قال ابن إسحاق : كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق محمداً صلى الله عليه واله فيما جاء به ربه وآزره فكان لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من رد عليه وتكذيب له إلا فرج الله عنه بها تثبته وتصدقه وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه .
وروى عن أبي رافع قال : أول من أسلم من الرجال علي بن أبي طالب و أول من أسلم من النساء خديجة.
وأخرج احمد أبن سعد عن عفيف الكندي قال : جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فنزلت على العباس بن عبد المطلب قال فأنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس فارتفعت إذ أقبا شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه إلى السماء فنظر ثم استقبل الكعبة قائماً مستقبلها إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ثم ركع الشاب فركع الغلام وركعت المرأة ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام رأسه ورفعت المرأة رأسها ثم خر الشاب ساجداً وخر الغلام ساجداً وخرت المرأة قال فقلت يا عباس إني أرى أمراً عظيماً فقال العباس أمر عظيم هل تدري من هذا الشاب ؟ قلت : ما أدري قال : هذا محمد بن عبدا لله بن عبد المطلب ابن أخي . قال هل تدري من هذا الغلام ؟ قلت لا ما أدري قال : هذا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أبن أخي . قال : هل تدري من هذه المرأة ؟ قلت لا ما أدري قال : هذه خديجة بنت خويلد زوجت أبن أخي هذا . إن ابن أخي هذا الذي ترى حدثنا أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه . فهو عليه . ولا والله ما علمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فتمنيت بعد أني كنت رابعهم .
وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقول لخديجة عليه السلام ويخبرها بما يأتيه من قبل أن ينبأ به وما يراه في منامه وتخبره هي بقول ورقة فلما أتاه الوحي من عند الله عز وجل بالرسالة أخبرها بذلك ودعاها إلى الإسلام فأسلمت كما أسلم علي عليه السلام فكانا أول مسلمين به .
إسلامها (عليها السلام )
- الزيارات: 2363