• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول: ممهدات

قريش والخلافة:

والحقيقة هي: أن قريشاً كانت تفهم الخلافة بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» على أنها مجرد حكم وسلطان، يجلب لها المكاسب، ويعزز نفوذها، ويؤكد عظمتها وهيبتها، ويعيد إليها احترامها في نفوس الناس، ليصبح الخضوع والإنقياد لها على أساس من التدين، لا لمجرد هيبة السلطان، وأبهة الملك..
أما النبي «صلى الله عليه وآله»، وكذلك علي «عليه السلام»، فيرون أن المقام الذي أعطاه الله تعالى لعلي «عليه السلام» هو مقام الإمامة بمفهومها الإيماني العميق والدقيق. وما الخلافة إلا شأن من شؤونها، مع إدراك عميق لمدى تأثير مبادرة قريش إلى إغتصاب الخلافة في تضييع قدر كبير من جهد الإمامة في العديد من جهات إمامته «عليه السلام» في الواقع العملي..

أجواء دعت إلى السقيفة:

1 ـ لقد رأى الأنصار بأم أعينهم كيف تعامل المهاجرون مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فيما يرتبط بولاية علي «عليه السلام» بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولا سيما محاولتهم قتله حين التنفير به في العقبة.
ثم ما جرى في حجة الوداع في عرفات ومنى.
ثم العصيان شبه المعلن للأمر بالمسير في سرية أسامة.
والعصيان الأكثر وضوحاً وظهوراً وإعلاناً في قضية كتابة الكتاب الذي لن يضلوا بعده.
ثم جرأتهم على الرسول «صلى الله عليه وآله» وإيذاءه باتهامه في عقله، وقولهم: غلبه الوجع، أو إن النبي «صلى الله عليه وآله» ليهجر.
ثم ما جرى في قضية صلاة أبي بكر، وغير ذلك.
2 ـ والأنصار يعلمون: أن أهل مكة حديثوا عهد بالإسلام، كما أن أكثر المسلمين إنما أعلنوا إسلامهم أو استسلامهم في سنة تسع وعشر..
3 ـ ثم إنهم يعلمون أن قريشاً كانت تعتبر أن الأنصار هم السبب في ظهور محمد «صلى الله عليه وآله» عليهم، وقد نصروه وآزروه، وشاركوا في قتل صناديد العرب، وفرسان قريش. وكانت مراجل حقدهم تغلي وتفور على الأنصار، ولا تجد متنفساً لها مقبولاً أو معقولاً..
4 ـ إنهم كانوا يعلمون أيضاً: أن قريشاً وأكثر المهاجرين، وسائر من يدور في فلكهم، وما أكثرهم، مصممون على عدم تمكين علي «عليه السلام» من الوصول إلى مقام الخلافة بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، مهما كلفهم الأمر.. وها هم يلمحون بوادر نجاحهم في مشروعهم الإستئثاري بالأمر، والإقصائي للخليفة الشرعي تظهر بوضوح في ثنايا في الأحداث الأخيرة..
5 ـ ومن جهة أخرى فإنهم كانوا يخشون من انتقام قريش وأعوانها منهم، إذا وصلت إلى الحكم والسلطان، وأن تأخذ بثاراتها بصورة قاسية وشرسة.
وقد صرحوا بخوفهم هذا في يوم السقيفة بالذات، فقد قال الحباب بن المنذر: «ولكنا نخاف أن يليها بعدكم من قتلنا أبناءهم، وآباءهم، وإخوانهم»([1]).
6 ـ وإذا كانت الأمور تسير باتجاه إبعاد الأمر عن صاحبه الشرعي، فإن في الأنصار من يملك هذا الطموح إلى تولي أمر الخلافة، ويرى أن الساعين لإبعاد الأمر عن علي «عليه السلام» ليسوا بأفضل منه.. فلماذا لا يتصدى هو لهذا الأمر، ويبادر إليه؟!
وتاريخ الأنصار في نصرة النبي «صلى الله عليه وآله» والتضحية في سبيل الدين لا يقل عن تاريخ المنافسين، إن لم يكن هو الأكثر إشراقاً وتألقاً.. فلم يروا حرجاً في استباق الأحداث، والإجتماع في سقيفة بني ساعدة، لينجزوا هذا الأمر، وليجعلوا الآخرين أمام الأمر الواقع..

التناقض في الموقف من الخلافة:

ثم إن شيعة أهل البيت «عليهم السلام» لا ينكرون وصول أبي بكر وعمر وعثمان إلى الخلافة، ولكنهم يقولون: إنهم قد استولوا على هذا الأمر من صاحبه الشرعي المنصوب من قبل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غدير خم، ولو أنهم لم يفعلوا ذلك، وتركوا الأمور تسير بالإتجاه الذي يريده الله ورسوله لتغير وجه التاريخ بلا ريب..
ويقولون أيضاً: إن المشروعية تنشأ من النص.. فما قرره النص الصحيح من الله ورسوله هو الأساس.
ولكن هناك من يقول: إن الخلفاء لم يخالفوا فيما فعلوه ما أمر الله به ورسوله.. بل كان عملهم مشروعاً..
ولكنهم حين يريدون تحديد سبب هذه المشروعية، فإنهم لا يكادون يستقرون على رأي، وقد بدأ هذا الإضطراب في التبرير من الساعة الأولى. بل قبل بيعة عمر وأبي عبيدة لأبي بكر في السقيفة، لأن أبا بكر وعمر قد استدلا على الأنصار بالقرابة من رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وادعيا أنهما أمس برسول الله «صلى الله عليه وآله» ورحمه([2])، وأنهم أولياؤه وعشيرته([3])، وأنهم عترة النبي «صلى الله عليه وآله» وأصله، والبيضة التي تفقأت عنه([4]).
واستدل أبو بكر على أهل السقيفة بأن الأئمة من قريش بعد حذف صدره، هو قوله «صلى الله عليه وآله»: الأئمة اثنا عشر([5])، وأصبح كون الأئمة من قريش في جملة عقائد أهل السنة المعترف بها، وقد اعترف ابن خلدون على ذلك بالإجماع، ولم يخالف أبو بكر هذا الأصل، لأنه حين شارف على الموت، أوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب، ولكن من دون مراعاة لعنصر القرابة.. لا برسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولا قرابته من نفسه.
لكن قول عمر: لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته([6])، يعد خروجاً على هذا الأصل لعدم كون سالم قرشياً، وقد أحرج ذلك ابن خلدون، وغيره من علماء أهل السنة وأوقعهم في حيص بيص([7]).
كما أن ابن الأثير يقول وهو يتحدث عن البيعة لمحمد بن الشعث:
«..والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة وليس من قريش، وإنما هو كندي من اليمن، وقد اجتمع الصحابة يوم السقيفة على أن الإمارة لا تكون إلا في قريش، واحتج عليهم الصديق بالحديث في ذلك، حتى إن الأنصار سألوا أن يكون منهم أمير مع أمير المهاجرين، فأبى الصديق عليهم ذلك، ثم مع هذا كله ضرب سعد بن عبادة الذي دعا إلى ذلك أولا ثم رجع عنه»([8]).
لكن ليت شعري متى رجع سعد عن ذلك. إنه أصر عليه إلى أن اغتالته يد السياسه بالشام على يد خالد بن الوليد، ثم اتهموا الجن في ذلك، ثم جاء الأمويون فادعوا لأنفسهم الخلافة بالإستناد إلى القربى النسبية، حتى لقد حلف عشرة من قواد أهل الشام، وأصحاب النعم والرياسة فيها ـ حلفوا للسفاح ـ على أنهم إلى أن قتل مروان لم يكونوا يعرفون أقرباء للنبي «صلى الله عليه وآله»، ولا أهل بيت يرثونه غير بني أمية([9]).
وقد قال الكميت:
وقـالــوا: ورثـنـاه أبـانـا وأمـنـا         ومـا ورثــتــهـم ذاك أم ولا أب([10])
وقالت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لمعاوية: «فوليتم علينا من بعده، تحتجون بقرابتكم من رسول الله ونحن أقرب إليه منكم»([11]).
وكانت القربى النسبية هي الحجة التي استند إليها العباسيون في طلبهم للخلافة.
وخلاصة الأمر: أن أبا بكر وعمر استدلا على الأنصار بالقربى النسبية من رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ولكن أتباعهما يقولون: إن سبب مشروعية بيعة أبي بكر هو بيعة أهل الحل والعقد له.
ويبقى موضوع النص يراود أحلامهم، فلا يصرفون النظر عنه بسهولة، فيدّعون تارة: أنه «صلى الله عليه وآله» نص على أبي بكر، وأنه أشار إليه تارة أخرى، ولو في موضوع صلاة أبي بكر بالناس، إبان مرض رسو ل الله «صلى الله عليه وآله»..
وقد حاول عمر بن الخطاب التسويق لهذا المنطق، حيث ادّعوا أنه قال: «لقد أقامه رسول الله «صلى الله عليه وآله» مقامه، واختاره لدينهم على غيره، وقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر».
وقد قلنا: إن هذا الكلام غير صحيح، لا في مبناه، ولا في معناه..
أما عمر بن الخطاب نفسه فقد اعتمد مبدأ الشورى المفروضة بالقوة على بضعة أشخاص اختارهم هو بعناية. ومن دون أن يقدم مبرراً لاستثناء جميع من عداهم ـ لقد اختارهم ـ بعد أن قرر أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يستخلف أحداً..
وكل هذه التبريرات والإدعاءات لا يمكن القبول بها، ولا الإعتماد عليها، وقد روي أن علياً «عليه السلام» قال:
فإن كنت بالقربى حججت خصيمهم    فـغـيرك أولى بـالـنـبـي وأقـــرب
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم     فـكـيـف بهـذا والمشـيرون غيب([12])

دعوى أن النبي لم يستخلف:

ثم إن هؤلاء الناس قد حشدوا روايات مجعولة، زعموا أنها تصلح لرد النصوص المتواترة في إمامة علي «عليه السلام»، أو أنها توجب الريب والشبهة فيها، لدى من لا خبرة له بالأمر، فقد ذكر الصالحي الشامي هنا ما يلي:
1 ـ حديث عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ـ يعني: أبا بكر ـ وإن أترك فقد ترك من هو خير مني، وهو رسول الله «صلى الله عليه وآله»([13]).
2 ـ عن علي «عليه السلام» أنه قال «يوم الجمل»: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئاً، حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر، فأقام واستقام حتى مضى لسبيله، ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر، فأقام واستقام حتى ضرب بالدين بجرانه، ثم إن أقواماً طلبوا هذه الدنيا، فكانت أمور يقضي الله عز وجل فيها([14]).
3 ـ عن ابن عباس: «أن علياً خرج من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
فقال: أصبح بحمد الله بارئاً.
قال: فأخذ بيده العباس، فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا. وإني والله لأرى رسول الله «صلى الله عليه وآله» سوف يتوفاه الله من وجعه هذا، إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فلنسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا كلمناه، فأوصى بنا.
قال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله «صلى الله عليه وآله» فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعده أبداً. وإني والله، لا أسألها رسول الله «صلى الله عليه وآله»([15]).
4 ـ عن إبراهيم بن الأسود قال: قيل لعائشة: إنهم يقولون: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أوصى إلى علي.
قالت: بما أوصى إلى علي؟! وقد رأيته دعا بطست ليبول فيها، وأنا مسندته إلى صدري، فانخنس، أو قال: فانحنث، فمات، وما شعرت. فيم يقول هؤلاء: إنه أوصى إلى علي؟!([16]).
5 ـ عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: خطبنا علي فقال: من زعم أن عندنا كتاباً نقرؤه، ليس إلا كتاب الله وهذه الصحيفة صحيفة معلقة في سيفه، فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، فقد كذب([17]).
6 ـ عن أبي حسان أن علياً «عليه السلام» قال: ما عهد إلي رسول الله «صلى الله عليه وآله» شيئاً خاصة دون الناس إلا شيئاً سمعته منه في صحيفة في قراب سيفي الخ..([18]).
ونقول:
إنه لا يمكن قبول ذلك كله، لأسباب عديدة:
1 ـ إن بيعة الغدير حجة دامغة تكذب كل هذه الأباطيل، يضاف إلى ذلك عشرات النصوص الصريحة والصحيحة في إمامة علي «عليه السلام»، ووصايته لرسول الله «صلى الله عليه وآله».
2 ـ ما جرى على الزهراء «عليها السلام»، من ضرب، وإسقاط جنين، وإهانة، وكذلك عليها وعلى علي «عليهما السلام» حين أرادوا إحراق بيتهما على من فيه، حتى إن علياً «عليه السلام» لم يبايع حتى رأى الدخان يخرج من بيته.. بل هو لم يبايع إلا مكرهاً، حتى بعد استشهاد السيدة الزهراء «عليها السلام». إن ذلك يدل دلالة واضحة على عدم صحة تلك الروايات عن علي «عليه السلام» وغيرها مما ذكر آنفاً..
3 ـ ماذا يصنع هؤلاء القوم بالنصوص التي امتلأت بها كتبهم، والتي تتحدث عن امتناع كثيرين من كبار صحابة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ومن جملتهم علي «عليه السلام» والهاشميون، من القبول بخلافة أبي بكر، كما أن الكثير منهم إنما بايعوا تحت وطأة التهديد والوعيد، بل والضرب والإهانة..
4 ـ ماذا يصنع هؤلاء أيضاً بما رووه عن علي «عليه السلام» وأبنائه من بعده من خطب ورسائل، وكلمات، واحتجاجات، تدل على عدم رضاهم بأبي بكر، وتبين أنه غاصب لحقهم، متصد لما ليس له..
5 ـ إن خطبة علي «عليه السلام»، وقوله فيها: من زعم أن عندنا كتاباً نقرؤه إلا كتاب الله، وهذه الصحيفة، إنما هي رد على اتهامهم إياه بأنه يدعي أن عند أهل البيت «عليهم السلام» كتاباً سوى القرآن، كانوا يتداولونه فيما بينهم.
ولعل هناك من نسب إليهم أنهم يدعون وجود كتاب لهم من رسول الله «صلى الله عليه وآله» في أمر الخلافة، فيطالبهم بإخراجه لهم.
مع أن الثابت هو: أن عمر بن الخطاب قد منع النبي «صلى الله عليه وآله» من كتابة ذلك الكتاب، واتهم النبي «صلى الله عليه وآله» بما اتهمه به، مما نربأ بأنفسنا عن التفوه به إلا على سبيل الحكاية لما جرى.
6 ـ إن حديث قول علي «عليه السلام» يوم الجمل لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئاً.. مكذوب على علي «عليه السلام»، فإن أهل السقيفة لم يستشيروا علياً «عليه السلام» ولا أشركوه في شيء من أمرهم، بل استبدوا بالأمر، ثم هوجم بيت علي «عليه السلام»، وضربت زوجته، وأسقط جنينها لإجباره على البيعة، ثم لم يبايع إلا جبراً بعد أن استشهدت «عليها الصلاة والسلام»، فقد روي عن عائشة: لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة، وصرحت بذلك نصوصهم، فراجع([19]).
ولم يكن علي «عليه السلام» ليقول في حرب الجمل ما يكذب به حديث البيعة له في يوم الغدير، ولا غيره من الأحاديث الثابتة والصريحة.
7 ـ دعوى عمر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يستخلف، إنما جاءت ممن يجر النار إلى قرصه، ويريد تبرئة نفسه.
8 ـ حديث العباس وعلي «عليه السلام» لا يصح أيضاً، إذ هو يتضمن الإتهام لأمير المؤمنين «عليه السلام» بعدم مراعاته لجانب التقوى والدين، لرفضه «عليه السلام» سؤال النبي «صلى الله عليه وآله» عن حكم شرعي، يرتبط بأمر الخلافة بعد النبي «صلى الله عليه وآله»، طمعاً منه في الدنيا، وحباً منه لها، وهذا ما نجله «عليه السلام» عنه، ولا يرضى مسلم بأن ينسبه إليه.
9 ـ إن ما يقولونه هنا يكذب ما يدّعونه من دلالة صلاة أبي بكر على استخلاف النبي «صلى الله عليه وآله» له، بالإضافة إلى روايات أخرى مزعومة في هذا المجال.
10 ـ حديث العباس وعلي «عليه السلام» لا يمكن أن يصح، وإن رواه البخاري، فإن حديث الغدير المتواتر بأسانيد صحيحة يكذبه.
11 ـ من أين عرف العباس أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» سيموت بعد ثلاث، أو أنه سوف يموت من وجعه ذاك؟هل أطلعه الله على غيبه؟ أم أن ملك الموت أخبره؟!
12 ـ لقد كان بإمكان العباس أن يسأل رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن أي شيء، من دون حاجة إلى أخذ علي «عليه السلام» معه.
ولو صح، فلماذا لم يأخذ معه أي رجل آخر غير علي «عليه السلام».
13 ـ ما معنى أن يطلب العباس من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يوصي خليفته أو الناس ببني هاشم، إن كان الخليفة من غيرهم؟! فهل لم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» يعرف واجباته، ولا يميز ما ينبغي له أن يفعله، مما لا ينبغي؟! فإن كانت هناك حاجة لهذه الوصية، فسيفعلها النبي «صلى الله عليه وآله»، وإن لم يكن لها حاجة فلا معنى لطلبها منه.
14 ـ إن العباس لم يكن يريد من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يخبره بالغيب، بل هو يريد منه أن يخبره بالحكم والشرع الإلهي. مما يعني: أن الأمر بنظر العباس يدور بين أمرين، لا ثالث لهما، فهو إما في بني هاشم، ولا يحق لغيرهم التصدي له، أو في غيرهم، ولا يحق لبني هاشم التصدي له. مع أن أحداً لم يدّع ذلك سوى عمر بن الخطاب.. ومن زعم عمر أنهم من قريش، وأنهم يوافقونه عليه، حين قال: لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد، أو نحو ذلك مما ذكرناه في موضع آخر من هذا الكتاب..
ولكن الفرق هو: أن عمر بن الخطاب لم يدّع أن ذلك من القرارات الشرعية الإلهية، بل ادّعى أن قريشاً لا ترضى بذلك، ولم ينسبه لا إلى الله ولا إلى رسوله.
ولكن العباس يقول: إن ذلك من القرارات الإلهية.
15 ـ بناء على ما تقدم: فإن رواية العباس وعلي «عليه السلام» تدعونا إلى مطالبة من ينكر استخلاف علي «عليه السلام» بالنص الذي يعين غير علي «عليه السلام» للخلافة، ويصرح بإبطال خلافة بني هاشم من أساسها..
فإذا سَلَّمَ هذا الفريق بضرورة وجود هذا النص، استناداً إلى تلك الرواية، انحلت المشكلة، لأن النصوص التي لا مجال لإحصائها لكثرتها وتنوعها تعيِّن خلافة علي «عليه السلام» وتؤكدها، وهم أنفسهم لا يدّعون النص على أبي بكر، بل يثبتون خلافته ببيعة أهل الحل والعقد له..
16 ـ وأما حديث عائشة: أن النبي «صلى الله عليه وآله» مات على صدرها، ولم يوص لأحد.. فيكذبه:
أولاً: إنه قد مات على صدر علي «عليه السلام»، والروايات في ذلك كثيرة([20]).
ثانياً: إن الوصية لعلي «عليه السلام» لا تنحصر بلحظة الوفاة، بل يمكن أن يوصي «صلى الله عليه وآله» له قبل ذلك بسنوات، أو بأشهر، أو بأيام، ويمكن أن يوصي له في بيته، وفي مسجده، وفي سفره وحضره و.. الخ..
ثالثاً: إن كون علي «عليه السلام» هو الوصي لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من بديهيات التاريخ، والنصوص في ذلك كثيرة، ويكفي أن نشير إلى بعض ما قيل في ذلك في عهد علي «عليه السلام» نفسه.
قال عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
ومنا علي ذاك صاحـــب خـيــبـر         وصـاحب بـدر يوم سالت كتائبـه
وصي النبي المصطفـى وابن عـمـه            فـمن ذا يـدانيـه ومن ذا يقــاربــه
وقال عبد الرحمن بن جعيل:
لعمري لقــــد بايعتم ذا حفيظــةٍ        على الدين معروف العفاف موفقـا
علياً وصي الــمصطفى وابن عمه              وأول من صلى أخــا الدين والتقى
وقال أبو الهيثم بن التيهان، وكان بدرياً:
إن الـــــوصي إمـامــنـا ووليـنـا         برح الـخفاء، وباحت الأســــرار
وقال عمر بن حارثة الأنصاري، وكان مع محمد بن الحنفية يوم الجمل، وقد لامه أبوه «عليه السلام» لما أمره بالحملة، فتقاعس:
أبـا حســـن أنـت فصل الأمـور           يـبـين بــك الحــل والــمــحـرم
إلى أن قال:
فــأعجلـته والــــفتى مـــجمع            بما يـكـره الـرجـل الـمحــــجـم
سمي الـــنبي وشـــبه الـوصي([21])              ورايـــــتــه لــونهـــا العــنــدم
وقال رجل من الأزد يوم الجمل:
هــذا عـــلي وهـــــو الـوصــي           آخــاه يـوم النـــجــوة الـنـبـــي
وقـال: هـذا بــعدي الـــولــــي            وعــاه واع ونــسـي  الـشـــقــي
وخرج يوم الجمل غلام من بني ضبة، شاب مُعْلِم، من عسكر عائشة وهو يقول:
نـحن بـن ضبــة أعـداء علـــي           ذاك الــذي  يعرف فيـنا بالــوصي
وفـارس الخيل علــى عهد النبي         ما أنـــا عـــن فضل عـلي بالعمي
وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل، وكان في عسكر علي «عليه السلام»:
أيـة حـرب أضــرمت نيرانهــا           وكـسرت يــوم الـوغـى مـرّانهــا
قـل للـوصي أقبلت قحطـانهـا             فـادع بـهـا تـكـفـيـكـهـا  همدانها
هـم بنوهـا وهــم إخوانـهــا
وقال زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل، وكان من أصحاب علي «عليه السلام»:
كيف ترى الأنصارفي يوم الكلب                إنا اناس لا نبــالي مــــن عــطب
ولا نبالي في الوصي مــن  غضب              وإنــما الأنصـــار جَدُّ لا لــعــب
هـــذا عـلي وابن عبد الـمطلب           ننصره الــيـوم عــلى من قد كذب
من يكسب البغي فبئسا اكتسب
وستأتي أبيات حجر بن عدي أيضاً:
وقال خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين ـ وكان بدرياً ـ في يوم الجمل أيضاً:
يا وصـي النبي قـد أجــلت الـحر         ب الأعـادي وسـارت الأضـعـان
واستقامت لك الأمور سوى الشام      وفي الـشــام يـظــهـر  الأذعـــان
وقال خزيمة أيضاً في يوم الجمل:
أعـائش خـلي عــن عـلي  وعيـبـه              بما لـيـس فـيـه إنـما أنت والــــدة
وصي رسـول الله مـن دون  أهــله             وأنت على ما كـان من ذاك  شاهدة
وقال ابن بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الجمل أيضاً:
يا قـوم للخطة العظمى التي حـدثت    حرب الوصي وما للحرب  من آسي
الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت      تلك القبائل أخـماسـاً لأســـداس
وقال عمرو بن أحيحة يوم الجمل، في خطبة الحسن بن علي «عليه السلام» بعد خطبة عبد الله بن الزبير:
حسن الـخـير يا شبيـه أبـــيــــه         قمت فـينـا مقـــام خيــر خطيب
إلى أن قال:
وأبــــى الله أن يــقوم بـما قـــام         بـه ابـن الـوصـي، وابـن  النجيب
ان شخصـــاً بـين النبي لك الخير               وبـيـن الـوصـي غــير مـشــوب
وقال زحر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضاً:
أضـربكم حـتى تـــقروا لــعلي            خـير قـريـش كـلـهـا بـعـد النبي
مـن زانــه الله وســـماه الوصي         إن الـولي حـافــظ ظــهـر الــولي
كمـا الغوي تابع أمـــر الـغوي
ذكر هذه الأشعار والأراجيز بأجمعها أبو مخنف، لوط بن يحيى، في كتاب: وقعة الجمل. وأبو مخنف من المحدثين، وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها.
ومما رويناه من أشعار صفين، التي تتضمن تسميته «عليه السلام» بالوصي ما ذكره نصر بن مزاحم المنقري، في كتاب «صفين »، وهو من رجال الحديث.
قال زحر بن قيس الجعفي: «ونسبها في موضع آخر إلى جرير بن عبد الله البجلي»(1):
فـــصلى الإلـــــه عــلى أحمــــد          رســول الملـــــيك تــــمام النعم
رســول المليك ومـــن بـــــعده           خليفتنا القــــائــــم المدّعـــــم
علياً عنــــيت وصـــي  الـنبــي           نجالد عنــــه غــــواة الأمـــــم
قال نصر: ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث بن قيس:
أتـــانا الـرسول رســـول الإمام          فـسـرّ بمـقـدمـه  المسـلــمـونـــا
رســول الــوصي وصي الـنـبـي        لـه السـبـق والـفـضل في المؤمنينـا
ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث أيضاً:
أتـانا الـرسول رسول الوصــي           عـلي الـمـهـذب مـن هـــــاشـم
وزيـــر الــــنبي وذو صهـــره            وخيــــر الــبــريـــــة والـعــالم
وقال جرير بن عبد الله البجلي شعراً، بعث به إلى شرحبيل بن السمط، من أصحاب معاوية، وقد جاء فيه:
مــقال ابن هــند في علي عضيهة               ولله فـي صدر ابن أبي طالب أجل
وما كــان إلا لازماً قــعر  بـيتـه          إلى أن أتـــى عثـمان في بيته الأجل
وصي رسـول الله من دون أهلـه         وفـارسه الـحـامي به يضرب المثل
وقال النعمان بن عجلان الأنصاري:
كيف التفرق والوصــي أمـامنا          لا كـيف إلا حيــــرة  وتخــــاذلا
لا تغبنن عقولـكم لا خـير فـي            من لم يكن عنـد البلابل عاقـــــلاً
وذروا معــاوية الغويّ وتابعوا         ديـن الـوصـي لتحـمـدوه آجــلاً
وقال عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي:
ألا ابلغ شـرحــبيل بـن حربٍ             فما لـك لا تـهـش إلا الـضـــراب
فــإن تسلم وتـبق الدهر يومـاً            نــزرك بـجـحـفـل عـدد الـتراب
يقودهم الـوصي إلــيك حـتى             يـردك عـن ضـــلال وارتـيـــاب
ويقول المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب:
فيكم وصي رسول الله قائدكم             وصــهـره وكـتـاب الله قـد نـشرا
ويقول عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
وصي رسول الله من دون أهله          وفارسه إن قيــل: هــل من منازل
قال المعتزلي: «والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً، ولكننا ذكرنا منها ها هنا بعض ما قيل في هذين الحزبين. فأما ما عداهما، فإنه يجل عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعدد. ولولا خوف الملالة والإضجار، لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة»([23]).
وقد ذكر المعتزلي نفسه في نفس الكتاب موارد أخرى، نذكر منها ما يلي:
قال عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، مجيباً للوليد بن عقبة بن أبي معيط:
وإن ولي الأمـــر بـعـد مـحـمـد           عـلي وفي كـل المـواطـن  صـاحـبه
وصي رســول الله حقاً وصنــوه         وأول مـن صـلى، ومن لان  جانبـه
وقال خزيمة بن ثابت في هذا:
وصي رســــول الله من دون أهله              وفارسه مــذ كان في سالف الزمن
وأول من صلى مــن الناس كلهم                سوى خيرة النسوان والله ذو منن([24])
وقال زفر بن بن يزيد بن حذيفة الأسدي:
فـحـوطـوا عليـاً وانصـروه فـإنه        وصـي وفي الإســــلام أول أول([25])
وقال النعمان بن العجلان، مخاطباً عمرو بن العاص، وذلك بعد بيعة السقيفة، في جملة قصيدة له:
وكــان هـوانــــا في علي وإنـــه         لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعـــو إلى الهدى             وينهى عن الفحشاء والبغي والنكـر
وصي النبي المصطفى وابن عمــه            وقـــاتل فرسان الضلالة والكفر([26])
وقال حسان بن ثابت:
ألست أخــاه في الـهدى ووصيه        وأعلـم منـهم  بالكتاب وبالسنن([27])
وقال حجر بن عدي الكندي في يوم الجمل أيضاً:
يا ربنـا ســـلم لنــــا عــليــاً               سـلـم لـنـا الـمـهــذب التـقيـــا
الــمؤمن المسترشــد الرضيــا           واجـعــلـه هـادي أمـة  مـهـديــاً
احفـظه رب حـفـظـك النبـيـا              لا خـطـل الـرأي ولا غــــبـيـــا
فإنــه كــان لـــنا ولــــيــــاً                ثـم ارتـضـــاه بـعــده وصـيــاً([28])
وقال المنذر بن أبي خميصة الوداعي مخاطباً علياً:
ليس منـا من لم يـكن لك في الله         ولـياً يا ذا الــــولا  والـوصــيـة([29])
بل إن علياً أمير المؤمنين «عليه السلام» نفسه قد ذكر الوصية له في الشعر، فقال: في أمر بيع عمرو بن العاص دينه لمعاوية:
يا عجبـا! لقـد سمعـت منكرا             كـذبـا عـلى الله يـشـيـب الـشعرا
يسترق السمع ويغشـى البصرا         مـا كـان يـرضى أحمـد لـو أخـبرا
 أن يـقرنـوا وصـيـه والأبـتـرا           شـاني الـرسـول واللعين  الأخزرا
كلاهما في جنه قـد عــسكــرا            قـد بـاع هـذا ديـنــه فـأفـجـــرا
من ذا بدنيا بيعــه قــد خـسرا            بـمـلـك مصران أصـاب الظفــرا
الخ..([30]).
واللافت هنا: أن ابن أبي الحديد نفسه قد قرر هذه الوصاية في شعره، فقال:
وخير خلق الله بعد المصــطفى          أعظــمهـم يـــوم الفخـار  شرفـا
الــسيد الـــمعظم الوصـــي               بعــل الــبتول المــرتضى عـــــلي
وابناه، الخ.. ([31]).
ولو أردنا استقصاء ذلك في مصادره لاحتجنا إلى وقت طويل ولنتج عن ذلك ما يملأ عشرات الصفحات..
أما في غير الشعر، فالأمر أعظم وأعظم.. ولعل ما ذكرناه يكفي لمن ألقى السمع وهو شهيد.




([1]) راجع: حياة الصحابة ج1 ص420 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص53 والبحار ج28 ص326 وقاموس الرجال ج12 ص108 وفتح الباري ج12 ص135 والسقيفة للمظفر ص97 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص182 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص275.
([2]) راجع: نهاية الإرب ج8 ص168 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج2 ص233 والعقد الفريد (ط دار الكتاب العربي) ج4 ص258 والأدب في ظل التشيع ص24 نقلاً عن البيان والتبيين للجاحظ.
([3]) راجع: تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج3 ص220 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص457 والإمامة والسياسة (ط الحلبي بمصر) ص14 و 15 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص38 وج6 ص7 و 8 و 9 و 11 والإمام الحسين للعلايلي ص186 و 290 وغيرهم.. وراجع: الإحتجاج ج1 ص92 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص194 والبحار ج28 ص181و 325 و 345 وج44 ص55 و 64 والكامل في التاريخ ج2 ص329 و 330 و الامامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص14 و 15 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص24 و 25 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج4 ص285.
([4]) راجع: العثمانية للجاحظ ص200 والمجموع للنووي ج15 ص353 والشرح الكبير لابن قدامه ج6 ص232 وكشاف القناع للبهوتي ج4 ص347 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص318 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص19 والسنن الكبرى لبيهقي ج6 ص166 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص47 و 256 ولسان العرب ج4 ص538 وتاج العروس ج7 ص186 وشرح النهج للمعتزلي ج18 ص416 والفايق في غريب الحديث ج1 ص150
([5]) راجع: الصواعق المحرقة ص6 والطرائف لابن طاووس ص400 والصوارم المهرقة ص59 و 190 والبحار ج34 ص377 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص313 وج9 ص325 وفتح الباري ج12 ص135 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص86 والتفسير الكبير للرازي ج3 ص147 والإحكام لابن حزم ج7 ص988 والمحصول للرازي ج2 ص357 وج4 ص322 و 368 و 383 وج6 ص51 والإحكام للآمدي ج2 ص203 و 211 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص339.
([6]) راجع: تفسير البحر المحيط ج4 ص314 والعبر وديـوان المبـتـدأ والخبر ج1 = = ص194. وراجع: الطرائف ص483 والصوارم المهرقة ص73 والبحار ج28 ص383 وج29 ص378 وج31 ص76 و 81 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص391 والغدير ج5 ص364 وج7 ص231 وج10 ص9 وعمدة القاري ج16 ص246 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص115 و 285 والإستيعاب لابن عبد البر ج2 ص568 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص265 والمحصول للرازي ج4 ص322 وأسد الغابة ج2 ص246 والأعلام للزركلي ج3 ص73 والعثمانية للجاحظ ص217 والوافي بالوفيات ج15 ص58 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص186.
([7]) راجع: العبر وديوان المبتدأ والخبر ج1 ص194.
([8]) راجع: البداية والنهاية ج9 ص54. و (ط دار إحياء التراث العربي) ج9 ص66.
([9]) راجع: النزاع والتخاصم ص28 و (ط أخرى) ص71 وشرح النهج للمعتزلي ج7 ص159 ومروج الذهب ج3 ص33 والفتوح لابن أعثم ج8 ص95 و (ط دار الأضواء) ج8 ص339 ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان ج6 ص102 وسير أعلام النبلاء ج6 ص79.
([10]) راجع: العقد الفريد ج2 ص120 الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) للكميت ص32 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص566.
([11]) راجع: الطرائف ص28 والغدير ج10 ص167 وقاموس الرجال ج12 ص183 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن الدمشقي ج2 ص249.
([12]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص43 والتعجب للكراجكي ص54 والبحار ج29 ص609 وج34 ص406 والمراجعات للسيد شرف الـديـن ص340 = = والنص والإجتهاد ص21 ونهج الإيمان لابن جبر ص384 وشرح النهج للمعتزلي ج18 ص416 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص111.
([13]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج13 ص218 (7218) والبيهقي في الدلائل ج7 ص222 ومسلم في الإمارة باب الإستخلاف ج3 ص1454 (11). وراجع: الإقتصاد للطوسي ص208 والرسائل العشر للطوسي ص123 والكافئة للمفيد ص46 وكتاب الأربعين للشيرازي ص566 والبحار ج30 ص143 وج31 ص386 والغدير ج10 ص9 ومسند أحمد ج1 ص43 وصحيح البخاري ج8 ص126 والمستدرك للحاكم ج3 ص95 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص148 وعمدة القاري ج24 ص279 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص42 وصحيح ابن حبان ج10 ص331 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص185 وج17 ص220 وكنز العمال ج5 ص734 وتمهيد الأوائل للباقلاني ص508 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص343 والكامل لابن عدي ج5 ص37 وعلل الدارقطني ج2 ص73 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص428 وج44 ص432 و 434 و 435 وسير أعلام النبلاء ج9 ص267 وميزان الإعتدال ج3 ص211 وتاريـخ الأمم والملـوك ج3 ص292 = = والكامل في التاريخ ج3 ص65 والبداية والنهاية ج5 ص270 والعبر وديوان المبتدأ والخبرج1 ص212 وإمتاع الأسماع ج14 ص478 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص497 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص309 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج2 ص115 وج3 ص102.
([14]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 عن البيهقي وقال في هامشه: أخرجه البيهقي ج7 ص223. وراجع: الغدير ج5 ص365 وج8 ص40 ومسند أحمد ج1 ص114 والمستدرك للحاكم ج3 ص104 ومجمع الزوائد ج5 ص175 وتحفة الأحوذي ج6 ص396 وكنز العمال ج5 ص655 وضعفاء العقيلي ج1 ص178 وعلل الدارقطني ج4 ص 86 و 87 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص291 و 292 وكتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي ص46 و البداية والنهاية ج5 ص271.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 عن البخاري، وابن جرير، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري في المغازي حديث (4447) والبيهقي في الدلائل ج7 ص224.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 عن البخاري، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري في الوصايا وفي مرض النبي «صلى الله عليه وآله» ومسلم ج3 ص1257 (19) وأحمد ج6 ص32 والبيهقي في الدلائل ج7 ص226. وراجع: ذخائر العقبى ص204 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج5 ص141 و السنن الكبرى ج8 ص149 وعمدة القاري ج18 ص69 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص31 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص245 والتاريخ الكبير للبخاري ج5 ص178 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص423 و 424 وتاريخ الأمم والملوك ج2 = = ص436 والكامل في التاريخ ج2 ص321 و البداية والنهاية ج5 ص247 وإمتاع الأسماع ج14 ص480 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص450 والنزاع والتخاصم للمقريزي ص77.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 و 310 عن البخاري، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري، باب ذمة المسلمين، وفي باب إثم من عاهد ثم غدر، وعن أحمد ج1 ص81 وعن أبي داود في المناسك ج2 ص216 والبيهقي في الدلائل ج7 ص227 و 228. وصحيح البخاري ج8 ص144 وصحيح مسلم ج4 ص115 و 217 وسنن الترمذي ج3 ص297 وعمدة القاري ج25 ص38 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص391 ومسند أبي يعلى ج1 ص228 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج7 ص33 ورياض الصالحين للنووي ص695 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج2 ص35.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص310 عن أبي داود في المناسك ج2 ص216 (2035). وراجع: المحلى لابن حزم ج10 ص354 ومسند أحمد ج1 ص119 وسنن النسائي ج8 ص24 وفتح الباري ج4 ص73 وعمدة القاري ج10 ص232 وعون المعبود ج6 ص13 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص220 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج4 ص204 وكنز العمال ج14 ص129 وإمتاع الأسماع ج14 ص483.
([19]) راجع: فتح الباري ج7 ص379 وراجع: الفصول المختارة للشريف المرتضى ص56 وكتاب الأربعين للشيرازي ص154 والبحار ج10 ص427 وج28 ص312 و 349 و 358 و 391 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص22 وج6 ص12 والامامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج1 ص20 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص31.
([20]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 عن الشيخين، وعن ابن سعد، وراجع: صحيح البخاري ج5 ص141 وفتح الباري ج8 ص106 و 107 وعمدة القاري ج18 ص66 و 70 و 71 والمعجم الكبير ج23 ص32 وضعفاء العقيلي ج2 ص250 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص307 والبداية والنهاية ج5 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص498 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص475 الأمالي للمفيد ص23 ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص172 و 182 والبحار ج22 ص540 و 459 و 542 و ج32 ص595 وج34 ص109 و 147 وج38 ص320 وج43 ص193 وج74 ص397 والمراجعات للسيد شرف الدين ص329 و 330 والكافي ج1 ص459 وروضة الواعظين ص152 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص215 والغدير ج9 ص374 ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص138 وشرح نهج للمعتزلي ج10 ص179 و 182 و 265 و 266 وقاموس الرجال ج12 ص324 وكشف الغمة ج2 ص127 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص481 وج25 ص551 وج33 ص385 وعلل الشرائع للصدوق ج1 ص168 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص51 ومستدرك الوسائل ج2 ص495 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وينابيع المودة ج3 ص436. والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص263 وراجع: ومجمع الزوائد ج1 ص293.
([21]) أي أن محمد بن الحنفية يشبه أباه الذي هو الوصي.
([22]) راجع: شرح نهج البلاغة، (ط دار مكتبة الحياة) ج1 ص553.
([23]) جميع ما تقدم قد ذكره المعتزلي في شرح نهج البلاغة (ط دار مكتبة الحياة ـ سنة 1963م) ج1 ص128 و133 والبحار ج38 ص20 و26 عنه.
([24]) شرح نهج البلاغة ج4 ص227 و228 (ط دار مكتبة الحياة سنة 1964).
([25]) المصدر السابق ج4 ص228.
([26]) المصدر السابق ج2 ص280.
([27]) المصدر السابق ج2 ص283.
([28]) المصدر السابق ج2 ص828 وج1 ص129 و130.
([29]) المصدر السابق ج2 ص828.
([30]) المصدر السابق ج1 ص324 و132.
([31]) المصدر السابق ج3 ص645.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page