• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

زیارة الإمام الرضا(ع) و آدابها

الزیارة
یقول الله تعالی فی القرآن الکریم :
" وَ لَا تَحسَبَنََّ الَّذینَ قُتِلوا فی سَبیلِ اللهِ اَمواتاً بَل اَحیاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ "
من هنا یتجلّی أنّ الأرواح الطيّبة للأئمة المعصومین (ع) و هم جمیعاً شهداء فی سبیل الحقّ و الحقیقة – أرواحٌ حيّة مطّلعة علی زیارتنا و دعائنا و توسّلنا و لذلک قال الإمام الصادق (ع) مَن زارَنا بعد مماتنا کان کمن زارَنا فی حیاتنا .
الزیارة – إذاً – هی الحضور بشوْق فی الحرم المقدس للأئمة المعصومین و اللقاء المعنويّ بهم .
و زیارة الإمام.. تعنی مبایعة الإمام و إحیاء لذکری إیثار الإمام و تضحیته و استشهاده .
زیارة الإمام.. تعنی إظهار محبّة الإمام وإبراز مَوَدّته ؛ فإنّ الله تعالی قال لرسوله (ص) : " قُل : لا أسألُكُم عَلَیهِ أجراً ألّا المَوَدَّةَ فی القُربی "
زیارة الأمام.. تعنی الإعلان أنّ أسماء أولیاء الله و أهدافهم لاتُنسی باستشهادهم .
و المزار.. مُلتقی عشّاق طریق الولایة .
و نَصّ الزیارة إعلان المُتابَعة و المُشایعَة لخطّ قیادة المعصوم و النُّفرة من الطاغوت و سُبُله و أتباعه .
و لقد کانت الصدِّیقة فاطمة الزهراء (س) تَخرج کلّ أسبوع الی مزار الشهداء فی أُحُد . و لمّا علّمها رسول الله (ص) التسبیح الذی عُرف بعد ئذٍ باسمها المقدّس ( الله أکبر 34 مرّة ، الحمدلله 33 مرة ، سبحان الله 33 مرّة ) أخذت فاطمة من تراب قبر حمزة و صيّرته طیناً و عملت منه مئةَ حبّة نَظَمَتها فی خیط و أخذت تَعُدّبها هذا الذِّکر ( أی تسبیح الزهراء (س) )و بهذا قَرَنت الی ذِکر الله تعالی ذِکری الشهداء .
و بعد استشهاد الإمام سيّد الشهداء ذلکم الاستشهاد الفجیع.. اتُّخِذت مَسابح من تراب قبره الطاهر . و جاءت وصایا الأئمّة الهداة أن نضع جباهنا فی سجود الصلاة علی تراب کربلاء و أن نزور الإمام الحسین المظلوم (ع) کلّ لیلة القدر و کلّ لیلة جمعة و کلّ اللیالی و الأیام المقدّسة و أن نذکر سيّد الشهداء (ع) کلّما شربنا الماء ؛ فإنّ الظالمین قد قتلوه عطشاناً .
إنّ هذا کلّه من أجل ألّا ننسی الأئمّة المعصومین و لا نغفل عن طریقهم ؛ ذلک أنّ مایصیب المسلمین من بلایا و محن إنّما بسبب الغفلة عن هؤلاء القادة الإلهیین الهداة المعصومین و الراکون الی الطواغیب المتجبّرین المضلّین .
زیارة الإمام الرضا (ع)
ذکرت الأحادیث فضلاً عظیماً و ثواباً کبیراً لزیارة الإمام الثامن من أئمة أهل البیت أبی الحسن عليّ بن موسی الرضا (ع) و من هذه الأحادیث :
قال الإمام محمّدبن عليّ الجواد (ع) : " مَن زارَ قبرَ أبی بطوس غَفَر الله له ما تَقدّمَ مِن ذنه و ما تأخر " و " مَن زارَ أبی فله الجنّة . "
و قال الإمام جعفربن محمّد الصادق (ع) : " مَن زارَه فی غُربته... کان کمن زارَ رسول الله (ص) . "
و قال الإمام الجواد (ع) : " ضَمِنتُ لمن زارَ قبرَ أبی (ع) بطوس – عارفاً بحقّّه – الجنّةَ علی الله عزّوجلّ . "
و قال الإمام الرضا (ع) : " مَن زارنی علی بُعد داری و مزاری أتَیتُه یومَ القیامة فی ثلاثة مَواطِن حتّی أُخَلِّصَه مِن أهوالها : إذا تَطايَرَت الکتب یمیناً و شمالاً و عند الصراط و عند المیزان . "
و روی عبدالسلام بن صالح الهَرَوی عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال : " لاتنقضی الأيّام و اللیالی حتّی تصیر طوس مُختلَف شیعتی و زُوّاری . ألَا فمَن زارنی فی غربتی بطوس کان معی فی درجتی یوم القیامة مغفوراً له . "
و روی عن الإمام عليّ بن محمّدالهادی (ع) أنّه قال : " مَن کانت له الی الله حاجة فَلیزُر قبرَ جدّی الرضا (ع) بطوس و هو علی غُسل و ليُصلِّ عند رأسه رکعتین و لیسأل الله تعالی حاجتَه فی قنوته ؛ فإنّه یستجیب له ما لَم یسأل مَأثَماً أو قطیعة رَحِم . إنّ موضع قبره لَبُقعة مِن بِقاع الجنّة ، لایزورها مؤمن إلّا أعتَقَه اللهُ تعالی مِن النار و أدخَلَه دارَالقرار . "
التوسّل
أوجد الله عزّوجلّ نظام الخلیقة و جعد قائماً علی الوسائل و الأسباب : المطر يَهطِل ، لکن بوسیلة البخار و السحاب و الریاح . والله سبحانه یکلّم رسوله ، لکن بوساطة جبرئیل .
الله تبارک و تعالی نفسه وصف الملائکة فی القرآن بأنها واسطة تدبیر الأمور .
و حتّی فی عَرض حاجاتنا فی محضر الله تعالی و فی تقدیم الطلبات یکون ابتغاء الوسیلة أمراَ قيّماَ کما قال سبحانه : " وَ ابتَغُوا إلَیهِ الوَسِیلَةَ . "
إنّ التوسّل هو أن نَتّخذ أولیاء وسیلةً لطلب الحاجة من الله المتعال .
یقول الإمام عليّ (ع) فی قوله تعالی : " وَ ابتَغُوا إلَیهِ الوَسِیلَةَ " : أنا وسیلتُه . "
و تقول السیدة فاطمة الزهراء (س) : " و نحن وسیلتُه فی خلقه . "
و فی هذا المضمون وردت أحادیث کثیرة .
و من المفید أیضاً – الی جوار التوسّل الی الله بالأطهار المنزَّهین و بخاصّة أولیاء الله – ذِکرُ و تعظیم الأيّام المبارکة و الأوقات المقدسة ؛ فالإمام السجّاد (ع) دعا الله بحقّ شهر رمضان26 ، و أقسم الإمام الحسین (ع) علی الله بحقّ لیلة عَرَفة .
و قد نزل القرآن فی لیلة القدر و هی لیلة مبارکة ، بل هی خیرٌ مِن ألف شهر .
یقول الإمام محمّدالباقر (ع) : " مَن أحیا لیلةَ القدر غُفِرت له ذنوبُه . "
و نقراً فی القرآن الکریم ، عن الملائکة :
" و يَستَغفِرُون لِمَن فِی الأرضِ " ، أی أنّ الملائکة – و هم وُجَهاء الحضرة الإلهیة – یطلبون العفو و المغفرة لأهل الأرض .
إنّ هذا التوسّل هو عمل مهمّ و من مظاهر الحیاة التوحیدیة النقیة التی دعانا الیها الله سبحانه و الأنبیاء و الأوصیاء (ع) ، غیر أنّ ما هو باطل و ذمیم أن یکون التوسّل بالحجر و الخشب و النار و النجوم و سواها من مظاهر الوثینة التی تری لهذه الجمادات تأثیراً . و من الطبیعی أنّ شأن أولیاء الله یتفاوت تفاوتاً کبیراً عن شأن الأشیاء الجامدة الخالیة من الروح . نقرأ فی القرآن الکریم أنّ النبيّ یعقوب وضع قمیص یوسف علی عینیه فارتدّ بصیراً و شَفيَت عیناه .
إنّ القمیص ما هو إلّا قطعة من القماش ، لکنّه لمّا لامَسَ جسم یوسف الطاهر مدّة من الزمان غدا له هذا الأثر الشافی .
کمالُ جلیسی لقلبی سَرَی و إلّا .. فما أنا إلّا تُرابُ !
لمّا حَلَق رسولُ الله (ص) شعر رأسه المبارک فی مِنی ( بمکة المکرّمة ) بقصد التقصیر بعد أداء الحجّ ... أخذ الصحابة شعر رأسه یتبرّکون به .
و نحن لانعتقد أنّ أحداً – مهما کان – له قدرة مستقلّة عن قدرة الله عزّوجلّ ، بل نری أنّ منشأ قدرة أولیاء الله من ذات الحقّ تعالی ، یقول القرآن : " أغناهُمُ اللهُ و رسُولُهُ . "
فی هذه الآیة قُرِن اسم رسول الله باسم الله تعالی . و من الواضح الجلی أنّ قدرة النبيّ إنّما هی شعاع من قدرة الله وهبه للنبيّ .
أجَل ، إنّ قضيّة التوسّل و مشروعيّته هی من الوضوح بحیث لاتَدَع ذریعة مُعرِضة للوهابيّین الذین وصفهم قائد الثورة الکبیر قدّس سرّه بالحَمقی الملحدین .
عندما مَرِض الإمام الهادی (ع) بَعَث مَن یدعو له عند قبر الإمام الحسین (ع) فی کربلاء . و مع أنّ الإمام الهادی (ع) أحد الأئمة المعصومین ، غیر أنّ فی هذا دلالة علی رفعة منزلة الإمام الحسین (ع) عندالله و علی أنّ حرمه الطاهر موضع استجابة الدعوات و نیل الحاجات .
و قد بيّن الإمام الهادی (ع) لمن تعجّب من إرسال الإمام مَن یدعو له کربلاء أنّ " رسول الله (ص) کان یطوف بالبیت و یقبّل الحجر [ الأسود ] و حرمةُ النبيّ (ص) و المؤمن أعظم من حرمة البیت و أمرَه الله أن یقف بعرفة . إنّما هی مَواطن یحبّ اللهُ أن يُذکر فیها ، فأنا أُحبّ أن يُدعی لی حیث یحبّ الله أن يُدعی فیها و الحَیر [ أی ما حول قبر الحسین (ع) ] من تلک المواضع . "
و عندما أصاب الناسَ قحطٌ فی أیام حکم عمربن الخطاب ، فإنّه قَصدَ العباس عَمَّ رسول الله (ص) و استسقی للناس بالعباس بن عبدالمطّلب .
و روی عن رجل أنّه قال : بَعَث إليّ أبوالحسن الرضا (ع) من خراسان رزمة ثیاب و کان بینها طین ، فقلت للرسول [ الذی أوصلها إليّ ] : ما هذا ؟ قال : هذا طین قبر الحسین (ع) ما کاد [ الإمام الرضا (ع) ] يُوجِّه شیئاً من الثیاب و لا غیره إلّا و یجعل فیه الطین ، فکان یقول : " هو أمان بإذن الله . "
و فی الخبر أنّ ابن أبی یعفور قال للإمام الصادق (ع) : یأخذ الانسان من طین قبر الحسین (ع) فینتفع به و یأخذ غیره فلا ینتفع به !
فقال (ع) : " لا والله الذی لا إله إلّا هو ، ما یأخذه أحد و هو یری أنّ الله ینفعه به إلّا نفعه الله به . "
و غیر هذا و ذاک.. فإنّ الملایین من الناس یقصدون العتبات المقدسة فی کل عام ، فيَدعون فیها و ینالون ما یطلبون .
و حصول الناس علی طلباتهم فی العتبات المقدسة هو فی ذاته دلیل یؤيّد هذا المعنی . تُری .. من الذی یدعو الله فی البقاع الطاهرة بفؤاد طافح بالإیمان و قلب منکسر مؤمِّل ثُمّ لا يُستجاب دعاؤه ؟!
نقرأ فی القرآن الکریم :
" و لَو أنَّهم إذا ظَلَموا أنفُسَهُم جاءُكَ فاستَغفَروا اللهَ و استَغفَرَ لَهُمُ الرسولُ لَوجَدوا اللهَ تَوّاباً رَحیماَ . "
بناء القبّة و الحضرة
فی القرآن الکریم دلالة علی جواز بناء المسجد علی مزار الجال الإلهیین . و فی اتّخاذ القبّة و الحضرة علامة علی أنّ هذه البقعة المقدّسة هی مرقد لرجل من دعاة التوحید .
و فی هذا المجال ، جاء فی سنن أبی داوود :
لمّا مات عثمان بن مظعون أُخرج بجنازته فدُفن ، أمر النبيُّ رجلاً أن یأتیه بحجر ، فلم یستطع حملَه ، فقام الیه سول الله (ص) و حَسَر عن ذراعیه ... ثمّ حمله فوضعه عند رأسه و قال : " أتعلَّم بها قبرَ أخی و أدفن الیه مَن مات مِن أهلی ."
و من الواضح الجليّ أن تشیید الحرم و إقامة القِباب علی المراقد الطاهرة للمعصومین (س) هو لون من التجلیل و التعظیم لهؤلاء الحجج الإلهیین الذین استُشهِدوا فی سبیل الله بعد حیاة توحیدیة عظیمة حافلة بالعمل علی الهدایة و التبصیر و فی هذا نوع من الإحیاء الدائم لذکری هؤلاء الأئمّة القادة فی حیاة الناس و لتغدو مزاراتهم المقدّسة مَثابات للناس یتلقَّون فیها من الفیض الإلهی ما يُسعِدهم و يُغنیهم


تقبیل أبواب الحرم
عند ما نقبّل أبواب الحرم و ضریح الإمام و نعدّها مبارکات فإنّما نفعل ذلک احتراماً و تعظیماَ لحجّة الله الإمام المعصوم الذی تستمدّ الأبواب و الجدران و الضریح مِن برکته و یسری الیها من قداسته .. کما نُقبّل غلاف القرآن الکریم لاعتقادنا أنّ القرآن قد كُتب علی ورقه و أن الجلد قد غدا غلافاً للمصحف الشریف ، فاکتسب برکةً و قداسة خاصة و لکنّ هذا الجلد نفسه لو صُنع منه لباس أو جُعل حذاءً للإنسان لَما کان له قطّ شیء من هذه البرکة و هذه القداسة .
السلام علی أولیاء الله
أوّل ما ورد إهداءالتحیة الی اولیاء الله و السلام علیهم إنّما ورد فی القرآن الکریم ، فی قوله :
" سَلامٌ عَلی نُوحٍ فی العالَمین "
" سَلامٌ عَلی إبراهیم "
" سَلامٌ عَلی مُوسی و هارون "
" و سَلامٌ عَلیهِ يَومَ وُلِدَ و يَومَ يَموتُ و يَومَ يُبعَثُ حَيّاً"
" و سَلامٌ علَی المُرسَلِین "
و نحن أیضاً نتَّبع ما جاء فی القرآن ، فنُسلِّم علی رسول الله (ص) و الأئمّة المعصومین من أهل بیته (ع) .
و بسلامنا هذا و تحيّاتنا هذه نعرض ؛ بین أیدیهم ، محبّتنا و احترامنا و نسأل الله تعالی کذلک لهم زیادة الرحمة و مضاعفة درجاتهم الرفیعه .
و هذا فی نفسه نوع من تقدیم الشکر لهم علی جهودهم فی إبلاغ الحقائق الاسلامیة و بثّها حتّی مَنّ الله علینا فجعلنا مسلمین من شیعة أهل البیت (ع).
ذِکر المناقب و المصائب
یذکر الله سبحانه فی القرآن محن و شدائد الأنبیاء و أصحابِهم ، فیقول تعالی :
" وَ کأيِّن مِن نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ کثیرٌ فَما وَهَنوا لِما أصابَهُم فی سَبیلِ اللهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ ما استَکانُوا و اللهُ يُحِبُّ الصّابِرین . "
و قد تضمّنت أکثر نصوص " زیارة " أئمّة أهل البیت (ع) عباراتٍ تتحدّث عمّا تحمّله هؤلاء الأئمّة الصابرون – فی سبیل الله تعالی – من محن و بلایا و مشقّات عظیمة و ما واجههم به الخصوم و الأعداء – بسبب ثباتهم و رسوخهم فی الحقّ – من سّیئ الکلام و بذیئه . أنّ التوجّه الی مضامین هذه العبارات و التدقیق فیها یزید المرءَ تعرّفاً و اطّلاعاً علی ما عاناه الأئمّة الطاهرون من هضم و ظلم و یزیده بصیرة بحقّهم و مقامهم الإلهيّ الرفیع.. کما نلاحظ نماذج من ذلک فی أغلب فقرات " الزیارة الجامعة الکبیرة . "

آداب الزیارة
من أجل تعرّف القرّاء الأعزّاء ما تقتضیه زیارة حجّة الله علی خلقه الإمام المعصوم (ع) من آداب ، نشیر هنا الی عدد منها :
1- نذهب الی الزیارة مُنفقین من المال الحلال ، فإنّ اللُّقمة الحرام لاتُقبَل بها الصلاة و لا الزیارة و لا يُستجاب بها الدعاء .
2- نجتنب المعاصی و الآثام ، ذلک أنّ الله تعالی أنّما یتقبّل عمل الخیر من المتّقین .
3- عند مغادرة الوطن و تودیع الزوجة و الأولاد و الأهل ، نوصیهم بالتقوی و العمل الصالح ، فإنّ للتذکیر فی لحظات الوداع أثره البالغ.
4- علینا – فی تهیئة بطاقة السفر و واسطة النقل – أن لا نرتکب إیذاءً لأحد و لانسیء التعامل و لانکذب و لانُضیع حقّاً و لانستغلّ أموال الآخرین ، ذلک أنّ ارتکاب کلّ واحدة من هذه الأمور من شأنه أن ینأی بسفر الزیارة المقدس عن قیمته الحقیقیة .
5- لنعلم أننا إذا استصغرنا أحداً قبل ذلک و لم نتقبّله ، فإنّ الإمام (ع) لن يَقبلنا أیضاً .
کان علی بن یقطین فی أیام الإمام الکاظم (ع) وزیراً لهارون الرشید . و فی أحد الأیام أراد إبراهیم الجمّال – و کان جمّالاً من الشیعة – أن یدخل مجلس الوزیر ، فلم یأذن له علی بن یقطین . و حَدَث فی تلک السنة أنّ حَجّ ابنُ یقطین و ذهب الی المدینة فاستأذن لیدخل علی الإمام الکاظم (ع) فحَجَبه و لم یأذن له . فرآه فی الیوم التالی ، فسأله : یا سيّدی ، ماذنبی [ حتّی حجبتَنی عنک ] ؟
فقال له الإمام (ع) : " حَجَبتُک لأنّک حَجَبتَ أخاک إبراهیم الجمّال و قد أبی الله أن يَسكُر سعيَک أو یغفر لک إبراهیمُ الجمّال . "
6- أن نُعین رفقاء سفرنا ما أمکننا ذلک و أن نُحسن الیهم .
یقول مُرازم بن حکیم : زاملتُ [ فی طریق المدینة المنورة ] محمّدبن مصادف ، فلمّا دخلنا المدینة اعتَلَلت [ أی : مَرِضت ] ، فکان یمضی الی المسجد و يَدَعنی وحدی ، فشکوتُ ذلک الی مصادف فأخبر به أبا عبدالله(ع) فأرسَلَ الیه : " قُعودُكَ عنده أفضلُ من صلاتک فی المسجد . "
7- لانستصغر خدمة الناس و لانستهین بها و لنعلم أن إعانة الرفقاء لها ثوابها .
یقول إسماعیل الخثعميّ : إنّا إذا قَدِمنا مكّةَ ذَهَب أصحابُنا یطوفون و یترکونی أحفظ متاعهم ، فقال الإمام (ع) : أنتَ أعظَمُهم أجراً .
8- للتشرّف بالزیارة يَحسُن أن نلبس ثیاباً طاهرة لائقة و أن نتطيّب بالطِّیب ، لئلّا تؤذی الزائرین رائحة عرقنا أو رائحة الجوارب .
9- أن ندخل الحرم علی وضوء ( و علی غُسل إن أمکن ) و أن نخطو بسَكِینة و وقار . و بعد إذن الدخول نتشرّف بمحضر الإمام بخضوع و رجاء و حضور قلب و عین دامعة . ثمّ نقف فی قبالة الضریح الطاهر اذا لم یکن فی ذلک مضایقة للآخرین و إلّا وقفنا علی مسافة من الضریح و نزور الإمام و نقول نخاطبه (ع) :
یا إمامی ! طالما عُرضت علیک أعمالی السيّئة و طالما آذیتُک بأعمالی و أقوالی الذمیمة.. و ها أنَذا جئت أعتذر أمام ألطافک .
یا أمامی ! أنتم أهل بیت رسول الله (ص) موضع هبوط و ملائکه الحقّ و عروجهم و مَعدِن علم الله و رحمته .
یا إمامی ! أنتم حجّة الله و أولیاء نعمتنا و أنتم بیت الإمامة ساسة العباد و ملجأ الخلق . اصطفاکم الله بالعقل الکامل و جعلکم کنز العلم و المعرفة و جعلکم تراجمةً لوحیه و الشهداء علی خلقه ، عصکم الله من الزلل و طهّرکم من الدَّنس و قد بذلتم أنفسکم فی مرضاته و کنتم الدعاة إلیه .
یا إمامی ! أنتم نور فی الظلمات ، إذا ذُکر الحقّ کنتم مُبتدأه و مُنتهاه ، أنتم محور التقوی و الصدق و العزّة و الرحمة . أنتم خلفاء الله فی الرض و حججه علی الخلق و عندکم الغیب و کمال المعرفة و العشق و المودّة الخالصة و العقل الراسخ ، أنتم مقیمو الصلاة و مؤدّو الزکاة و باذلو النفوس فی سبیل الله .
و نُتَمتِم بمثل هذه الکلمات و نروح نُقبّل الأبواب و الأعتاب حبّاً للإمام (ع) و ندعو للصالحین و العلماء الذین عرّفونا علی هذا الطریق و نستمدّ العون من الله الکبیر المتعال لتربیة أبنائنا عارفین بحقّ الأئمّة الطاهرین .
10- بعدها نقرأ بصوتٍ خافت إحدی الزیارات المعتبرة ( مثل زیارة أمین الله و زیارة الجامعة الکبیرة ) بتوجّه الی مفاهیمها ، ثمّ نصلّی رکعتبین بنيّة ( صلاة الزیارة ) و ندعو لأنفسنا و آبائنا و أمّهاتنا أبنائنا و أقربائنا و أصدقائنا و مَن لهم حقّ علینا و من أوصانا بالدعاء ، کما ندعو بالعزّة و الظَّفَر للأمة الاسلامیة و توفیق مسؤولی نظام الجمهوریة الإسلامیة .
11- نشارک فی صلاة الجماعة إذا حان وقتها ، لئلّا نُحرَم فضیلة الصلاة فی أول وقتها .
12- نأخذ توجیهات خدمة الحرم مأخذ الجِدّ و نتجنّب مضایقة الآخرین .
13- عند تشرّفنا بدخول الحرم الطاهر لانُضيّع الوقت بالإغفاء أو بالکلام غیر المُجدی ، أو بالجدال الذی یجرّ الی الخصومة ، بل نستثمر هذه اللحظات النفسیة لقراءة القرآن ، أو لقراءة الزیارة الجامعة و الأدعیة المعتبرة ، أو نصلّی قضاءً عنّا و عن و الدَنیا و صلاةً مستحبّة نهدی ثوابها الی الروح القدسيّة للإمام الرضا (ع) أو الأئمّة المعصومین الآخرین ، أو لوالدَینا و أرحامنا .. لتکون ذخیرةً لنا و زاداً فی الآخرة .
14- لانفغل عن الدعاء لَفرَج الإمام صاحب الزمان عجّل الله فرجَه الشریف و التعجیل فی ظهور منقذ البشريّة و مصلح شؤون العالَم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page