لقد نظم كثير من الشعراء هذه
الجريمة النكراء، منهم العلّامة السيّد
صدر الدين الصدر(قدس سره):
لعـمري إنّ فاجعة البقيـع *
* يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع
وسوف تكون فاتحة الرزايا *
* إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع
أما من مسلمٍ لله يرعى *
* حقوق نبيّه الهادي الشفيع(1).
وقال شاعر آخر:
تبّاً لأحفاد اليهود بما جَنـوا *
* لم يكسـبوا من ذاك إلّا العارا
هتكوا حريـم محمّد فـي آله *
* يا ويلهم قد خالفـوا الجبّارا
هَدَموا قبور الصالحين بحقدهم *
* بُعداً لهم قد أغضبوا المختارا(2).
وقال شاعر آخر:
لِمن القبور الدارسات بطيبة *
* عفت لها أهل الشقا آثارا
قُل للّذي أفتى بهدم قبورهم *
* أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعَلِمتَ أيّ مراقد هدمتها *
* هي للملائك لا تزال مزارا(3).
وقال الشيخ عبد الكريم الممتن
مؤرّخاً هدم قبور أئمّة البقيع:
لعمرك ما شاقني ربرب *
* طفقت لتذكاره أنحب
ولا سحّ من مقلتي العقيق *
* على جيرة فيه قد طنبوا
ولكن شجاني وفتّ الحشا *
* أعاجيب دهر بنا يلعب
وحسبك من ذاك هدم القباب *
* فذلك عن جوره يعرب
قباب برغم العلى هُدمت *
* وهيهات ثاراتها تذهب
إلى م معاشر أهل الإبا *
* يصول على الأسد الثعلب
لئن صعب الأمر في دركها *
* فترك الطلّاب بها أصعب
أليس كما قال تاريخه *
* بتهديمها انهدم المذهب(4).
*************************
1. بحوث في الملل والنحل 1/339.
2. المذاهب الإسلامية ـ الوهابية.
3. ليالي بيشاور ـ المجلس الثالث.
4. مستدركات أعيان الشيعة