طباعة

هل تعلم ما هو سرّ ابتعاد الناس عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام ؟

قال يونس بن حبيب الصبي النحوي:
قلت للخليل – ابن احمد الفراهيدي - : مابال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم بنو أم واحدة وعليّ بن أبي طالب عليه السلام كأنه ابن علة؟
فقال: من أين لك هذا السؤال؟
قلت: أريد أن تجيبني!
فقال: على أن تكتم عليَّ مادمت حياً!
قلت: أجل!
فقال: تقدمهم إسلاماً وبذهم شرفاً وفاقهم علماً ورجحهم حلماً وكثرهم زهداً وأنجدهم شجاعة، فحسدوه، والناس إلى أمثالهم وأشكالهم أميل منهم إلى من فاقهم وكثرهم ورجحهم.
نور القبس: اليغموري    ج : 1  ص : 21
كشف الغمة في معرفة الأئمة : المحدث الإربلي    ج : 1  ص : 393
الأمالي - ط دار الثقافة : الشيخ الطوسي    ج : 1  ص : 609

و سئل أيضا ما هو الدّليل على انّ عليّا إمام الكلّ فى الكلّ؟ فقال: احتياج الكلّ اليه و غناه عن الكلّ
روضات الجنات، ج۳، ص ۳۰۰    

هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفَرَاهِيديُّ
كان مولده في العام المتم مائة من الهجرة (100هـ) في زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. ولا يُعلم على التحقيق أين كان مولده، وإن كان بعضهم يقول إنه ولد بمدينة عُمان على شاطئ الخليج العربي ، وعاش في البصرة (الصفدي: الوافي بالوفيات 13/241)
كان الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله رجلاً صالحًا عاقلاً، وقورًا كاملاً، مفرط الذكاء، وأكثر ما كان من صفاته بعد سيادته في العلم وانقطاعه له ما كان من زهده وورعه؛ إذ كان متقللاً من الدنيا جدًّا، متقشفًا متعبدًا، صبورًا على خشونة العيش وضيقه، وكان يقول: "إني لأغلق عليَّ بابي فما يجاوزه همي"  ( الذهبي: سير أعلام النبلاء 7/431. ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/245)
إحقاقًا للحق، وامتنانًا بالفضل، وعرفانًا بالسبق فقد أثنى كثير من علماء المسلمين على الخليل بن أحمد رحمه الله، وأنزلوه المكانة اللائقة به، حتى قال عنه حمزة بن الحسن الأصبهاني في كتاب (التنبيه على حدوث التَّصحيف): "وبعد، فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم تكن لها أصول عند علماء العرب من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيمٍ أخذه، ولا على مثال تقدَّمه احتذاه، وإنما اخترعه من ممرّ له بالصَّفَّارين من وقع مطرقة على طست، ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفيدان عين جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة، ورسومه بعيدة لشكَّ فيه بعض الأمم؛ لصنعته ما لم يضعه أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره، ومن تأسيسه بناء كتاب (العين) الذي يحصر فيه لغة كل أمة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه في علم النحو بما صنَّف كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام"  (الصفدي: الوافي بالوفيات 13/241. ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/245)
كان تلاميذه -رحمه الله- من الكثرة والنجابة بمكان، وكان أبرزهم (سيبويه) النحوي البصري حُجَّة العربية، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وحماد بن يزيد، وأيوب بن المتوكل البصري القارئ، وبَدَل بن المحبَّر، وداود بن المحبر، وعلي بن نصر الجهضمي الكبير، وعون بن عمارة، والمُؤَرِّج بن عمرو السدوسي، وموسى بن أيوب، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي الأعور، ووهب بن جرير بن حازم، ويزيد بن مرة الذَّارع، والليث بن المظفر ( الصفدي: الوافي بالوفيات 4/382)

,