طباعة

كيف نزور الإمام الحسين (عليه السلام) [4]

عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ (عليه السلام) لِلْمُفَضَّلِ : ((كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)؟
قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، يَوْمٌ وَبَعْضُ يَوْمٍ آخَرَ .
قَالَ: فَتَزُورُهُ؟
فَقَلَت : نَعَمْ .
فَقَالَ : أَلا أُبَشِّرُكَ ، أَلا أُفَرِّحُكَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ؟
قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ .
فَقَالَ لِي : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَأْخُذُ فِي جِهَازِهِ وَيَتَهَيَّأُ لِزِيَارَتِهِ فَيَتَبَاشَرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ مَنْزِلِهِ رَاكِباً أَوْ مَاشِياً وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) . يَا مُفَضَّلُ ، إِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما السلام) فَقِفْ بِالْبَابِ وَقُلْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كِفْلاً مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ .
فَقُلْتُ : مَا هِيَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ : تَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ ، السَّلامُ عَلَى الأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
ثُمَّ تَسْعَى ، فَلَكَ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعْتَهَا أَوْ وَضَعْتَهَا كَثَوَابِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَإِذَا سَلَّمْتَ عَلَى الْقَبْرِ فَالْتَمِسْهُ بِيَدِكَ وَقُلِ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَاحُجَّةَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ .
ثُمَّ تَمْضِي إِلَى صَلاتِكَ ، وَلَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ رَكَعْتَهَا عِنْدَهُ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ وَأَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ وَكَأَنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَلْفَ مَرَّةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ . فَإِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) نَادَاكَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لأَقَمْتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وهُوَ يَقُولُ : طُوبَى لَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ ، قَدْ غَنِمْتَ وَسَلِمْتَ ، قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا سَلَفَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ . فَإِنْ هُوَ مَاتَ فِي عَامِهِ أَوْ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمِهِ لَمْ يَلِ قَبْضَ رُوحِهِ إِلا اللَّهُ ، وَتُقْبِلُ الْمَلائِكَةُ مَعَهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ مَنْزِلَهُ ، وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبِّ ، هَذَا عَبْدُكَ وَافَى قَبْرَ ابْنِ نَبِيِّكَ وَقَدْ وَافَى مَنْزِلَهُ ، فَأَيْنَ نَذْهَبُ؟
فَيُنَادِيهِمُ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ : يَا مَلائِكَتِي قِفُوا بِبَابِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَقَدِّسُوا وَاكْتُبُوا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ يُتَوَفَّى .
قَالَ : فَلا يَزَالُونَ بِبَابِهِ إِلَى يَوْمِ يُتَوَفَّى وَيُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيُقَدِّسُونَهُ وَيَكْتُبُونَ ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ . وَإِذَا تُوُفِّيَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَكَفْنَهُ وَغُسْلَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ : رَبَّنَا وَكَّلْتَنَا بِبَابِ عَبْدِكَ وَقَدْ تُوُفِّيَ ، فَأَيْنَ نَذْهَبُ ؟
فَيُنَادِيهِمْ : مَلائِكَتِي قِفُوا بِقَبْرِ عَبْدِي ، فَسَبِّحُوا وَقَدِّسُوا وَاكْتُبُوا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) (1) .
************************************
1- مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري 10 / 299 .