكّن أن يظهر في صورة وهيئة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فنفاه (صلى الله عليه وآله) بهذا الحديث ـ على أنّ الرواية المشار إليها قابلة للنقاش السندي والدلالي ، ولكن لا يسعنا التطرّق إليه في هذا المختصر ـ فبما أنّ الأمر كان ملتبّساً ، رفع الرسول (صلى الله عليه وآله) هذا الالتباس، ودفع هذه الشبهة .
وبعبارة مختصرة : فإنّ الأمر في المقام كان لا يحتاج كثيراً إلى رفع الإبهام والشبهة ، فإنّ العقل بوحده يكفي في ردّها ؛ فاعتماداً على قدرة العقل لم ترد في المقام نصوص تنفي وتحذّر من مكر الشيطان .
وإلاّ ، فإنّ المقام أيضاً هو مرتع الشيطان يلعب ويعبث بعقيدة المؤمن الساذج ، كما تبنى هذا الدور بعضهم في عصرنا ، وقال : بجواز الرؤية فضل وأضل ، أعاذنا الله وإيّاكم من الفتن .