مثّل الهجوم الروسي على إيران تحدّياً جديداً للعالم الإسلامي، فقد جاء بعد عدة أسابيع من الاحتلال الإيطالي للأراضي الليبيّة؛ لذلک كانت استجابة علماء الشيعة سريعة وقويّة، فقد أعلنوا فتاواهم بوجوب الدفاع عن إيران ضد الاحتلال الروسي.
أصدر السيّد كاظم اليزدي بياناً في (27 تشرين الثاني 1911/ 5 ذي الحجة 1329 ه ) أفتى فيه بالجهاد، وتحدث عن الهجمة الاستعمارية الّتي تقوم بها كلّ من إيطاليا وروسيا وبريطانيا على البلاد الإسلاميّة، ودعا المسلمين إلى التصدّي للاستعمار، والدفاع عن كيان الدولتين الإيرانية والعثمانيّة.
أصدر السيّد اليزدي البيان رغم سوء علاقته بالحكومتين الإيرانية والعثمانيّة. إلّا أنّ رؤيته للخطر الّذي تتعرّض له البلاد الإسلاميّة وتشخيصه لأبعاد التحدّي الاستعماري جعلته يتّخذ هذا الموقف الحاسم، ويصدر فتواه بالجهاد.
خلال شهر محرم (1330 ه / كانون الثاني 1912م) قرّر علماء الدين التوجه إلى الكاظمية لإكمال مشروعهم الجهادي، فتمّ تشكيل لجنة من ثلاثة عشر عالماً لإدارة التحرّک ضدّ الاحتلال الروسي لإيران.
فيما كانت لجنة العلماء تعقد اجتماعاتها في مدينة الكاظمية المقدّسة، أقدمت القوّات الروسيّة إلى اجتياح مدينة تبريز وقامت بمجازر بشعة كان من ضمنها إعدام مجموعة من علماء الشيعة. وقد أثار هذا الحدث مشاعر علماء الدين في العراق، فأعلن السيّد كاظم اليزدي أ نّه سيتوجّه إلى الكاظمية للمشاركة في تجمّع العلماء.
دوره الفعّال بعد غزو روسيا لإيران وغيره
- الزيارات: 453