ملامح السيدة خديجة في مرآة الوحي
بعد عامين من بعثة الرسول صلى الله عليه وآله التي بدأت من بيت خديجة(5)، وفي طريق عودته من معراجه في شهر ربيع الأول، جاءه أمين الوحي جبريل وقال له: «حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومنّي السلام»(6)، وعندما أبلغ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله زوجه خديجة عليها السلام سلامَ الله تعالى، قالت: إنّ الله هو السلام، منه السلام وإليه السلام(7).
في إحدى الحملات الوحشية لقريش انتشرت إشاعة اغتيال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فهامت السيّدة خديجة عليها السلام على وجهها في الوديان والصحاري المحيطة بمكة بحثاً عن حبيبها، وكانت الدموع تنهمر على خديها، فما كان من جبريل إلا أن نزل على الرسول الأكرم وقال له: لقد ضجّت ملائكة السماء لبكاء خديجة عليها السلام، أُدعُها إليك وأبلغها سلامي وقل لها بأنّ ربّها يقرؤها السلام ويبشّرها بقصر في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب(8).
خديجة الكبرى عليها السلام عند الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
رويت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة في مناقب السيّدة خديجة عليها السلام، نسلّط الضوء على بعضاً منها:
1. يا خديجة إنّ الله عزّوجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا(9).
2. والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس(10).
3. خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله(11).
4. خير نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون)(12).
5. خديجة سبقت جميع نساء العالمين بالإيمان بالله وبرسوله(13).
6. أحببتها من أعماق فؤادي(14).
7. أحبّ من يحبّ خديجة(15).
8. لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبداً(16).
9. لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين(17).
10. وقال صلى الله عليه وآله يخاطب عائشة: لا تتحدّثي عنها هكذا، لقد كانت أوّل من آمن بي، لقد أنجبت لي وحُرِمتِ(18).
__________________________________________
6. تفسير العياشي، ج 2، ص 279 – صحيح البخاري، ج 5، ص 112.
7. الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 175 ، المجلس 6 ، ح 46.
8. صحيح البخاري، ج 5 ، ص 112، - گنجي، كفاية الطالب، ص 359.
9. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 18، ص 243 – الأربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 72.
10. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 82 – ابن حجر، الإصابة، ج 4، ص 275.
11. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5 ، ص 537.
12. ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج 2 ، ص 720.
13. الحاكم، مستدرك الصحيحين، ج 2، ص 720.
14. البحراني، العوالم، ج 11، ص 32.
15. محلاتي، رياحين الشريعة، ج 2، ص 206.
16. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 80.
17. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 37، ص 63.
18. القاضي نعمان، شرح الأخبار، ج 3، ص 20.