طباعة

لماذا تمت اضافة ((اشهد ان علي ولي الله)) في الاذان ؟

السؤال:
استنادا على سورة [المائدة] آية رقم [3]
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) بما ان رب العالمين يبلغنا بتمام الدين فاذاً جميع ما يعقب ذلك ليس من احكام الشريعة..
فلماذا تمت اضافة ((اشهد ان علي ولي الله)) في الاذان ؟
ولك جزيل الشكر سيدنا

بسمه تعالی
اولاً: هناك أحاديث كثيرة يستفاد منها استحباب الشهادة الثالثة بعد ذكر الشهادتين، وهذا الحديث نطبقه علی الاذان فنقول يستحب بعد قولنا: (أشهد أن لا إله إلا الله) وقولنا: (أشهد أن محمداً رسول الله) في الاذان أن نقول: (أشهد أن علياً ولي الله) لا بعنوانه أنه جزء من الأذان بل بعنوان أنه مستحب من المستحبات.
بل ذكر السيد الحكيم (قدس سره) في مستمسك العروة الوثقی: (لايبعد القول بوجوب الشهادة الثالثة بعد الشهادتين في الاذان في هذه الايام لأنه صار شعاراً للمذهب).
والشيخ الصدوق (قدس سره) یقبل هذا المطلب: (ولابد له من قبوله لأن الروايات تأمر بالشهادة الثالثة بعد الشهادتين) وإنما نظره إلی من يدعي أن الشهادة الثالثة جزء من الاذان وأنه ورد عن النبي (صلی الله عليه وآله) أو الأئمة (عليهم السلام) جزئية الشهادة الثالثة للاذان، وأما استحباب ذلك فليس في كلام الصدوق ما يقتضي عدمه.
ثانياً: هناك روايات بعضها في كتب أهل السنة وردت أن سلمان (وفي رواية أباذر) قال في أذانه (أشهد أن علياً أميرالمؤمنين) فشكی بعض الصحابة ذلك إلی النبي (صلی الله عليه وآله) فقال: سمعتم خيراً، وفي رواية قال: (أو لم أجعل علياً أميرالمؤمنين في غدير خم)

السؤال:
ممكن الادله من كتب اهل السنه ؟؟ ولكم جزيل الشكر

بسمه تعالی
إذا كان المقصود رواية من كتب أهل السنة تثبت (أشهد أن علياً ولي الله) في  الأذان فهذا غير معقول لأنهم لا يروون ما يخالف مذهبهم وإن كان هناك ألف رواية، ومع ذلك فقد ذكر الشيخ عبدالله المراغي في كتابه (السلافة في أمر الخلافة) أن سلمان الفارسي قال بعد الشهادتين في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله)، فشكاه بعض الأصحاب عند النبي (صلی الله عليه وآله) قال: سمعت اليوم ما لم أسمعه قبل اليوم، فقال له النبي (صلی  الله عليه وآله): وما سمعت؟ قال: سمعت سلمان يشهد بولاية علي في الأذان والإقامة، فقال النبي (صلی الله عليه وآله): سمعتم خيراً.
وروی رواية اخری عن أبي ذر في نفس الكتاب. (قيل توجد نسخة خطية من هذا الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق وقد رآها بعض الأعلام).
وأما إن كان المقصود ذكر ولاية علي (عليه السلام) بعد ذكر الله وذكر النبي (صلی الله عليه وآله) ولو في غير الأذان فهذا موجود في كتب أهل السنة كثيراً وبعبارات مختلفة:
1- في المعجم الكبير ج 22 ص 200 بسنده عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله): لما اسري بي إلی السماء فإذا علی العرش: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيّدته بعلي).
2- عن جابر بن عبدالله الأنصاری قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله): مكتوب علی باب الجنة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي) قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة. تاريخ دمشق ج 42 ص 336.
3- تاريخ بغداد ج 11 ص 173 بسنده عن انس بن مالك قال النبي (صلی الله عليه وآله): لما عرج بي رأيت علی ساق العرش مكتوباً: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي).
4- الدر المنثور للسيوطي في ذيل تفسير قوله تعالی: «سبحان الذي أسری بعبده ليلاً من المسجد الحرام» قال: وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أنس قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله): لما عرج بي رأيت علی ساق العرش مكتوباً: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي)، وفي ذخائر العقبی ص 69 عن أبي الخميس قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله): اسري بي إلی السماء فنظرت إلی ساق العرش الأيمن فرأيت كتاباً فهمته: (محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته به).
5- في كنز العمال ج 6 ص 158 عن رسول الله (صلی الله عليه واله) قال: رأيت ليلة اسري بي مثبتاً علی ساق العرش: (إني أنا الله لا إله غيری خلقت جنة عدن بيدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي ونصرته بعلي).
6- كنزل العمال ج 6 ص 158: قال مكتوب في باب الجنة قبل أن يخلق السماوات ولاأرض بألفي سنة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي).
7- في مناقب علي بن أبي طالب (لابن المغازلي الشافعي) الحديث 123 بسنده عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله) يقول: مكتوب علی باب الجنة قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام: (محمد رسول الله، وعلي أخوه).
وأما أن علياً ولي الله فالمراد به أن الله تعالی أعطی بعلي (عليه السلام) الولاية علی المؤمنين كما أعطی الولاية لرسول الله (صلی الله عليه وآله)، فعلي ولي من قبل الله تعالی، وهذا واضح فقد صرحت الآيات الكريمة علی ذلك بحسب الروايات المفسرة لها من طرق أهل السنة، وأهمها قوله تعالی: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» فإنها نزلت في علي (عليه السلام) باتفاق أكثر المفسرين والروايات المتواترة من طرق أهل السنة، ففي الدر المنثور عن ابن عباس قال: تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع، فقال النبي (صلی الله عليه وآله) للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذلك الراكع، فأنزل الله «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون». (الدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 93).
وذكر الآلوسي في تفسيره – وهو من المتعصبين - : وغالب الأخباريين علی أن هذه الآية نزلت في علي كرم الله وجهه. (روح المعاني ج 6 ص 167). وكذلك قال: والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي. (ج 6 ص 186).
ومن الآيات التي اعترف أهل السنة إنها نزلت في ولاية علي (عليه السلام) قوله تعالی: «يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» قال الآلوسي في تفسيره: روی ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ علی عهد رسول الله (صلی الله عليه وآله): (بلغ ما انزل إليك من ربك أن علياً مولی المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
وروی السيوطي في الدر المنثور نفس هذه الرواية: (بلغ ما انزل إليك من ربك أن علياً مولی المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
أقول: إذن علي ولي الله حيث إن الله جعله مولی المؤمنين، فما المانع أن نشهد في الأذان بأن علياً ولي الله بعد الشهادتين من دون قصد الجزئية، كما أضاف عمر بن الخطاب جملة (الصلاة خير من النوم) في الأذان.

, , ,