طباعة

من أول من بكى على الامام الحسين (عليه السلام) و من أول من أقام عزاءً له ؟ ارجو ان يكون الاستشهاد بكتب اهل السنة

السوال:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم من أول من بكى على الامام الحسين (عليه السلام) و من أول من أقام عزاءً له؟ ارجو ان يكون الاستشهاد بكتب اهل السنة . جزاكم الله خير الجزاء
الجواب:
اتفقت كتب الحديث و الرواية سواء كانت من مؤلفات الشيعة أو من مصنفات إخواننا السنة على أن جبرئيل قد أوحى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بنبأ مقتل الامام الشهيد الحسين (عليه السَّلام) و مكان استشهاده .
قال العلامة السيد محسن الأمين العاملي[1] : ذكر الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي في كتابه " اعلام النبوة " صفحة : 83 طبع مصر فقال : و من إنذاره (صلي الله عليه وآله) ما رواه عروة عن عائشة قالت : " دخل الحسين بن علي (عليه السَّلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) و هو يوحى اليه ، فبرك عل ظهره و هو منكب و لعب على ظهره .
فقال جبرئيل : يا محمد ، إن أمتك ستفتن بعدك و تقتل ابنك هذا من بعدك ، و مدَّ يده فأتاه بتربة بيضاء ، و قال : في هذه الأرض يقتل ابنك ـ اسمها الطف ـ .
فلما ذهب جبرئيل خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله) الى أصحابه و التربة في يده ، و فيهم أبو بكر و عمر و علي و حذيفة و عمار و أبو ذر و هو يبكي .
فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟
فقال : أخبرني جبرئيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، و جاءني بهذه التربة ، فأخبرني أن فيها مضجعه [2] .
ثم يضيف السيد محسن العاملي على ذلك بقوله :
أقول : و لا بُدَّ أن يكون الصحابة لما رأوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يبكي لقتل ولده و تربته بيده ، و أخبرهم بما أخبره جبرئيل من قتله ، و أراهم تربته التي جاء بها جبرئيل ، أخذتهم الرقة الشديدة فبكوا لبكائه و واسوه في الحزن على ولده ، فان ذلك مما يبعث على أشد الحزن و البكاء لو كانت هذه الواقعة مع غير النبي (صلي الله عليه وآله) و الصحابة ، فكيف بهم معه ؟! فهذا أول مأتم أقيم على الحسين (عليه السَّلام) يشبه مآتمنا التي تقام عليه ، و كان الذاكر فيه للمصيبة رسول الله (صلي الله عليه وآله) و المستمعون أصحابه .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] يراجع : إقناع اللائم على إقامة المآتم : 30 ، للعلامة السيد محسن الأمين العاملي (قدَّس الله نفسه الزَّكية) .
[2] و ذكر الخبر ايضاً بالفاظ مختلفة و بطرق متعددة في المصار التالية : مستدرك الصحيحين 3 : 176 ، 4 : 398 ، مسند أحمد بن حنبل 3 : 242 ، 265 ، و المحب الطبري في ذخائر العقبى 147 ، 148 ، و المتقي الهندي في كنز العمال 6 : 222 ، 223 ، 7 : 106 ، و الصواعق المحرقة : 115 ، و الهيثمي في معجمه 9 : 187 ، 188 ، 189 ، 191 .

المصدر : مرکز الإشعاع الإسلامي

,