يعتبر الصوم من أشرف الطاعات وأفضل القربات، وقد وردت في فضيلته الأخبار الكثيرة الدالّة على علو مرتبته، وما للصائم من إمتياز وفضل. وإليك جملة من الأخبار الدالّة على ذلك:
1 ـ عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: «بُني الإسلام على خمس : على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية»(7).
وقال رسول الله(ص): «الصوم جُنّة من النار»(8).
2 ـ عن أبي عبدالله، عن آبائه: أنّ النبيّ(ص) قال لأصحابه: «ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى، قال: الصوم يسوِّد وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبُّ في الله والمؤازرة(9) على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار، يقطع وتينه(10)، ولكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام»(11).
3 ـ عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) يقول: «إنّ لله تعالى ملائكة موكّلين بالصائمين، يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان الى آخره، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم: أبشروا عباد الله، فقد جُعتم قليلاً وستشبعون كثيراً، بوركتم وبورك فيكم، حتّى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادوهم: أبشروا عباد الله فقد غفر الله لكم ذنوبكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون»(12).
4 ـ عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «من صام لله عزّوجلّ يوماً في شدّة الحر، فأصابه ظمأ، وكّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشِّرونه، حتى إذا أفطر قال الله عزّ وجلّ له: ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي إشهدوا أنّي قد غفرت له»(13).
_______________________________________
(7) الكافي: 2/18، وأورده الشيخ الصدوق في الأمالي باختلاف يسير: 340، وكذلك أورده في الخصال: 278، وأورده في الوسائل بتقديم الحج على الصوم على نسخة ثانية للكافي لاحظ: 1/13 .
(8) الكافي: 2/19 ، عنه وسائل الشيعة: 10/395 ، فضائل الأشهر الثلاثة: 119 .
(9) المؤازرة: يقال: وازرته موازرة، أي أعنته وقويته، ومنه الوزير .
(10) الوتين: عرف في القلب إذا انقطع مات صاحبه .
(11) الكافي: 4/62/2 .
(12) أمالي الصدوق: ص 108، ح1]81 [ مجلس ]13[ ، فضائل الأشهر الثلاثة: 72 .
(13) الكافي: 4/64/ح8 ، عنه وسائل الشيعة: 10/409/1 .