طباعة

( كامل غني عزيز العبيدي . العراق . 45 سنة . خريج إعدادية ) لا يتجاوزون على غيرهم مع القدرة

السؤال : لماذا الشيعة دائماً مظلومين وغير مرغوب بهم في بعض المجالات ؟ هل لأنّ الإمام علي (عليه السلام) كان غير مرغوب فيه ؟ أم لأنّ الشيعة أخذوا البساطة من الإمام علي
(عليه السلام) ؟ أم ما هو السبب ؟
الجواب : الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن بسيطاً أو ساذجاً ـ حاشاه ـ بل هو اعلم وأحكم وأشجع الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، نعم كان غير مرغوب به لأنّه صاحب حقّ ، وينادي بالحقّ ، ويطبّق الحقّ في جميع المحافل وعلى أعلى المستويات .
وكان كحال أبي ذر (رضي الله عنه) حين قال : إنّ قول الحقّ لم يدع لي صديقاً .
وكذلك لكون أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته أيضاً مخالفين لهم ، ولديهم من الفضائل والعلم والتميّز على أقرانهم والحظوة والاحترام في داخل المذهب ، فهم محسودون ويتمنّى مخالفوهم زوال ذلك عنهم إليهم ، فيقومون دائماً بسحب البساط من تحت أقدام الشيعة ، وكذلك يقومون بتفضيل أنفسهم والتعالي علينا من دون أيّ سبب أو دليل من أجل حطام الدنيا ، وكما فعل ذلك من قبل معاوية ويزيد .
وكذلك فإنّ الإمام (عليه السلام) وشيعته لا يظلمون ولا يتجاوزون على غيرهم مع القدرة ، وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : " والله ما معاوية بأدهى منّي ، ولكنّه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كُلّ غدرة فجرة ، وكُلّ فجرة كفرة ، ولكُلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، والله ما أستغفل بالمكيدة ، ولا أستغمز بالشديدة " (1) .
والأوضاع الآن خير دليل على حقيقة ذلك وواقعه من قبل شيعة علي (عليه السلام) ، فموقف الشيعة عموماً والمرجعية خصوصاً كان ناصعاً كالشمس في رابعة النهار في بثّ روح التسامح والتآخي والتعاون ، ونسيان الآلام التي كان بعض مخالفيهم يسومونهم منها سوء العذاب ، فاستبدلوا الانتقام بالعفو والنسيان ، وأبدلوا خوفهم بالأمان .
فكانوا خير من طبّق قاعدة العفو عند المقدرة ، والحديث في هذا المجال ذو شجون ويبكي العيون ، ولكنّنا نقتصر على النزر اليسير الذي ذكرناه ، لعلّه يكفي في هذه العجالة .

____________
1- شرح نهج البلاغة 10 / 211 .