طباعة

الفصل السادس: ما ورد عن العلماء

  وغيرهم في عظمته‏ عليه السلام
١- الحضينيّ رحمه الله زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد قال: مرضت مرضا شديدا فدخل عليّ الطبيب  فأصلح لي دواء أتاني نصر غلام أبي‏ الحسن عليّ(عليه السـلام) فاستأذن عليّ ودخل معه هاونٌ فيه مثل ذلك الدواء وقال لي: مولاي يقول لك فخذ منه مرّة واحدةً تبرأ بإذن اللّه تعالى من ساعتك. فأخذت ذلك الدواء مـن الهاون  مرةً واحدةً فتعافيت من ساعتـي، ورددت دواء الطبيب عليه، وكان نصرانيّا فمضى إلى أبي ‏الحسن‏.  عليه السـلام وقال: يا سيّدي! هذا علم المسيح وليس يعلمه أحد إلّا من يكون مثله.
{الهداية الكبرى: ٣١٤، س ١٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٧٩}.
٢- المسعوديّ رحمه الله محمّد بن سعيد مولى لولد جعفر بن محمّد قال: قدم عمر بن الفرج الرخجيّ المدينة. فأحضر جماعة من أهل المدينة فقال لهم: ابغوا لي رجلاً من أهل الأدب، والقرآن،... فسمّوا له رجلاً من أهل الأدب يكنّى أبا عبد اللّه، ويعـرف بالجنيديّ،قال: فكـان الجنيديّ يلزم أبا الحسن. ثمّ إنّي لقيته في يوم جمعة، فسلّمت عليه وقلت له: ما قال هذا الغلام الهاشميّ الذي تؤدّ به؟ فقال - منكرا عليّ -: تقول الغلام ولا تقول الشيخ الهاشميّ؟! أُنشدك اللّه هل تعلم بالمدينة أعلم مني؟ قلت: لا! قال: فإنّي واللّه! أذكر له الحـزب من الأدب، أظنّ أنّي قد بالغت فيه، فيملي عليّ بابا فيه أستفيده منه، ويظنّ الناس أنّى أُعلّمه، وأنا واللّه أتعلّم منه... ثمّ لقيته بعد ذلك فسلّمت عليـه وسألته عن خبره وحاله، ثمّ قلت: مـاحـال الفتى الهاشميّ؟
فقال لي: دع هذا القول عنك، هذا واللّه! خير أهل الأرض، وأفضل من خلـق اللّه، إنّه لربّما همّ بالدخول فأقول له: تنظر حتّى تقرأ عشرك. فيقول لي: أيّ السور تحبّ أن أقرأها؟
أنا أذكر له من السور الطوال ما لم تبلغ إليه، فيهذّها بقراءة لم أسمع أصحّ منها من أحـد قطّ، وجزم أطيب من مزامير داود النبيّ‏ عليه السلام الذي إليها من قراءته يضرب المثل.
{إثبات الوصيّة: ٢٣٠، س ١١. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٠٦}.
(٣)- الشيخ الصدوق رحمه الله سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن عليّ بن محمّد العسكريّ‏ عليهما السلام ودفنه فقد حضرنا بعد مضيّ أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ بثمانية عشر سنـة، أو أكثر، مجلس أحمد بن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقـان، وهـو عامـل السلطان يومئذ على الخرائج والضياع بكورة قمّ، وكان من أنصب خلق اللّه وأشدّهم عداوة لهم.
فقال أحمد بن عبيد اللّه: ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأي ، رجلاً من العلويّة مثل الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام فإنّي كنت قائما ذات يـوم على رأس أبي، وهـو يـوم مجلسه للناس. فقال: يا بنيّ لو رأيت أباه [أي الهادي‏ عليه السلام] لرأيت رجلاً جليلاً، نبيلاً، خيّرّا، فاضلاً.
{إكمال الدين وإتمام النعمة: ٤٠، س ٨ عنه البحار: ٥/٣٢٥، ح ١. الإمامة والتبصرة: ١٠٠، ح ٨٩، قطعة منه} والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
(٤)- الشيخ المفيد رحمه الله وكان الإمام بعد أبي جعفر الجواد عليه السلام ابنه أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام، لاجتماع خصال الإمامة فيه، وتكامل فضله، وأنّه لاوارث لمقـام أبيه سـواه، وثبوت النصّ عليه بالإمامـة، والإشارة إليه من أبيه بالخلافة. {الإرشاد: ٣٢٧، س ٦ عنه الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ٢٧٧، س ٥.كشف الغمّة: ٢/٣٧٦، س ١٣}.
٥- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله  أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن أحمد الفهقليّ الكاتب قال: حدّثني أبي قال: كنت بسرّ من رأى. فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع. قال‏: أترى هذا الجدار، تدري من صاحبه؟ قلت: ومن صاحبه؟ قال: هذا الفتى العلويّ الحجازيّ يعني عليّ بن محمّد بن الرضا قلت ليزداد: نعم، فما شأنه؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو.
{دلائل الإمامة: ٤١٨، ح ٣٨٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٣٤}.
 (٦)- ابن شهر آشوب رحمه الله وكـان [أبو الحسن الثالث‏ عليه السـلام] أطيب الناس بهجةً، وأصدقهم لهجـةً، وأملحهم من قـريب، وأكملهم من بعيد، إذا {في أعيان الشيعـة: مهجةً} صمت علته هيبة الوقار، وإذا تكلّم سيماه البهاء، وهو من بيت الرسالة {في المصدر: سماه والصحيح ما أثبتناه من البحار} والإمامة،
ومقرّ الوصيّة والخلافة، شعبة من دوحة النبوّة، منتضاه مرتضاه، وثمرة من شجرة الرسالة، مجتناه مجتباه.{المناقب: ٤/٤٠١، س ٦ عنه البحار: ٥٠/١١٣، ضمن ح ٢، وأعيان الشيعة: ٢/٣٧،س ٣٢}.
(٧)- الراونديّ رحمه الله وأمّا عليّ بن محمّد النقيّ‏ عليهما السـلام فقد اجتمعت الإمامـة فيه، وتكاملت علومه وفضلـه، وظهرت هيبته علـى الحيوانات كلّها؛ وكانت أخلاقه وأخلاق آبائه وأبنائه: خارقة العادة. {الخرائج والجرائح: ٢/٩٠١، س ٣ عنه الأنوار البهيّة: ٢٩٧، س ٥}.
(٨)- ابن الصبّاغ رحمـه الله: قال بعض أهـل العلم: فضل أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي قـد ضرب على الحرّة، قبابه، ومدّ على نجوم السمـاء أطنابه، {الحرّة بالفتح والتشديد: أرض ذات أحجار سود. مجمع البحرين: ٣/٢٦٣ (حرر)}. فمـا تعدّ منقبة إلّا وإليه نحيلها، ولا تذكـر كريمـة إلّا وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلّا وله تفصيلها وجملتها، ولا تستعظم حالة سنيّة إلّا وتظهر عليه أدلّتها.
استحقّ ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرّد بخصايصه، ومجـد حكم فيه على طبعـه الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصه.
{القلوص من النعام: الأنثى الشابّة من الرئال مثل قلوص الإبل. لسان العرب: ٧/٨١ (قلص)} فكـانت نفسه مهذّبـة، وأخلاقـه مستعذبة ، وسيرته عادلة، وخلاله فاضلة، وميازه إلى العفاة واصلة، وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جرى من الوقار والسكـون والطمأنينة والعفّة والنزاهة والخمـول في النباهلة  على وتيرة نبويّة، وشنشنة علويّة، ونفس زكيّة، وهمّة عليّة، لا يقاربها أحـد من الأنام ولا يدانيها، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها. {الفصول المهمّة: ٢٨٢، س ٢١}.
(٩)- القندوزيّ الحنفيّ رحمه الله: كان أبو الحسن عليّ الهادي‏ عليه السلام عابدا فقيها إماما. {ينابيع المودّة: ٣/١٦٩، س ١٧ عنه إحقاق الحقّ: ١٢/٤٤٨، س ١٦}.
(١٠)- ابن حجر الهيتميّ رحمه الله: كان‏ عليه السلام وارث أبيه علما وسخاءً.  {الصواعق المحرقة: ٢٠٧، س ١ عنه نور الأبصار: ٣٣٤، س ١٢}.