بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين محمد وآله الطاهرين.
مقدّمة
الجهاد هو حجر الزاوية من بناء هيكل الإسلام وعموده الفقري الذي قام عليه سرادقه واتسعت مناطقه وامتدت أطرافه. وإنّه ومن أفضل القربات ومن اعظم الطاعات بل هو أفضل ما تقرّب به المتقرّبون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض. فكم للاُمّة من علم جاهد في نصرة المؤمنين و إعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار دعوة الناس إلى دين ربّ العالمين.
وإخراج العباد ممن الظلمات إلى النور ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين وغير ذلک من مصالح لها العواقب الحميدة للمسلمين.
ولا يخفى ما للعلماء الأعلام من جهد طويل في تبيين معالم الدين وحفظ حدوده وحياطة حريمه.
ولم يكن هذا الدور محدوداً بزمان أو مكان خاص بقدر ما هو وظيفة من عليه العهدة إزاء المسؤولية الشرعية القائمة على هذا الصعيد.
ابتداءاً بالدور العلمي من التصدّي للفتوى حيثما يرجع المقلّدون إلى ذوي الفتوى من أهل الاختصاص في معرفة وظائفهم الدينية، ويكون لهم عموماً ـ مضافاً إلى ذلک ـ نشاطٌ اجتماعي يتمثل عادةً في مستويين:
الإصلاحي والسياسي ونقصد بالنشاط الاصلاحي ما يمارسه الفقيه في حلّ المشكلات الإجتماعية التي تهمّ المجتمع وحوزته الدينية.
وأمّا النشاط السياسي فمن الزاوية السياسية يمكن للفقيه أن يسهم في صياغة القرارات السياسية بحسب اقتضاء الحال والإمكان.
* * *
ومن بين من اشتهر من الأعلام وعرف بدوره الريادي في الاُمّة سيّدنا اليزدي .
فقد عدّ من أعلام الطائفة ممّن يدرج ضمن ما يطلق عليه (الطبقة الاُولى) من الفقهاء على امتداد التاريخ، ابتداءاً بالقديمين ومروراً بالمفيد والمرتضى الطوسي ثمّ بفقهاء العصر الوسيط (امثال العلّامة والمحقق والشهيدين والأردبيلي وأخيراً بفقهاء الأجيال الأخيرة (رضوان الله عليهم اجمعين) منذ بحر العلوم فكاشف الغطاء فالبهبهاني، فالبحراني، فالجواهري، فالأنصاري وانتهاءً بالجيل الحديث البادي بالسيد اليزدي ومن بعده من سائر الأعلام حتّى هذا اليوم.
فإلى السيد اليزدي في سيرته ومسيرته الجهادية نتعرّف عن ما للعلماء الأعلام من دور في ممانعة أعداء الإسلام. حيث نلاحق الرجل في مواقفه وما سجّله التاريخ في حقّه.
إلى محفز الهمم ومحرک كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل إلى السيد اليزدي بين الولادة والعروج ومعالم في السيرة والمسيرة.
مرتضى عبدالرزاق يوسف
13 ربيع الثاني 1440 هـ . ق
مقدّمة
- الزيارات: 659