• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إليك.. يا من تجهل المناسبة

مشهد مهيب لا يمكن وصفه.. يتجلى يوميا عبر مسير الملايين من البشر.. شبابا وشيبة.. نساء وأطفالا.. من شتى بقاع العالم.. باتجاه كعبة الأحرار ومرقد إمام الثوار في مناسبة يوم الأربعين من استشهاده سلام الله عليه.
مشهد يعجز الإنسان عن وصفه حين تتجلى قيمة الحب في أسمى معانيها.. وتنصهر كل المصالح المادية التي يسعى لها الإنسان لصالح إحياء المشاعر الوجدانية في ذاته لتطغى وحدها على تلك المناسبة ولترسم صورة الدولة العادلة والمدينة الفاضلة التي ننشدها جميها في أمانينا ونراها في أحلامنا تتجسد اليوم واقعا بين هؤلاء الملايين من البشر.
مشهد يرتقي إلى قمة السمو الإنساني حين يتكافل الناس في خدمة بعضهم البعض.. فيتسابقون مئات الآلاف في فتح بيوتهم.. ويتدافعون باتجاه تشييد محطات الراحة ومواكب الخدمة ليقدموا كل ما تجود به أيديهم كرما وجودا لمن لا يعرفون.. سوى أنهم من زوار الحسين عليه السلام.. ليعجز المرء حينها عن تصنيف هذا العطاء، بل ينبهر الإنسان بهذا الكم من مشاعر الحب والود والروحية العبقة التي لا يمكن أن نراها إلا في كربلاء الحسين.
مشهد يعزز مقولة العقيلة زينب عليها السلام حين وقفت قبل مئات السنين في محضر طاغية عصرها يزيد وجلاوزته القتلة، شامخة لتواجهه بمقولتها المشهورة: ((..... فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين....)). فها هي مسيرة الأربعين تجسد مقولة زينب حين يخلد الطاغية يزيد في مزبلة التاريخ، بينما يعيش الحسين عليه السلام خالدا في ضمائر وقلوب وأفئدة المؤمنين.
مشهد تتجسد فيه عناوين العطاء ودروس التضحية وحِكَم المواجهة وحُسن التدبر واستلهام العبر.. بصورة لا يمكن أن يحصي قِيمها المعنوية بشر، أو يعد أرباحها الوجدانية مخلوق.. فمن أي زاوية تنظر إلى المشهد سترى مكاسبا جلية، وبأي ذوق تساهم في تلك المناسبة ستحصد أرباحا دنيوية وأخروية كبيرة.
إنها رسالة الحسين ابن علي الخالدة التي أنارت درب كل مظلوم يبحث عن رفع المظلمة.. وروت كل ضمآن محروم من قيم العدل والمساواة.. وأشبعت كل جائع يبحث عن طعام المعرفة.. فهاهي اليوم تقدم للبشرية ثوبا وجدانيا زاهيا.. ولونا رساليا راقيا عنوانه "لبيك يا حسين"..
فجاحد في حق نفسه من يتجاهل المناسبة.. وظالم لذاته من لا يسعى لاستلهام دروسها ومعانيها.. بل وخاسر خسارة كبيرة من يتعاطى معها على أنها حدث تقليدي عابر.
لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين

سامي ناصر خليفة


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page