• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الرابع: السقيفة.. انقلاب مسلح!!

الإكراه في بيعة أبي بكر:

وقد رسم العلامة الأميني «رحمه الله» صورة للعنف الذي رافق بيعة أبي بكر، نحاول أن نلخصها على النحو التالي: لقد رأينا كيف جرت الأمور في السقيفة، حيث بلغت الأمور فيها حداً جعل عمر بن الخطاب يقول: «اقتلوا سعداً قتل الله سعداً، إنه منافق أو صاحب فتنة».
وقد قام الرجل (عمر) على رأسه وقال له: «لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك، أو عيونك»([1]).
فيتلقاه قيس بن سعد بقوله: «لئن حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة، أو جارحة»([2]).
ثم قال عمر: «والله ما يخالفنا أحد إلا قتلناه..» حسبما ورد.
وارتفعت الأصوات حتى كادت الحرب أن تقع..
وينتضي الحباب بن المنذر سيفه ويقول: «والله لا يرد علي أحد ما أقول إلا حطمته بالسيف».
فيقال له: إذن يقتلك الله.
فيقول: بل إياك يقتل([3]).
فأخذ ووطئ في بطنه، ودس في فيه التراب([4]).
وآخر ينادي: «أما والله أرميكم بكل ما في كنانتي من نبل، وأخضب منكم سناني ورمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم مع من معي من أهلي وعشيرتي»([5]).
ويسمع آخر يقول: «إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم»([6]).
ويستل الزبير سيفه، ويقول: «لا أغمده حتى يبايع علي».
فيقول عمر: «عليكم بالكلب».
فيؤخذ سيفه من يده، ويضرب به الحجر فيكسر([7]).
كما أن المقداد يُدْفَعُ في صدره([8])، ويضرب أنف الحباب بن المنذر ويُكْسَرُ([9]).
والأمر الأدهى من ذلك كله أن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى بيت الزهراء «عليها السلام» وقال له: إن أبوا فقاتلهم.
فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: «يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا»؟!
قال: «نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة»([10]).
وقال لهم عمر: «لتخرجن إلى البيعة، أولأحرقنها على من فيها».
فقيل له: «إن فيها فاطمة».
فقال: «وإن»([11]).
ثم إنهم ضربوا الزهراء «عليها السلام»، وأسقطوا جنينها في هذا السبيل([12])، ولم يبايع علي «عليه السلام» حتى رأى الدخان يخرج من بيته([13]).
ثم يذكر «رحمه الله» ما لاقاه علي والزهراء «عليهما السلام» من ظلم واضطهاد في هذا السبيل([14])، فراجع كلامه.

كبس الناس في بيوتهم:

ونعود إلى ذكر بعض النصوص التي لا تبتعد عن تلك النصوص التي ذكرناها آنفاً. بل تأتي مؤكدة لمضمونها الصريح بإجبار الناس على البيعة، فنقول:
1ـ روي عن عبدالله بن عبد الرحمن قال:
«إن عمر احتزم بإزاره، وجعل يطوف بالمدينة، وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له، فهلموا إلى البيعة، فينثال الناس عليه فيبايعون. فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم، ويحضرهم المسجد، فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي بن أبي طالب «عليه السلام».. الخ..».
ثم تذكر الرواية إحضارهم الحطب لإحراق باب علي والزهراء «عليهما السلامه» على من فيه..([15]).
2 ـ ذكر الطبرسي أنه قد جيء بعلي «عليه السلام» ملبباً يُعْتَلُ ـ أي يجر بعنف ـ إلى أبي بكر «وعمر قائم بالسيف على رأسه، ومعه خالد وأبو عبيدة، وسالم، والمغيرة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد. وسائر الناس قعود، ومعهم السلاح».
ثم تذكر الرواية: أنهم مدُّوا يد علي «عليه السلام» وهو يقبضها، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر، وصيح في المسجد: بايع بايع([16]).
3 ـ وقد جاء في حديث الإثني عشر، الذين احتجوا على أبي بكر، ونصحوه بالتراجع عما أقدم عليه، ما يلي:
«فنزل أبو بكر من المنبر، فلما كان يوم الجمعة المقبلة، سل عمر سيفه، ثم قال: لا أسمع رجلاً يقول مثل مقالته تلك إلا ضربت عنقه، ثم مضى هو وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبو عبيدة، شاهرون سيوفهم حتى أخرجوا أبا بكر وأصعدوه المنبر»([17]).
وقال الصدوق بعد ذكره لاحتجاجات الإثني عشر رجلاً المشار إليها:
«فأخبر الثقة من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أن أبا بكر جلس في بيته ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث أتاه عمر بن الخطاب، وطلحة، والزبير، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، مع كل واحد منهم عشرة رجال من عشائرهم، شاهرين السيوف، فأخرجوه من منزله، وعلا المنبر، وقال قائل منهم:
«والله، لإن عاد منكم أحد فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملأن أسيافنا منه. فجلسوا في منازلهم، ولم يتكلم أحد بذلك»([18]).
وذِكْرُ الزبير في هذه الرواية: إما أن يكون سهواً من الرواة، بسبب الارتكاز والربط الذهني بينه وبين طلحة، بحيث إذا ذكر أحدهما سبق الذهن إلى الآخر أيضاً.. وإما ذكر عمداً، ويكون قد عاد إلى موالاة القوم بعد أن فرغت يده من علي «عليه السلام»، ونحن نرجح الاحتمال الأول، لأن الزبير كان في بداية أمره موالياً لعلي «عليه السلام».. ومن البعيد أن ينقلب عليه بهذه السرعة..
ويشير إلى ذلك: أنه في حديث الشورى التي كونها حينما طعن وأراد تدبير الأمر لعثمان، جعل الزبير أمره إلى علي «عليه السلام».
ومهما يكن من أمر: فإن هذا الحديث مروي بعدة طرق.. وقد رواه ابن طاووس عن أحمد بن محمد الطبري، المعروف بالخليلي، وعن محمد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ، في كتاب مناقب أهل البيت «عليهم السلام»([19])، وقال: «إعلم أن هذا الحديث روته الشيعة متواترين.. الخ..»([20]).
وقد ذكر السيد هذه الرواية لكنه قال: «فجلس أبو بكر في بيته ثلاثة أيام، فأتاه عمر وعثمان، و.. و..
إلى أن قال: فأتاه كل منهم متسلحاً في قومه حتى أخرجوه من بيته، ثم أصعدوه المنبر، وقد سلوا سيوفهم، فقال قائل منهم: والله، لئن عاد أحد منكم بمثل ما تكلم به رعاع منكم بالأمس لنملأن سيوفنا منه، فأحجم ـ والله ـ القوم، وكرهوا الموت»([21]).

أربعة آلاف مقاتل:

4 ـ إن نصاً آخر للحديث الآنف الذكر نفسه، يذكر رقماً محدداً للمقاتلين الذين استفادوا منهم في إرعاب الناس من الأنصار وغيرهم، وخصوصاً في مواجهة علي «عليه السلام» ومن معه..
فقد روى الطبرسي «رحمه الله» وغيره، حديث احتجاج الاثني عشر صحابياً على أبي بكر عن الإمام الصادق «عليه السلام» وفيه: أنهم بعد ان تكلموا بما أفحم أبا بكر، أخذ عمر بيده «وانطلق إلى منزله، وبقوا ثلاثة أيام لا يدخلون مسجد رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فلما كان في اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل، فخرجوا شاهرين بأسيافهم، يقدمهم عمر بن الخطاب، حتى وقفوا بمسجد رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال عمر: والله يا أصحاب علي، لئن ذهب منكم رجل يتكلم، بالذي تكلم بالأمس، لنأخذن الذي فيه عيناه»([22]).
وعلى كل حال: فإن النصوص الدالة على أن فريق أبي بكر قد استخدم أسلوب القهر والإكراه للناس، لحملهم على البيعة لأبي بكر، كثيرة، ومتنوعة المصادر.. ونذكر نموذجاً من ذلك، خصوصاً ما يرتبط منه بدور بني أسلم، فنقول:
5 ـ «قال هشام: قال أبو مخنف: فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي:أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك، فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم، فأيقنت بالنصر»([23]).
6 ـ قال ابن الأثير: «وجاءت أسلم فبايعت»([24]).
7 ـ وعند المعتزلي: «جاءت أسلم فبايعت، فقوي بهم جانب أبي بكر»([25]).
8 ـ عن أبي مخنف، عن محمد بن السائب الكلبي، وأبي صالح، عن زائدة بن قدامة: أن قوماً من الأعراب دخلوا المدينة ليمتاروا منها، فأنفذ إليهم عمر، فاستدعاهم وقال لهم:
«خذوا بالحظ والمعونة على بيعة خليفة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فمن امتنع، فاضربوا رأسه وجبينه.
قال: فوالله، لقد رأيت الأعراب قد تحزموا، واتشحوا بالأزر الصنعانية، وأخذوا بأيديهم الخشب، وخرجوا حتى خبطوا الناس خبطاً، وجاؤوا بهم مكرهين إلى البيعة»([26]).
ومن المعلوم: أن الأعراب الذين كانوا حول المدينة هم أسلم، وجهينة، وغفار، وأشجع.
9 ـ روى المعتزلي وغيره، عن البراء بن عازب: أنه فقد أبا بكر وعمر حين وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، «وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر فلم ألبث، وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل، ومعه عمر، وأبو عبيدة، وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية، لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدموه، ومدوا يده، ومسحوها على يد أبي بكر، شاء ذلك أو أبى»([27]).
فهذا النص يقترب جـداً إلى سابقه، إلى حد التطابق، وهما معاً يقتربان ـ بنحو أو بآخر ـ من النصوص المتقدمة حول بني أسلم..
ولنا مع النصوص المتقدمة وقفات هي التالية:

بنو أسلم والإكراه على البيعة:

وقد يثار هنا سؤالان:
أولهما: إن أبا بكر كان حين وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالسنح، ولم يعلم بوفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فما معنى اتهامه بأنه كان يجمع الناس، وخصوصاً بني أسلم، ليستعين بهم على اغتصاب الخلافة من صاحبها الشرعي؟!
الثاني: إن بريدة الأسلمي كان موالياً لعلي «عليه السلام»، ولم يكن ليرضى من قومه بأن يعينوا أبا بكر على علي «عليه السلام»، ولا سيما بعد ما سمعه من النبي «صلى الله عليه وآله» في حقه «عليه السلام»..
بل الرواية عن بريدة تقول: إن بني أسلم قد أبوا البيعة لأبي بكر، حتى يبايع بريدة بن الخصيب الأسلمي، وهذه الرواية منقولة في البحار([28]) وفي الشافي([29]) وتنقيح المقال([30]) و بهجة الآمال([31]).
ونقول:
إننا نعالج هذا الموضوع ضمن النقاط التالية:

1 ـ بريدة في بني أسلم:

إنه لم يكن لبريدة ـ فيما يظهر ـ نفوذ على جميع بني أسلم، ويشير إلى ذلك.
ألف: إنه في فتح مكة قد حمل أحد لوائي أسلم([32]).
ب: إنه خرج مع عمر إلى الشام، لما رجع من سرغ «موضع بين المغيثة وتبوك» أميراً على ربع أسلم([33]).

2 ـ بريدة كان غائباً:

ثم إنهم يذكرون: أن بريدة لم يكن في المدينة، حينما توفي النبي «صلى الله عليه وآله» وبويع أبو بكر. بل كان غائباً: إما في الشام([34])، أو في بعض طريق الشام([35]).
وقد صرح بغيبته هذه حديث احتجاج بريدة على أبي بكر مع الاثني عشر صحابياً، الذين كانوا غائبين أيضاً عن المدينة حينما بويع أبو بكر([36]).

3 ـ بريدة في بني سهم:

إن بريدة قد كان من بني سهم الأسلميين.. وكان يعيش معهم، وحين هاجر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، مرَّ به فتلقاه بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم، فقال له: ممن أنت؟!
قال: من أسلم.
فقال «صلى الله عليه وآله»: سلمنا.
ثم قال له: من بني من؟!
قال: من بني سهم.
قال: خرج سهمك([37]).
ويذكر نص آخر: أن بريدة أسلم هو ومن معه حينما مرَّ بهم النبي «صلى الله عليه وآله» مهاجراً، وكانوا ثمانين بيتاً. فصلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» العشاء الآخرة، فصلوا خلفه.
وبقي بريدة مع قومه، ولم يهاجر إلى المدينة إلا بعد سنوات([38])..
وبعدما تقدم نقول:
قد يمكن الجمع بين ما دل على أن قبيلة أسلم ساعدت أبا بكر، وبين الرواية التي تقول: إن أسلم أبت أن تبايع أبا بكر حتى يبايعه بريدة، بأن يقال:
لو صحت رواية امتناع أسلم من البيعة، وهي رواية يتيمة، فيكون المقصود بامسلمين الذين أبوا البيعة لأبي بكر حتى يبايع بريدة، هم خصوص بني سهم، ولعلهم هم أيضاً الذين يقال: إن بريدة قد ركز فيهم رايته، وقال: لا أبايع حتى يبايع علي..
واحتمال أن يكون قوله: لا أبايع حتى يبايع علي، قد جاء على سبيل التحريض لخصومه، وفتح الباب أمامهم لإكراه علي «عليه السلام» على البيعة. لا يلتفت إليه، لأن ظاهر الأمر أنه كان موالياً لأمير المؤمنين «عليه السلام» متابعاً له.
أما سائر بني أسلم، وهم قبيلة كبيرة، فإنهم أعانوا أبا بكر على خصومه، وقوي بهم جانبه، كما يظهر من النصوص..

التشكيك غير المقبول في رواية الخزاعي:

قد حاول بعضهم التشكيك في صحة نقل الخزاعي فقال:
«إن أسلم بطن من خزاعة، وليسوا بأكثر العرب فرساناً، ولا بأشجعهم، وأعزهم.
وكيف أيقن بالنصر عند بيعتهم، ولم يتيقن حينما صفقت الأنصار بالبيعة لهم؟
نعم قد يكون الراوي، وهو أبو بكر بن محمد الخزاعي أراد أن يباهي بقومه، ويكتسب لهم نوالاً بذلك»([39]).
ونقول:
إن هذا الكلام لا يمكن قبوله، وذلك لما يلي:
أولاً: لم يدَّع أحد أن بني أسلم كانوا أكثر العرب فرساناً، وأشجعهم، وأعزهم، بل قالت الرواية: إن حضورهم قد أعطى جانب أبي بكر قوة في الموقف، حتى أيقن عمر بالنصر على أولئك الممتنعين عن البيعة لأبي بكر، أو يتوقع امتناعهم عنها، ممن يعيشون في المدينة من الأنصار، أو من بني هاشم.
ولم يكن إخضاع المخالفين لأبي بكر في داخل المدينة يحتاج إلى أن تكون القبيلة اكثر العرب فرساناً، أو أشجعهم، وأعزهم.. لاسيما مع علم أبي بكر وعمر بوصية النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»، بأن لا يقاتل المعتدي على حقه، إلا إذا وجد أنصاراً يقدرون على إنجاز النصر..
بل كان يكفي أبا بكر بضعة مئات من الرجال لفرض إرادته على المدينة بأسرها.. وهي البلد الصغير، والمنقسم على نفسه.
علماً بأن الكثرة تغلب الشجاعة.. فكيف إذا كان مناصروه من الكثرة بحيث تضايقت بهم سكك المدينة؟!
بل سيأتي: أنه استطاع أن يحشد بضعة ألوف من حملة السلاح كما لإكراه الناس على هذا الأمر.
أما السؤال الذي يقول: كيف عرفوا أن علياً «عليه السلام» موصى بعدم القتال في ظرف كهذا؟!
فيجاب عنه بما يلي:
الظاهر هو: أن معرفتهم بذلك قد جاءت عن طريق عائشة وحفصة اللتين نبأتا بالسر الذي أسره النبي لهما وقد تظاهرتا عليه.. وكان تظاهرهما خطيراً جداً إلى حد أنه «صلى الله عليه وآله» احتاج إلى أن يكون الله مولاه، وجبريل، وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير..
ولولا الخطورة البالغة للسر الذي أفشتاه لما احتاج الرسول «صلى الله عليه وآله» للخلاص من الخطر المتوجه إليه منهما إلى هذه المعونة الكاملة، والشاملة، والعظيمة.
ولهذا البحث مجال آخر..
ثانياً: إن إيقان عمر وأبي بكر بالنصر، عندما جاءت قبيلة أسلم.. إنما هو لأنه قد أصبح لديه جيش قادر على مواجهة أصحاب سعد بن عبادة، والهاشميين، وغيرهم من أصحاب علي «عليه السلام». وبهذا يتم حسم الأمر لصالحه.
أما بيعة الأنصار لأبي بكر في السقيفة، فإنها لم تكن قادرة على حسم الأمور لصالحه.. لأن علياً «عليه السلام» ومن معه، قد يكون لهم تأثير سلبي على الذين بايعوا أبا بكر في السقيفة، فإن الأنصار، الذين تخلوا عن سعد، هم أنفسهم قد هتفوا في السقيفة بالذات باسم علي «عليه السلام»، وقالوا: لا نبايع إلا علياً.. أو قالوا: إن فيكم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد..
كما أن من الممكن أن يعرف الناس بأن ما أشاعوه عن علي «عليه السلام» من أنه قد انصرف عن هذا الأمر، كان مكذوباً عليه، فيكون ذلك سبباً في تراجع الكثيرين عن قرارهم بالبيعة لأبي بكر، وذلك يحمل في طياته أخطاراً جساماً فيما يرتبط بحسم الأمور لصالح أبي بكر..
فكان مجيء قبيلة أسلم ضمانة قوية لنجاح مشروع أبي بكر، ولذلك قال عمر: لما أن رأيت أسلم أيقنت بالنصر.
ثالثاً: إن عامة الأنصار لم يبايعوا أبا بكر في السقيفة.. وإنما بايعه عمر وأبو عبيدة من المهاجرين، وبضعة أفراد من الأنصار، قد لا يصل عددهم إلى عدد أصابع اليد الواحدة، وكان منهم مثل: أسيد بن حضير، وبشير بن سعد، ثم خرج أبو بكر وفريقه إلى المسجد لحسم الأمر مع علي «عليه السلام» وبني هاشم وتركوا بقية الأنصار في سقيفتهم يتلاهون ويتلاومون، ويتهم بعضهم بعضاً، وكان أبو بكر لا يزال بحاجة إلى حشد التأييد للتقوي على الآخرين.. وليأمن غائلة أي أمر قد يحدث.
وفي رواية سليم بن قيس عن سلمان: أن علياً «عليه السلام» قال: يا سلمان، وهل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
قلت: لا، إلا أني رأيته في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه المغيرة بن شعبة، ثم بشير بن سعيد، ثم أبو عبيدة الجراح، ثم عمر بن الخطاب، ثم سالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل([40]).
رابعاً: أما قوله: إن قبيلة أسلم بطن من خزاعة، وأن الخزاعي أراد بهذا الخبر أن يباهي بقومه.
فغير ظاهر الوجه.. فإن أسلم ليست بطناً من خزاعة، وإن كانا يجتمعان في الأزد، واجتماعهما في الأزد غير مفيد؛ فإن خزاعة من ربيعة بن حارثة، وأسلم من أفصى بن حارثة([41]).

المدينة.. وسكانها:

وواضح: أن المدينة على ساكنها وآله [أفضل الصلاة والسلام]، كانت بلداً صغيراً جداً، كما أوضحناه أكثر من مرة، فقد كان عدد سكانها ممن يقدر على حمل السلاح لا يتجاوز بضع مئات.. أما عدد مجموع سكانها فقد لا يصل إلى ألفي نسمة بمن فيهم النساء والرجال، والكبار، والصغار، ومن السكان الأصليين، أو من غيرهم من الوافدين..
ولعل مما يدل على ذلك: ما ذكروه من أن النبي «صلى الله عليه وآله» طلب منهم أن يكتبوا له كل من تلفظ بالإسلام.. فكتب له حذيفة ألفاً وخمس مئة رجل.
وفي رواية أخرى: ونحن ما بين الست مئة إلى السبع مئة([42]).
مع أن الذين تلفظوا بالإسلام لا ينحصرون بمن هم في المدينة، بل يشمل ذلك القبائل التي حول المدينة من الأعراب، وغيرهم من سائر القبائل، ويشمل مهاجري الحبشة أيضاً.
ويشير إلى ذلك أيضاً: أن الذين بايعوا النبي «صلى الله عليه وآله» تحت الشجرة كانوا ـ كما قيل ـ ألفاً وأربع مئة، أو ألفاً وخمس مئة، وقيل: كانوا ألفاً وثمان مئة رجل.
وكان من بين هؤلاء أيضاً جماعات من غير أهل المدينة ممن أسلم من القبائل القريبة منها.. وكان من بينهم المهاجرون، وهم يعدون بالمئات أيضاً..
وذلك كله يشير إلى أن تجنيد أبي بكر المئات والألوف إلى حد أربعة آلاف مقاتل، لا يمكن أن يكون من سكان المدينة وحسب.. إذ المدينة لا يمكن أن تجند، ولو ربع هذا العدد، كما أن أكثر الأنصار، وبني هاشم، وكثيرين غيرهم، ما كانوا على رأي أبي بكر، ولا هم من حزبه.. ولا يستطيع أبو بكر أن يجندهم ضد علي ومن معه، وضد سعد بن عبادة ومن معه، وضد جماعات من المهاجرين والأنصار الآخرين.
وذلك كله يحتم عليه أن يستعين بالأعراب من خارج المدينة..
فإنهم هم الذين يمكن جمع المئات والألوف منهم، وهم الذين يمكن أن يبادروا لهتك حرمة أشراف الناس، طمعاً بالمال والنوال. فإن جهلهم وجفاءهم وأعرابيتهم، تجعلهم يتجاوزون كل الحدود.. وهم الذين قال الله تعالى عنهم: {الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً َأَجْدَرُ أَلاَ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}([43]).
ولعل هذا الذي كان من هؤلاء الأعراب حين وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي أرادت الآية القرآنية أن تلمح إليه، حيث صرحت بنفاق الأعراب الذين هم حول المدينة، ولكي تعرِّف الناس بالدور الذي سيضطلعون به في ضرب أساس هذا الإسلام العزيز بعد وفاته «صلى الله عليه وآله».
كما أنه سيكون هناك دور لمنافقي أهل المدينة أنفسهم في هذا السبيل، فقد قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}([44]).
فإن عذابهم مرتين ربما يشير إلى خيانتهم لرسول الله «صلى الله عليه وآله» مرة، وخيانتهم لوصيه أخرى، فاستحقوا العذاب مرتين بذلك في الدنيا، ثم يردون إلى عذاب عظيم في الآخرة.

بنو أسلم في هذه الآية:

وبعد، فقد قالوا حول الآية المباركة المذكورة آنفاً: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ}.
قال عكرمة والكلبي: جهينة، وأشجع، وأسلم، وغفار([45]). ومزينة([46]) وعصية ولحيان([47]).
ولعل التركيز على خصوص قبيلة أسلم في تقوية موقف أبي بكر وعمر ضد علي «عليه السلام» وبني هاشم إنما هو لأن أكثرية ذلك الجيش الذي اقتحم المدينة كان منها، أو بقيادتها، وزعامتها.

ثلاثة أشخاص لا يجبرون مائة ألف:

وقد يقال:
كيف يجبر ثلاثة أشخاص من المهاجرين، هم: أبو عبيدة، وأبو بكر، وعمر، ولنفرض: أن معهم أسيد بن حضير، وبشير بن سعد، كيف يجبرون من حضر في السقيفة، وهم رجال الأوس والخزرج على البيعة لأبي بكر؟!..
بل كيف يجبر هؤلاء الثلاثة، مئة وعشرين ألفاً كانوا قد حضروا الغدير، وبايعوا الإمام علياً «عليه السلام» هناك؟!..
ونقول في الجواب:
أما بالنسبة إلى المئة وعشرين ألفاً الذين بايعوا الإمام علياً «عليه السلام»، في الثامن عشر من ذي الحجة في غدير خم بحضور رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فإنهم لم يكونوا في المدينة حين وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بل كانوا قد رجعوا إلى بلادهم المنتشرة في شرق الجزيرة العربية وغربها..
وقد كان القائمون بالانقلاب لا يحتاجون إلى أكثر من إعلام أهل تلك البلاد، بأنه قد استجدت أمور فرضت على الرسول «صلى الله عليه وآله» العدول عما كان قرره.. وسارت الأمور باتجاه جديد، وفقاً لإرادته «صلى الله عليه وآله»، وتوجيهاته..
وأما بالنسبة لأهل المدينة أنفسهم، الممثلين بمن له رأي وموقع من رجال الأوس والخزرج، فنقول:
أولاً: قلنا: إن المدينة كانت قرية صغيرة قد لا يصل عدد سكانها بجميع أصنافهم وانتماءاتهم الدينية، وغيرها.. إلى ألفين أو ثلاثة آلاف، كباراً وصغاراً، شيوخاً وشباناً، ورجالاً ونساء..
والمسلمون البالغون من جميع هذه الأصناف، قد لا يصلون إلى الألف في أكثر التقديرات تفاؤلاً..
وقد تقدم: أن حذيفة كتب للنبي «صلى الله عليه وآله» كل من تلفظ بالإسلام، فكانوا ألفاً وخمس مئة رجل.. وفي رواية أخرى: ونحن ما بين الست مئة إلى السبع مئة.
ولعل هذه الرواية الأخيرة تقصد أهل المدينة، والرواية الأولى تعم جميع من أسلم، ولو من غير أهل المدينة..
كما أن الذين بايعوا النبي «صلى الله عليه وآله»، تحت الشجرة قد كانوا ألفاً وأربع مئة أو خمس مئة، أو ألفاً وثمان مئة رجل، على أبعد التقادير..
وكان من بينهم المهاجرون، وهم يعدون بالمئات أيضاً، وكان من بينهم أيضاً جماعات من القبائل القريبة أو البعيدة من المدينة..
ثانياً: إن هؤلاء الثلاثة لم يجبروا أهل السقيفة على البيعة لأبي بكر، بل ما حصل هو أن أبا بكر قد أوقع الخلاف بين الأوس والخزرج، بتذكيرهم بإحن الجاهلية، وخوّف بعضهم من بعض، ثم بايعه عمر وأبو عبيدة، وأسيد بن حضير، وربما بلغ الأمر إلى ثمانية أشخاص، كما تشير إليه بعض الروايات.. ثم تركوا الأوس والخزرج مختلفين متلاومين، وخرجوا مسرعين إلى بيت أمير المؤمنين «عليه السلام»، في المسجد، ليفرضوا عليه البيعة، قبل أن يبلغه الخبر، ويتكلم بما يفسد عليهم أمرهم..
وجرى لهم معه ومع السيدة الزهراء «عليها السلام» ما جرى، وكانوا قد هيأوا بني أسلم، ليخرجوا على الناس فجأة في لك الليلة، ويفرضوا البيعة لأبي بكر بالقوة والقهر، وصار الناس يسحبون إلى البيعة لأبي بكر في أجواء من الرعب والخوف والإهانة، لا يحسدون عليها..
وقد غاب عن هذه البيعة بنو هاشم، وكثيرون غيرهم.. وقام بها لأبي بكر جماعة من المهاجرين الحاقدين على الإمام علي «عليه السلام»، وأهل بيته..
فإجبار الأوس والخزرج على البيعة، لم يحصل في اجتماع السقيفة، وإنما حصل ذلك في اليوم التالي، حينما حضر الألوف من بني أسلم وغيرهم فجأة، كما ذكرنا.
ولهذا البحث وبيان تفصيلاته المثيرة مجال آخر..



([1]) مسند أحمد ج1 ص56 والعقد الفريد ج4 ص86 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص222 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص459 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص339 والرياض النضرة ج1 ص162 و 164 والسيرة الحلبية ج3 ص359 و (ط دار المعرفة) ج3 ص482. وراجع: البحار ج28 ص336.
([2]) تاريخ الأمم والملوك ج3 ص222 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص459 والسيرة الحلبية ج3 ص359 والشافي في الامامة للشريف المرتضى ج3 ص190 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص68 والغدير ج5 ص369 وج7 ص76.
([3]) مسند أحمد ج1 ص56 والبيان والتبيين ج3 ص198 والعقد الفريد ج4 ص86 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص339 والإمامة والسياسة ج1 ص15 وعن صحيح البخاري ج6 ص256 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص220 و 223 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص457 والكامل في التاريخ ج2 ص330 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص339 والرياض النضرة ج1 ص202 و 204 والبداية والنهاية ج5 ص246 وج7 ص142 وعن صفة الصفوة ج1 ص256 وتيسير الوصول ج2 ص45 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص38 وج6 ص9 والسيرة الحلبية ج3 ص358 والبحار ج28 ص325
([4]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص40 والغدير ج7 ص76.
([5]) الإمامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج1 ص17 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص27 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص222 والكامل في التاريخ ج2 ص331 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص39 والغـديـر ج7 ص76 والسيرة = = الحلبية ج3 ص359 و (ط دار المعرفة) ج3 ص483 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج3 ص191.
([6]) الغدير ج3 ص253 وج7 ص76 والسقيفة وفدك للجوهري ص39 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص221 وج2 ص44 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص449 والكامل في التاريخ ج2 ص326.
([7]) الإمامة والسياسة ج1 ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص203 والرياض النضرة ج1 ص207 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص174 وج2 ص156 وج6 ص11 و 47 والأمالي للمفيد ص49 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص95 والبحار ج28 ص184.
([8]) الصوارم المهرقة ص58 وكتاب الأربعين للشيرازي ص146 وكتاب الأربعين للماحوزي ص266 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص174.
([9]) الغدير ج5 ص368 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص174 وكتاب الأربعين للماحوزي ص266.
([10]) العقد الفريد ج4 ص87 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص156 وأعلام النساء ج4 ص114 وراجع: روضة المناظر ج1 ص189 حوادث سنة 11 والطرائف لابن طاووس ص239 والبحار ج28 ص339 والغدير ج7 ص77 ونهج السعادة للمحمودي ج5 ص272 ومجمع النورين للمرندي ص246 و نهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي ص271 وإحقاق الحق (الأصل) ص228 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج25 ص544. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص250 وسير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) ص26 والرياض النضرة ج1 ص241.
([11]) تاريخ الطبري ج3 ص202 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص443 والإمامة والسياسة ج1 ص19 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص56 وج6 ص48 وأعلام النساء ج4 ص114 والسقيفة وفدك للجوهري ص53 و 73 والطرائف للسيد ابن طاووس ص238 وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص402 وكتاب الأربعين للشيرازي ص151 و 155 والبحار ج28 ص315 و 321 والغدير ج5 ص369 و 371 وج7 ص77 و 86.
([12]) راجع كتابنا: مأساة الزهراء ج2 ص132 ـ 143.
([13]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص137 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص117 و 118 وإثبات الهداة ج2 ص359 و 367 و 368 والعقد الفريد ج4 ص268 والإيضاح لابن شاذان ص161 والإمامة والسياسة ج1 ص18 وسير أعلام النبلاء (سير الخلفاء الراشدين) ص17 ومجموع الغرائب للكفعمي ص288 ومروج الذهب ج1 ص414 وج2 ص301 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص130 وج 17 ص168 و 164 وج6 ص51 وج2 ص47 و 46 وج20 ص24 و 17 وميزان الإعتدال ج3 ص109 وج2 ص215 والإمامة ص82 (مخطوط) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. ولسان الميزان ج4 ص189 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص430 (ط المعارف) وكنز العمال ج3 ص125 وج5 ص631 و 632 والرسائل الاعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص470 و 471. ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج2 ص171 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص62 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص 9 و 108 عن العديد من المصادر والنص والإجتهاد ص91 والسبعة من السلف ص16 و 17 والغدير ج7 ص170 ومعالم المدرستين ج2 ص79 وعن تاريخ ابن عساكر (ترجمة أبي بكر) ومرآة الزمان. وراجع زهر الربيع ج2 ص124 وأنوار الملكوت ص227 والبحار ج30 ص123 و 136 و 138 و 141 و 352 ونفحات اللاهوت ص79 وحديقة الشيعة ج2 ص252 وتشييد المطاعن ج1 ص340 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص32. والخصال ج1 ص171 و 173 وحياة الصحابة ج2 ص24 والشافي للمرتضى ج4 ص137 و 138. والمغني لعبد الجبار ج20 ق1 ص340 و 341. ونهج الحق ص265 والأموال لأبي عبيد ص194 (وإن لم يصرح بهـا). ومجمع الزوائـد ج5 ص203 وتلخيص الشـافي ج3 ص170  = = وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص402 وكشف المراد ص403 ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ص199 وتقريب المعارف ص 366 و 367 واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص302 ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص122 ومنال الطالب ص280.
([14]) الغدير ج7 ص77 ـ 82.
([15]) راجع: الإحتجاج ج1 ص201 ـ 202 والبحار ج28 ص204.
([16]) الإحتجاج ج1 ص212 ـ 213 فما بعدها، والبحار ج28 ص270 ـ 276 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص587 وراجع: تخريج الحديث ج3 ص965 ـ 966 فإنه أشار إلى العديد من المصادر.
([17]) كتاب الرجال للبرقي ص 66 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج19 ص203.
([18]) الخصال ج 2 ص 465 وراجع البحار ج 28 ص 213 ـ 219.
([19]) راجع: اليقين ص 108 و و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص335 والبحار ج28 ص214.
([20]) اليقين في إمرة أمير المؤمنين «عليه السلام» ص 108 و 113 و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص335 وراجع البحار ج28 ص214 و 215.
([21]) اليقين ص113 و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص342 والبحار ج28 ص219.
([22]) الإحتجاج ج1 ص200 والبحار ج28 ص202 عنه والصراط المستقيم ج2 ص82 عن كتاب إبطال الإختيار، بسنده عن أبان بن عثمان، عن الإمام الصادق «عليه السلام»، وكتاب الأربعين للشيرازي ص243 والبحار ج28 ص202 ونهج الإيمان لابن جبر ص586 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج2 ص334.
([23]) تاريخ الأمم والملوك (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) ج 3 ص 222 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص458 وتلخيص الشافي ج 3 ص 66 والبحار ج 28 ص 335 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج3 ص190.
([24]) الكامل في التاريخ ج 3 ص331 وراجع: البحار ج28 ص326 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص40.
([25]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 2 ص 40 والبحار ج 28 ص 326 عنه.
([26]) الجمل للشيخ المفيد ص119 و (ط مكتبة الداوري) ص59.
([27]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص219 والبحار ج28 ص286 وكتاب سليم بن قيس (نشر الهادي) ج2 ص572 وكتاب الأربعين للشيرازي ص147 والسقيفة وفدك للجوهري ص48.
([28]) البحار ج28 ص392.
([29]) الشافي ج 3 ص 243.
([30]) تنقيح المقال ج 1 ص 166.
([31]) بهجة الآمال ج 2 ص 294.
([32]) تاريخ دمشق ج 10 ص 123 وج23 ص452 والبحار ج21 ص107 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج2 ص128 وكنز العمال ج10 ص510 والإصابة ج1 ص611 وإمتاع الأسماع ج1 ص369 وج7 ص169 و 170 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص219.
([33]) تاريخ دمشق ج 10 ص 123 وتهذيب الكمال ج4 ص54 والوافي بالوفيات ج10 ص78 وج14 ص46.
([34]) راجع: بهجة الآمال للعليَّاري ج 2 ص394 وتنقيح المقال ج 1 ص 166 والصراط المستقيم ج2 ص53 وكتاب الأربعين للشيرازي ص90.
([35]) راجع: تنقيح المقال ج1 ص166 عن حذيفة، والبحار ج28 ص93.
([36]) راجع: الإحتجاج ج1 ص190 و (ط دار النعمان) ج1 ص101 والبحار ج28 ص93 و 374 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص253 والصراط المستقيم ج2 ص53 وكتاب الأربعين للشيرازي ص90 و 163 و 248.
([37]) الإستذكار لابن عبد البر ج8 ص514 أسد الغابة ج 1 ص 176 وتاريخ دمشق ج 10 ص 123 وبهجة الآمال ج 2 ص392 وسنن النبي «صلى الله عليه وآله» للطباطبائي ص142 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص73 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج1 ص185 وإمتاع الأسماع ج2 ص273 وج7 ص164 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص356.
([38]) راجع: أسد الغابة ج1 ص 175، والبحار ج 28 هامش ص197وبهجة الآمال ج2 ص392 وقاموس الرجال ج2 ص174وتاريخ دمشق ج10 ص123 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص272.
([39]) راجع: البحار ج28 هامش ص335 و 336.
([40]) راجع: كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص144 والكافي ج8 ص343 والإحتجاج ج1 ص106 والبحار ج28 ص262.
([41]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص38 وقاموس الرجال (ط مركز النشر الإسلامي1410 هـ) ج2 ص289. وراجع: الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر ص82.
([42]) راجع: صحيح البخاري (ط سنة 1309 هـ) ج2 ص116 وصحيح مسلم (مشكول) ج1 ص91 ومسند أحمد ج5 ص384 وسنن ابن ماجة ج2 ص1337 والتراتيب الإدارية ج2 ص251 و 252 وج1 ص220 ـ 223 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص619 وشرح مسلم للنووي ج2 ص179 وعمدة القاري ج14 ص306 وصحيح ابن حبان ج14 ص171 وكنز العمال ج11 ص228 وإمتاع الأسماع ج9 ص346.
([43]) الآية 97 من سورة التوبة.
([44]) الآية 101 سورة التوبة.
([45]) وتفسير النسفي ج2 ص107 والتفسير الكبير الرازي ج16 ص173.
([46]) الدر المنثور ج 3 ص 271 عن ابن المنذر، البحار ج22 ص41 وتفسير مجمع البيان ج5 ص114 وتفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص68 وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص174 وتفسير البيضاوي ج3 ص168 وتفسير أبي السعود ج4 ص97 وفتح القدير للشوكاني ج2 ص401 وتفسير الآلوسي ج11 ص9.
([47]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج3 ص75 وتفسير البحر المحيط ج5 ص97 وتفسير الثعالبي ج3 ص208.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page