• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تصنيف السلوك (السواء والشذوذ)(2)

تصنيف السلوك (السواء والشذوذ)(2)

وفي الواقع إن ما يهمنا من التصنيف الثنائي للسلوك أن نتجه إلى تحديد دلالاته ومدى توافق أو افتراق الدلالة الأرضية عن الإسلامية ثم تصينف مفرداته المتنوعة وتمييز مستوياتها يستوي في ذلك أن يتسم السلوك بسمات أخلاقية كالكذب أو الصدق أونفسية كالحب أو الحقد أو مزاجية كالانطواء والانبساط، كما يستوي في ذلك أن يتسم السلوك بسلامة الجهاز الوظيفي كالأمثلة المتقدمة، أو باضطرابه كحالات الوسوسة والتطير والخوف، كما يستوي في ذلك أن يتسم السلوك بحالات وجدانية كالأمثلة المقدمة أو حالات ادراكية كالغباء والنسيان ونحوهما، كما يستوي في ذلك أن يكون السلوك مألوفاً لدى بحوث الأرض كالأمثلة المتقدمة، أو غير مألوف وهو ما يدخل في نطاق الأحكام من حرمة وجوب من حيث تحديد أشكال السلوك الشاذ والسوي وتحديد الشذوذ أو السوية من السلوك.
فبالنسبة إلى التحديد مع أننا ذكرنا قبل قليل بأن تحديد السلوك الشاذ عن السوي يتمثل في معيار هوالتمييز بين الحقيقة والوهم، حيث أن القدرة على التمييز تمثل درجة العصاب وعدم القدرة تمثل درجة الذهان، ولكن هذا التحديد في الواقع مع أنه يتسّم بشيء من الصحة ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، بل إنها تنطوي على منحنيات دقيقة ينبغي أن نقف عندها، وفي الواقع أن الصعوبة تكمن في جملة أسباب، منها:
أولاً: التخوم الفاصلة بين الذهان والعصاب تشكل فارقاً في الدرجة لا في النوع، فإننا كلنا بحسب تصور هؤلاء الباحثين الأرضيين نعاني مقداراً من الصراع أو التوتر نتيجة للإحباطات المختلفة التي نواجهها. كل ما في الأمر أن درجات التوتر أو الصراع تتضخم أو تتضاءل من فردٍ إلى آخر، وإذا كان العصاب يعني تضخم الصراع أو التوتر والسوية تعني تضائله حينئذٍ يبقى الفارق منحصراً في الدرجة لا في النوع حسب تصور هؤلاء الأرضيين، ولكننا لا نعتقد بصواب هذه الملاحظة أو هذا التحديد لمفهوم العصاب والسوية من خلال فارقية الدرجة لا النوع، لأنه تحديد يفتقر إلى شيء من التماسك في فهم دلالة العصاب والسوية، فأولاً نعرف جميعاً أن ثمة نماذج في الواقع لا تحيا الصراع بمعناها الأرضي إلا في نطاق المواجهة المبدئية، وسراعان ما تقضي على منابعه في الوهلة الأولى من تأملها ودراسة النتائج السلبية له، وهذا ما يستتبع أن مثل هذه الشخصية لا تحيا أو لا تعاني أي توتر ناجم منه، ومثال ذلك مثلاً الحاجة إلى التفوق أو التملك أو الانتماء الاجتماعي، فمن السهولة بمكان أن ينعدم لدى فردٍ ما أي دافع إلى التفوق من خلال نبذه للذات وحبه للآخرين وأن يرفض التملك ويختار الزهد في متاع الحياة وأن ينهد إلى العزلة مؤثراً هدوءها والتوجه إلى انتماءات روحية لا تنحصر إلى انتماءات إلى أشخاص، بل انتماءات إلى قيم وأفكار، والدراسات التي أجراها علماء الأقوام تفصح بوضوح عن هذه النماذج التي لا تحس بالحاجة إلى إشباع الدوافع المذكورة، مما يستتبع معها عدم الصراع والتوتر ولعل الشخصية المسلمة الملتزمة الواعيةنموذج حي لهذا النمط من الاستجابة السوية.
ثانياً: إن الفارقية في الدرجة ينبغي أن لا نهملها في هذا الصدد، ما دمنا نلحظ أشكالاً شتى من التعامل نحكم عليها بالسلب أو الإيجاب من خلال الدرجة التي نستجيب لها في التعامل، مثلاً استجابة الغضب فأنت قد تغضب وتوجه للمسيء عبارات مهذبة قد توجه إليه عبارات قاسية، بل قد تفقد السيطرة على نفسك فتهذي بكلام غير متناسق، ومما لا شك فيه أن الرد بالعبارة المهذبة يعني قدرتك على السيطرة وهي عامل يفرز الشخصية المتماسكة عن الشخصية غير المتماسكة حيث تفقد هذه الأخيرة سيطرتها ويختل توازنها الداخلي من خلال هذيانها بالكلام غير المتناسق.
إذن الفارقية في الدرجة لا تعفي الباحث من اتخاذها معياراً للفصل بين السلوك العصابي والسوي، هذا فضلاً عن أن استجابة الغضب قد تنعدم أساساً لدى نماذج لا تحيا الصراع والتوتر كما قلنا.
ثالثاً: هناك من الباحثين من يجد أن صعوبة الفرز بين العصاب وبين السوية تكمن في نسبية الثقافات؛ أي أن المجتمعات البشرية تختلف في اجهزتها القيمية من حيث النظم والأعراف والعادات الاجتماعية، فالدعابة مثلاً تعتبر في بعض الثقافات دليلاً على انبساط الشخصية وخلوها من التوتر والصراع والمرض..الخ. بينما تعتبرها ثقافات أخرى فضولاً أو سوء أدب وهكذا.. ومع وجود مثل هذه النسبية في الثقافات حينئذٍ من المتعذر فرز السلوك السوي من السلوك العصابي، لكن هذه الوجهة من النظر لا يمكن التسليم بها ايضاً فلو عدنا إلى ظاهرة الدعابة ذاتها، للحظنا أن التصور الإسلامي  يفرز نمطين من المزاح، أحدهما يجسد العصاب وهو المزاح الناجم من نزعة عدوانية، والآخر يجسد السوية وهو المزاح الناجم عن مشاعر الحب، وهذا ما سنحدثكم عنه في محاضرات لاحقة.
أما الآن فقد استهدفنا مجرد الإشارة إلى أن هذه النسبية في الثقافات كما يقال تظل بالنسبة إلى التصور الإسلامي محلولة في الواقع من خلال فرزنا لنمطين من المزاح نستطيع من خلالهما أن نميز ما هو سوي وما هو غير سوي، دون النظر إلى الاختلاف الذي نجده عند الثقافات الأرضية، وإذاً حتى ما يعده البحث الأرضي محكوماً بالنسبة كالمثال المتقدم يمكننا في الواقع فرز مصادره للتعرف على جذره المرضي أو الصحي مما لا يبقى معها لمفهوم النسبية أثر ذو بال.
رابعاً: من الباحثين من يضع معيار التوافق الاجتماعي دليلاً على السوية وعدم التوافق دليلاً على العصاب، هذا المعيار بدوره لا يمكن أن نسلم به بنحو مطلق لأن التوافق قد يتحتم في حالات خاصة وقد يتحتم عدمه في حالات أخرى، ومن الأمثلة على ذلك أننا حينما نتعامل مع الآخرين من خلال لغة الحب مثلاً، أو من خلال ما يسمى بالمجاملة، فإن هذه المجاملة أو هذا التعامل يعد إفصاحاً عن التوافق الاجتماعي، وهو أمر يقرره المشرع الإسلامي كما سنرى لاحقاً، لكن التعامل مع الآخرين في حالات المساومة على حساب القيم مثلاً كالصمت حيال الخيانة للوطن، هذا النمط من التعامل لا يمكن أن نعده سلوكاً سوياً تحت ستار التوافق مع الآخرين، بل إن السوية تفرض عدم التوافق في هذا المجال. وإذاً معيار التوافق الاجتماعي لا يمكننا أن نعده دليلاً على السوية ونعد عدمه دليلاً على العصاب.
خامساً: تتجه الغالبية من الباحثين إلى وضع معيار وظيفي بدلاً من المعيار الشكلي للسلوك في فرز السوية عن العصاب، ويرى هؤلاء الباحثون أن الذي يحدد الفارق بينهما هو وظيفة السلوك لا شكله، أي في تحديد نوع الاستجابة، فإذا كانت الاستجابة ـ أياً كان الموضوع ـ قائمة على الهروب من المشاكل بدلاً من مواجهتها مثلاً فحينئذٍ يعد هذا السلوك عصاباً وفي المواجهة يعد سوياً، والحق أن هذا المعيار هو أشد المعيايير التي تقدم الحديث عنها صواباً، ولكنه مع ذلك لا يحسم المشكلة، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن مواجهة الواقع لا يمكن أن تعطي ثمارها ما لم ترتكز الشخصية إلى جهاز قيمي يتناسب مع طبيعة التركيب البشري ودلالة وجوده في الكون، أي الجهاز العبادي لدى الشخصية، مثال ذلك إذا واجهت الشخصية شدائد وضغوطاً عادة لا تتحمّل عادة كالفقر الشديد وموت القريب والخنق التام للحرية والنبذ الاجتماعي المهين للشخصية، قبالة هذه الضغوط الحادة من الصعب في الواقع أن تحتفظ الشخصية بأتي تماسك، بخاصة في مجتمعات عصابية متقدمة حضارياً تتعامل من خلال السيطرة والتملك والتعالي...الخ. دون أن ترفدها نظم أو معايير تستجر مبدأ الثواب والعقاب الاجتماعيين. في مثل هذه المجتمعات من المتعذر أن نطالب الشخصية بمواجهة الاحباط بصدر رحب وبتقبل رصين لها، لأنها مطالبة مثالية لا ترفدها قيم خاصة نابعة من خارج هذه الثقافة الاجتماعية التي يتنسب إليها الفرد العلماني، نعم ثمة قيم نابعة من خارج هذه النظم والتقاليد تسهم بنحو فعال في تغيير استجابة الفرد وتحويلها إلى استجابة لا مبالية حيال الظروف المذكورة، وفاعلية هذه القيم تتمثل في كونها تتساوق مع طبيعة التركيب البشري من حيث صياغة هذا التركيب وفقاً لمبدأ خلافة الإنسان في الأرض أو المبدأ العبادي كما قلنا.
خارجاً عن المبدأ الإسلامي المذكور فإن المعيار الوظيفي الذي تصوغه الأرض فارقاً بين العصاب والسوية يظل حلاً مثالياً وليس حسماً لمشكلة واقعية.
وهذا ما يفسر لنا بالضبط إقرار غالبية باحثي الأرض بأن الصراع والتوتر لا سبيل إلى الخلاص منهما في عالم مقرون بالإحباط وبالضغوط وبالشدائد المختلفة، مع غيمومة القيم التي تحسم موقف الشخصية في مواجهتها للإحباط المذكور.
على أية حال يعنينا الآن أن نشير إلى أن مفهوم كلٍّ من العصاب والسوية في التصور الأرضي أمر عرضنا له بشكل سريع، وأما الحلول الحاسمة لمحو العصاب أو تحقيق السوية فإن لها موضعاً آخر من محاضراتنا.
والآن نتقدم لنتحدث عن التصور الإسلامي لمفهوم العصاب والسويةوموقفه حيال المفهومات الأرضية التي سبق عرضها ومناقشتها، والحديث عن التصور الإسلامي لمفهومي العصاب والسوية يتطلب شيئاً من التمهيد فنقول:
أولاً إن التصور المشار إليه يتحدث في مستويين سبقت الإشارة إليهما أيضاً:
المستوى الأول هو يتمثل في المفهوم الأرضي لهما والآخر يتجاوزه إلى مفهوم أشد سعة وشمولاً، وهنا نود أن نشير إلى ان المشرع الاسلامي في الواقع يتقدم دائماً بتوصياته المختلفة الى الناس ونقأ نمطين، مرة يتجه بتوصياته الى مطلق البشر مؤمنين أو منحرفين، كإشاراته على سبيل المثال في الطب العقلي والنفسي والجسمي حيث يضع لنا معايير أو بالأحرى يرسم لنا توصيات متنوعة تتصل بالحالة الصحية لظاهرة جسمية أونفسية أو عقلية، ومقابل ذلك يوجه خطابه أيضاً إلى الخاص ونعني به الشخصية المسلمة الملتزمة، وفي هذا الصدد من الممكن أن نقدم أمثلة أخرى بالنسبة لتحديد هذا النمط من التوصيات الإسلامية.
التكبر على سبيل المثال وقد سبقت الإشارة إليه حيث يعد التكبر أو التعالي أو الزهو في المفهوم الأرضي سلوكاً عصابياً وهذا السلوك يتناوله المشرع الإسلامي من زاويتين، الزاوية الأولى يتناول من خلالها ظاهرة الكبر بصفتها عصاباً، أي مرضاً نفسياً بغض النظر عن الموقف الفلسفي الذي يصدر المتكبر عنه، أي بغض النظر عن كون المتكبر مسلماً أو منحرفاً، فقد يكون المتكبر مسلماً أو كافراً ولكنه في الحالتين يصدر عن سلوك مرضي هو العصاب الذي أشار البحث الأرضي إليه، فالمتكبر لدى علماء النفس الأرضيين يعد تعبيراً عن الإحساس بالنقص، كذلك المشرع الإسلامي يشير بوضوح إلى العرض المرضي المذكور حينما يقول الإمام الصادق(ع) في تقرير عيادي له: (ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة يجدها في نفسه).
فالإمام الصادق(ع) يوضح لنا الجذر المرضي لظاهرة التكبر مبيناً أن التكبر ناجم من الإحساس بالذل والضعة والدونية، مثل هذا التناول للظاهرة المذكورة لا تخص نفراً من الآدميين دون آخر، بل يمكن أن يصدر عن مسلم ينقصه الوعي أو كافر لا علاقة له بمبادئ الإسلام، والطب النفسي الإسلامي في هذا الحقل يشبه تماماً الطب الجسمي الإسلامي فمبادئ الصحة الجسدية التي يقدمها المشرع الإسلامي لا تأخذ بنظر الاعتبار هوية الفرد بل تقدم توصياتها لمطلق الآدميين، حتى يستثمروها في تحقيق الصحة الجسمية، والأمر ذاته فيما يتصل بمبادئ الصحة النفسية، لكن المشرع الإسلامي في الآن ذاته يترتب عملية العقاب والثواب على عملية التكبر أو التواضع ناظراً إلى الممارسة المذكورة من خلال الموقف الإسلامي.
وما نود أن نشدد عليه الآن هو أن التكبر بغض النظر عن ترتيب آثار العقاب عليه يظل ظاهرة نفسية ذات طابع مرضي، سواء أترتبت عليه آثار العقاب أم لا، لكنه في الحالتين سلوك عصابي يحذرنا المشرع الإسلامي منه مشيراً إلى ما يصاحبه من الصراع والتوتر على نحو ما نجده في البحث الأرضي أيضاً.
من هنا نجد أن المشرع الإسلامي يتناول مستويات المرض النفسي الذي لا تترتب عليه آثار العقاب كعصاب الوسواس مثلاً مشيراً إلى طابعه المرضي مقدماً توصياته العلاجية في التغلب عليه بنفس التوصيات التي قدمها للمتكبرين مثلاً، والأمر نفسه حينما يقدم توصياته الطبية في معالجة الذهان والتخلف العقلي؛ إنه في الحالات جميعاً يحدد لنا دلالة العصاب أو الذهان مقدماً توصياته في علاج الأمراض المذكورة، مع ملاحظة أن بعض هذه الأعراض مصحوبة بترتيب آثار العقاب عليها كالأعراض المتصلة بأمراض الشخصية المنحرفة التي تتناول مثلاً الكحول وبعضها لا يصاحبها العقاب كالشخصية الموسوسة مثلاً.
علي أية حال المشرع يتناول مفهومي العصاب من زاوية نفسية خالصة حيناً وفي الآن ذاته يقدم مفهوماً أكثر سعة وشمولاً بحيث يسع مفاهيم الارض ويتجاوزها إلى مفاهيم أشد سعة وشمولاً، هذا المفهوم يتجسد في عمليات الالتزام بمبادئ السماء أو عدم الالتزام بها، فالسوية والعصاب يتسع مفهومها ليشمل الجانب الفلسفي من الكون بالإضافة إلى الجانب النفسي الصرف.
الكافر على سبيل المثال هو شخصية عصابية، والمتمرد من المسلمين على مبادئ السماء أيضاً شخصية عصابية، والموسوس أيضاً سواء كان مسلماً أو كافراً يعد شخصية عصابية.
إذن من خلال هذا المفهوم تتسع دلالة السوية والعصاب لتشمل كل استجابة لا تلتزم بمبادئ السماء، سواء أكانت هذه الاستجابة متصلة بالجانب الفكري العقائدي، أو بالجانب النفسي الصرف، وهذا ما سنشرحه مفصلاً عندما نتحدث في الحقل الخاص بهذا الجانب. لكننا نشير عابراً هنا إلى أن التصور الإسلامي للعصاب والسوية يشمل الجانب الفكري من السلوك ويشمل الجانب النفسي. ويمكننا إدراك هذه الحقيقة، أي وحدة العصاب النفسي والفكري، حينما نلاحظ من خلال أمثلة أخرى ما ورد مثلاً من مصطلح المرض على ظاهرتين إحداهها فكرية والأخرى نفسية، حيث ورد هذا المصطلح في النصوص القرآنية الكريمة، مثلاً بالنسبة إلى الظاهرة الفكرية وهي النفاق نجد أن الآية الكريمة تقول عن سلوك المنافقين راصدة بعض سماتهم: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) فالآية تطلق اسم المرض على المنافق بصفته يصدر عن موقف فكري مناهض لرسالة محمد(ص) بيد أن هذا النمط الفكري يفصح عن نمطين من المرض؛ أحدهما طبيعة الموقف الرافض للرسالة الإسلامية، والآخر طبيعة التذبذب أو التكلم بلسانين يخاطب أحدهما الآخر، وهو سلوك المنافق، والأول موقف فكري صرف بينما الثاني هو موقف نفسي تجمع الإبحاث الأرضي على طابعه المرضي.
والآن إذ اتجهنا إلى آية كريمة أخرى تتحدث الاستجابة الجنسية المنحرفة عبر مخاطبتها نساء النبي(ص) والتحذير من بعض العصابيين نجد هذه الآية الكريمة تطلق المرض كمصطلح على سمة نفسية وتقول الآية الكريمة في هذا المجال: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ويهمنا من هذ الآية أن نشير إلى أن مصطلح المرض الذي أطلقته على المنحرفين جنسياً هو مصطلح نفسي صرف بصفة أن الاستجابة الجنسية المذكورة لا تخص نفراً دون آخر، فقد تصدر عن المسلم غير الملتزم وقد تصدر عن الكافر، إنها سمة نفسية كالتكبر أو الحقد أو الحسد..الخ.
وإذن إطلاق مصطلح المرض على نمطين من السلوك الفكري والنفسي في الآيتين المتقدمتين يدلنا على أن التصور الإسلامي لمفهوم العصاب تتسع دائرته لتشمل المفهوم الأرضي وتتجاوزه إلى مفهوم يوحد بين العصاب النفسي والعصاب الفكري وهذا ما نبدأ بإلقاء الإثارة عليه مفصلاً في محاضرة لاحقة إنشاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page