طباعة

ذُبْ مِنَ الوَجْدِ والأَسَى يَا فُؤادي

ذُبْ مِنَ الوَجْدِ والأَسَى يَا فُؤادي
وابْكِ حُزْناً عَلَى الإمَامِ الجَوَادِ

وعَلَيهِ يا عَينُ سُحّي دُمُوعاً
فَلَقَدْ غِيلَ بَغتَةً باضْطِّهَادِ

إذْ لَهُ دَسَّتِ اللَّعِينَةُ سُمَّاً
نَاجعَاً في فَطُورِهِ والزَّادِ

قَطَّعَتْ قَلبَهُ المُقدَّسَ إرْباً
أظهَرَتْ فِيهِ كَامنَ الأحقَادِ

ودَعَتْهُ يُعَالِجُ المَوتَ فَرداً
تَحتَ حَرِّ الشُّمُوسِ دُونَ مِهَادِ

فَقَضَى نَحبَهُ شَهيدَاً وَحيدَاً
طَاويَ البَطنِ قَابضَاً لِلأَيَادِي

مَاتَ في دَارِهِ الجَوَادُ غَريبَاً
وبَعيداً عَنْ مَوطِنِ الأجدَادِ

مَاتَ شِبلُ الرّضا عَلِيِّ بنِ مُوسَى
سِبطُ طَهَ وكَعبَةُ المُرتَادِ

مَاتَ واللهِ اليَومَ خَيرُ البَرَايَا
تَاسعُ الأوصِيَاءِ بَابُ المُرَادِ

مَاتَ مَنْ كَانَ في البَريَّةِ حَقَّاً
خَيرَ دَاعٍ إلَى الأَنَامِ وهَادِي

عَجَباً لِلسَّمَاءِ كَيْفَ اسْتَقَرَّتْ
بَعْدَ مَا خَرَّ عِلَّةُ الإيجَادِ

حَقَّ أنْ تَذرفَ العُيُونُ دُمُوعاً
لِشَهيدِ الإسْلَامِ خَيرِ عِمَادِ
 
فَلَقَدْ ضَجَّ بالبُكَاءِ عَليهِ
جَدُّهُ المُصْطَفَى وأهْلُ الرَّشَادِ

وبَكَتْهُ الزَّهْرَاءُ في القَبرِ حُزْناً
ونَعَتْهُ بحُرْقَةٍ واتّقَادِ

نَصَبَتْ للعَزَاءِ مَأتَمَ حُزْنٍ
سُلْوَةً وارْتَدَتْ ثِيَابَ السَّوَادِ

*محمد أحمد المرهون*
*23 ذو القعدة 1437هـ*