طباعة

ذكرتكِ يا بغداد بعد سنين

عن باب الحوائج موسى بن جعفر (عليه السلام) للمرحوم الشاعر السيد محمد رضا القزويني

ذكرتكِ يا بغداد بعد سنين
فألفيت في ذكراك كل شجون
وما كدت أن أظفي عليها مسرّة
تخيّلتها إلا قتلت ظنونِ
كأن الذي قد كان يبنيك لم يدع
بقلبك نحو الآل أيّ حنين
تمثّلت الدنيا لديك بغدرها
بوجه جميل للحتوف كمين
خدعت الدي يهواك بسلطة
وخضرة جنّات وجري عيون
ودجلة تجري والخطوب أمامها
تأنّ بلحن في الخرير حزين
تذكّر بالماضين من كان يرعوي
بما قد رأت قتلاً وسمل عيون
وتضحك إذ كانوا يُسمّون برهة
لها "ذهبيّ" العصر عصر مجون
تضجّ بكلتا الضفتين مظالم
ويلأ ارجاها الهوى بفتون
ويحكم هارون بدعوى خلافة
سرت من رسول الله بعد قرون
لمتنح ابناء العمومة ارثه
وتسلب في ظلم حقوق بنين
يخاطب افواج السحاب غروره
(خراجك ما امطرت ملك يمين)
ويمنع آل المصطفى عن حقوقهم
ويكشف عن حقد لديه دفين
أيوضع في الأغلال موسى بن جعفر
ويودع اعواما بقعر سجون
ويخرج حمّالون بالنعش ميّتا
ليطرح فوق الجسر طرح مهين
ينادون: هذا للروافض شيخهم
وليس له من ناصر و معين
ولولا اثيرت في سليمان غيرة
وشيّعه بالعز فوق متون
لألقي فوق الجسر موسى بن جعفر
ثلاثاً غريب الدار مثل حسين
فشوقي الى بغداد نحو مراقد
زهت وابٍ عندي هناك سجين

رحم الله من أهدى له الفتحة معطرة بالصلواة