1 ـ بناء مدرسة في النجف الأشرف :
من الأعمال الخيريّة الّتي خلّفها السيّد كاظم اليزدي: بناء مدرسة كبيرة ومهمّة في النجف الأشرف، وتُعدّ من أفضل وأجمل المدارس في النجف. وإنّ هذه المدرسة لازالت مشهورة باسمه. قال الشيخ علي المازندراني ـوهو من تلامذته ـ في تاريخ بناء المدرسة :
أسّسها بحر العلوم والتقى محمّد الكاظم من آل طبا
(وفي بيوتٍ أذن الله) أتى تاريخها لكن بحذف ما ابتدا[1]
سنة (1331 ه ).
أي إذا حذفنا «و» من الآية فإنّها تصبح (1325) بحسب الحروف الأبجديّة، ولكنَّ البعض لم يحذف «و» خطأً، فكتبوا تاريخ بناء المدرسة في سنة 1331 ه .ق. تقع هذه المدرسة في محلّة الحويش في النجف الأشرف بين شارع الرسول وسوق الحويش، وواجهتها مزيّنة بالقاشاني. وتحتوي المدرسة على طابقين فيهما ثمانون غرفة وثلاث قاعات دراسية، ومساحتها سبعمائة وخمسون متراً مربعاً. وقد قام السيّد محمّد الطباطبائي فيما بعد بإعمارها بشكل أساسي.
وتوجد أبيات اُخر لتاريخ بناء هذه المدرسة :
قد أبهج المصطفى وعترته بذا وقالوا: شيّدت دعائمنا
ياطالبي فقهنا وحكمتنا دونكم هذه معالمنا
مدارس الدين أرِّخوا (لكم جدّده للعلوم كاظمنا)[2]
أي سنة (1325 ه ).
وكذلک جعل السيّد مكتبة كبيرة وقفاً على هذه المدرسة. ويوجد تاريخ هذه المدرسة بالتفصيل[3] .
2 ـ بناء مدرسة في محلّة العمارة:
تقع هذه المدرسة في محلّة العمارة في الجهة الغربية من مدرسة الخليلي الصغيرة، في الجهة الجنوبية من مدرسة الخليلي الكبيرة. تبلغ مساحة بنائها ستمائة متر مربع، وتحتوي على طابقين. سابقاً كانت هذه المدرسة محلّاً للضيافة بناه السيّد للزائرين من الوجوه الشرعية. وفي سنة (1384 ه .ق) قام ابنه السيّد أسد الله بإعماره وتزيينه، وحوّله إلى مدرسة لائقة تحتوي على طابقين فيها إحدى وخمسون غرفة مع جميع مستلزماتها لطلبة العلوم الدينية. وزيّن جدارها الخارجي بالقاشاني الجميل والآيات القرآنية. ويتّصل بهذه المدرسة أربعة متاجر ومنزلان وفندق صغير وكلّها وقف للمدرسة. وبشأن تاريخ تجديد بناء المدرسة قال السيّد موسى بحر العلوم في مادّة التاريخ :
بشرى بها مدرسة عائده على هواة العلم بالفائده
أسّسها (الكاظم) من حلمه بنيّةٍ راسخة القاعده
ثنّى بها مدرسة فاغتدت في حسنها الثانية الواحده
فأصبحت عيداً لمن هاجروا للعلم والسكنى بها المائده
وعدّها الدهر بتأريخه (من حسنات السيّد الخالده)[4]
وقيل: إنّ السيّد أبدى اهتماماً ببناء مساجد ومدارس اُخرى أيضاً.
كاظم غيظٍ صادقٌ لأنـّه وارث علم صادقٍ وكاظمِ
من يرتضع درّ العلى من فاطم فما له عن العلى من فاطمِ
******************************
(1) ماضي النجف وحاضرها: 1/142 .
(2) موسوعة العتبات المقدّسة قسم النجف: 7/153 .
(3) موسوعة العتبات المقدّسة: 7/151 ـ 154، ماضي النجف وحاضرها: 1/139 ـ143.
(4) موسوعة العتبات المقدّسة: 6/251 و7/167 ـ 169 .