طباعة

( علي موسى . البحرين . 23 سنة . طالب ) ممتنعة للكتاب والسنّة والعقل

السؤال : ما الأدلّة العقلية ، ومن القرآن والسنّة أنّ الله سبحانه لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة بالتفصيل ، حتّى نردّ الشبهات ؟ اشرحوا لنا { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ... } (1)، وعن التركيب وما شابه ؟
الجواب : الأدلّة على امتناع رؤية الباري تعالى في الدنيا والآخرة من القرآن والسنّة والعقل كثيرة .
فمن القرآن :
1- قوله تعالى : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } (2) .
2- قوله تعالى : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } (3) .
3- قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي } (4) .
ومن السنّة :
1- عن الإمام الباقر (عليه السلام) : ( لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يعرف بالقياس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا يشبه بالناس ... ) (5) .
2ـ عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ) (6) .
3ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إنّ الله عظيم رفيع ، لا يقدر العباد على صفته ، ولا يبلغون كنه عظمته ، ولا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار ... ) (7) .
4ـ عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن قول الله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } (8) : ( يعني مشرقة تنظر ثواب ربّها ) (9) .
ومن العقل :
قد اقتضت الضرورة العقلية على أنّ الأبصار بالعين متوقّف على حصول المقابلة بين العين والمرئى ، أو حكم المقابلة ، كما في رؤية الصور في المرآة ؛ وعليه ، فلا يمكن تحقّق الرؤية فيما إذا تنزّه الشيء عن المقابلة ، أو الحلول في المقابلة ، وقد ثبت مسبقاً أنّ المولى عزّ وجلّ ليس بجسم ولا جسماني ، ولا في جهة ، والرؤية فرع كون الشيء في جهة خاصّة .
والمقصود من الوجه الذي نسب إلى الحقّ تعالى في الآية هو ذاته سبحانه ، لا العضو الخاصّ الموجود في جسم الإنسان وما يشابهه ؛ فالقرآن عندما يتحدّث عن هلاك ما سوى الله وفنائه ، يقول : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } (10) .
ثمّ يخبر عقيب ذلك مباشرة عن بقاء الذات الإلهيّة ودوامها ، وأنّه لا سبيل للفناء إليها ، فيقول : { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } (11) .
والتركيب قد يكون عقلياً ، وهو التركيب من الجنس والفصل ، وقد يكون خارجياً كتركيب الجسم من المادّة والصورة ، وتركيب المقادير وغيرها ، والجميع منتف عن الواجب تعالى ، لاشتراك المركبات في افتقارها إلى الأجزاء ، فلا جنس له ولا فصل له ، ولا غيرهما من الأجزاء الحسّية والعقليّة .


____________
1- الرحمن : 27 .
2- الأنعام : 103 .
3- طه : 110 .
4- الأعراف : 143 .
5- التوحيد : 108 .
6- المصدر السابق : 109 .
7- المصدر السابق : 115 .
8- القيامة : 22 ـ 23 .
9- التوحيد : 116 .
10- الرحمن : 26 .
11- الرحمن : 27 .