ينبغي أن نعرف أن شهر رمضان ربيع تحيا فيه القلوب الميتة ، وتصير أرضية مستعدة لتقبل بذور المعرفة الدينية ، والأحكام الشرعية.
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ.. وللنفوس فيه استعداد خاص ، فإلى ماذا ندعوها ؟ وبأي طريقة ندعوها ؟
لقد دلنا القرآن والحديث المعتبر على ذلك فقال تعالى: أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. ( سورة النحل:125)
فالدعوة يجب أن تكون إلى سبيل الرب تعالى ، وأن تكون بالحكمة ، فما هي سبيل الرب؟ وما هي الحكمة؟ هنا ينبغي أن الإلتفات إلى أن الذاتي الذي لا يتناهى في الكمال والجمال عز وجل قال: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ. ( سورة البقرة: 269) فكشف لنا أن الحكمة لا تعطى لكل أحد ، بل لأشخاس خاصين مختارين اختياراً ! وأفهمنا سبحانه أنه هو الذي الكثير عنده قليل ، قد وصف القليل من الحكمة بأنه خير كثير: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً !
أما ما هي الحكمة ، فإن المرجع في تفسير كلام الله تعالى ، هم تراجمة وحيه عز وجل،المفسرون الشرعيون لكلامه، وهذه الرواية الشريفة في الكافي (:1/185) صحيحة السند ، فهي عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً؟ فقال عليه السلام : طاعة الله ومعرفة الامام . (1)
مجلسنا ليس مجلس خطابة ، فأنتم والحمد لله علماء قم ، والمهم في مثل هذا الموضوع أن نتعرف على فقه الآية والرواية ، ونتأمل بدقة ماذا يستفاد من الكتاب والسنة؟ الحكمة هي قوله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ. ( سورة الجمعة:2)
إن دقة النظر في فقه القرآن والحديث يجب أن تأخذ في اعتبارها أن بعثة جميع الأنبياء من آدم الى الخاتم عليهم السلام تبدأ بتلاوة الآيات وتنتهي بالحكمة.
إن فهم حديث الإمام الصادق عليه السلام يتوقف على فهم تلك الحكمة التي تنتهي إليها بعثة الأنبياء عليهم السلام ، وتلك الحكمة التي أمر الله نبيه أن يدعو الناس بها ، وتلك الحكمة التي لا يؤتيها الله لكل أحد ، بل لمن يشاء ويختار من عباده ، وتلك الحكمة التي من يؤتى منها قليلاً فقد أوتي خيراً كثيراً.
إن تلك الحكمة التي لها مبدأ ومنتهى ، فمبدؤها طاعة الله عز وجل ، ومنتهاها معرفة الإمام عليه السلام ! فأي خط هذا الذي أوله الله تعالى ، وختامه خاتم الأوصياء ، المنتهي إليه مواريث الأنبياء عليهم السلام !
مهما فكرنا في هذه الحقيقة فهو قليل ، فإن نتيجتها أن كل التكوين والتشريع يبدأ بنقطة وينتهي بنقطة . يبدأ بذات القدوس المتعال عز وجل ، وينتهي بإمام العصر والزمان أرواحنا فداه !
ليس هذا الكلام خطايباً بل هو عين البرهان ، غاية الأمر أن بعض الناس مصابون بهبوط في مستوى العلم والفكر ، وقد وصل إدراك حواسهم الىحد من الضعف بحيث لم يصلوا إلى الآن إلى أن عالم الطبيعة وما وراءه يتلخص في كلمتين: من منه الوجود ، ومن به الوجود.
إن هذه الحقيقة هي التي ينص عليها هذا الحديث الشريف ! فالحكمة تبدأ من الله تعالى ، وتنتهي بوليه الأعظم صلوات الله عليه، وهذا هو ما قلناه مراراً: ما منه الوجود ، وما به الوجود ، وشرحه لا يتسع له مجلسنا هذا.
ما يتسع له المجال اليوم فهم هذا الحديث الشريف عن الإمام الباقر عليه السلام قال: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ، ومن مات و هو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه. (الكافي:1/371 ) (2). فليتأمل أصحاب الفكر في هذا الحديث: من مات وهو عارف لإمامه.. فإنه بهذه المعرفة يصل إلى الإمام النقطة النهائية في الوجود ، ويكون معه في فسطاطه أي في خيمة الإمام الخاصة ؟! هذه معرفة الإمام عليه السلام !
وهذه المعرفة تحتاج إلى أصول ثلاثة ، نشرع في بيانها ما اتسع الوقت !
فالموضوع هو إمام الزمان عليه السلام وفي هذه الكلمة عنوان ومعنون ، معنون بجنبة عمومية وجنبة خصوصية . فعندما يعرف الإنسان إمام زمانه ، تحصل له بالدرجة الأولى معرفة الإمامة ما هي ، ثم معرفة من هو الإمام بعنوانه العام ، ثم من هو إمام الزمان بصفة خاصة.
أما ما هي الإمامة ؟ فهي مفهوم سام في علوه ، بحيث لا يمكن للإنسان أن يعرف معنى كلمة الله العليا ما هي ، إلا إذا يعرف الإمامة: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ. ( سورة البقرة:124) وقد ورد في تفسير هذه الآية من أحاديث الأئمة عليهم السلام كلمات بليغة عميقة، وكلماتهم عليهم السلام ذات أفق عال ، مهما تعمق الفكر في غورها فإنما يصل إلى رشح من فياض فراتها! فقد قالوا إن إبراهيم صلى الله عليه وآله عبر أربع مراحل وامتحانات حتى وصل إلى الإمامة ! قال الإمام الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً ، وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً ، وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً ، وإن الله اتخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً ، فلما جمع له الأشياء قال: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً، قال فمن عظمها في عين إبراهيم قال: وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟ قال: قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ. قال: لا يكون السفيه إمام التقي! ( الكافي:1/175) (3)
والإتخاذ الإلهي في مرحلة العبودية والنبوة والرسالة، والجعل الإلهي في مرحلة الإمامة ، يحتاج إلى بحث مفصل ! وكذلك درجات العبودية والنبوة والرسالة ، وينبغي أن تتأملوا في التعبير في تركيبه ومادته وهيئته.
وقد ورد في تعليل اتخاذ الله لإبراهيم خليلاً أنه لم يسأل مخلوقاًً قط! فكروا في هذا السمو الإنساني، وإلىأي درجة وصل هذا الشخص الثاني في سلسلة النبوة صلى الله عليه وآله وأنه في حياته لم يسأل أحداً إلا الله تعالى . هذا في تعامله مع الله تعالى ، أما في تعامله مع الخلق ، فلم يسأله أحد وقال له: لا !
إن كلام الإمام الصادق عليه السلام يعني أن إبراهيم صلى الله عليه وآله عندما تمت فيه جنبة تعامله مع الحق ومع الخلق ، ووصل إلى تلك النقطة العالية من السمو ، في ذلك الوقت قال له الله تعالى: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً !
هذه هي الإمامة ! فلا تنقصوا هذا المنصب الرباني قدره، ولا تخونوا السنن الإلهية، ولا تمدوا أيديكم إلى الأسرار الربوبية، وإن شهر رمضان شهر توضيح الإمامة للناس، وشهر تعريف الإمام للناس، فعرفوا الناس بمقام الإمامة العظيم!
هذا عن الإمامة ، فمن هو ذلك الإمام الذي فُصِّلَتْ له هذه الحُلَّة؟ أقرأ لكم متن الحديث الشريف فقط بدون شرح ، فلم يبق معنا وقت:
(لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علماً لخلقه ، وجعله حجةً على أهل مواده وعالمه، وألبسه الله تاج الوقار، وغشاه من نور الجبار ، يمد بسبب إلى السماء ، ولتنقطع عنه مواده، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته)(الكافي:1/203)
إن خصائص الإمام عليه السلام تصل إلى أربعين خصوصية، أحدها:
ألبسه الله تاج الوقار.. فأي تاجٍ تاجُ الوقار هذا الذي على رأس الإمام؟ الذي يتوِّجهُ به الله تعالى وحده لا شريك له ، بدون وساطة أحد من الملائكة ولا من البشر ، حتى خير خلق الله تعالى وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله !
فلا حق لأحد من المخلوقات في اختيار الإمام عليه السلام ومن يختاره هو ذات القدوس تبارك وتعالى !
وغشَّاهُ من نور الجبار.. فهذا الهيكل القدسي مغشّىً بنور يتوقف فهمه على فهم سورة النور ! التي سميت بسورة النور لوجود آيتين فيها عن النور الإلهي في الأرض! قال الله تعالى: الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ. فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ. ( سورة النور:35-36) فهذا النور الرباني في هذه البيوت المقدسة ، بيوت الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، التي أذن أن ترفع ، وأمر أن تحب وتطاع .
ومن خصائص إمام زماننا صلوات الله عليه ماورد في كلام للإمام الرضا عليه السلام قال: (بأبي وأمي سميُّ جدي، شبيهي وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس . كم من حرى مؤمنة ، وكم مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين . كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمةً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين ) .
عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس.. تعبير بليغ عجيب يشير إلى قوله تعالى: الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ. ( سورة النور:35)
وقد ورد في صفة المسيح عليه السلام تعبير جلابيب النور بدل جيوب النور ، ففي مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع علماء النصارى (قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا عليه السلام ؟ قال: أعرفه حرفاً حرفاً. قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر ). (عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/145)
كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام وصف الإمام المهدي عليه السلام بالكوكب الدري قال: (المشكاة رسول الله صلى الله عليه وآله والمصباح الوصي والأوصياء ، والزجاجة فاطمة، والشجرة المباركة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والكوكب الدري القائم المنتظر الذي يملأ الأرض عدلاً) .( المحكم والمتشابه ص25)
وعن الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير قوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، قال يقول الله: وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، نوره ولاية القائم. (الكافي: 1/32)
إن أعلى الكلمات في الوصف كلمة (النور) لأن الله تعالى وصف بها نفسه فقال: الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، ثم وصف فيها النبي والإمام فقال: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ.
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ.. وختام هذه البيوت وأفضلها بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونوره الذي فيه هو الإمام المهدي عليه السلام .
يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ..أضافه الله تعالى إلى اسمه بضمير الغيب، وفيه دلالة خاصة، تشير إلى الترابط بين غيب الله وغيبة وليه التي خصه بها في طولها وامتحاناتها ، فاستحق أن يضاف اسمه إلى غيب: هُوَ الله أَحَدٌ ، غيب الغيوب تبارك وتعالى! فهو عليه السلام النور المضاف إلى ضمير هو في قل هو الله أحد !
هذا هو إمام الزمان أرواحنا فداه ، شمس الله المشرقة على هذا العالم وإن ظللها السحاب . الغائب الحاضر المشغول في عبادته وعمله مع جنود الله .
الذي يأتمر الخضر بأمره ، ويتعلم منه العلم اللدني !
أين هو الآن ؟ أين يقف بين يدي ربه أو يجلس ؟!
أينما كان روحي فداه.. فهناك قلب هذا العالم !
هناك حقائق كل الأسماء الحسنى والكلمات العليا !
هناك الذي عليه جلابيب النور، وعليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس.
يا من بيده عصا آدم، وفي إصبعه خاتم سليمان ، وعلى بدنه قميص إبراهيم الذي منعه من النار .
يا من عنده جبة النبي صلى الله عليه وآله المضمخة بدمه الطاهر يوم أحد.
يا من بيده قميص سيد الشهداء الحسين عليه السلام الذي استشهد فيه في كربلاء.
يا من إليه انتهت مواريث الأنبياء ، ولديه آثار الأولياء.
يا من يخاطب العالم عندما يتكئ على الكعبة بين الركن والمقام ، فيقول: من أراد أن ينظر إلى محمد وعلي فلينظر اليَّ !
يا بقية الله في أرضه ، يا ولي الله وحجته على خلقه.. أنظر إلينا نظرة رعاية ليكتب الله أسماءنا في سجل مواليك ، ويجعل همنا في هذا الشهر المبارك أينما كنا ، كلمتين: طاعة الله ومعرفة الإمام.
(1) في الكافي:1/185: (علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً؟ فقال: طاعة الله ومعرفة الإمام). ورواه في المحاسن: 1/148 وفي شرح الأخبار :3/578 ، والحسني في تأويل الآيات:1/97 )
(2) في المحاسن:1/155: (عنه، عن أبيه ، عن علي بن النعمان ، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له إمام فموته ميتة جاهلية ، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم ، ومن مات وهو عارف لإمامه لايضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ، ومن مات عارفاً لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه ) .
وفي الكافي:1/371: (عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان ، عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره ، تقدم هذا الأمر أو تأخر ومن مات و هو عارف لإمامه ، كان كمن هو مع القائم في فسطاطه ). ورواه النعماني في كتاب الغيبة ص 330
وفي المحاسن:1/174: (عنه، عن علي بن النعمان ، قال: حدثني إسحاق بن عمار وغيره، عن الفيض بن مختار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه ، قال: ثم مكث هنيئة ، ثم قال: لا ، بل كمن قارع معه بسيفه ، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله ) .
وفي الإمامة والتبصرة ص122: ( سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله يقول:من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف). ورواه في كمال الدين ص338 والقاضي النعمان في شرح الأخبار:3/571
وفي الغيبة للطوسي رحمه الله ص459: (عنه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون قال: أعرف إمامك فإنك إذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الامر أو تأخر ، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يرى هذا الأمر ثم خرج القائم عليه السلام كان له من الأجر كمن كان مع القائم في فسطاطه) .
(3) في الكافي:1/175: ( محمد بن الحسن ، عمن ذكره ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً ، وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً ، وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً ، وإن الله اتخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً ، فلما جمع له الأشياء قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ، قال: فمن عظمها في عين إبراهيم قال: قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟ قال: قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . قال: لا يكون السفيه إمام التقي ).
وفي الكافي:8/146: (يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه السلام ) يقول: وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، وعرفتم وأنكر الناس ، وهو الحق ، إن الله اتخذ محمداً صلى الله عليه وآله عبداً قبل أن يتخذه نبياً ، وإن علياً عليه السلام كان عبداً ناصحاً لله عز وجل فنصحه، وأحب الله عز وجل فأحبه، إن حقنا في كتاب الله بيِّن ، لنا صفو الأموال ولنا الأنفال ، وإنا قومٌ فرض الله عز وجل طاعتنا ، وإنكم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، عليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه السلام .
ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في مرضه الذي توفي فيه: أدعوا لي خليلي ، فأرسلتا إلى أبويهما ، فلما جاءا أعرض بوجهه وقال: ادعوا لي خليلي، فقالا: قد رآنا لو أرادنا لكلمنا ، فأرسلتا إلى علي عليه السلام فلما جاء أكب عليه يحدثه ويحدثه حتى إذا فرغ لقياه فقالا: ما حدثك؟ فقال: حدثني بألف باب من العلم يفتح كل باب إلى ألف باب ) .
الحكمة: طاعة الله ومعرفة الامام عليه السلام
- الزيارات: 1748