• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السابع: الحجّ والمزار

 وفيه أحد عشر موضوعا
 (أ) - آداب الحجّ
وداع الإمام عليه السلام للحجّ:
١- ابن شهر آشـوب رحمـه الله؛: داود بن القاسم الجعفريّ قال: دخلت عليه [أي أبي الحسن الهادي عليه السلام] بسرّ من رأى وأنا أُريد الحجّ لأُودّعهز
{المناقب: ٤/٤٠۹ س ٥  تقدّم الحديث بتمامه في ج ١ رقم ٣۹١}.

(ل) - المزار
وفيه تسع زيارات‏
الأولى - الزيارة الجامعة:
(١) - الشيخ الصدوق رحمه الله؛: روى محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا موسى بن عبد اللّه النخعيّ قال: قلت لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب: علّمني ياابن رسـول اللّه! قولاً أقوله بليغا كاملاً إذا زرت واحدا منكم. فقال‏ عليه السلام: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: اللّه أكبر، اللّه أكبر، ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خطـاك، ثمّ قف وكبّر اللّه عزّ وجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ أدن من القبر وكبّر اللّه أربعين مرّة تمام مائة تكبيرة، ثمّ قل:
« السـلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزّان العلم، ومنتهى الحلم، وأُصول الكرم، وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد، وأركـان البلاد، وأبواب الإيمان، وأمناء الرحمن، وسلالـة النبيّين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة ربّ العالمين، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على أئمّة الهدى، ومصابيح الدجـى، وأعـلام التقى، وذوي النهى، وأُولي الحجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى، وحجج اللّه على أهل الدنيا والآخرة والأولى، ورحمة اللّه وبركاته.السلام على محالّ معرفة اللّه ، ومساكن بركـة اللّه، ومعادن حكمـة اللّه، وحفظـة سرّ اللّه، وحملة كتاب اللّه، وأوصياء نبيّ اللّه، وذريّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ورحمة اللّه وبركاته. السـلام على الدعـاة إلى اللّه، والأدلّاء على مرضات اللّه، والمستقرّين في أمـر اللّه ، والتامّين في محبّة اللّه، والمخلصين في توحيد اللّه، والمظهرين لأمـراللّه ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقـول، وهم بأمره‏ يعملون، ورحمة اللّه وبركاته.  السلام على الأئمّة الدعـاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة ، وأهل الذكر، وأُولي الأمر، وبقيّة اللّه وخيرته، وحزبه وعيبة علمه، وحجّته وصراطه ونوره، ورحمة اللّه وبركاته. أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لاشريك له كما شهد لنفسه، وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم.
وأشهد أنّ محمّدا عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.
وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون، المهديّون، المعصومـون، المكرّمون، المقرّبون، المتّقون، الصادقون، المصطفون، المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم لسرّه، واجتباكم بقدرتـه، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببرهانـه، وانتجبكم بنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججا على بريّته، وأنصارا لدينه، وحفظـة لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه، وأعلامـا لعباده، ومنارا في بلاده، وأدلاّء على صراطه، عصمكم اللّه من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهّركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيرا. فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجّدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكّدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في  السرّ والعلانيـة، ودعوتم إلى سبيله بالحكمـة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في حبّه، وأقمتم الصـلاة، وآتيتم الزكـاة، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في اللّه حقّ
جهاده، حتّى أعلنتم دعوته، وبيّنتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك  منه إلى الرضا، وسلّمتم له القضاء، وصدّقتم من رسله من مضى.
فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصّر في حقّكم زاهق، والحقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنـه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطـاب عندكم، وآيات اللّه لديكم،وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم. من والاكم فقد والى[اللّه‏]، ومن عاداكم فقد عادى اللّه، ومن أحبّكم فقد أحـبّ اللّه، ومن أبغضكم فقد أبغض اللّه،
ومن اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه. أنتم الصراط الأقـوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولـة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس.
من أتاكم نجى، ومن لم يأتكم هلك، إلى اللّه تدعـون، وعليه تدلّون، وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيلـه ترشدون، وبقولـه تحكمون، سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم، وخـاب من جحدكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدّقكم، وهـدى من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافـر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم فـي أسفل درك من الجحيم.  أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى، وجـار لكم فيما بقي، وإنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت  بعضها من بعض ، خلقكم اللّه أنوارا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتّى منّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن‏ اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمـه، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصّنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكيةلنا، وكفّارة لذنوبنا، فكنّا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم، فبلغ اللّه بكم أشـرف محلّ المكرمين، وأعلى منازل المقرّبين، وأرفـع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحـق، ولا يفوقه فائق، ولايسبقـه سـابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتّى لا يبقـى ملك مقـرّب، ولا نبيّ مرسـل، ولا صدّيق ولاشهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دنيّ ولا فاضل، ولامؤمن صالح ولافاجر طالح، ولا جبّار عنيد ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلّا عرّفهم جلالة أمركم، وعظّم خطركم، وكبّر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم،
وشـرف محلّكم ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب منزلتكم منه ، بأبي أنتم وأُمّي وأهلـي ومالي وأُسرتي، أشهد اللّه وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالـة من خالفكم، موالٍ‏ لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لمـا حقّقتم، مبطل لمـا أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، معترف بكم، مؤمـن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخـذ بقولكم، عامـل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع إلى اللّه عـزّ وجلّ بكم، ومتقرّب بكم إليه، ومقدّمكم أمـام طلبتي وحوائجـي وإرادتي فـي كلّ أحوالـي وأمـوري، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه معكم، وقلبي لكم مسلم، ورأيي لكـم تبع، ونصرتي لكم معدّة، حتّى يحيي ‏اللّه دينه بكم، ويردّكم في أيّامه، ويظهركم لعدله، ويمكّنكم في أرضه، فمعكم معكم لا مع عدوّكم.آمنت بكم، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلى اللّه عزّوجلّ من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغـوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقّكـم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكـم، الشاكّين فيكم،المنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجة دونكم، وكلّ مطاع سواكم، ومن الأئمّة الذين يدعون إلى النار، فثبّتني اللّه أبدا  مـا حيّيت علـى موالاتكم ومحبّتكم ودينكم، ووفّقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلنـي من خيار مواليكم، التابعين لما دعوتم إليه، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّ في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف في عافيتكم، ويمكن في إيابكم، وتقرّ عينه غدا برؤيتكم.بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد اللّه بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم. مواليّ لا أحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المـدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار،  وحجج الجبّار.  بكم فتح اللّه وبكم يختم، وبكم ينزّل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينفّس الهمّ، ويكشف الضرّ ، وعندكم ما نزلت به رسله، وهبطت به ملائكته، وإلى جدّكم بعث الـروح الأمين. (وإن كانت الزيارة لأميرالمؤمنين عليه السلام، فقل: وإلى أخيك بعث الروح الأمين).  آتاكم اللّه مالم يؤت أحدا من العالمين، طأطأ كـلّ شريف لشرفكم، وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم، وذلّ كلّ شـي‏ء لكم، وأشـرقت الأرض بنوركم، وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن.  بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسمـاء ، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم فـي الأرواح وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم فـي القبور ، فما أحلى أسماءكم،  وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ خطركم، وأوفى عهدكم {في التهذيب زيادة: وأصدق وعدكم} كلامكم نور، وأمركـم رشد، ووصيّتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحـقّ والصدق  والرفق، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحـزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله، وفرعـه ومعدنـه، ومأواه ومنتهاه.  بأبي أنتم وأُمّي ونفسـي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم، وبكم أخرجنا اللّه من الذلّ، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار.  بأبي أنتم وأُمّـي ونفسي، بموالاتكم علّمنا اللّه معالم ديننا، وأصلح مـا كـان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت  الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودّة الواجبة، والدرجات الرفيعة، والمقام المحمود، والمقام المعلـوم عند اللّه عـزّ وجلّ، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشفاعـة
المقبولـة (رَبّنَآ ءَامَنّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتّبَعْنَا الرّسُـولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّهِدِينَ) {آل عمران: ٥٣/٣} الآية (رَبّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لّدُنكَ‏ رَحْمَةً إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ){آل عمران: ٨/٣} (سُبْحَـنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا){الإسراء: ١٠٨/١٧} يا ولي اللّه! إنّ بيني وبين اللّه عـزّ وجلّ ذنوبا لا يأتي عليها إلّا رضاكم،  فبحقّ من ائتمنكم على سـرّه، واسترعاكم أمر خلقـه، وقـرن طاعتكم بطاعتـه، لمااستوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فإنّي لكم مطيع. من أطاعكم فقد أطاع اللّه، ومن عصاكم فقد عصـى اللّه، ومن أحبّكم فقدأحبّ اللّه، ومن أبغضكم فقد أبغض اللّه.
اللّهمّ! إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأئمّة الأبرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملـة العارفين بهم وبحقّهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم،إنّك أرحم الراحمين، وصلّى اللّه على محمّد وآله، وسلّم تسليما كثيرا، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل».
الوداع:  إذا أردت الانصراف فقل:
« السلام عليكم سلام مودّع لا سئم ولا قال ولا مالّ ورحمة اللّه وبركاته عليكم. يا أهـل بيت النبوّة! إنّه حميد  مجيد، سلام وليّ لكم، غير راغب عنكم، ولامستبدل بكم، ولا مؤثّر عليكم، ولا منحرف عنكم ، ولا زاهـد في قربكم، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارة قبوركم، وإتيان مشاهدكم، والسلام عليكم، وحشرني اللّه في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني في حزبكم، وأرضاكم عنّي، ومكّنني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملّكني في أيّامكم، وشكر سعيي بكم، وغفـر ذنبي بشفاعتكم، وأقال عثرتي بمحبّتكم، وأعلـى كعبـي بموالاتكم ، وشرّفني بطاعتكم، وأعزّنـي بهداكم، وجعلني ممّن انقلب مفلحا منجحا، غانما سالمـا، معافا غنيّا ، فائزا برضـ‌وان اللّه وفضله وكفايته، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاركم ومواليكم، ومحبّيكم وشيعتكم، ورزقني اللّه العود، ثمّ العود  أبدا ما أبقاني ربّي بنيّة صادقة، وإيمان وتقوى، وإخبات ورزق واسع حلال طيّب.اللّهمّ! لا تجعله آخـر العهد مـن زيارتهم وذكرهم، والصـلاة عليهم، وأوجب لي المغفرة والرحمـة، والخير والبركة، والفوز والنور، والإيمـان وحسن الإجابة، كمـا أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم، الموجبين طاعتهم،  الراغبين في زيارتهم، المتقرّبين إليك وإليهم.
بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي، اجعلونـي في همّكم، وصيّروني فـي حزبكم، وادخلوني فـي شفاعتكم،  واذكروني عند ربّكم.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم منّي السلام، والسـلام عليه وعليهم ورحمـة اللّه وبركاته، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم كثيرا، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.
{من لا يحضره الفقيه: ٣٧٠/٢، ح ١٦٢٥ عنه البحار: ٩٢/٥٣، ح ٩٩، قطعة منه. تهذيب الأحكام: ٩٥/٦، ح ١٧٧، وفيه: محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى،
والحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب، قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ.  عنه البرهان: ٤٥٦/٤، ح ٨، قطعة منه. عنه وعن التهذيب والفقيه، وسائل الشيعة: ٣٩٠/١٤، ح ١٩٤٤٥، قطعة منه، والبحار: ١٢٧/٩٩، ح ٤.عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٧٢/٢، ح ١ عنه نور الثقلين: ٤٢١/٣، ح ٤١، وفيه: عن الجواد عليه السلام.
 البلد الأمين: ٢٩٧، س ١٣، بتفاوت عنه مستدرك الوسائل: ٤١٦/١٠، ح ١٢٢٧٤. تأويل الآيات الظاهرة: ٧٦٣، س ١٤، و٧٧٧، س ٢٠، قطعة منه. مختصر بصائر الدرجات: ٣٥، س ١٧، قطعة منه.
مقـدّمـة البرهـان: ١٥٣، س ١٦، و١٥٨، س ٢٢، و١٦٥، س ٢٦، و١٧٦، س ٣٣، و٢٢١ س ١٤، و٢٤٠، س ٣٠، و٢٤٢، س ٢٠، و٢٩٣، س ٢٣، و٣٠٨، س ٢١، قطعة منه.
قطعة منه في(اسمه ونسبه ‏عليه السلام) و(عصمة الأئمّة:) و(أرواح الأئمّة وطنيتهم:) و(رجعة الأئمّة:) و(شفاعة الأئمّة:) و(الأغسال المندوبة) و(الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الزيارات)}.
٢- العلّامة المجلسيّ رحمـه الله؛: ثمّ اعلم أنّي لمّا رأيت تلك الزيارة، أيضا في أصل مصحّح قديم من تأليفات  قدماء أصحابنا سمّيناه في أوّل كتابنا بالكتاب العتيق أبسط ممّا أوردنا، مع اختلافات في ألفاظها، فأحببت إيرادها وجعلتها.
 (الزيارة الثالثة): قال: إذا وصلت إليهم فقل:
«الحمد للّه ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، الذي ليس كمثله شي‏ء وهو السميع العليم، ولا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين، وسبحـان اللّه ربّ العرش العظيم، صلوات اللّه وتحيّاته ورأفته ومغفرته ورضوانـه وفضلـه وكرامته ورحمته وبركاتـه وصلوات ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، والشهداء والصدّيقين، وعباده الصالحين، ومن  سبّح لربّ العالمين من الأوّلين والآخرين، مل‏ء السموات والأرضين، ومل‏ء كلّ شي‏ء، وعدد كلّ شي‏ء، وَزِنة كلّ شي‏ء أبدا، ومثل الأبد، وبعد الأبد مثل الأبد، وأضعاف ذلك كلّه، في مثل ذلك كلّه سرمدا دائما مع دوام ملك اللّه وبقاء وجهه الكريم، على سيّد المرسلين، وخاتم النبيّين، وإمام المتّقين ، ووليّ المؤمنين، وملاذ العالمين، وسراج الناظرين، وأمان الخائفين، وتالي الإيمان، وصاحب القـرآن ، ونور الأنوار، وهادي الأبرار، ودعامـة الجبّار،
وحجّته على العالمين، وخيرته من الأوّلين والآخرين، محمّد بن عبد اللّه نبيّه ورسوله، وحبيبه وصفيّه، وخاصّته  وخالصته، ورحمته ونوره، وسفيره وأمينه، وحجابه وعينه، وذكره ووليّه، وجنبه وصراطه، وعروته الوثقـى، وحبله المتين، وبرهانه المبين، ومثله الأعلى، ودعوته الحسنى، وآيته الكبرى، وحجّته العظمى، ورسوله الكريم، الرؤف الرحيم، القويّ العزيز، الشفيع المطاع، وعلى الأئمّة عليهم جميعا السـلام: أمير المؤمنين عليّ، والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفـر وموسـى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن، والخلف المهدي عليـه وعليهم جميعا
السلام والرحمة، الطيّبين الطاهرين، المطيعين المقرّبين، وعليه وعليهم أفضل سلام اللّه، وأوفر رحمته، وأزكى  تحيّاته، وأشرف صلواته، وأعظم بركاته أبدا من جميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ومنّي ومن والديّ، وأهلي وولدي، وإخوتي وأخواتي، وأهلي وقراباتى، في حياتي ما بقيت، وبعد وفاتـي، وماطلعت شمس  أو غربت، عليهم سلام اللّه في الأوّلين، وعليهم سلام اللّه في الآخرين، وعليهم سلام اللّه، يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السـلام عليك يارسـول ‏اللّه السلام عليك يا خيرة اللّه من خلقه، وصفوته من بريّته، السلام عليك يا أمين اللّه على رسالته، وعزائم أمـره، الخاتم لمـا سبق، والفاتح لما غلق،والمهيمن على ذلك كلّه، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليك يا سيّد المرسلين، السلام عليك يا خاتم النبيّين، السـلام عليك يا إمام المتّقين، السلام عليك يا وليّ المؤمنين، السلام عليك يا مولى المسلمين، السلام عليك يا حجّة اللّه على العالمين، السـلام عليك ياخالصة اللّه وخليله وحبيبه وصفيّه من الأوّلين والآخرين، السلام عليك يا أيّها البشير النذير، السـلام عليك يا محمّد بن عبد اللّه، السلام عليك ياأبا القاسم وعلى آلك ورحمة اللّه وبركاته. السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمـة، ومأوى  السكينة، وخزائن العلم، ومنتهـى الحلم، وأُصول الكـرم، وقادة الأُمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الجبّار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبـواب الإيمـان، وأُمناء الرحمن، وسلالـة النبيّين، وصفوة المرسلين،  وآل يس، وعترة خيرة ربّ العالمين، ورحمة اللّه وبركاته. السلام عليكم أئمّة الهدى، ومصابيح الدجى، وأهـل التقوى، وأعلام التقى، وذوي النهى، وأُولى الحجى، وسادة  الورى، وبدور الدنيا، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى، والحجّة على من في الأرض والسماء،  والآخرة والأُولى، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على محالّ معرفة اللّه، ومساكن بركة اللّه، ومعادن حكمة اللّه، وخزنة علم اللّه، وحفظة سرّ اللّه، وحملة كتاب اللّه، وورثة رسول اللّه، ورحمة اللّه وبركاته، السـلام على الدعاة إلى اللّه، والأدلّاء على اللّه، والمؤذنين عـن اللّه، والقائمين بحـقّ اللّه، والناطقين عن اللّه، والمستوفرين في أمـر اللّه ، والمخلصين في طاعـة اللّه،  والصادعين بدين اللّه، والتامّين في محبّة اللّه ، وعباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقـول وهم بأمـره يعملون، ورحمة اللّه وبركاته.
السـلام على الأئمّة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، والآساد السقاة، وأهـل الذكر، وأُولي الأمر، وبقيّة اللّه وخيرته، وصفوته وحزبه، وعينه وحجّته، وجنبه وصراطه ونوره، ورحمة اللّه وبركاته. أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له كما شهد اللّه لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأُولو العلم من خلقه، لا إله  إلّا اللّه العزيز الحكيم، وأنّ محمّدا صلّـى اللّه عليه وآله عبده ورسولـه المجتبـى ، ونبيّه المرتجـى، وحبيبه المصطفى، وأمينه المرتضى، أرسله نذيرا في الأوّلين، ورسـولاً في الآخرين بالهدى ودين الحقّ، ليظهره على  الدين كلّه ولو كره المشركون، فصدع صلّى اللّه عليه وآله بما اُمر به، وبلّغ ما حمّل، ونصح لاُمّته، وجاهد في سبيل ربّه، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وصبر على ما أصابه في جنبه، وعبده صادقا مصدّقا، صابرا  محتسبا، لا وانيا ولا مقصّرا، حتّى أتاه اليقين. وأشهد أنّ الدين كما شرع، والكتاب كما تلا، والحلال ما أحلّ، والحرام ما حرّم، والفصل ما قضى، والحقّ ما  قال، والرشد ماأمر، وأنّ الذين كذّبوه وخالفوه، وكذبوا عليه، وجحدوا حقّه، وأنكروا فضلـه واتهموه، وظلموا وصيّه واعتدوا عليه، وغصبوه خلافته، ونقضوا عهده فيه، وحلّوا عقده له، وأسّسوا الجـور والظلم والعدوان على آله، وقتلوهم، وتولّوا غيرهم، ذائقـوا العذاب الأليم في أسفل درك من الجحيم، لا يخفّف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون، ملعونون ناكسوا رؤسهم. فعاينوا الندامة والخزي الطويل، مع الأرذلين الأشرار، قد كبّوا على وجوههم فـي النار، وأنّ الذين آمنوا به و صدّقوه، ونصروه ووقرّوه، وأجابوه وعزّروه واتّبعوه، واتبعوا النور الذي أُنزل معه، أُولئك هـم المفلحـون، في جنّات النعيم، والفـوز العظيم، والغبطة والسرور، والمُلك الكبير،
والثواب المقيم في المقام الكريم. فجزاه عنّا أحسن الجزاء، وخير ما جزى نبيّا عن أُمّته، ورسولاً عمّن أُرسل إليه، وخصّه بأفضل قسم الفضائل، وبلّغه أعلى شـرف المكرمين، من الدرجات العلى في أعلى علّيّين، في جنّات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأعطاه حتّى يرضى، وزاده بعد الرضا، وجعله أقرب الخلق منه مجلسا، وأدناهم إليه منزلاً ، وأعظمهم عنده جاها، وأعلاهم لديه كعبا، وأحسنهم عليه ثنآءً ، وأوّل المتكلّمين كلاما، وأكثر النبيّين أتباعا، وأوفـر الخلق نصيبا، وأجزلهم حظا في كلّ خير هو قاسمه بينهم، وأحسن جزاءه عن جميع المؤمنين من الأوّلين والآخرين.
وأشهد أنّكم الأئمّة الراشـدون، المهديّون، المعصومون، المكرمون، المقرّبون، المتّقون، المصطفون، المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته. اصطفاكم بعلمه، واصطنعكم لنفسـه، وارتضاكم لغيبـه، واختاركم لسـرّه، واجتباكم بقدرتـه، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببراهينـه، وانتجبكم لنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضـه، وجعلكم حججا على بريّته،  وأنصارا لدينه، وحفظة لحكمه، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمتـه، وتراجمة لوحيه، وأركانا لتوحيده، وسفراء عنه، وشهداء على خلقه، وأسبابا إليه، وأعلاما لعباده، ومنارا في بلاده، وسبلاً إلى جنّته، وأدلّاء على صراطه. عصمكم اللّه من الذنوب، وبرأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب، وجنّبكم الآفات، ووقاكم السيّئات، وطهّركم من الدنس والزيغ، ونزّهكم مـن الزلل والخطاء، وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم مـن الفتن، واسترعاكم الأنام، وفوّض إليكم الأُمور، وجعل لكم التدبير ، وعرّفكم الأسباب، وأورثكم الكتاب، وأعطاكم المقاليد، سخّـر لكم ما  خلق، فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ووهبتم عظمته، ومجّدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكّدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد عرى طاعته، ونصحتم له في السرّ والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على مـا أصابكم في جنبه، وصدعتم بأمـره، وتلوتم كتابه، وحذّرتم بأسه، وذكرتم أيّامـه،  ووفيتم بعهده، وأقمتم الصلاة،وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده،
وجادلتم بالتي هـي أحسن، حتّى أعلنتم دعوته، وقمعتم عدوّه، وأظهرتم دينه ، وبيّنتم فرايضه، وأقمتم حـدوده، وشرعتم أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلّمتم لـه القضاء، وصدّقتم من رسلـه من مضى.  الراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصّر عنكم زاهق، والحـقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهلـه ومعدنـه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطـاب عندكم، وآياتـه لديكم،وعزائمه فيكم، ونوره معكم، وبرهانه منكم، وأمره إليكم. من والاكم فقد والى اللّه ، ومن أطاعكم فقـد أطاع اللّه، ومن أحبّكم فقد أحبّ اللّه، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه. أنتم يا مواليّ ونعم الموالي السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمـةالموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس، من أتاكم نجا، ومن أباكم هوى، إلى اللّه تدعون، وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون، وإليه تنيبون، وإيّاه تعظّمون، سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخـاب من جهلكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم ، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدّقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنّـة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم ففي أسفل درك الجحيم.
أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأنّ أنواركم،وأجسادكم، وأشباحكم، وظلالكم، وأرواحكم وطينتكم واحـدة ، جلّت وعظمت وبوركت وقدّست وطابت وطهرت بعضا من بعض، لم تزالوا بعين اللّه وعنده،وفي ملكوته تأمرون، وله تخلفون، وإيّاه تسبّحون، وبعرشه محدقون، وبه حافّون، حتّى مرّ بكم علينا، فجعلكم في بيوت أذن ‏اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال، رجـال تولّى عزّ ذكره تطهيرها، وأمر خلقه بتعظيمها، فرفعها على كلّ بيت قدّسه فـي الأرض، وأعلاها على كلّ بيت طهّره فـي السمـاء، لا يوازيها خطـر، ولايسمو إلى سمكها البصر، ولا يطمع إلى أرضها النظر، ولا يقع على كنهها الفكر ، ولا يعادل سكّانهاالبشر، يتمنّىّ كلّ أحد أّنه منكم، ولاتتمنّون أنّكم من غيركم، إليكم انتهت المكارم والشرف ، ومنكم استقرّت الأنوار
والعزّة والمجد والسودد، فما فوقكم أحد إلّا اللّه الكبير المتعال، ولا أقرب إليه ولا أخصّ لديه ولا أكرم عليه منكم. أنتم سكن البلاد، ونور العباد، وعليكم الاعتماد يوم التناد، كلّ ما غاب منكم حجّة أو أفل منكم نجم، أطلع اللّه لخلقه عقبه خلفا، إماما هاديا، وبرهانا مبينا، وعلما نيّرا، واع عن واع، وهاد بعد هـاد، حزنـة حفظـة، لايغيض عنكم غزره، ولا ينقطع موادّه، ولا يسلب منكم إرثه، سببا موصولاً من اللّه إليكم، ورحمـة منه علينا، ونورا منـه لنا، وحجّة منه علينا، ترشدوننا إليه، وتقرّبوننا منه، وتزلفوننا لديـه، وجعل صلواتنا عليكم، وذكرنا لكم، وما خصّنا به من ولايتكم، وعرّفنا من فضلكم، طيبا لخلقنا، وطهارةً لأنفسنا، وبركة فينا، إذ كنّا عنده موسـومين[فيكم‏]، معترفين بفضلكم، معروفين بتصديقنا إيّاكم، مذكورين بطاعتنا لكم، ومشهورين بإيماننا بكم ، فبلغ اللّه بكم أفضل شرف محلّ
المكرمين، وأعلى منازل المقرّبين، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقـه فائق، ولا يسبقـه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتّى لا يبقى ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا صدّيق ولا شهيد، ولا عالم ولاجاهل، ولا دنيّ ولافاضل، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح، ولا جبّار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين  ذلك شاهـد ما هنالك، إلّا عرّفه جلالة أمركم وعظم خطركم، وكبير شأنكم، وجلالة قدركم، وتمام نوركم، وصدق مقعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلّكم، ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب مجلسكم منه. ثمّ جعل خاصّة الصلوات وأفضلها، ونامي البركات وأشرفها، وزاكي التحيّات وأتمّها، منه ومن ملائكته المقرّبين، ورسله وأنبيائه المنتجبين، والشهداء والصالحين، من عباده المخلصين، كما هو أهله، وأنتم أهله أبدا عليكم أجمعين.  أُشهد اللّه وأُشهدكم يا مواليّ! بأبي أنتم وأُمّي ونفسي أنّي عبدكم، وطوبى لي إن قبلتموني عبدا، وأنّـي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبمـا كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، مـوال لكم، محبّ لأوليائكم، ومعاد لأعدائكم، لاعن لهم، متبرّى‏ء منهم ، مبغض لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لمـا حقّقتم،  مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، مقتد بكم، مسلّم لقولكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، موقن بإيابكم، مصدّق برجعتكم، منتظر لأيّامكم، مرتقب لدولتكم؛ آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، معتصم بحبلكم، محترس بكم، زائر لكم، لائذ بقبوركم، عائذ بكم، مستشفع إلى اللّه بكم، ومتوسّل بكم إليه.  وأنتم عدّتي للقائه، وحسبي بكم، ومتقرّب بكم إليه ، ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي، وإرادتي فـي كـلّ أحوالي وأُموري، فـي دنياي وديني وآخرتـي، ومنقلبي ومثواي، ومؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم  وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه لكم، ورأيي لكم متّبع، ونصرتي لكم معدّة حتّى يحيى اللّه دينه بكم، ويظهركم لعدله، فيردّكم في أيّامه، ويقيمكم لخلقه، ثمّ يملّككم في أرضه، فمعكم معكم لا مع غيركم ، وإليكم إليكم لا إلـى عدوّكم، آمنت بكم، وتولّيت آخركم بمـا تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلـى اللّـه من أعدائكم، الجبت والطاغـوت، والأبالسة والشياطين، ومن حـزبهم وأتباعهم، ومحبّيهم وذويهم، والراضين بهم وبفعلهم، الصادّين
عنكم، الظالمين لكم، الجاحدين حقّكم، المفارقين لكم، الغاصبين إرثكم، والشاقّين فيكم، والمنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجة دونكم، وثبّتني اللّه أبدا ما حييت وبعد وفاتـي على موالاتكم، ومحبّتكم ودينكم ووفّقنـي لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين مـا دعوتم إليه، ممّن يقفـو آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويقتدي بهداكم، ويقتصّ منهاجكم، ويكون من حزبكم، ويتعلّق بحجزتكم، ويحشر في زمرتكم، ويكـرّر في رجعتكم، ويملّك فـي دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد اللّه بدأ بكم، ومن أحبّه اتّبعكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم، لا أُحصى يا مواليّ فضلكم، ولا أعدّ ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، أنتم نور الأنوار،وهداة الأبرار، وأئمّة الأخيار، وأصفياء الجبّار، بكم فتح ‏اللّه، وبكم يختم، وبكم يمسك السمآء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينزّل الغيث، وينفّس الهمّ، ويكشف السوء ، ويدفع الضرّ، ويغني العديم، ويشفـي السقيم، بمنطقكم نطق كلّ لسان، وبكم سبّح السبّوح القدوس، وبتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح، فيكم نزلت رسله، وعليكم  هبطت ملائكته، وإليكم بعث الـروح الأمين، وآتاكم اللّه مالم يؤت أحـدا من العالمين، طأطأ كلّ شريف لشرفكم، وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم، وذلّ كلّ شي‏ء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، ففاز الفائزون بكم، وبكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من يجحد ولايتكم يغضب الرحمن.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلـي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم فـي الأسمـاء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، فما أحلى أسماءكم، وأكرم نفوسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ أخطاركم، وأعلى أقداركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم، كلامكم نور، وأمركم رشـد، ووصيّتكم تقـوى ، وفعلكم الخير،  وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحقّ، ورأيكم علم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أولّه وأصله، وفرعـه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأُحصى جميل بلائكم، وبكم أخرجنا اللّه من الـذلّ، وأطلق عنّا رهائن الغلّ، ووضع عنّا الآصار، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفـا حفـرة من النار، بموالاتكم أظهر اللّه معالم ديننا، وأصلح مـا كـان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت الكلمـة، وعظمت النعمـة، وائتلفت الفرقـة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضـة، وأعظم بها طاعـة، ولكم المودّة الواجبـة، وأكرم بها مـودّة، لكم الدرجات الرفيعة، والأنوار الزاهرة، والمقام المعلوم عند اللّه، والجـاه العظيم، والقدر الجليل، والشأن الكبير، والشفاعـة
المقبولة، (رَبّنَآ ءَامَنّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتّبَعْنَا الرّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّهِدِينَ){آل عمران: ٥٣/٣}،(رَبّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لّدُنكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنتَ الْوَهّابُ){آل عمران: ٨/٣}،(رّبّنَآ إِنّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَنِ أَنْ ءَامِنُواْ  بِرَبِّكُمْ فَامَنّا){آل عمران: ١٩٣/٣}، لبّيك، اللّهمّ لبّيك مجابا، ومسمعا جليلاً، ومناديا عظيما. لبّيك وسعديك تباركت وتعاليت، وتجاللت وتكبّرت، وتعظّمت وتقدّست.
لبّيك ربّنا وسعديك، إقرارا بربوبيّتك، وإيقانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاءً بعهدك، ها أنا ذا عبدك بين يديك. لبّيك اللّهمّ لبّيك، تلبية الخائف منك، الراجي لك، المستجير بك، رضينا وأحببنا وسمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، وأنت إلهنا ومولانا.  لبّيك داعي اللّه إن كان لم يجبك بدني ولم أدرك نصرتك، فها أنا ذا عبدك وزائرك، وزائر آلك وعترتك، والمحلّ بساحتكم، قد أجابكم قلبي ونفسي وروحي وسمعي وبصري بالتسليم والإيمان بك، وبأخيك ووصيّك أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وابنتك فاطمة سيّدة نساء العالمين، وسبطيك الحسن والحسين سيّدي شباب أهـل الجنان، وبالأدلّاء
 على اللّه، الأئمّة من عترتك، وذرّيّتك الطاهرين ونصرتي لكم معدّة، حتّى يحكم اللّه بإذنه، وهو خير الحاكمين. لبّيك يا رسـول اللّه! سعيا إليك وإقبالاً ، لبّيك يا نبيّ اللّـه تعلّقا بحبلك واعتصاما، لبّيك يا حبيب اللّه تعـوّذا بك ولواذا، لبّيك يا نور اللّه، يا محمّد ابن عبد اللّه، يا خيرة اللّه ، يا أبا القاسم، تذلّلاً لعزّتك، وطاعة لأمرك، وقبولاً  لقولك ودخولاً في نورك، وإيمانا بك وبأخيك ووصيّك أميرالمؤمنين وآلك وعترتك الطاهـرين، وتصديقا بما جئتنا به من عند ربّك (رَبّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنّا سَيِّاتِنَا وَتَوَفّنَا مَـعَ الْأَبْرَارِ * رَبّنَا وَءَاتِنَا مَـا وَعَدتّنَا عَلَى‏ رُسُلِكَ وَلَاتُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنّكَ لَاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ){آل عمران: ١٩٣/٣ -١٩٤} ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة،وقنا برحمتك عذاب النار (سُبْحَنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا){الإسراء:  ١٠٨/١٧}،(سُبْحَنَ رَبِّكَ رَبِ‏ّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِ‏ّ الْعَلَمِينَ){الصافّات: ١٨٠/٣٧ - ١٨٢}. اللّهمّ! إنّي أُشهدك أنّ هذه قبور أوليائك ومشاهـدهم وآثارهـم، ومغيّبهم ومعارجهم، الفائزين بكرامتك، المفضّلين على خلقك، الذين عرّفتهم تبيان كـلّ شـي‏ء، وحبوتهم بمـواريث الأنبياء، وجعلتهم حججك على بريّتك وأُمناءك على وحيك، وخزّانك على وحيك.
اللّهمّ! فبلّغ أرواحهم وأجسادهم في هذه الساعة، وفي كلّ وقت وأوان وحين وزمان منّا السلام، واردد علينا منهم.
السلام، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، أشهد أنّكم تسمعون الكلام، وتردّون السلام.
اللّهمّ! إنّك قلت على لسان نبيّك صلواتك عليه وعلى آلـه، وقولك ‏الحقّ، فبشّر الذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند ربهم.
اللّهمّ! إنّي قد آمنت بك وبهم، وصدّقت وسمعت ، وأطعت وأسلمت، فلا توقفني أبدا مواقف الخـزي فـي الدنيا والآخرة، وأعطني سؤلي، واجعل صلواتي بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجابا، وسعيـي بهم مشكورا، وذنبي بهم مغفورا، وذكري بهم رفيعا، وكعبي بهم عاليا، ويقيني بهم ثابتا، وروحي بهم سليمة، وجسمي بهم معافا مرزوقا، سعيدا رشيدا، تقيّا عالما، زاهدا متواضعا، حافظا زكيّا، فقيها موفّقا ، معصوما مؤيّدا، قويّا عزيزا، ولا تقطع بي عنهم، ولا تفرّق بيني وبينهم، في الدنيا والآخرة، آمين ربّ العالمين».
 الوداع: فإذا أردت وداعهم فقل:
« سلام اللّه وتحيّاته ورحمته وبركاته على خيرة اللّه، وأصفيائه وأحبّائه، وحججه وأوليائه، محمّد رسوله وآله، أمير المؤمنين عليّ، الحسن، الحسين، عليّ، محمّد، جعفر، موسى، عليّ، محمّد، عليّ، الحسن، الخلف الصالح عليه وعليهم جميعا السلام والرحمة، السلام على خالصة اللّه من خلقه، وصفوته من بريّته، وأُمنائه على وحيه، وحججه على عباده، وخزّانه على علمه، وعليهم من اللّه دائم الصلوات ، وزاكـي البركات، ونامـي التحيّات، السلام عليكم موالي أئمّتي وقادتي، ونعم الموالي والأئمّـة والقادة أنتم، والسلام عليكم والسـلام لكم منّي قليل،
السلام عليكم آل ياسين، سلامـا كثيرا، طيّبا مباركا، متتابعا سرمدا، دائما أبدا، كما أنتم أهله، منّي ومن والديّ، وأهلـي وولدي، وإخوتي وأخواتي، ومن جميع المؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات، ورحمـة اللّه وبركاته.
السلام عليكم سلام مودّع، لا سئم ولا قال ، ولا غال ورحمة اللّه وبركاته، عليكم أهـل البيت إنّه حميد مجيد،  غير راغب عنكم، ولا منحـرف عنكم، ولا مؤثر عليكم، ولا زاهـد في قربكم ، ولا أبتغي بكم بدلاً، ولاعنكم  حولاً، ولا أتّخذ بينكم سبلاً، ولا أشتري بكم ثمنا، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارتكم، وتعظيم ذكركم، وتفخيم  أسمائكم، وإتيان مشاهدكم وآثاركم، والصـلاة لكم والتسليم عليكم، بل جعلـه اللّه مثابـة لنا، وأمنا فـي دنيانا وآخرتنا، وذكرا ونورا لمعادنا، وأمانا وإيمانا لمنقلبنا ومثوانا. جعلني اللّه ممّن انقلب عن زيارتكم وذكركم، والصـلاة لكم، والتسليم عليكم، مفلحا منجحا، غانما سالما، معافا غنيّا، فائزا برضوان اللّه ورحمته، وفضله وكفايته، ونصره وأمنه، ومغفرته ونوره، وهـداه وحفظه، وكلاءته وتوفيقه وعصمتـه، ورزقني العـود ثمّ العود أبدا ما أبقاني ربّـي إليكم، بنيّة وإيمان، وتقـوى وإخبات، ونور وإيقان، وأرزاق من فضله واسعة، طيّبة دارّة، هنيئة مريئة، سليمة من غير كدّ ولا منّ من أحد، ونعمة سابغة، وعافية سالمة، وأوجب لي من الحياة والكرامة والبركة، والصـلاح والإيمان، والمغفرة والرضـوان، مثل ما أوجب لأوليائه، وصالحي عباده، من زوّارهم ووافديهم، ومواليهم ومحبّيهم، وحزبهم وشيعتهم، العارفين حقّهم، الموجبين طاعتهم، المدمنين ذكرهم، الراغبين في زيارتهم، المنتظرين أيّامهم، المطيعين لهم، المتقرّبين بذلك إليك وإليهم.
اللّهمّ! أنت خير من وفدت إليه الرجـال، وشدّت إليه الرحـال، وصرفت نحـوه الآمال، وارتجـى للرغائب والافضال، وأنت يا سيّدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكلّ زائر كرامة، ولكلّ وافد تحفة، ولكلّ سائل عطيّة، ولكلّ راج ثوابا، ولكلّ ملتمس ما عندك جزاءً، ولكلّ راغب إليك هبـة، ولكـلّ من فزع إليك رحمـة،  ولكلّ متضرّع إليك إجابـة، ولكلّ متوسّل إليك عفـوا، وقـد جئتك زائرا لقبور أحبّائك وأوليائك، وخيرتك من عبادك، وافـدا إليهم، نازلاً بفنائهم، قاصدا لحرمهم، راغبا في شفاعتهم، ملتمسا مـا عندهم، راجيا لهم، متوسّلاً  إليك بهم، وحقّ عليك ألّا تخيّب سائلهم ووافدهم، والنازل بفنائهم، والمنيخ بساحتهم من حزبهم وأشياعهم، ووقفت بهذا المقام الشريف، رجاء ما عندك لزوّارهم، والمطيعين لهم، من الرحمـة والمغفرة، والفضل والإنعـام، فلا تجعلني من أخيب وفدك ووفدهم، وأكرمني بالجنّة، ومنّ عليّ بالمغفرة ، وجمّلني بالعافية، وأجرنـي بالعتق من النار، أوسع عليّ رزقك الحلال، وفضلك الواسع الجزيل، وادرأ عنّي أبدا شرّ كلّ ذي شرّ من الجنّ والإنس.
بأبي أنتم وأُمّي يا سادتي، أتقرّب بكم إلى اللّه، وأتوجّه بكم إلى اللّه ، وأطلب بكم حاجتـي من اللّه، جعلني اللّه بكم وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، تحنّنوا عليّ وارحموني، واجعلونـي من همّكم، واذكروني عند ربّكم، وكونوا عصمتي، وصيّروني من حزبكم، وشرّفوني بشفاعتكم، ومكّنوني في دولتكم، واحشروني في زمرتكم، وأوردوني حوضكم، وأكرموني برضاكم، وأسعدوني بطاعتكم، وخصّوني بفضلكم، واحفظوني من مكاره الدنيا والآخرة، وشرّ الإنس والجنّ، وكلّ ذي شرّ بقدرتكم. فبذمّة اللّه وذمّتكم، وجـلال اللّه، وكبرياء اللّه، وملك اللّه، وسلطـان اللّه، وعظمـة اللّه، وعـزّ اللّه، وكلماته المباركات، أمتنع وأحترس وأستجير وأستغيث وأحترز، وأهلي وولدي ومالي وإخوانـي المؤمنين أبدا في الدنيا  والآخرة، من كلّ سوء، وبكم أرجو النجاة ، وأطلب الصلاح، وآمل النجاح، وأستشفي من كلّ داء وسقم، وإليكم مفرّي من كلّ خوف، وعليكم معوّلي عند كلّ شدّة ورخاء. اللّهمّ! صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما أنت وهم أهله، وأدخلني فـي كلِّ خير دعـوا إليه، ودلّـوا عليه،وأمروا به، ورضوا به، قولاً وفعلاً، ونجّني بهم من كلّ مكروه، وأخرجني من كلّ سوء، وأعصمني من كلّ ما نهوا عنه وأنكروه، وخوّفوا منه وحـذّروه، وعجّل فرجهم وفرجنا بهم، وأهلك عدوّهم من الإنس والجنّ، وبلّغ أرواحهم وأجسادهم أبدا منّي السلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة اللّه وبركاته».
{البحار: ١٤٦/٩٩، ح ٥، عن الكتاب العتيق للغرويّ. قطعة منه في (النصّ على الأئمّة:) (عصمة الأئمّة:) و(علم الأئمّة: بالغيب) و(رجعة الأئمّة:) و(أرواح الأئمّـة: وطينتهم) و(الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الزيارات)}.

الثانية - زيارة أحد الأئمّة:
(١)- السيّد ابن طاووس رحمه الله؛: الزيارة الثالثة مرويّـة عن أبي الحسن الثالث صلـوات اللّه عليه: تدخل مقدّما رجلك اليمنى على اليسرى وتقول:
بسم اللّه وباللّه، وعلى ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله. أشهد أن لاإله إلّا اللّه وحـده لاشريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تسليما.
ثمّ تستقبل الضريح بوجهك، وتجعل القبلة خلفك، وتكبّر اللّه (مائة تكبيرة) وتقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم‏
«أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لاشريك له، كمـا شهد اللّه لنفسه، وشهدت له ملائكتـه، وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم. وأشهد أنّ محمّدا عبده المنتجب، ورسـولـه المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحقّ، ليظهره على الدين كلّه، ولوكره المشركون.
اللّهمّ! اجعل أفضل صلواتك وأكملها، وأنمـى بركاتك وأعمّها، وأزكـى تحيّاتك وأتمّها، على سيّدنا محمّد عبدك ورسـولك، ونبيّك ونجيّك، ووليّك ورضيّك، وصفيّك وخيرتك، وخاصّتك وخالصتك، وأمينك الشاهد لك، والدالّ عليك، والصادق بأمرك، والناصح لك، والمجاهد فـي سبيلك ، والذابّ عن دينك، والموضّح لبراهينك، والمهدي  إلى طاعتك، والمرشد إلى مرضاتك، والواعـي لوحيك، والحافظ لعهدك، والماضي على إنفاذ أمـرك ، المؤيّد بالنور المضي‏ء، والمسدّد بالأمر المرضـي، المعصوم من كـلّ خطـأ وزلل، المنزّه عـن كـلّ دنس وخطل، والمبعوث بخير الأديان والملل، مقوّم الميل والعوج، ومقيم البيّنات والحجج، المخصوص بظهور الفلج، وإيضاح نهج، المظهر من توحيدك مـا استتر، والمحيي من عبادتك ما دثر، والخـاتم لما سبق، والفاتـح لمـا انغلق، المجتبى من خلائقك، والمعتام لكشف حقائقك، والموضحـة به أشراط الهدى، والمجلو به غُربيبُ العمـى، دافع جيشان الأباطيل، ودامغ صولات الأضاليل، المختار من طينة الكـرم، وسلالة المجد الأقـدم، ومغرس الفخـارالمعرق، وفرع العـلا المثمر المـورق، المتجب من شجرة الأصفياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسـرّه البطحاء، بعيثك بالحقّ، وبرهانك على جميع الخلق، خاتم أنبيائك، وحجّتك البالغة في أرضك وسمائك.
اللّهمّ! صلّ عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع، ويجوز من بركة التعلّق بسببها ما يفـوق قـدر المتعلّقين بسببه، وزده بعد ذلك من الإكرام والإجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال ، حتّى يعلو من كرمـك على محالّ المراتب، ويرقى من نعمك أسنى منازل المواهب، وخـذ له - اللّهمّ - بحقّه وواجبه من ظالميه وظالمـي الصفوة من أقاربه.
اللّهمّ! وصلّ علـى وليّك وديّان دينك، والقائم بالقسط من بعد نبيّك، عليّ بن أبـي طالب أمير المؤمنين، وإمـام المتقين، وسيّد الوصيين، ويعسوب الدين، وقائد الغرّ المحجّلين، قبلة العارفين، وعلم المهتدين، وعروتك الوثقى، وحبلك المتين، وخليفـة رسـولك على الناس أجمعين، ووصيّه فـي الدنيا والدين، الصدّيق الأكبر فـي الأنام، والفاروق الأزهر بين الحلال والحرام، ناصر الإسلام، ومكسّر الأصنام ، معزّ الدين وحاميه، وواقي الرسـول وكافيه، المخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء، ومن هو منه بمنزلة هـارون من موسـى، خامس أصحاب الكساء، وبعل سيّدة النساء، المؤثر بالقوت بعد ضرّ الطوى، والمشكور سعيه في هل أتى، مصباح الهدى، ومأوى التقى، ومحل الحجى، وطود النهى، الداعي إلى المحجّة العظمى، والضاعن إلى الغاية القصوى ، والسامي إلى المجد والعلى، والعالم بالتأويل والذكـرى، الذي أخدمته خواصّ ملائكتك بالطـاس والمنديل حتّى توضّأ، ورددت عليه الشمس بعد دنوّ غروبها حتّى أدّى في أوّل الوقـت لك فرضا، وأطعمته من طعام أهـل الجنّة حين منح المقدادقرضا، وباهيت به خواصّ ملائكتك إذ شـرى نفسه ابتغاء مرضاتك لترضـى، وجعلت ولايته إحدى فرائضك،  فالشقيّ من أقرّ ببعض وأنكر بعضا، عنصر الأبرار، ومعدن الفخار ، وقسيم الجنّة والنار، صاحب الأعـراف، وأبو الأئمّة الأشراف، المظلوم المغتصب، والصابر المحتسب، الموتور في نفسه وعترته، والمقصود في رهطه  وأعزّته، صلاة لا انقطاع لمزيدها، ولا اتّضاع لمشيدها.
اللّهمّ! ألبسه حلل الإنعام، وتوجّه تاج الإكـرام، وارفعـه إلى أعلى مرتبة ومقام ، حتّى يحلق نبيّك عليه وآلـه  السلام، واحكم له اللّهمّ على ظالميه، إنّك العدل فيما تقضيه.
اللّهمّ! وصلّ على الطاهرة البتول، الزهراء ابنة الرسول، أُمّ الأئمّة الهادين، وسيّدة نسـاء العالمين، وارثة خير الأنبياء، وقرينـة خير الأوصياء، القادمة عليك متألّمـة من مصابها بأبيها، متظلّمة ممّا حـلّ بها من غاصبيها،ساخطة على أمّة لم ترع حقّك في نصرتها، بدليل دفنها ليلاً في حفرتها، المغتصبة حقّها، والمغصّصـة بريقها، صلاةً لا غاية لأمدها، ولا نهاية لمددها، ولا انقضاء لعددها.
اللّهمّ! فتكفّل لها عن مكان دار الفناء في دار البقاء بأنفس الأعواض، وأنلها ممّن عاندها نهاية الآمـال وغايـةالأغراض، حتّى لايبقى لها ولي ساخط لسخطها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزّ من أجاب المظلومين وأعدل قاضٍ. اللّهمّ! ألحقها في الإكرام ببعلها وأبيها، وخذ لها الحقّ من ظالميها.
اللّهمّ! وصلّ علـى الأئمّـة الراشدين، والقادة الهادين، والسادة المعصومين، الأتقياء الأبرار، مأوى السكينـة  والوقار، خزّان العلم، ومنتهى الحلم والفخار، وساسة العباد، وأركان البلاد ، وأدلّة الرشاد، الألبّاء الأمجـاد، العلمـاء بشرعك الزهّـاد، مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياتـه،  وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدى، ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهـوف الورى، وحفظة الإسلام، وحججك على جميع الأنام ، الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة وسبطي نبي الرحمـة، وعليّ ابن الحسين السجّاد زين العابدين، ومحمّد بن عليّ باقـر علم الدين، وجعفر بن محمّد الصـادق الأمين، وموسى ابن جعفر الكاظم الحليم، وعليّ بن موسى الرضا الوفي، ومحمّد بن عليّ البرّ التقي، وعليّ بن محمّد المنتجب الزكيّ ، والحسن بن عليّ الهادي الرضـي، والحجّـة بن الحسن صاحب العصر والزمن، وصـيّ الأوصياء، وبقيّة الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمّل لإظهار حقّك، المهدي المنتظر، والقائم الذي به تنتصر.
اللّهمّ! صلّ عليهم أجمعين صلاةً باقيةً في العالمين، تبلغ بها أفضل محلّ المكرمين. اللّهمّ! ألحقهم في الإكرام بجدّهم وأبيهم، وخذ لهم الحقّ من ظالميهم.
أشهد يا مولاي أنّكم المطيعون للّه، القوّامون بأمـره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامتـه، اصطفاكم بعلمـه، واجتباكم لغيبه، واختاركم لسرّه، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببراهينه، وأيّدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه،ودعاةً إلى حقّه، وشهداء على خلقه، وأنصارا لدينـه، وحججا على بريّته، وتراجمـةً لوحيه، وخزنةً لعلمـه، ومستودعا لحكمته. عصمكم اللّه من الذنـوب، وبرّأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب، زرتكم - يا مواليّ عارفـا بحقّكم، مستبصرا بشأنكم، مهتديا بهداكم، مقتفيا لأثركم، متّبعا لسنّتكم، متمسّكا بولايتكم، معتصما بحبلكم، مطيعا لأمركم، مواليا لأوليائكم، معاديا لأعدائكم ، عالما بأنّ الحقّ فيكم ومعكم، متوسّـلاً إلى اللّه بكم، مستشفعا إليه بجاهكم، وحقّ عليه أن لا يخيّب سائله الراجي ما عنده لزوّاركم المطيعين لكم. اللّهمّ! فكما وفّقتني للإيمان بنبيّك، والتصديق لدعوته، ومننت علي بطاعته، واتّباع ملّته، وهديتني إلى معرفتـه، ومعرفة الأئمّة من ذريّته، وأكملت بمعرفتهم الإيمان، وقبلت بولايتهم وطاعتهم الأعمـال، واستعبدت بالصـلاة عليهم عبادك، وجعلتهم مفتاحا للدعاء، وسببا للإجابة ، فصلّ عليهم أجمعين، واجعلني بهم عندك وجيها في الدنياوالآخرة ومن المقرّبين.
اللّهمّ! اجعل ذنوبنا بهم مغفورة، وعيوننا مستورة، وفرائضنا مشكورة، ونوافلنا مبرورة، وقلوبنا بذكرك معمورة، وأنفسنا بطاعتك مسرورة، وجوارحنا على خدمتك مقهورة، وأسماءنا فـي خواصّك مشهورة، وأرزاقنا من لدنك مدرورة، وحوائجنا لديك ميسورة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ! أنجز لهم وعدك، وطهّر بسيف قائمهم أرضك، وأقم به حدودك المعطّلة، وأحكامك المهملة والمبدّلة، وأحي به القلوب الميتة، واجمع به الأهواء المتفرّقة ، وأجل به صدى الجور عن طريقتك، حتّى يظهر الحـقّ على يديه في أحسن صورته، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته، ولا يستخفي بشي‏ء من الحقّ مخافة أحد من الخلق.
اللّهمّ! عجّل فرجهم، وأظهر فلجهم، واسلك بنا منهجهم، وأمتنا على ولايتهم، واحشرنا في زمرتهم وتحت لوائهم، وأوردنا حوضهم، واسقنا بكأسهم، ولا تفـرّق بيننا وبينهم، ولا تحرمنا شفاعتهم، حتّـى نظفر بعفـوك وغفرانك، ونصير إلى رحمتك ورضوانك، إله الحقّ ربّ العالمين.
يا قريب الرحمة من المؤمنين، ونحن أوليائك حقّا لا ارتيابا، يا من إذا أوحشنا التعرّض لغضبه آنسنا حسن الظنّ به، فنحن واثقون بين رغبة ورهبة ارتقابا، قد أقبلنا لعفوك ومغفرتك طـلابا، فأذللنا لقدرتك وعزّتك رقابا، وصلّ على محمّد وآل محمّد الطاهرين، واجعل دعاءنا بهم مستجابا، وولاءنا لهم من النار حجابا.
اللّهمّ! بصّرنا قصد السبيل لنعتمده، ومورد الرشد لنرده، بدّل خطايانا صوابا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا  من لدنك رحمة، يا من تسمّى من جوده وكرمه وهّابا، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنـة، وقنا عذاب النار إن حقّت علينا اكتسابا، برحمتك يا أرحم الراحمين.   ثمّ تصلّي صلاة الزيارة ثمّ تعود وتقف على الضريح وتقول:
يا ولي اللّه! إنّ بيني وبين اللّه عزّ وجلّ ذنوبا لا يأتي عليها إلّا رضـاه، فبحقّ من ائتمنك على سـرّه، واسترعاك  أمر خلقه، وقرن طاعتك بطاعته، وموالاتك بموالاته، تولّ صـلاح حالي مـع اللّه عزّ وجلّ، واجعل حظّـي من زيارتك تخليطي بخالصي زوّارك، الذين تسأل اللّه عزّ وجلّ في عتق رقابهم، وترغب إليه في حسن ثوابهم ، وها أنا ذا اليوم بقبرك لائذ، وبحسن دفاعك عنّي عائذ، فتلافني يا مولاي وأدركني، واسأل اللّه عزّوجلّ في أمري، فإنّ لك عند اللّه عزّ وجلّ مقاما كريما، صلّى اللّه عليك وسلّم تسليما». ثمّ قبّل الضريح، وتوجّه إلى القبلة وارفع يديك وقل:
«اللّهمّ! إنّك لمّا فرضت علي طاعته، وأكرمتني بموالاته، علمت أنّ ذلك لجليل مرتبته عندك، ونفيس حظّه لديك، ولقرب منزلته منك، فلذلك لذت بقبره لواذ من يعلم أنّك لا تردّ له شفاعة، فبقديم علمك فيه ، وحسن رضاك عنه، ارض عنّي وعن والدي، ولا تجعل للنار علي سبيلاً ولاسلطانا، برحمتك يا أرحم الراحمين». ثمّ تتحوّل من موضعك وقف وراء القبر، واجعله بين يديك وارفع يديك وقل:
«اللّهمّ! لو وجدت شفيعا أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأتقياء الأبرار عليه وعليهم السلام لاستشفعت بهم إليك، وهذا قبر ولي من أوليائك، وسيّد من أصفيائك، ومن فرضت على الخلق طاعته ، قد جعلتـه بين يدي أسألك يا ربّ بحرمته عندك وبحقّه عليك، لما نظرت إلي نظرة رحيمة من نظراتك، تلمّ بها شعثي، وتصلـح بها  حالي في الدنيا والآخرة، فإنّك على كلّ شي‏ء قدير.
اللّهمّ! إنّ ذنوبي لمّا فاتت العدد، وجاوزت الأمد، علمت أنّ شفاعـة كلّ شافع دون أوليائك تقصر عنها، فوصلت المسير من بلدي قاصدا إلى وليّك بالبشرى، ومتعلّقا منه بالعروة الوثقى، وها أنا يا مولاي قد استشفعت به إليك، وأقسمت به عليك، فارحم غربتي، واقبل توبتي.
اللّهمّ! إنّي لا أُعوّل على صالحة سلفت منّي، ولا أثق بحسنة تقوم بالحجّة عنّي ، ولـو أنّي قدّمت حسنات جميع خلقك، ثمّ خالفت طاعة أوليائك، لكانت تلك الحسنات مزعجة عن جوارك لي، غير حائلة بيني وبين نارك، فلذلك علمت أنّ أفضل طاعتك طاعة أوليائك. اللّهمّ! ارحم توجّهي بمن توجّهت به إليك، فلقد علمت أنّ غير واجد أعظم مقـدارا منهم لمكانهم منك، يا أرحـم الراحمين.
اللّهمّ! إّنك بالإنعام موصوف، ووليّك بالشفاعة لمن أتاه معروف ، فإذا شفع فيّ متفضّلاً كـان وجهك علي مقبلاً،وإذا كان وجهك عليّ مقبلاً أصبت من الجنّة منزلاً.
اللّهمّ! فكما أتوسّل به إليك أن تمنّ عليّ بالرضا والنعم، اللّهمّ ارضه عنّا، ولا تسخطه علينا ، واهدنا به ولا تضلّنا فيه، واجعلنا فيه على السبيل الذي تختاره، وأضف طاعتي إلى خالص نيّتي في تحيّتي يا أرحم الراحمين. اللّهمّ! صلّ على خيار خلقك محمّد وآله كما انتجبتهم على العالمين، واخترتهم على علم من الأوّلين.
اللّهمّ! وصلّ على حجّتك وصفوتك من بريّتك، التالي لنبيّك، القيّم بأمرك، عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وصلّ على فاطمة الزهـراء سيّدة نساء العالمين، وصلّ على الحسن والحسين شنفـى عرشـك ، ودليلى خلقك عليك،  ودعاتهم إليك. اللّهمّ! صلّ على عليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسـى، وعليّ، ومحمّد، وعليّ، والحسن، والخلف الصالـح الباقي،  مصابيح الظلام، وحججك على جميع الأنام، خزنة العلم أن يعـدم، وحماة الدين أن يسقم، صـلاة يكون الجـزاء عليها أتمّ رضوانك، ونوامي بركاتك وإحسانك.
اللّهمّ! العن أعداءهم من الجنّ والإنس أجمعين، وضاعف عليهم العذاب الأليم». ثمّ تدعو هاهنا بدعاء العهد المأمور به في حال الغيبة، وهو هذا{أوردناه عن مصباح الزائر: ٤٥٥}:
«اللّهمّ! ربّ النور العظيم، والكرسي الرفيع، وربّ البحر المسجـور، ومنزّل التوراة والإنجيل والزبور، وربّ الظلّ والحـرور، ومنزّل القـرآن العظيم، وربّ الملائكـة المقرّبين، والأنبياء والمرسلين.
اللّهمّ! إنّي أسألك بوجهك الكـريم، وبنور وجهك المنير، وملكـك القديم، يا حـيّ يا قيوم، أسألك باسمك الـذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حيّ قبل كلّ حي، ويا حي بعد كلّ حي، لا إله إلّا أنت. اللّهمّ! بلّغ مولانا الإمام الهادي المهدي، القائم بأمرك، صلوات اللّه عليه وعلى آبائـه الطاهـرين، عن المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، سهلها وجبلها، برّها وبحرها، وعنّي وعن والديّ من الصلوات زنـة عرش اللّه، ومداد كلماته، وما أحصاه علمه، وأحاط به كتابه. اللّهمّ! إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا، وما عشت من أيّامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي، لا أحـول عنها ولا أزول أبدا. اللّهمّ! اجعلني من أنصاره وأعوانه، والذابّين عنـه، والمسارعين إليه في قضـاء حوائجـه، والمحامين عنـه، والسابقين إلى إرادته، والمستشهدين بين يديه.
اللّهمّ! إن حـال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما، فأخرجني من قبري ، مؤتزرا كفني، شاهـرا سيفي، مجرّدا قناتي، ملبّيا دعوة الداعي في الحاضر والباد.
اللّهمّ! أرني الطلعة الرشيدة، والغرّة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة منّي إليه، وعجّل فرجه ، وسهّل مخرجـه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجّته، وأنفذ أمره، واشدد أزره، واعمـر اللّهمّ به بلادك، وأحيـي به عبادك، فإنّك قلت وقولك الحقّ: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النّاسِ) {الروم: ٤١/٣٠} فاظهر اللّهمّ! لنا وليّك وابن بنت نبيّك، المسمّى باسم رسولك، حتّى لايظفر بشي‏ء من الباطل إلّا مزّقه، ويحقّ الحقّ ويحقّقه.واجعله اللّهمّ! مفزعا لمظلوم عبادك، وناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك، ومجدّدا لما عطّل من أحكام كتابك، ومشيّدا لما ورد من أعلام دينك، وسنن نبيّك صلّى اللّه عليه وآله، واجعله ممّن حصّنته من بأس المعتدين. اللّهمّ! وسرّ نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه وآله برؤيته، ومن تبعه على دعوته، وارحم استكانتنا بعده.
اللّهمّ! واكشف هذه الغُمّة عن هذه الأُمّة بحضوره، وعجّل لنا (فرجه و) ظهوره، إنّهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، برحمتك يا أرحم الراحمين».
ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات وتقول: العجل، العجل، العجل، يا مولاي يا صاحب الزمان.
فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلى السرداب المنيف، وصلّ فيه ما شئت، ثمّ قم مستقبل القبلـة وقل:
«اللّهمّ! ادفع عن وليّك وخليفتك، وحجّتك على خلقك، ولسانك المعبّر عنك، والناطق بحكمتك، وعينك الناظـرة بإذنك، وشاهدك على عبادك، الجحجاح المجاهد، العائذ بك، العائد عندك، وأعذه من جميع ما خلقت ‏{الجَحْجَحُ: السيّد، القامـوس المحيط، ٤٤٦/١ (الجَحّ)} وبرأت، وأنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن  يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحتـه، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته بـه ، واحفظ فيه رسـولك وآباءه السادة، أئمّتك ودعائم دينك، واجعله في وديعتك التي لا تضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفي منعك وعزّك
{خفره: نقض عهده وغدره، القاموس المحيط: ٣٣/٢(الخفر)} الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيّده بجندك الغالب، وقـوّه بقوتك، وأردفه بملائكتك، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة، وحفّه بالملائكة حفّا. اللّهمّ! اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزيّن بطول بقائه الأرض، وأيّده بالنصر، وانصره بالرعب، وقوّ ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم على من نصب له، ودمّر على من غشّه، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه، واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع ، ومميتة السنّة، ومقوّيـة الباطل،وذلّل به الجبّارين، وأبر به الكافرين وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها، وبرّها وبحـرها، وسهلها وجبلها، حتّى لا تدع منهم ديّارا، ولا تبق لهم آثارا.اللّهمّ! طهّر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين، وأحيي به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيّين،  وجدّد به ما امتحى من دينك، وبدّل من حكمك، حتّى تعيد دينك به وعلى يديـه جديدا، غضّا محضا، صحيحا لاعوج فيه، ولا بدعة معـه، وحتّى تنير بعدله ظلم الجـور، وتطفي‏ء به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحـقّ، ومجهول العدل، فإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته على غيبك ، وعصمته من الذنـوب، وبرّأته من العيوب، وطهّرته من الرجس، وسلّمته من الدنس.
اللّهمّ! فإنّا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامّة، أنّه لم يذنب ذنبا، ولا أتى حوبا، ولم يرتكب معصيـة، ولم يضيّع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة، ولم يبدّل لك فريضة، ولم يغيّر لك شريعة، وأنّه الهادي المهتدي، الطاهر التقيّ النقيّ، الرضيّ المرضيّ الزكيّ.
اللّهمّ! أعطه في نفسه وأهله وذرّيّته وأُمّته وجميع رعيّته ما تقـرّ به عينه ، وتسرّ به نفسه، وتجمـع لـه ملك  الممالك، قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتّى يجري حكمه على كلّ حكم، ويغلب بحقّه على كلّ باطل. اللّهمّ! اسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجّة العظمى، والطريقة الوسطى، التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، وقوّنا على طاعته، وثبّتنا على متابعته، وامنن علينا بمبايعته، واجعلنا في حزبـه ، القوّامين بأمـره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتّى تحشرنا يوم القيامـة في أنصاره وأعوانـه ومقوّية سلطانـه، واجعل ذلك لنا خالصا من كلّ شكّ وشبهة، ورياء وسمعة ، حتّى لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب بـه إلّا وجهك،وحتّى تحلّنا محلّه، وتجعلنا في الجنّة معه، وأعذنا من السَآمـة والكسل والفترة ، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك،
وتعزّ به نصر وليّك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، وهو علينا كبير. اللّهمّ! نوّر به كلّ ظلمة، وهدّ بركنه كلّ بدعة، واهدم بعزّه كلّ ضلالـة، واقصم به كلّ جبّار، وأخمد بسيفه كلّ نار، وأهلك بعدله جور كلّ جائر، وأجر حكمه على كلّ حاكم، وأذل بسلطانه كلّ سلطان.
اللّهمّ! أذلّ كلّ من ناوأه، وأهلك كلّ من عـاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقّـه، واستهان بأمـره، وسعى في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذكره.
اللّهمّ! صلّ على محمّد المصطفى، وعليّ المرتضى، وفاطمـة الزهـراء، والحسن الرضا، والحسين المصفّى، وجميع الأوصياء، مصابيح الدجى، وأعـلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقـى ، والحبل المتين، والصراط المستقيم؛ وصلّ على وليّك، وولاة عهدك، والأئمّة من ولده ، ومدّ في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلّغهم أقصى آمالهم، دينا ودنيا وآخرة، إنّك على كلّ شي‏ء قدير». ثمّ تقول:
«اللّهمّ! اجعل نفسي مطمئنّة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبّة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، مشتاقة إلى فرحـة لقائك، متزوّدة التقوى ليوم جزائك، مستنّة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك». {مصباح الزائر: ٤٧٦، س ٣ عنه البحار: ١٧٨/٩٩، س ٢}.

الثالثة - زيارة الإمام أمير المؤمنين ‏عليه السلام:
كيفيّة زيارته‏ عليه السلام:
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمـه الله؛: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن أُورمـة، عمّن حدثه، عن الصادق أبي الحسن الثالث‏ عليه السلام قال: يقول:
السلام عليك يا ولي اللّه، أنت أوّل مظلوم، وأوّل من غصب حقّه، صبرت واحتسبت حتّى أتاك اليقين ، فأشهد أنّك لقيت اللّه، وأنت شهيد عذّب اللّه قاتلك بأنواع العذاب، وجدّد عليه العـذاب، جئتك عارفا بحقّك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك ومن ظلمك، أُلقي على ذلك ربّي إن شاء اللّه، يا ولي اللّه! إنّ لـي ذنوبا كثيرة، فاشفع لي إلى ربّك، فإنّ لك عنداللّه مقاما [محمودا] معلوما، وإنّ لك عند اللّه جاها، وشفاعـةً، وقد قال تعالـى: (وَلَايَشْفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارْتَضَى‏){الأنبياء: ٢٨/٢١} محمّد بن جعفر الـرازيّ، عن محمّد بن عيسـى بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الثالث‏ عليه السلام مثله.
{الكافي: ٥٦٩/٤، ح ١. تهذيب الأحكام: ٢٨/٦، ح ٥٤، وفيه: عن الصادق وأبي الحسن الثالث ‏عليهما قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين‏. عليه السلام عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: ٣٩٤/١٤، ح ١٩٤٥٠، والبحار: ٢٦٥/٩٧، ح ٤، ونور الثقلين: ٤٢٣/٣، ح ٤٧، قطعة منه. من لايحضره الفقيه: ٣٥٢/٢، ح ١٦١٣. كامل الزيارات: ٩٦/١٠٣، ح ٩٦، و١٠٤، ح ٩٧. فرحة الغري: ١٣٥، ح ٧٧.
قطعة منه في (ألقابه ‏عليه السلام)، و(شفاعة أمير المؤمنين ‏عليه السـلام)، و(الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الزيارات)}.

زيارته‏ عليه السلام يوم الغدير:
(١)- العلّامة المجلسيّ رحمه الله؛: قال المفيد؛: روي عن أبي محمّد الحسن ابن العسكـريّ، عن أبيه صلوات اللّه عليهما وذكر أنّه ‏عليه السـلام زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصـه المعتصم، فإذا أردت ذلك فقف على باب القبّـة الشريفـة، واستأذن وادخـل مقدّما رجلك اليمنى على اليسرى، وامش حتّـى تقف على الضريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقل:
«السـلام علـى محمّد رسـول اللّه خاتم النبيّين، وسيّد المرسلين، وصفوة ربّ العالمين، أمين اللّه على وحيه وعزائم أمـره، والخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كلّه، ورحمـة اللّه وبركاته وصلواته وتحيّاته، والسلام على أنبياء اللّه ورسله، وملائكته المقرّبين، وعباده الصالحين. السـلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، ووارث علم النبيّين، وولـيّ ربّ العالمين، ومولاي ومولـى المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته. السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، يا أمين اللّه في أرضه ، وسفيره في خلقه، وحجّته البالغة على عباده، السلام عليك يادين‏ اللّه القويم، وصراطه المستقيم. السلام عليك أيّها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، وعنه يسألـون، السـلام عليك يا أمير المومنين،آمنت باللّه  وهم مشركون، وصدّقت بالحـقّ وهم مكذّبون، وجاهدت وهم محجمون، وعبدت اللّه مخلصا لـه الدين صابرا محتسبا حتّى أتاك اليقين، ألا لعنة اللّه على الظالمين.
السلام عليك يا سيّد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ورحمـة اللّه وبركاته،أشهد أنّك أخو رسول اللّه، ووصيّه ووارث علمه، وأمينه على شرعه، وخليفته فـي أُمّته، وأوّل من آمن باللّه، وصدّق بما أنزل على نبيّه، وأشهد أنّه قد بلّغ عن اللّه مـا أنزله فيك، فصدع بأمره، وأوجب علـى أُمّته فرض طاعتك وولايتك، وعقد عليهم‏{صدعت الشي‏ء: بيّنته وأظهرته. مجمع البحـرين: ٣٥٨/٤، (صدع)} البيعـة لك، وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله اللّه كذلك، ثمّ أشهد اللّه تعالى عليهم، فقال: ألست قد بلّغت؟ فقالوا:
اللّهمّ! بلى! فقال: اللّهمّ! اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد، فلعن اللّه جاحـد ولايتك بعد الإقرار ، وناكث عهدك بعد الميثاق، وأشهد أنّك وفيت بعهد اللّه تعالى، وأّن اللّه تعالـى موف لك بعهده (وَمَنْ أَوْفَى‏ بِمَا عَهَدَ عَلَيْهُ اللّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا){الفتح: ١٠/٤٨}، وأشهد أنّك أمير المؤمنين الحقّ الذي نطق‏ بولايتك التنزيل، وأخذ لك العهد على الأُمّة بذلك الرسول، وأشهد أنّك وعمّك وأخـاك الذين تاجـرتم اللّه بنفوسكم، فأنزل اللّه فيكم(إِنّ اللّهَ اشْتَرَى‏ مـِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَلَهُم بِأَنّ لَهُمُ الْجَنّةَ يُقَتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّـا فِـى التّوْرَلةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَى‏ بِعَهْدِهِ‏ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الّذِى بَايَعْتُم بِهِ‏ وَذَلِكَ هُـوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *التِّبُونَ الْعَبِدُونَ الْحَمِدُونَ السّحُونَ الرّكِعُونَ السّجِدُونَ الْأَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ الْحَفِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ){التوبة: ١١١/٩ - ١١٢}.
أشهد يا أمير المؤمنين أنّ الشاكّ فيك ما آمن بالرسول الأمين، وأنّ العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربّ العالمين، وأكمله بولايتك يوم الغدير، وأشهد أنّك المعني بقول العزيز الرحيم:(وَأَنّ هَذَا صِرَطِى مُسْتَقِيمًا فَاتّبِعُوهُ وَلَاتَتّبِعُواْ السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِـهِ‏){الأنعـام: ١٥٣/٦} ضلّ واللّه وأضلّ من اتّبع سـواك، وعند عن الحقّ من عاداك.
اللّهمّ! سمعنا لأمـرك، وأطعنا واتّبعنا صراطك المستقيم، فاهدنا ربّنا ولاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلـى طـاعتك،  واجعلنا من الشاكرين لأنعمك، وأشهد أنّك لم تزل للهوى مخالفا، وللتقى محالفا، وعلى كظم الغيظ قادرا، و عـن الناس عافيا غافرا، وإذا عصى اللّه ساخطا، وإذا أُطيع اللّه راضيا، وبما عهد إليك عاملاً، راعيا لمـا استحفظت، حافظا لمـا استودعت، مبلّغا ما حمّلت، منتظرا ما وعدت ، وأشهد أنّك ما اتّقيت ضارعا، ولا أمسكت عـن حقّك جازعا، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلاً، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضى اللّه مداهنا، ولا وهنت لما أصابك في سبيل اللّه، ولاضعفت ولا استكنت عـن طلب حقّك، مراقبا معـاذ اللّه أن تكـون كذلك، بل إذ ظلمت احتسبت ربّك، وفوّضت إليه أمرك، وذكّرتهم فما ادّكروا، ووعظتهم فما اتّعظوا، وخوّفتهم اللّه فما تخوّفوا، وأشهد أنّك ياأميرالمؤمنين جاهدت في اللّه حقّ جهاده، حتّى دعاك اللّه إلى جواره، وقبضك إليه بإختياره، وألزم أعداءك الحجّة بقتلهم إيّاك، لتكون الحجّة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه.السـلام عليك يا أمير المؤمنين عبدت اللّه مخلصا، وجاهـدت فـي اللّه صابرا، وجدت بنفسك محتسبا، وعملت بكتابه، واتّبعت سنّة نبيّه، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت، مبتغياما عند اللّه، راغبا فيما وعد اللّه، لا تحفل بالنوائب، ولا تهن عند الشدائد، ولا تحجم عن محارب، أفك من نسب غير ذلك إليك، وافترى باطلاً عليك، وأولى لمن عند عنك، لقد جاهدت في اللّه حقّ الجهاد، وصبرت على الأذى صبر احتساب، وأنت أوّل من آمن باللّه، وصلّى له وجاهد، وأبدى صفحته في دار الشرك، والأرض مشحونـة ضلالة،{صفحة الرجل: عرض صدره، يقال:(أبدى له صفحته) أي كاشفه. المنجد: ٤٢٧ (صفح)} والشيطان يعبدجهرة، وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزّة، ولاتفرّقهم عنّي وحشة، ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرّعا، اعتصمت باللّه فعززت، وآثرت الآخرة على الأُولى فزهدت، وأيّدك اللّه وهداك، وأخلصك واجتباك، فما تناقضت أفعالك، ولا اختلفت أقوالك، ولاتقلّبت أحوالك ، ولا ادّعيت ولا افتريت على اللّه كذبا، ولا شرهت{شره: كفرح غلب حرصه، قاموس المحيط: ٤١٠/٤ (شره)} إلى الحطـام، ولادنّسك الآثام، ولم تزل على بيّنة من ربّك ويقين من أمرك، تهدي إلى الحـقّ وإلى طـريق مستقيم، أشهد شهادة حـقّ وأُقسم باللّه قسم صدق أنّ محمّدا و آله صلـوات اللّه عليهم سـادات الخلق، وأنّك مولاي ومولـى المؤمنين، وأنّك عبد اللّه ووليّه وأخـو الرسول ووصيّه ووارثه، وأنّه القائل لك: والذي بعثني بالحقّ ما آمن بي من كفر بك، ولا أقـرّ باللّه من جحدك، وقد ضلّ من صدّ عنك، ولم يهتد إلى اللّه ولا إليّ من لايهتدي بك، وهو قول ربّي عزّ وجـلّ:
(وَإِنِّى لَغَفّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحًا ثُمّ اهْتَدَى‏) {طـه: ٨٢/٢٠} إلى ولايتك، مولاي فضلك لا يخفـى، ونورك لا يطفـى،  وأنّ من‏ جحدك الظلوم الأشقى ، مولاي أنت الحجّة على العباد، والهادي إلى الرشاد، والعدّة للمعاد، مولاي لقد رفع اللّه في الأُولى منزلتك، وأعلى في الآخـرة درجتك، وبصرّك ما عمـي على من خالفك، وحال بينك وبين مواهب اللّه لك، فلعن اللّه مستحلّي الحرمة منك، وذائد الحقّ عنك، وأشهد أنّهم الأخسرون الذين تلفـح وجوههم النار وهم فيها كالحـون وأشهد أنّك‏{لفحه كمنعه ضربه والنار بحرّها: أحرقت، قاموس المحيط: ٤٩١/١(لفحه)}
{الكالح: الذي قد انكشفت شفته عن أسنانه، يقال: (دهرٌ أو شقاءٌ كالح، أي شديد ضيّق). المنجد:  ٦٩٤ (كلح)} ما أقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولاأمسكت إلّا بأمر من اللّه ورسوله ، قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أضرب بالسيف قدما، فقال: يا عليّ! أنت منّي بمنزلة هارون من موسـى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأُعلمك أنّ موتك وحياتك معي وعلى سنّتي، فو اللّه! ما كذبت ولا كُذّبت، ولا ضللت ولا ضلّ بـي، ولا نسيت ما عهد إليّ ربّي، وإنّي لعلى بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه، وبيّنها النبيّ لي، وإنّي لعلى الطريق الواضح، ألفظه لفظا.
صدقت واللّه وقلت الحقّ، فلعن اللّه من ساواك بمن ناواك، واللّه جلّ اسمه يقـول: (هَـلْ يَسْتَوِى الّذِينَ يعْلَمُونَ وَالّذِينَ لَايَعْلَمُونَ){الزمر: ٩/٣٩} فلعن اللّه من‏ عـدل بك، مَن فرض اللّه عليه ولايتك، وأنت وليّ اللّه و أخـو رسوله، والذابّ عن دينه ، والذي نطق القرآن بتفضيله قال اللّه تعالى: (وَفَضّلَ اللّهُ الْمُجَهِدِينَ عَلَى الْقَعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رّحِيمًا){ النساء: ٩٥/٤ - ٩٦}. وقال اللّه تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَـآجِ‏ّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَـرَامِ كَمَنْ ءَامَـنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِـرِ وَجَهَدَ فِى سَبِيلِ اللّهِ لَايَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ  وَاللّهُ لَايَهْدِى الْقَوْمَ الظّلِمِينَ * الّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَهَدُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَِكَ هُمُ الْفَآئِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبّهُم بِرَحْمَـةٍ مِّنْـهُ وَرِضْوَنٍ وَجَنّتٍ لّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مّقِيمٌ  * خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا إِنّ اللّهَ عِندَهُ‏ أَجْرٌ عَظِيمٌ){التوبة: ١٩/٩ - ٢٢}.
أشهد أنّك المخصوص بمدحة اللّه، المخلص لطاعـة اللّه، لم تبغ بالهدى بدلاً، ولم ‏تشرك بعبادة ربّك أحدا، وأنّ اللّه تعالى استجاب لنبيّه صلّى اللّه عليه وآله فيك دعوته ، ثمّ أمره باظهار ما أولاك لأُمّته إعلاءً لشأنك، وإعلانا لبرهانك، ودحضا للأباطيل، وقطعا للمعاذير، فلمّا أشفق من فتنـة الفاسقين واتّقى فيك المنافقين، أوحى إليه ربّ العالمين: (يَأَيّهَا الرّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبِّكَ وَإِن لّـمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ‏ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ). {المائدة:  ٦٧/٥} فوضع علـى نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب‏{الرمض محرّكة: شدّة  وقع الشمس على الرمل، القامـوس المحيط: ٤٩٠/٢ (الرمض)}{الهاجـرة: نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو من عند زوالها إلى العصر، القامـوس المحيط:  ٢٢٣/٢ (هجره)} فأسمع ونادى فأبلغ ثمّ سألهم أجمع، فقال: هل بلّغت؟ فقالوا:اللّهمّ! بلى! فقال: اللّهمّ! اشهد، ثمّ قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟فقالوا: بلى! فأخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخـذل من خذله، فما آمن بما أنزل اللّه فيك على نبيّه إلّا قليل، ولا زاد أكثرهم غير تخسير، ولقد أنزل اللّه تعالى فيك من قبل وهم كارهون
(يَأَيّهَا الّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ‏ فَسَوْفَ يَأْتِى اللّهُ بِقَوْمٍ  يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ‏ أَذِلّـةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِـزّةٍ عَلَى الْكَفِرِينَ يُجَهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَلَايَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَـآءُ وَاللّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ *  إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ‏ وَالّذِينَ ءَامَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ  * وَمَن يَتَوَلّ اللّهَ وَرَسُولَـهُ‏ وَالّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنّ حِـزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَلِبُونَ){المائدة: ٥٤/٥ - ٥٦}، (رَبّنَآ ءَامَنّا بِمَـآ أَنزَلْتَ وَاتّبَعْنَا الرّسُـولَ فَاكْتُبْنَا مَـعَ الشّهِدِينَ){آل عمـران: ٥٣/٣}، (رَبّنَا لَاتُزِغْ‏ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَـبْ لَنَا مِن لّدُنكَ رَحْمَـةً إِنّكَ أَنتَ الْوَهّـابُ) {آل عمران: ٨/٣} اللّهمّ! إنّا نعلم أنّ هذا هـو الحقّ من عندك، فالعن من عارضـه واستكبر وكـذّب به وكفر،(وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُواْ أَىّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ){الشعـراء: ٢٢٧/٢٦} السـلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وأوّل العابدين، وأزهد الزاهدين، ورحمة اللّه وبركاته وصلواته وتحيّاته.أنت مطعم الطعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجـه اللّه، لا تريد منهم جـزاء ولا شكورا، وفيك أنزل اللّه تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ‏ فَأُوْلَِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) {الحشر: ٩/٥٩}،وأنت الكاظم للغيظ، والعافي عن الناس، واللّه يحبّ المحسنين، وأنت الصابر في البأسآء والضرّاء وحين البأس، وأنت القاسم بالسويّة، والعادل في الرعيّة، والعالم بحدود اللّه من جميع البريّة، واللّه تعالى أخبر عمّا أولاك من فضله بقولـه:(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لّايَسْتَوُونَ * أَمّا الّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّلِحَتِ فَلَهُمْ جَنّتُ الْمَأْوَى نُزُلَا بِمَـا كَانُواْ يَعْمَلُـونَ){السجـدة: ١٨/٣٢ - ١٩}،  وأنت المخصوص بعلم التنزيل، وحكـم التأويل، ونصّ  الرسـول، ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهورة والأيّام المذكـورة، يوم بدر ويوم الأحزاب (إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَرُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللّهِ الظّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَفِقُونَ وَالّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مّرَضٌ مّا وَعَدَنَا اللّهُ وَرَسُولُـهُ‏ إِلّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَت طّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يَأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَيَسْتَْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النّبِىّ يَقُولُونَ إِنّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلّا فِرَارًا) {الأحـزاب:  ١٠/٣٣ - ١٣} وقـال اللّه تعالى:(وَلَمّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ‏ الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَـذَا مَـا وَعَدَنَا اللّهُ وَرَسُولُهُ‏ وَصَدَقَ اللّهُ وَرَسُولُهُ‏ وَمَا زَادَهُمْ إِلّآ إِيمَنًا وَتَسْلِيمًا){الأحـزاب:  ٢٢/٣٣}، فقتلت عمروهم، وهزمت جمعهم.
(وَرَدّ اللّهُ الّذِينَ‏ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْرًا وَكَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللّهُ قَوِيّا عَزِيزًا){الأحزاب:  ٢٥/٣٣}. ويوم أُحد إذ يصعدون ولا يلون على أحد والرسـول يدعوهم في أُخراهم وأنت تذود بهم المشركين عن النبـيّ ذات اليمين وذات الشمال‏{الذود: السوق والطـرد والدفع، القامـوس المحيط: ٥٦٨/١ (الذود)} حتّى ردّهم اللّه عنكما خائفين، ونصر بك الخاذلين. ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْـنِ عَنكُمْ شَيًْا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمّ وَلّيْتُم مّدْبِرِينَ * ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ‏ عَلَى‏ رَسُولِهِ‏ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) {التوبة: ٢٥/٩ - ٢٦} والمؤمنون أنت ومن يليك وعمّك العبّاس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة حتّى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفّلت دونهم المعونة، فعادوا آيسين من المثوبة، راجين وعد اللّه تعالى بالتوبة، وذلك قـول اللّه جلّ ذكره: (ثُمّ يَتُوبُ اللّهُ مِن‏ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَـى‏ مَن يَشَآءُ){التوبة:٢٧/٩} وأنت حائز درجة الصبر،فائز بعظيم الأجر، ويوم‏ خيبر إذ أظهر اللّه خور المنافقين، وقطع دابر الكافرين،والحمد للّه ربّ العالمين (وَلَقَدْ كَانُواْ عَهَدُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ لَايُوَلّونَ الْأَدْبَرَ وَكَانَ عَهْدُ اللّهِ مَسُْولًا){الأحزاب: ١٥/٣٣}. مـولاي! أنت الحـجّـة البالغـة، والمحجّـة الواضحـة، والنعمـة السـابغـة، والبرهـان المنير، فهنيئـالك بما آتاك اللّه من فضل وتبّا لشانئك ذي الجهل، شهدت مع النبيّ صلّى اللّه عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية أمامه، وتضرب بالسيف قدّامه، ثمّ لحزمك المشهور وبصيرتك في الأُمور، أمّرك في المواطن ولم تكن عليك أمير، وكم من أمر صدّك عن إمضاء عزمك فيه التقي، واتّبع غيرك في مثله الهوى ، فظنّ الجاهلون
أنّك عجـزت عمّا إليه انتهى، ضلّ واللّه الظانّ لذلك ومـا اهتدى ، ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهّم وامترى بقولك صلّى اللّه عليك: قد يرى‏{امترى فيه وتمارى: شكّ، القامـوس المحيط: ٥٦٥/٤ (مرى)} الحوّل القلّب وجه الحيلة، ودونها حاجز من تقوى اللّه، فيدعها رأي العين، وينتهز فرصتها من لاحريجة له في الدين؛ صدقت وخسر المبطلون وإذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة، فقلت لهما: لعمر كما ما تريدان العمـرة ولكن تريدان الغدرة، فأخذت البيعـة عليهما، وجدّدت الميثاق فجدّا في النفاق، فلمّا نبّهتهما على فعلهما أغفلا وعـادا وماانتفعا وكان عاقبة أمرهما خسرا، ثمّ تلاهما أهل الشام ، فسرت إليهم بعد الإعذار وهم لا يدينون دين الحقّ، ولا يتدبّرون القرآن،همج رعاع ضالّون، وبالذي أُنزل على محمّد فيك كافرون، ولأهل الخلاف عليك ناصرون،
وقد أمر اللّه تعالى باتّباعك وندب المؤمنين إلى نصرك، وقال عزّ وجلّ:(يَأَيّهَا الّذِينَ ءَامَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصّدِقِينَ){التوبة: ١١٩/٩} مولاي بك ظهر الحقّ وقد نبذه الخلق، وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس، فلك سابقـة الجهاد على تصديق التنزيل، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل، وعدوّك عدوّ اللّه، جاحد لرسـول اللّه، يدعـو باطـلاً ويحكم جائرا، ويتأمّر غاصبا ويدعو حزبـه إلى النار ، وعمّار يجاهد وينادي بين الصفّين: الرواح، الرواح إلى الجنّة، ولمّا {راح، رواحا: جـاء أو ذهب فـي الرواح أي العشيّ. المنجد: ٢٨٥ (راح)} استسقى فسقي اللبن كبّر وقال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: آخـر شرابك من الدنيا ضياح من لبن،وتقتلك الفئة الباغية، فاعترضه أبوالعادية الفزاري فقتله، فعلى أبـي العادية لعنـة اللّه، ولعنة ملائكتـه ورسله أجمعين، وعلى من سلّ سيفه عليك، وسللت سيفك عليه ياأميرالمؤمنين من المشركين والمنافقين إلـى يوم الدين، وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه، وأغمض عينه ولـم ينكر، أو أعان عليك بيد ، أو لسـان، أو قعد عـن نصرك، أو خذل عن الجهاد معك، أو غمط فضلك وجحد{غمط الحقّ: جحـده. المنجد: ٥٦٠ (غمط)} حقّك، أو  عدل بك من جعلك اللّه أولى به من نفسه، وصلوات اللّه عليك ورحمـة اللّه وبركاته وسلامـ‌ه وتحيّاته، وعلى الأئمّة من آلك الطاهرين إنّه حميد مجيد. والأمر الأعجب، والخطب الأفظع بعد جحدك حقّك، غصب الصديقة الطاهرة الزهـراء سيّدة النساء فدكا، وردّ  شهادتك وشهادة السيّدين سلالتك وعترة المصطفى صلّى اللّه عليكم، وقد أعلى اللّه تعالى على الأُمّـة درجتكم، ورفع منزلتكم، وأبان فضلكم، وشرّفكم على العالمين، فأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيرا؛ قال اللّه عزّ وجلّ:(إِنّ الْإِنسَنَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسّهُ الشّرّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلّا الْمُصَلِّينَ){المعارج: ٢٠/٧٠}. فاستثنى اللّه تعالى نبيّه المصطفى وأنت يا سيّد الأوصياء من جميع الخلق، فما أعمه من ظلمك عن الحـقّ، ثمّ أقرضوك سهم ذوي القربى مكرا، أو حادوه عن أهله جورا، فلمّا آل الأمر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبـة عنهما بما عند اللّه لك، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عند الوحدة ، وعدم الأنصار، وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام إذ أجبت كما أجاب، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا، إذ قال له:(يَبُنَىّ إِنِّى أَرَى‏ فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى‏ قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَـآءَ اللّهُ مِنَ الصّبِرِينَ) {الصافّات: ١٠٢/٣٧}، وكذلك أنت لمّا أباتك النبيّ صلّـى اللّه عليه‏ وآله وأمرك أن تضجع في مرقده واقيا له بنفسك، أسرعت إلى إجابته مطيعا، ولنفسك على القتل موطّنا ، فشكر اللّه تعالى طاعتك، وأبان عن جميل فعلك بقوله جلّ ذكره: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ){البقرة:  ٢٠٧/٢}، ثمّ محنتك يوم صفّين وقدرفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض‏ الشكّ، وعرف الحقّ، واتّبع الظنّ، أشبهت محنة هارون إذ أمّره موسى على قومـه فتفرّقوا عنه، وهارون ينادي بهم ويقـول:(يَقَـوْمِ إِنّمَا فُتِنتُم بِهِ‏ وَإِنّ رَبّكُمُ الرّحْمَنُ فَاتّبِعُونِى وَأَطِيعُواْ  أَمْرِى * قَالُواْ لَن نّبْرَحَ عَلَيْهِ عَكِفِينَ حَتّى‏ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَـى‏) {طـه: ٩٠/٢٠ - ٩١}، وكذلك أنت لمّـا رفعت المصاحف قلت: يا قوم! إنّما فتنتم بها وخدعتم ، فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم وتبرّأت إلى اللّه من فعلهم وفوّضته إليهم، فلمّا أسفر الحقّ وسفه المنكر، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد، واختلفوا من بعده، وألزموك على سفه التحكيم الذي أبيته، وأحبّوه و حظرته وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه، وأنت على نهج بصيرة وهدى، وهم على سنن ضلالـة وعمى، فما زالوا علـى النفاق مصرّين ، وفي الغيّ متردّدين حتّى أذاقهم اللّه وبال أمرهم فأمات بسيفك، من عاندك فشقي وهوى، وأحيا بحجّتك من سعد فهدى، صلوات اللّه عليك غادية ورائحة وعاكفة وذاهبة، فمـا يحيط المـادح وصفك، ولا يحبط الطاعن فضلك ، أنت أحسن الخلق عبادة، وأخلصهم زهادة، وأذبّهم عن الدين، أقمت حدود اللّه بجهدك، وفللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد لهب الحروب ببنانك، وتهتك ستور الشبه ببيانك، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحـقّ ، لا تأخذك فـي اللّه لومةُ  لائم، وفي مدح اللّه تعالى لك غنى عن مدح المادحين، وتقريظ الواصفين قال اللّه تعالـى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَهَدُواْ اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مّن قَضَى‏ نَحْبَهُ‏ وَمِنْهُم مّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدّلُواْ تَبْدِيلاً) {الأحـزاب:٢٣/٣٣} ولمّـا  رأيت أن قتلت‏ الناكثين والقاسطين والمارقين،وصدّقك رسول اللّه صلّ اللّه عليه وآله وعده فأوفيت بعهده، قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه؟ أم متـى يبعث أشقاها؟ واثقا بأنّك على بيّنة من ربّك وبصيرة من أمرك، قادم على اللّه، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم. اللّهمّ! العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك،بجميع لعناتك وأصلهم حرّ نارك، والعن من غصب وليّك حقّه، وأنكر عهده، وجحده بعد اليقين، والإقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين. اللّهمّ! العن قتلـة أمير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم، اللّهمّ العن ظالمـي الحسين وقاتليه، والمتابعين عـدوّه وناصريه، والراضين بقتلـه  وخاذليـه لعنا وبيلا. اللّهمّ! العن أوّل ظالم ظلم آل محمّد ومانعيهم حقوقهم ، اللّهمّ خصّ أوّل ظالم وغاصب لآل محمّد باللعن وكلّ مستنّ بما سنّ إلى يوم القيامة. اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد خاتم النبيّين وعلى عليّ سيّد الوصيّين وآلـه الطاهـرين واجعلنا بهم متمسّكين ، وبولايتهم من الفائزين الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم  يحزنون».
{البحار: ٣٥٩/٩٧، ح ٦  مقدّمة البرهان: ١٧٩، س ٦، قطعة منه.  فرحة الغريّ: ١٣٦، ح ٧٨، أشار إلى مضمونه. قطعة منه في (يمينه ‏عليه السلام)و(أحواله ‏عليه السلام مع المعتصم) و(إنّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الخلق) و(إنّ آل محمّد: سادات الخلق) و(إعـلاء درجة الأئمّة: على الأُمّة) و(إنّ عليّاعليه السـلام كاشف لبس الباطل عن الحقّ) و(مشابهة مِحَن عليّ‏ عليه السلام بمحن الأنبياء:) و(إنّ عليّا عليه السلام أوّل من آمن باللّه عزّ وجلّ وصلّى له) و(منزلة عليّ‏عليه السلام يوم أُحد وحنين وخيبر) و(إنّ عليّا عليه السلام الحجّة البالغة والنعمة  السابقة) و(إنّ عدّو عليّ‏ عليه السلام عدوّ اللّه)(غصب فدك الزهراء عليها السلام)و(حكم اليمين باللّه) و(الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الزيارات) و(دعاؤه ‏عليه السلام على من جحد ولاية عليّ‏ عليه السـلام) و (دعاؤه ‏عليه السلام على قتلة الأنبياء والأوصياء من آل محمّد:وغاصبى حقوقهم) و(دعاؤه ‏عليه السلام على أبي العادية وغيره من مخالفي عليّ‏ عليه السلام)(دعاؤه ‏عليه السلام على مستحلّي حرمة عليّ‏ عليه السلام) (دعاؤه ‏عليه السلام على من عدل عن عليّ‏ عليه السـلام) و(ما رواه عن رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم) و(ما رواه عن عليّ‏ عليه السلام) و(ذمّ أبي العادية قاتل عمّار)}.

الرابعة - زيارة الإمام الحسين ‏عليه السلام:
 فضل زيارته ‏عليه السلام:
(١)- ابن قولويه القمّيّ رحمه الله؛: حدّثني أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي عليّ محمّد بن همّام بن سهيل، عن أحمد بن مابنداد،عن أحمد بن المعافا الثعلبي من أهـل رأس العين، عن عليّ بن جعفر الهمانيّ‏{في البحار: الهمدانيّ} قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ‏ عليهما السـلام يقـول: من خـرج من بيته يريد زيارة، الحسين ‏عليه السـلام فصار إلى الفـرات فاغتسل منه كتب من المفلحين، فإذا سلّم على أبـي عبد اللّه كتب من الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال: إنّ رسـول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم يقرؤك السلام ويقـول
لك: أمّا ذنوبك فقد غفرت ‏لك، استأنف العمل.  {كامل الزيارات: ٣٤٤، ح ٥٨٢ عنه وسائل الشيعة: ٤٨٦/١٤، ح ١٩٦٦٢، والبحار: ١٤٣/٩٨، ح ١٦.  قطعة منه في (غسل الزيارة) و(فضل زيارته) و(ما رواه عن النبيّ‏ صلى الله عليه و آله وسلم)}.

كيفيّة زيارته ‏عليه السلام:
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن أُورمة، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن صاحب‏ العسكرعليه السلام قال: تقول عند [رأس‏] الحسين‏ عليه السلام: «السلام عليك يا أبا عبد اللّه، السـلام عليك يا حجّة اللّه في أرضـه، وشاهده على خلقه، السـلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك ياابن ‏عليّ المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكـاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل اللّه حتّى أتاك اليقين ، فصلّـى اللّه عليك حيّا وميّتا.
ثمّ تضع خدّك الأيمن على القبر، وقل:
أشهد أنّك على بيّنة من ربّك، جئت مقرّا بالذنوب لتشفع لي عند ربّك يا ابن رسول اللّه. ثمّ اذكر الأئمّة: بأسمائهم واحدا واحدا، وقل:
أشهد أنّكم حجّة اللّه، ثمّ قل: اكتب لي عندك ميثاقا وعهدا، إنّي أتيتك أُجدّد الميثاق، فاشهد لي عند ربّك إنّك أنت  الشاهد».
{الكافي: ٥٧٧/٤، ح ٣ عنه البحار: ١٧٣/٩٨، ح ٢٩. تهذيب الأحكام: ١١٤/٦، ح ٢٠٢. مصباح الكفعميّ: ٦٦١، س ١٢. كامل الزيارات: ٣٨٠، ح ٦٢٦ و٣٧٩، ح ٦٢٥، وفيه: حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطّاب، عن الحسين بن زكريّا، عن سليمان بن حفص المروزيّ، عن المبارك، والظاهر أنّ المراد من «المبارك» هـو الهادي‏. عليه السلام عنه البحار: ١٧٢/٩٨، ح ٢٦، و١٧٣، ح ٢٧، مثله}.

كيفيّة زيارته وزيارة أولاده وأصحابه:
١- السيّد ابن طاووس رحمه الله..الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم ابن النعمان البغداديّ‏ قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهاني ... وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي‏ عبد اللّه ‏عليه السلام، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم؛ فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم‏
إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم فقف عند رجلي الحسين وهو قبر عليّ بن الحسين ‏عليهما السلام، فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حُرمة الشهداء:، وأومي‏ء وأشر إلى عليّ بن الحسين‏ عليهما السلام وقل: «السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل، من سلالـة إبراهيم الخليل صلى اللّه عليك وعلى أبيك إذ قال فيك:
 قتل اللّه قوما قتلوك يابنيّ! ما أجرأهم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول‏ صلى الله عليه وآله وسلم،  على الدنيا بعدك العفا، كأنّي بك بين يديه ماثلاً، وللكافرين قائلاً: 
أنا عليّ بن الحسين بن عليّ‏     نحن وبيت اللّه أولى بالنبي‏
أطعنكم بالرمح حتّى ينثني‏       أضربكم بالسيف أحمي عن أبي‏
ضرب غلام هاشمي عربي‏       واللّه لا يحكم فينا ابن الدعي‏
حتّـى قضيت نحبك ولقيت ربّك، أشهد أنّك أولـى باللّه وبرسوله، وأنّك ابن رسوله وحجّته وأمينه، وابن حجّته وأمينه، حكم اللّه على قاتلك مرّة ابن منقذ بن النعمان العبديّ لعنه اللّه وأخزاه، ومن شركه في قتلك، وكانوا عليك ظهيرا، أصلاهـم اللّه جهنّم وساءت مصيرا ، وجعلنا اللّه من ملاقيك ومرافقيك، ومرافقي جـدّك وأبيك، وعمّك وأخيك، وأُمّك المظلومة، وأبرء إلى اللّه من أعدائك أُولي الجحود،وأبرء إلى اللّه من قاتليك، وأسأل اللّه مرافقتك في دار الخلود، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته.
السـلام على عبد اللّه بن الحسين، الطفل الرضيع، المرمي الصريع، المتشحّط دمـا، المصعّد دمـه في السماء، المذبوح بالسهم في حجر أبيه، لعن اللّه راميه حرملة ابن كاهل الأسديّ وذويه.
السلام على عبد اللّه بن أمير المؤمنين مبلي البلاء، والمنادي بالولاء فـي عرصـة كربـلاء ، المضروب مقبلاً ومدبرا، لعن اللّه قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي.
السلام على العبّاس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي الساعى إليه بمائه المقطوعة يداه، لعن اللّه قاتله يزيد ابن الرقاد الحيتي، وحكيم بن الطفيل الطائي. السـلام على جعفر بن أمير المؤمنين الصابر بنفسه محتسبا، والنائي عـن الأوطـان مغتربا ، المستسلم للقتال، المستقدم للنّزال، المكثور بالرجال، لعن ‏اللّه قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي. السـلام على عثمان بن أمير المؤمنين سمّي عثمان بن مظعون، لعن اللّه راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي الأباني الدارمي.
السلام على محمّد بن أمير المؤمنين، قتيل الأيادي الدارمي لعنـه اللّه، وضاعف عليه العذاب الأليم، وصلّى اللّه عليك يا محمّد! وعلى أهل بيتك الصابرين.
السلام على أبي بكر بن الحسن الزكيّ الوليّ، المرمي بالسهم الرديّ، لعن‏اللّه قاتله عبد اللّه بن عقبة الغنوي. السلام على عبد اللّه بن الحسن بن عليّ الزكي، لعن اللّه قاتله وراميه حرملة ابن كاهل الأسديّ. السلام على القاسم بن الحسن بن عليّ المضروب على هامته، المسلوب لأمته، حين نادى الحسين عمّه، فجلّـى  عليه عمّه كالصقر، وهو يفحص برجليه التراب، والحسين يقول: بُعدا لقـوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامـة جدّك وأبوك.  ثمّ قال: عزّ واللّه على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو أن يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك، هـذا واللّه يوم كثر  واتره، وقلّ ناصره، جعلني اللّه معكما يوم جمعكما، وبوّأني مبوّأكما، ولعن اللّه قاتلك عمر بن سعد بن عروة بن نفيل الأزدي، وأصلاه جحيما، وأعدّ له عذابا أليما.
السـلام على عون بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار في الجنان، حليف الإيمان، ومنازل الأقـران، الناصح للرحمن، التالي للمثاني والقرآن، لعن اللّه قاتله عبد اللّه ابن قطبة النبهاني.
السلام على محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، الشاهد مكان أبيه، والتالي لأخيه، وواقيه ببدنه، لعن اللّه قاتله عامر بن نهشل التميمي.
السلام على جعفر بن عقيل، لعن اللّه قاتله وراميه بشر بن خوط الهمدانيّ. السلام على عبد الرحمن بن عقيل، لعن اللّه قاتله وراميه عمر بن خالد ابن أسد الجهني.
السلام على القتيل بن القتيل، عبد اللّه بن مسلم بن عقيل، ولعن اللّه قاتله عامر بن صعصعة، وقيل: أسد بن مالك. السلام على عبيد اللّه بن مسلم بن عقيل، ولعن اللّه قاتله وراميه عمرو بن صبيح الصيداوي.السلام على محمّد بن أبي سعيد بن عقيل، ولعن اللّه قاتله لقيط بن ناشر الجهني. السلام على سليمان مولى الحسين بن أمير المؤمنين، ولعن اللّه قاتله سليمان بن عوف الحضرمي.  السلام على قارب مولى الحسين بن عليّ. السلام على منجح مولى الحسين بن عليّ. السلام على مسلم بن عوسجة الأسديّ، القائل للحسين وقد أذن له في الإنصـراف: أنحن نخلّي عنك؟ وبم نعتذر عند اللّه من أداء حقّك، لا واللّه حتّى أكسر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ماثبت قائمـه في يدي، ولا أُفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم ‏أُفارقك حتّى أموت معك. وكنت أوّل من شـرى نفسه، وأوّل شهيد من شهداء اللّه وقضى نحبه، ففزت بربّ الكعبة، شكر اللّه استقدامك ومواساتك إمامك، إذ مشى إليك وأنت صريع، فقال: يرحمك اللّه يا مسلم بن عوسجة! وقرأ (فَمِنْهُم مّن قَضَـى‏ نَحْبَهُ‏ وَمِنْهُم مّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدّلُواْ تَبْدِيلاً) لعن اللّه المشتركين في قتلك، عبد اللّه الضبابي، وعبد اللّه بن خشكارة البجليّ، ومسلم بن عبد اللّه الضبابي. السلام على سعد بن عبد اللّه الحنفي ، القائل للحسين وقد أذن له في الإنصراف: لا واللّه؛ لا نخلّيك حتّـى يعلم  اللّه أنّا قد حفظنا غيبة رسول ‏اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم فيك، واللّه لو أعلم أنّي أُقتل ثمّ أُحيا، ثمّ أُحـرق ثمّ أُذرى، ويفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك، حتّى ألقى حمامي دونك ، وكيف أفعل ذلك وإنّما هي موتة أو قتلة واحدة، ثمّ هي بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا؛ فقد لقيت حمامك، وواسيت إمامك، ولقيت من اللّه الكرامة  في دار المقامة، حشرنا اللّه معكم في المستشهدين، ورزقنا مرافقتكم في أعلى علّيّين، السلام على بشر بن عمر الحضرمي، شكر اللّه لك قولك للحسين وقد أذن لك في الإنصراف: أكلتني إذَنْ السباع حيّا إن فارقتك وأسـأل  عنك الركبان، وأخذلك مع قلّة الأعوان ، لا يكون هـذا أبدا، السـلام على يزيد بن حصين الهمدانيّ المشرفـي  القاري، المجدّل بالمشرفي، السـلام على عمر ابن كعب الأنصاري، السـلام على نعيم ابن عجلان الأنصاري،
السلام على زهير بن القين البجليّ، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لا واللّه! لا يكون ذلك أبدا، أترك  ابن رسول اللّه أسيرا في يد الأعداء وأنجو؟ لاأراني اللّه ذلك اليوم، السـلام على عمر بن قرظـة الأنصاري، السـلام على حبيب بن مظاهر الأسديّ، السـلام على الحرّ بن يزيد الرياحي، السـلام على عبد اللّه بن عمير الكلبي، السلام على نافع بن هلال بن نافع البجليّ المرادي،السلام على أنس بن كاهل الأسديّ، السلام على قيس  بن مسهّر الصيداوي، السلام على عبد اللّه وعبد الرحمن ابني عروة بن حراق الغفاريّين ، السلام على جون بن  حوي مولى أبي ذر الغفاري، السلام على شبيب ابن عبد اللّه النهشلي ، السـلام على الحجّاج بن زيد السعدي، السلام على قاسط وكرش ابني ظهير التغلبيّين، السـلام على كنانة بن عتيق، السـلام على ضرغامة ابن مالك، السلام على حوي بن مالك الضبعي، السلام على عمر بن ضبيعة الضبعي، السلام على زيد بن ثبيت القيسـي، السـلام على عبد اللّه وعبيد اللّه ابني يزيد بن ثبيت القيسي، السلام على عامر بن مسلم، السلام على قعنب بن عمرو النمري، السلام على سالم مولى عامر بن مسلم، السلام على سيف بن مالك، السلام على زهير بن بشر  الخثعمي، السلام على زيد بن معقل الجعفي، السلام على الحجّاج بن مسروق الجعفي، السلام على مسعود بن الحجّاج وابنه، السلام على مجمّع ابن عبد اللّه العائذي، السلام على عمّار بن حسّان بن شريح الطائي السلام على حيّان بن الحـرث السلماني الأزدي، السلام على جندب بن حجر الخولاني ، السـلام على عمر بن خالد الصيداوي، السلام على سعيد مولاه، السلام على يزيد بن زياد بن مظاهر الكندي ، السلام على زاهـد مولـى عمرو بن الحمق الخزاعي، السلام على جبلة بن عليّ الشيباني، السلام على سالم مولى بني المدنيـة الكلبـي،
السلام على أسلم بن كثير الأزدي الأعرج، السلام على زهير بن سليم الأزدي، السـلام على قاسـم بن حبيب  الأزدي، السلام على عمر بن جندب الحضرمي، السلام على أبي ثمامة عمر بن عبداللّه الصائدي، السلام على حنظلة ابن أسعد الشيباني، السلام على عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الكدر الأرحبي ، السلام على عمّار بن أبي  ‏سلامة الهمدانيّ، السلام على عابس بن شبيب الشاكري، السلام على شوذب مولى شاكر، السلام على شبيب بن الحارث بن سريع، السلام على مالك بن عبد بن سريع،السلام على الجريح المأسور سوّار بن أبي حمير الفهمي الهمدانيّ، السلام على المرتّب معه عمرو بن عبد اللّه الجندعي.السلام عليكم يا خير أنصار، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، بوّأكم اللّه مبوّء الأبرار، أشهد لقد كشف اللّه لكم الغطاء، ومهّد لكم الوطاء، وأجزل لكم العطاء، وكنتم عن الحقّ غير بطاء، وأنتم لنا فرطاء، ونحـن لكمخلطاء في دار البقاء، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».
{إقبال الأعمال: ٤٨، س ١٠. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم  ٨٢٥}.
 
فضل زيارة الحسين والجواد عليهما السلام:
١- الشيخ المفيد رحمه الله.. إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث‏ عليه السلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبد اللّه ‏عليه السلام ، وعن زيارة قبر أبي ‏الحسن وأبي جعفر عليهما السـلام فكتب إليّ: أبو عبد اللّه ‏عليه السلام المقدّم، وهذا أجمع وأعظم أجرا. {كتاب المزار: ١٩٠، ح ١ يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨٠٣}.

الخامسة - زيارة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام:
(١)- ابن قولويه القمّيّ؛: قال [أبوا لحسن الثالث‏]عليه السلام: وتقـول عند قبر أبي الحسن ‏عليه السلام ببغداد، ويجزي في المواطن كلّها أن تقول:
السلام على أولياء اللّه وأصفيائه، السلام على أُمناء اللّه وأحبّائه، السلام على أنصار اللّه وخلفائه، السلام على محالّ معرفة اللّه، السلام على مساكن ذكر اللّه، السلام على مظاهر أمر اللّه ونهيه.
السلام على الدعاة إلى اللّه، السلام على المستقرّين فـي مرضاة اللّه ، السلام على الممحّصين في طاعة اللّه، السلام على الأدلّاء على اللّه.
السـلام على الذين من والاهم فقد والى اللّه، ومن عاداهم فقد عـادى‏ اللّه، ومن عرفهم فقد عـرف اللّه، ومن جهلهم فقد جهل اللّه، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم باللّه، ومن تخلّى منهم فقد تخلّى من اللّه. أُشهد اللّه أنّي سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، مفوّض في ذلك كلّه إليكم.  لعن اللّه عدوّ آل محمّد من الجنّ الإنس، وأبرأُ إلى اللّه منهم، وصلّى اللّه على محمّد وآله. وهذا يجزي في المشاهد كلّها،وتكثر من الصلاة على محمّد وآله، وتسمّي‏ واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ إلى اللّه من أعدائهم، وتخيّر لنفسك من الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات.
 {كامل الزيارات: ٥٠٣، ح ٧٨٥}.

السادسة - زيارة الإمامين موسى بن جعفر ومحمّد بن عليّ الجواد عليهما السلام:
(١)- ابن المشهديّ رحمه الله؛: روى محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن‏{في الكافي: محمّد بن جعفر الرزّاز  الكوفي} عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن‏عليه السلام قال: تقول ببغداد:
«السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا للّه في شأنه، أتيتك عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك». وادع اللّه واسأل حاجتك قال: وتسلّم على أبي جعفرعليه السلام بهذا. {في كامل الزيارات: فاشفع لي عند ربّك يا مولاي. قال: وادع اللّه واسأل حاجتك.
قال: وسلّم بهذا على أبي جعفر محمّد بن عليّ‏ عليهما السـلام} ثمّ تصلّي صلاة الزيارة فإذا فرغت منها سبّحت تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام وتقول:
«اللّهمّ! إليك نصبت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل يا سيّدي توبتي، واغفرلي وارحمني، واجعل لي في كلّ خير نصيبا، وإلى كلّ خير سبيلاً.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وعلى آل محمّد واسمع دعائي، وارحم تضرّعي وتذلّلي واستكانتي وتوكلّي عليك، فأنا لك سلم، لا أرجـو نجاحا ولا معافاة ولا تشريفا إلّا بك ومنك، فامنن عليّ بتبليغي هـذا المكان الشريف من‏قابل، وأنا معافي من كلّ مكروه ومحذور، وأعنّي على طاعتك وطاعة أوليائك الّذين اصطفيتهم من خلقك.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وعلـى آل محمّد، وسلّمنـي في ديني ، وامدد لي في أجلي، وأصحّ لـي جسمي، يا من رحمني وأعطاني، وبفضله أغناني، اغفرلي ذنبي، وأتمم لي نعمتك فيمابقي من مري، حتّـى توفّاني وأنت عنّي راض.  اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، ولا تخرجني من ملّة الإسلام، فإنّي اعتصمت بحبلك؛ فلا تكلني إلى غيرك.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، وعلّمني ما ينفعني، وانفعني بما علّمتني، واملأ قلبي علما وخوفا من سطواتك  ونقماتك.
اللّهمّ! إنّي أسألك مسألـة المضطرّ إليك، المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لـي وتغمّدني وتحنّن  عليّ برحمتك، وتعود عليّ بمغفرتك ، وتؤدّي عنّي فريضتك، وتغنيني بفضلك عن سؤال أحد من خلقك، وتجيرني من النار برحمتك. اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، وعجّل فرج وليّك وابن وليّك، وافتح له فتحا يسيرا، وانصره نصرا عزيزا.
اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، وأظهر حجّته بوليّك، وأحي سنّته بظهوره،حتّى يستقيم بظهـوره جميع عبادك وبلادك، ولا يستخفي أحد بشي‏ء من الحـقّ. اللّهمّ! إنّي أرغب إليك في دولته الشريفـة الكريمـة، الّتي تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهلـه. اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعلنا فيها من الداعين إلى طاعتك، والفائزين في سبيلك، وارزقنا كرامة الدنيا والآخرة. اللّهمّ! ما أنكرنا من الحقّ فعرّفناه، وما قصرنا عنه فبلّغناه. اللّهمّ! صلّ على محمّد وآل محمّد، واستجب لنا جميع ما دعوناك، وأعطنا جميع مـا سألناك، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكـرين، واغفرلنا يا خير الغافـرين، وافعل بنا وبالمؤمنين مـا أنت أهلـه، يا أرحـم الراحمين.» ثمّ اسجد وعفّر خدّيك وامض في دعة اللّه.
{المزار الكبير: ٥٤١، ح ٢ عنه البحار: ١٠/٩٩، ح ٦، الكافي: ٥٧٨/٤، ح ١، قطعة منه. تهذيب الأحكام: ٨٢/٦، ح ١٦٣، و٩١، ح ١٧٣، قطعة منه.
كامل الزيارات: ٥٠١، ح ٧٨٣، قطعة منه. عنه البحار: ٧/٩٩، ضمن ح ١، ومستدرك‏الوسائل: ٣٥٣/١٠، ح ١٢١٦٨، والأنوار البهيّة: ٢٠٥، س ١١}.
(٢)- ابن قولويه القمّيّ رحمه الله؛: حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن‏ عليه السلام: قال: إذا أردت زيارة موسى بن جعفر الكاظم و محمّد بن عليّ: فاغتسل، و تنظّف، والبس ثوبيك الطاهرين، و زر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر، ومحمّد بن عليّ بن موسـى الرضا:،  وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر عليهما السلام:
«السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يانور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك  يا من بدا للّه في شأنه.  أتيتك زائرا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي». ثمّ سل حاجتك؛ ثمّ سلّم على أبي جعفر محمّد الجواد عليه السلام بهذه الأحرف، وابدأ بالغُسل، وقل:
«اللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ، الإمام البرّ التقيّ، الرضيّ المرضيّ، وحجّتك على من فـوق الأرضين و من تحت الثّرى، صلاةً كثيرةً تامّةً زاكيةً مباركةً متواصلةً متواترةً مترادفةً، كأفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك. السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السـلام عليك ياحجّة اللّه، السلام عليك يا إمـام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة النبيّين، وسلالة الوصيّين.
السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، أتيتك زائرا عارفـا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي». ثمّ سل حاجتك، فإنّها تقضى إن‏شاء اللّه تعالى.
{كامل الزيارات: ٥٠٢، ح ٧٨٤ عنه البحار: ٧/٩٩، ضمن ح ١. من لا يحضره الفقيه: ٣٦٣/٢، ح ٢٢٢، مرسلاً بتفاوت. عنه البحار: ٩/٩٩، ح ٥. قطعة منه في (غسل الزيارة)}.
 
السابعة - زيارة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام:
فضل زيارته‏ عليه السلام:
 (١)- الشيخ الصـدوق رحمه الله؛: حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ‏ رضي الله عنـه قـال: حدّثنا أبو الحسين محمّد  بن جعفر الأسديّ قال: حدّثني سهل بن زياد الآدمـيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال: سمعت علـيّ بن محمّد العسكريّ‏ عليهما السلام، يقول: أهل قمّ‏، وأهل آبة، مغفور لهم، لزيارتهم لجدّي‏{آبة بالباء الموحدّة: إنّ آبـة قرية من قرى ساوه ، منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري. قلت أنا: أمّا آبة بليدة تقابل سـاوه، تعرف بين العامّة بآوة، وأهلها شيعة، معجم البلدان: ٥٠/١، (آبة)} عليّ بن موسـى الرضا عليهما السـلام بطوس، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء، حرّم اللّه جسده على النار.{عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٦٠/٢، ح ٢٢ عنه البحار: ٢٣١/٥٧، ح ٧٣، و٣٨/٩٩، ح ٣١، ووسائل الشيعة: ٥٥٨/١٤، ح ١٩٨١٦. قطعة منه في (مدح أهل قم وآبة) و(فضل زيارة الرضا عليه السلام)}.
٢- الشيخ الصدوق رحمه الله..الصقر بن دلف قال: سمعت سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام يقول: من كانت له إلى اللّه تبارك وتعالى حاجة ، فليزر قبر جدّي الرضا عليه السلام بطوس وهـو على غسل، وليصلّ عند رأسه ركعتين، وليسأل اللّه حاجته في قنوته، فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم، أو قطيعة رحـم، وإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة، لا يزورها مؤمن إلّا أعتقه اللّه من النار، وأحلّه دار القرار. {الأمالي: ٤٧١، ح ١٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم  ٥٧٣}.

الثامنة - زيارة الإمام الجواد عليه السلام:
فضل زيارته‏ عليه السلام:
(١)- الشيخ الطوسيّ رحمـه الله؛: محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن داود الصرميّ قال: قلت له‏{في المزار: داود الصيرفي}- يعني أبا الحسن العسكريّ‏ عليه السلام  إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لكم.  فقال ‏عليه السلام: لك من اللّه أجر وثواب عظيم، ومنّا المحمدة.
{في المزار: ثواب على ذلك ومحمّدة منّا}{تهذيب الأحكام: ١١٠/٦، ح ١٩٩ عنه البحار: ٢٥٦/٩٩، ح ٣، ووسائل الشيعة: ٥٩٣/١٤، ح ١٩٨٨٤. المزار للمفيد: ٢٠٧، ح ١.
قطعة منه في (فضل زيارة أبيه الجواد عليهما السلام)}.

التاسعة - زيارة عبد العظيم الحسنيّ:
فضل زيارته:
(١)- الشيخ الصدوق رحمه الله؛: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا حمزة بن القاسم العلويّ (؛) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عمّن دخل على أبي‏ الحسن عليّ بن محمّد الهادي‏ عليهما السلام من أهـل الري‏، قال: دخلت على أبي ‏الحسن العسكريّ‏ عليه السلام فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسين‏ عليه السلام.
قال‏ عليه السلام: أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم، لكنت كمن زار الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام.
{ثواب الأعمال: ١٢٤، ح ١ عنه البحار: ٢٦٨/٩٩، ح ١، ووسائل الشيعة: ٥٧٥/١٤، ح  ١٩٨٤٩}.

(ب) - وجوب الحجّ وشرائطه
 وفيه مسألتان
الأولى - الإستطاعة:
١- ابن شعبـة الحرّانـيّ رحمـه الله؛: من علـيّ بن محمّد عليهما السـلام أوجب [اللّه عزّوجلّ] على ذي اليسار الحجّ لما ملّكه من استطاعة ذلك، ولم ‏يوجب علـى الفقير والحجّ؛ قوله:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ  حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)
{تحف العقول:  ٤٥۸ س ٥ يأتي الحديث بتمامه في ج  ٣ رقم  ١٠١۹}.
 
الثانية - حكم حجّ السكران:
١- الشيخ الطوسـيّ رحمه الله.. أبي عليّ بن راشد قال: كتبت إليه، أسأله عن رجل محرم سكر وشهد المناسك وهو سكران، أيتمّ حجّه على سكره؟ فكتب عليه السلام: لا يتمّ حجّه.
{تهذيب الأحكام: ٥/٢۹٦ ح ١٠٠٢ يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم  ۸٦٤}.

(ج) - النيابة في الحجّ
 وفيه ثلاث مسائل
الأولى - حكم من مات في الطريق وأوصى بحجّة:
(١)- ابن إدريس الحلّـيّ رحمـه الله؛: أحمد بن محمّد قال: حدّثني عدّة من أصحابنا قال: قلنا لأبي الحسن عليه السلام في السنة الثانية من موت أبي‏ جعفر عليه السلام: إنّ رجلاً مـات في الطريق وأوصـى بحجّة و ما بقي فهو لك، فاختلف أصحابنا وقال بعضهم: يحجّ عنه من الوقت، فهو أوفر للشي‏ء أن يبقي عليه.  وقال بعضهم: يحجّ عنه من حيث مات.
فقال عليه السلام: يحجّ عنه من حيث مات {السرائر:  ٣/٥۸١ س ١٥ عنه وسائل الشيعة: ١١/١٦۹ ح  ١٤٥٤٦ والبحار: ۹٦/١١٦ ح  ۸}.

الثانية - حكم إستنابة الصرورة مع وجوب الحجّ عليه:
١-الشيخ الطوسـيّ رحمه الله؛.. إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إليه: أسأله عن رجـل حجّ عن ‏صرورة لم  يحجّ قطّ، أيجزي كـلّ واحد منهما تلك الحجّة عن حجّة الإسـلام، أم لا؟ بيّن لي ذلك يا سيّدي! إن‏شاء اللّه. فكتب عليه السلام: لايجزي ذلك. {تهذيب الأحكام: ٥/٤١١ ح  ١٤٣٠ يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم  ۸٠٦}.
 
الثالثة - حكم النيابة في الحجّ عن المخالف:
١- محمّد بن يعقـوب الكلينيّ رحمه الله.. عليّ بن مهزيار قال: كتبت إليه: الرجل يحجّ عن الناصب، هل عليه إثمٌ إذا حجّ عن الناصب؟ وهل ينفع ذلك الناصب أم لا؟
فكتب عليه السلام: لايحجّ عن الناصب ولايحجّ به.{الكافي:  ٤/٣٠۹ ح ٢ يأتي الحديث بتمامه في ج  ٣ رقم ۹٣۹}.

(د) - الإحرام
إحرام المتمتّع بالحجّ في غير يوم التروية:
١- الشيخ الطوسيّ رحمه الله... محمّد بن سرو قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام: ما تقول  في رجل يتمتّع بالعمرة إلى الحجّ وافى غداة عرفة ، وخرج الناس من منـى إلى عرفات، عمرته قائمـة أو ذهبت منه؟ إلى أيّ وقت عمرته قائمة إذا كان متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ، فلم يواف يوم التروية ولا ليلة التروية فكيف يصنع؟
فوقّع عليه السلام: ساعة يدخل مكّة إن‏شاء اللّه يطوف، ويصلّي ركعتين، ويسعى ويقصّر، ويحرم بحجّته،  ويمضي إلى الموقف ويفيض مع الإمام.
{الاستبصار: ٢/٢٤۷ ح  ۸٦٥  يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم ۹۷۸}.

 (ه’) - تروك الإحرام
حكم شرب المحرم من قِربة اُتّخذت من جلود الصيد:
(١)- محمّد بن يعقـوب الكلينيّ رحمه الله؛: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن مهزيار قال: سألت الرجل عن المحرم يشرب الماء من {قال العلّامة المجلسيّ: والمراد بالرجل: الجواد أو الهادي عليهما السلام واحتمال الرضا عليه السلام بعيد ، وإن كان راويا لـه أيضا لبعد التعبير عنه عليـه السـلام بهـذا  الوجـه. مـرآة العقول: ١۷/٣۹٦} قربة أو سقّاء اتّخذ من جلود الصيد، هل يجوز ذلك أم لا؟ فقال عليه السلام: يشرب من جلودها. {الكافي: ٤/٣۹۷ ح  ۹ عنه وسائل الشيعة: ١٢/٤٣٠ ح  ١٦٦۹٢}.

(و) - كفّارات الإحرام
 وفيه ثلاث مسائل
الأولى - كفّارة حمل لحم الصيد للمحرم:
(١)- الشيـخ الطوسـيّ رحمـه الله؛: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن عليّ بن مهزيار  قال: سألته عن المحـرم معـه لحم من لحـوم {تأتي ترجمته في ج ٣ رقم  ۹٢۷} الصيد في زاده، هل ‏يجوز أن يكون معه ولا يأكله، ويدخله مكّة وهو محرم، فإذا أحلّ أكله؟  فقال عليه السلام: نعم! إذا لم يكن صاده.
{تهذيب الأحكام: ٥/٣۸٥ ح  ١٣٤٥ عنه وسائل الشيعة: ١٣/۷٤ ح ١۷٢٦٥}.

الثانية - كفّارة التظليل:
(١)- محمّد بن يعقـوب الكلينيّ رحمه الله؛: محمّد بن يحيى، عمّن ذكره، عن أبي عليّ بن راشد قال: سألته  عن محرم ظلّل في عمرته.
{تقدّمت ترجمته في رقم ٦٥٠} قال عليه السـلام: يجب عليه دم. قال: وإن خرج إلى مكّة وظلّل وجب عليه  أيضا دم لعمرته ودم لحجّته.
{الكافي: ٤/٣٥٢ ح ١٤ عنه وسائل الشيعة: ١٣/١٥۷ ح ١۷٤۷١ والوافي: ١٢/٦٠۷ ح ١٢۷١٢}.
٢ - الشيخ الطوسيّ رحمه الله؛: محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد ابن‏عيسى، عن أبي عليّ بن راشد قال: قلت له عليه السلام: جعلت فداك، إنّه {تقدّمت ترجمته في رقم ٦٥٠} يشتدّ عليّ كشف الظـلال في الإحرام؛ لأنّي محرور تشتدّ عليّ الشمس. الحرّة والحرارة: العطش، و قيل: شدّته. لسان العرب: (٤/١۷۸ حرر)}. فقال عليه السلام: ظلّل وأرق دما.
فقلت له: دما أو دمين؟ قال عليه السـلام: للعمرة. قلت: إنّا نحرم بالعمـرة وندخل مكّة، فنحلّ فنحرم بالحجّ؟  قال عليه السلام: فأرق دمين.
{تهذيب الأحكام: ٥/٣١١ ح ١٠٦۷ عنه وسائل الشيعة: ١٣/١٥٦ ح ١۷٤۷٠ والوافي: ١٢/٦٠۷ ح ١٢۷١٣}.

الثالثة - كفّارة التظليل للمحرم المضطرّ:
١- الشيخ الطوسيّ رحمه الله.. عليّ بن محمّد قال: كتبت إليه: المحـرم هـل يظلّل على نفسه إذا آذته الشمس أو المطر، أو كـان مريضا أم لا؟ فإن ظلّل هل عليه الفداء أم لا؟ فكتب عليه السـلام: يظلّل على نفسه ويهريق الدم إن‏شاء اللّه. {الاستبصار:  ٢/١۸٦ ح ٦٢٣يأتي الحديث بتمامه في ج  ٣ رقم ۹٣١}.

(ز)  - فضل المقام عند بيت اللّه
١-الشيخ الطوسـيّ رحمـه الله؛: عليّ بن مهزيار قال: سألت أبا الحسن عليه السـلام: المقام أفضل بمكّة؟  أو الخروج إلى بعض الأمصار؟
فكتب عليه السلام: المقام عند بيت اللّه أفضل. {تهذيب الأحكام: ٥/٤۷٦ ح ١٦۸١ يأتي الحديث بتمامه في ج  ٣ رقم ۹٤٦}.
 
(ح) - الطواف
وفيه ثلاث مسائل
الأولى - حكم طواف البيت:
١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛. أحمد بن محمّد قال: قال أبوالحسن عليه السلام في قـول اللّه عزّ وجلّ: (وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
قال عليه السلام: طواف الفريضة، طواف النساء. {الكافي: ٤/٥١٢ ح ١ يأتي الحديث بتمامه في رقم  ۷١١}.


الثانية - حكم طواف النساء وصلاته في الحجّ:
(١)-الشيخ الطوسـيّ رحمه الله؛: محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن حفص المروزيّ، عن الفقيه عليه السلام قال: إذا حجّ الرجل فدخل مكّة، متمتّعا، وطاف بالبيت، وصلّـى ركعتين  خلف مقام إبراهيم عليه السلام وسعـى بين الصفا والمروة، فقد حلّ له كلّ شي‏ء ما خلا النساء، لأنّ عليه  لتحلّة النساء طوافا وصلاة.
{الاستبصار:  ٢/٢٤٤ ح ۸٥٣ تهذيب الأحكام: ٥/١٦٢ ح  ٥٤٤  عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: ١٣/٤٤٤ ح ١۸١۷٦}.

الثالثة - حكم طواف النساء في العمرة المبتولة:
١ - محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله.. محمّد بن عيسى قال: كتب أبوالقاسم مخلّد بن موسى الرازيّ إلى الرجـل عليه السـلام يسأله عن العمرة المبتولة، هل على صاحبها طواف النساء، والعمرة التي يتمتّع بها إلى الحجّ؟ فكتب عليه السـلام: أمّا العمرة المبتولة فعلى صاحبها طواف النساء، وأمّا التي يتمتّع بها إلى الحجّ فليس على  صاحبها طواف النساء.
{الكافي:  ٤/٥٣۸ ح ۹ يأتي الحديث بتمامه في ج  ٣ رقم ١٠٠٤}.
 
(ط) - النفر
حكم النفر من مكّة:
١- محمّد بن يعقـوب الكلينيّ رحمه الله.. أيّوب بن نوح قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا، فقال بعضهم: إنّ النفر يوم الأخير بعد الزوال.
فكتب عليه السـلام: أما علمت أنّ رسـول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم صلّى الظهر والعصر بمكّـة، ولا يكون ذلك إلّا وقد نفر قبل الزوال.
{الكافي: ٤/٥٢١ ح ۸ يأتي الحديث بتمامه في ج ٣ رقم  ۸٤۷}.

(ى) - حكم من مات بعرفات أو منى
١- الشيخ الطوسيّ رحمه الله.. عليّ بن سليمان قال: كتبت إلى أبي ‏الحسن عليه السلام أسأله عن الميّت يمـوت بمنى أو بعرفات- الوهم منّي- يدفن بعرفات أو ينقل إلى الحرم وأيّهما أفضل؟ فكتب عليه السـلام:يحمل إلى الحرم فيدفن فهو أفضل. {تهذيب الأحكام:  ٥/٤٦٥ ح ١٦٢٤ يأتي الحديث بتمامه في ج  ٣ رقم  ۹١۷}.

 (ك) - الهَدي
حكم التضحية بالجاموس:
١- الشيخ الطوسيّ رحمـه الله.. عليّ بن الريّان بن الصلت، عن أبي الحسن الثالث عليه السـلام قال:  كتبت إليه أسأله عن الجاموس، عن كم يجزي في الأضحية؟
فجاء الجواب: إن كان ذكرا فعن واحد، وإن كانت أُنثى، فعن سبعة.  {الاستبصار: ٢/٢٦۷ ح ۹٤٦}.  يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٣١۹}.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page