طباعة

قَلبي لآلِ مُحمدٍ يَتَفَطَّرُ

رثاء الإمام الصادق عليه السلام
قَلبي لآلِ مُحمدٍ يَتَفَطَّرُ
وتَفيضُ عَيني بالدُّمُوعِ وتُقطِرُ

والنَّفسُ من عُظمِ المصيبةِ والأسَى
لا تَستٌقِرُّ وخاطري مُتَكَدّرُ

لمَّا نَعَى الرٌُوحُ الأمينُ منادياً
اليَومَ غِيلَ أبُو الأئمَّةِ جعفرُ

دَسُّوا لَهُ السَّمَّ الذُّعَافَ بزَادِهِ
فَقَضَى شَهيدَاً نَحبَهُ وتَبَاشَرُوا

اليومَ وَارثُ أحمدٍ قدْ غَاَلُه
رجسٌ زنيمٌ فاجرٌ مُتَجَبّرُ

اليَومَ ماتَ زَعيمُ دِينِ مُحَمَّدٍ
رُكنُ الهُدَى والعَالِمُ المُتَبَحّرُ

اليَومَ غابَ عن البَريَّةِ كَهفُها
والصادقُ العَلَمُ المُبينُ الأشهرُ

اليَومَ عرشُ اللهِ مَالُ لفَقْدِهِ
والشمسُ كادتْ تَضْمَحِلُ وتُدبرُ

واهتَزَّت السّبعُ الطِّباقُ برَنَّةٍ
حُزناً عَلَيهِ والمصيبةُ أكبرُ

وبكى عليهِ حَسرةً وتَأسُّفاً
حَرَمُ الإلهِ ورُكنُهُ والمَشعَرُ

وبَكتهُ أملاكُ السَّماءِ بحُرقَةٍ
وبَكاهُ طَهَ والبتولُ وحيدرُ

وعليهِ ضجّتْ بالعَويلِ بَناتُهُ
ونساؤهُ ودُموعُها تَتَحَدّرُ

والطُّهرُ موسى ظلَّ يَلطمُ وَجهَهُ
لفراقهِ وفؤادُهُ مُتَكَدّرُ

وغَدَا يُجهّزُ جسمَ وَالدِهِ الّذي
مِنْ عُظمِ شِدَّةِ سَمِّهِ مُتَغَيّرُ
 
وَارَاهُ في أرضِ البقيعِ فزارَهُ
في القبرِ زينُ العابدينَ وشبرُ

وأبُوهُ بَاقرُ عِلمِ آلِ مُحمدٍ
والأُمُّ فاطمُ والنبيُّ الأطهرُ

نَصبُوا له وسطَ القُبُورِ مَآتِماً
ونَعَوهُ شَجواً بالأسَى واسْتَعبَرُوا

لم يَتركوا جسمَ الإمامِ مُعطّلا
بل جهّزوه للّحُودِ وأقبَرُوا

لكنّ مَولايَ الحسينَ بكربلا
الجسمُ منه مُضرَّجٌ ومُعفرُ

عَارٍ ثَلاثَاً بالعَراءِ مُجَدَّلٌ
والرأسُ من فَوقِ الأسِنَّةِ يُشهرُ

محمد أحمد المرهون
10 شوال 1437 هـ