طباعة

السابع: ضعف القيمة الاحتمالية للروايات

 تتميَّز الروايات الواردة في علامات الظهور بمضعِّف احتمالي نوعي يجعل القيمة الاحتمالية لمطابقة الرواية للواقع ضعيفاً قياساً بالروايات الواردة في مجالات أُخرىٰ. وقد أشرنا في بعض طيّات البحث إلىٰ أنَّ عدم مطابقة الرواية للواقع ينشأ من تعمّد الكذب والخطأ غير المتعمّد. والروايات في محلّ البحث يقوي فيها المنشأ الأوّل، وبيان ذلك:
إنَّ حديث الفرج ممَّا يجذب النفوس إليه كثيراً، والمتحدِّث بمفرداته يعلم علم اليقين أنَّ كثيراً من الناس تهوي إليه، فيكون ذلك أدعىٰ للتحدّث بهذا الموضوع وإن لم يكن من أهل الدين، فإنَّ ذلك يجرُّ إلىٰ اختلاق بعض الروايات في هذا الموضوع خصوصاً الموارد التي لا يجد فيها رواية تعالج المشكلة من حيث المفهوم والمصداق. وهذا يعني أنَّ احتمال تعمّد الكذب في هذه الروايات أكبر منه في روايات الفقه التي لا تنجذب إليها الناس كثيراً، اللّهمّ إلَّا طلبة العلوم الدينية. وإذا كبر احتمال تعمّد الكذب ضعفت كاشفية الرواية عن الواقع، فقد اقترنت بمضعِّف نوعي للقيمة الاحتمالية لها.
نعم يمكن أن يقال: إنَّ ذلك الفرق لا يظهر إذا عملنا علىٰ الضوابط ولم نعتمد إلَّا علىٰ أخبار الثقات، ومع إحراز الوثاقة يضعف احتمال تعمّد الكذب.
ومع ذلك لا يسقط هذا الوجه عن التأثير إذ قد يكون المعتمد هو تواتر الرواية الذي يرفعها إلىٰ القطعيات ولو لم تكن بعض مفردات التواتر أخبار ثقات، وهذا يعني ضرورة ملاحظة القيمة الاحتمالية التي تتولَّد من الرواية.