الثاني عشر : النيّة 1 ، وهي القصد إلى الفعل 2 ، مع كون الداعي أمر الله 3  تعالى، إمّا لأنّه تعالى أهل للطاعة  وهو أعلى الوجوه 4  أو لدخول الجنّة والفرار من النار وهو أدناها 5  وما بينهما متوسّطات.

*************************

(1) الفرق بين التوصّلي والتعبّدي: أنّ عنوان العبودية مقوّم للثاني دون الأوّل،وهذا العنوان بنفسه قصدي، وأمّا صدور هذا العنوان من العبد فيختلف بحسباختلاف مراتب المعرفة: فمن يأتي بالعمل العبادي متعبداً لله تعالى؛ لأنّه أهل للعبودية فقد عبد الله تعالى بأعلى مراتب العبودية، ومن أتى به للتوسل إلىبعض الغايات الخسيسة الدنيوية فقد عبد الله تعالى بأدنى مراتبها. ومنه ظهر أنّقصد القربة أو قصد الأمر ليس بنفسه مقوّماً للعبادة وإن كان محققاً لها فلو لميكن داعي العبد التقرب بل كان قصده استحقاق المعبود للتعبد كفى ذلک، لكنّهنادر التحقق جدّاً. (الفاني).* وهي القصد إلى الفعل؛ لمّا كان الوضوء عبادة نفسيّة وغيريّة، والعباداتالمتقوّمة بالقصد لايتحقّق امتثالها إلّا بالقصد. (مفتي الشيعة).
  (2) بمعنى الالتفات الفعلي. (حسين القمّي).* كي يكون الفعل اختيارياً لفاعله. (المرعشي).
  (3) أو محبوبيته عنده تعالى، أو يأتي به له تعالى، إلّا أن يعود إلى النية.(عبدالله‌الشيرازي).* كي يكون ذاک الفعل الاختياري عبادياً حتى يترتّب عليه الأثر، ولايكونذلک إلّا بما ذكره 1. (المرعشي).* أي الباعث إلى القصد المذكور أمر الله تعالى، من دون فرق بين أن يكون ذلکبداعي الحب له، أو رجاء الثواب، أو الخوف من العقاب. (مفتي الشيعة).* لا خصوصية له، بل يكفي أن يكون العمل مضافاً إلى الله تعالى إضافة تذلّلية.(السيستاني).
  (4) لا يبعد أن يكون أعلاها أن يكون الداعي إلى موافقة الأمر الحبّ، كما وردفي الحديث الشريف(أ). (الحكيم).* وأعلى منه مراتب اُخر تشير إلى بعضها ما وردت في صلاة المعراج. (الخميني).* بين الوجوه المذكورة لامطلقاً. (المرعشي).* لعلّ أعلى الوجوه أن يعبد الله حبّاً له، كما في رواية هارون بن خارجة(ب)وحديث(ج) يونس بن ظبيان. (زين الدين).* لم يثبت ذلک، كما لم يثبت كون الأدنى ما ذكره 1. (السيستاني).
  (5) وأدنى منه أن يكون لأمر دنيوي. (مهدي الشيرازي).* لا يبعد أن يكون أدناها رجاء الثواب وخوف العقاب الدنيويين. (الحكيم).* هو أدنى الوجوه المذكورة في المتن لامطلقاً، بل الأدنى بين الجميع هو رجاءالمنافع والمصالح الدنيوية والخوف من المحاذير والمفاسد الدنيوية. (المرعشي).* وأدنى منه قصد الحظوظ الدنيوية من الله تعالى بعبادته. (السبزواري).* ولعلّ الأدنى رجاء الثواب، خوف العقاب الدنيويين. (محمّد الشيرازي).* وأمّا قصد الحظوظ الدنيوية من الله تعالى هل هو من المتوسطات أو أدنى منأدناها؟ و جهان، الظاهر هو الثاني. (مفتي الشيعة).