طباعة

نشاطاته التبليغية

وأمّا في ميدان النشاط التبليغي، حيث قلنا أنّ نشاطه الإسلامي يتمثل في ميدانين: الميدان المعرفي والميدان التبليغي،.. فالنسبة إلى الأخير نجد أن السيّد (الموسوي) كان يوازن بين النشاط التبليغي والمعرفي منذ بداية حياته، فكما انه بكّر في تلقّي العلم، كذلك في ميدان التبليغ، حيث استهل ذلك مبكراً عندما كان في النجف فاتجه إلى مدينة (الحلّة) لمدة سنتين تقريباً يمارس خلالها عملية التبليغ، كالقاء المحاضرات التثقيفية العامّة، وبيان المسائل المرتبطة بالأحكام وسواها، مضافاً إلى تطويره لبعض المكتبات الإسلامية التي يفتقر إليها الشباب.

وقد كان الحرص على أداء وظيفته التبليغية قد بلغ درجته القصوى، بحيث جعلته يسهر طوال الليل بخاصّة في شهر رمضان المبارك حتى يمتد السهر إلى الفجر، كلّ ذلك حرصاً على تهذيب الشباب، وتنمية وعيهم الديني...
والجدير بالذكر ان عملية التبليغ التي كان يمارسها كانت خالصة لوجه الله تعالى، وكان طلاب العلم الحقيقيين لايستهدفون سوى الخدمة العلمية الخالصة، وليس الحصول على المال أو الجاه، حتى لوحظ بأنّ السيّد (الموسوي) عندما كان ينهي محاضراته ويعود إلى النجف، يقدّم له الحليّون مقداراً من المال تبركاً، إلاّ انه كان يرفض ذلك، ويستغرب من هذا السلوك الناظر إلى الخدمة المصحوبة بهدف الحصول على المال،.. ويعد هذا السلوك في القمة في الاخلاص بخاصّة أنّ السيّد كان بحاجة إلى المال عصرئذ حتى انه كان لايملك أحياناً اُجرة العودة إلى مدينته.
ويلاحظ: بأنّ المسؤولين آنئذ ضيّقوا الخناق على السيّد حيث اضطر إلى الرجوع إلى مدينة النجف، فيما واصل عملية التبليغ فيها، وكان مسجد البغدادي مركزاً للتبليغ المكثّف، وقد تمّت تربية جماعة من الشباب المؤمن في المسجد المذكور، بالاضافة إلى تهيئة شباب يتكفّل بدوره بممارسة التبليغ في المساجد الاُخرى. واستمر هذا النشاط إلى آخر مرحلة من وجود السيّد في النجف الأشرف.
وما لاحظناه هو: النشاط العلمي والتبليغي لسماحة السيّد، في مدينة النجف الأشرف.

, , , , ,