• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مظاهر من شخصيّة الإمام الرضا (علیه السلام)

لقد کانت شخصيّة الإمام الرضا (علیه السلام) ملتقى للفضائل بجمیع أبعادها وصورها، فلم تبق صفة شریفة یسمو بها الإنسان إلاّ وهی من نزعاته، فقد وهبه الله کما وهب آباءه العظام وزيّنه بکل مکرمة، وحباه بکل شرف وجعله علماً لاُمّة جده، یهتدی به الحائر، ویسترشد به الضال، وتستنیر به العقول .
یقول ابراهیم بن العباس عن مکارم أخلاقه: « ما رأیت، ولا سمعت بأحد أفضل من أبی الحسن الرضا (علیه السلام)، ما جفا أحداً قط، ولا قطع على أحد کلامه، ولا ردَّ أحداً عن حاجة، وما مدَّ رجلیه بین جلیسه، ولا اتکأ قبله، ولا شتم موالیه وممالیکه، ولا قهقه فی ضحکة، وکان یجلس على مائدته ممالیکه وموالیه، قلیل النوم باللیل، یحیی أکثر لیالیه من أوَّلها الى آخرها، کثیر المعروف والصدقة، وأکثر ذلک فی اللیالی المظلمة»(1)

زهده :
ومن صفات الإمام الرضا (علیه السلام) الزهد فی الدنیا، والاعراض عن مباهجها وزینتها، وقد تحدث عن زهده محمد بن عباد حیث قال : کان جلوس الرضا على حصیرة فی الصیف، وعلى مسح(2) فی الشتاء، ولباسه الغلیظ من الثیاب حتى إذا برز للناس تزیا (3)
والتقى به سفیان الثوری ـ وکان الإمام قد لبس ثوبا من خز ـ فأنکر علیه ذلک وقال له : لو لبست ثوبا ادنى من هذا. فأخذ الإمام (علیه السلام) یده برفق، وأدخلها فی كُمّه فإذا تحت ذلک الثوب مسح، ثم قال له
یا سفیان! « الخزّ للخلق، والمسح للحق ...» (4) وحینما تقلّد ولایة العهد لم یحفل بأی مظهر من مظاهر السلطة، ولم یقم لها أی وزن، ولم یرغب فی أی موکب رسمی، حتى لقد کره مظاهر العظمة التی کان یقیمها الناس لملوکهم

سخاؤه :
لم یکن شیء فی الدنیا أحبّ الى الإمام الرضا(علیه السلام) من الإحسان الى الناس والبر بالفقراء. وقد ذکرت بوادر کثیرة من جوده وإحسانه، وکان منها ما یلی :
1 ـ أنفق جمیع ما عنده على الفقراء، حینما کان فی خراسان، وذلک فی یوم عرفة فأنکر علیه الفضل بن سهل، وقال له : إنّ هذا لمغرم ...
فأجابه الإمام(علیه السلام): « بل هو المغنم لا تعدّنّ مغرماً ما ابتغیت به أجراً وکرماً» (5).
انه لیس من المغرم فی شیء صلة الفقراء والإحسان الى الضعفاء ابتغاء مرضاة الله تعالى، وإنّما المغرم هو الإنفاق بغیر وجه مشروع کإنفاق الملوک والوزراء الأموال الطائلة على المغنّین والعابثین .

تکریمه للضیوف :
کان (علیه السلام) یکرم الضیوف، ویغدق علیهم بنعمه واحسانه وکان یبادر بنفسه لخدمتهم، وقد استضافه شخص، وکان الإمام یحدثه فی بعض اللیل فتغيّر السراج فبادر الضیف لاصلاحه فوثب الإمام، وأصلحه بنفسه، وقال لضیفه : «إنّا قوم لا نستخدم أضیافنا»(6)


علمه :
والشیء البارز فی شخصیة الإمام الرضا (علیه السلام) هو احاطته التامة بجمیع أنواع العلوم والمعارف، فقد کان باجماع المؤرخین والرواة اعلم أهل زمانه، وافضلهم وادراهم باحکام الدین، وعلوم الفلسفة والطب وغیرها من سائر العلوم، وقد تحدّث عبدالسلام الهروی عن سعة علومه، وکان مرافقاً له، یقول :
« ما رأیت اعلم من علی بن موسى الرضا، وما رآه عالم إلاّ شهد له بمثل شهادتی، ولقد جمع المأمون فی مجالس له عدداً من علماء الادیان، وفقهاء الشریعة والمتکلمین، فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقی منهم أحد إلاّ أقرّ له بالفضل، واقرّ له على نفسه بالقصور، ولقد سمعته یقول : کنت أجلس فی (الروضة) والعلماء بالمدینة متوافرون فاذا عيّ الواحد منهم عن مسألة أشاروا اليّ بأجمعهم، وبعثوا اليّ المسألة فاُجیب عنها ..»(7).
وکان المرجع الاعلى فی العالم الاسلامی الذی یرجع الیه العلماء والفقهاء فیما خفی علیهم من احکام الشریعة، والفروع الفقهيّة .
قال ابراهیم بن العباس : «ما رأیت الرضا یسأل عن شیء قط إلاّ علم، ولا رأیت اعلم منه بما کان فی الزمان الأول، الى وقته وعصره، وکان المأمون یمتحنه بالسؤال عن کل شیء فیجیبه الجواب الشافی»(8)
قال المأمون : «ما أعلم احداً افضل من هذا الرجل ـ یعنی الإمام الرضا ـ على وجه الأرض...»(9)
وقبر الإمام الرضا الآن مزار شامخ یتقاطر المسلمون على زیارته والتبرک به. فسلام الله علیه یوم ولد، ویوم استشهد، ویوم یبعث حیا.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1. عیون أخبار الرضا: 1/184 وعنه فی بحار الأنوار: 49/90، 91، وعنه فی حیاة الإمام محمد الجواد(علیه السلام) للقرشی: 35.
٢. المسح : الکساء من الشعر
3. عیون أخبار الرضا: 2 / 178، المناقب: 4 / 389
4. المناقب : 4/389 ـ 390
5. المناقب: 4 / 390
6. الکافی : 6/283 وعنه فی بحار الأنوار: 49/102، ح 20
7. اعلام الورى: 2/64 وعنه فی کشف الغمة: 3/106 ـ 107 وعنهما فی بحار الأنوار: 49/100
8. عیون أخبار الرضا: 2 / 180، الفصول المهمّة: 251
9. الإرشاد: 2/261.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page