طباعة

قصيدة في زيارة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)

بوركتم بمولدها الميمون الأغر

الشاعرة العمانية: اعتدال العجمي

حيّا مزاركِ زهرةَ الزهراءِ
 مهوى القلوبِ وبهجةُ الأنظارِ

حيّا ضريحكِ بالجمالِ مجللاً  
ومكللاً بالتبرِ والأزهارِ

حيّا مقامكِ سامياً ومبجلاً
يا نبعةَ الأطيابِ والأطهارِ

حيّا جنابكِ للفضائلِ مكتسٍ
متوشحَ الإجلالِ والإكبار

حيّا فِناءكِ للحفاوةِ محفلٌ
مأوى الوفودِ وقبلةُ الزوارِ

آنستُ نوراً من جوانبِ طوركِ
فسعيتُ نحوهُ تاركاً أطواري

 علّي أعودُ بقبسةٍ أو جذوةٍ
أو بالهدى، خبرٍ من الأخبارِ

ها قد أتيتكِ والحنينُ يقودني
نحو السناءِ بجذوةٍ من نارِ

للقبةِ النوراءِ أرنو خاشعاً
وإلى العلا بتذللٍ إبحاري

في لطفكِ، في حبكِ، في شأنكِ
في نبعِ جودكِ أبحرت أفكاري

قد جئتُ شوقاً للقداسةِ قاصداً
أختَ الرضا ونجيبةَ الأحرارِ

خيرِ الورى من هاشمٍ وأولي النهى ..
من آلِ عدنانٍ وآلِ نزارِ

فلبستُ ثوبيَّ التنسكِ محرماً  
متجرداً للكبرِ من أطماري

ومضيتُ للحرمِ المطهرِ لاهجاً
مترنماً بالآيِ والأذكار   

متطيباً عطرَ الصلاةِ على الأُلى
حججِ الإلهِ خزائنِ الجبارِ

ورمقتُ مشهدَكِ العظيمَ فهاجني
مما أشبَّ بيَ الجوى استعباري

طأطأتُ رأسيَ بانكسارٍ خاضعاً
بمهابةٍ لا ذلةٍ وصغارِ

فخلعتُ نعليَّ البعادِ مقصِّراً
مني الخطى بسكينةٍ ووقارِ

وطرقتُ أبوابَ الكرامةِ طالباً
إذنَ الدخولِ لروضةِ الأنوارِ

لأنالَ من شرف الزيارة تحفةً
أقضي بلذةِ وصلكِ أوطاري

وأنالَ من عينِ النقاوةِ رشفةً
يصفو بها قلبي من الأكدارِ

وأزيحَ أستارَ الظلامِ وعتمةً
وقتامةً من تلكمُ الأستارِ

فلعلَّ نفسي تنثني عن سوئها
وتعودُ منكِ بحكمةٍ ومنارِ

فهويتُ للعتباتِ شكراً ساجداً
والدمعُ من فرطِ الصبابةِ جارِ

ووفدتُ ساحَكِ والمشاعرُ داخلي
تطفي وتشعلُ بالودادِ جماري

وضممتُ مرقدكِ بحضنِ جوانحي
وبخافقي نبضت لكِ أشعاري

وملأتُ عيني من بهاءِ رحابكِ
وضياءِ نجمٍ في سما الأقمارِ

أمسكتُ بالشباكِ أعلنُ معرباً
عن مبدأي وهويتي وشعاري

أحسستُ أني في النعيم مقرباً
بالروحِ والريحانِ والأعطارِ

فبثثتُ روحَكِ لوعتي ولواعجي
ناجيتكِ سراً مع الإجهارِ

أخبرتكِ كم كم أودكِ فاطماً
فرضُ المودةِ فطرتي وخياري

أشهدتكِ أني على عهدي لكم
وذماركم حتى المعادِ ذماري

فأنا المتيمُ في هواكم مسكني
وبكل أرضٍ كنتمُ إعماري

ونزيلكم أنّى اتجهتُ وضيفكم
ودياركم أنّى حللتُ دياري

ونصيرُكم أنّى حظيتُ برضوةٍ
حتى المنيةِ سوحُكم مضماري

نيلُ الشهادةِ منيةٌ أرنو لها
بالعزمِ والترويضِ والإصرارِ

أمري لكم تَبَعٌ مُعِدٌّ نُصرتي
ومطيعُكم طوعاً بلا إجبارِ

أنتم هُداتي قادتي وأنا بكم
منكم وفيكم سؤددي وفخاري

وأنا إليكم مبدأئي والمنتهى
قطعاً بلا ريبٍ ولا إنكار

فبكم رضيتُ ولايةً وهدايةً
من غيرِ كفرانٍ ولا استكبارِ

وجهتُ وجهي بعد قلبي تالياً
نصَّ الزيارةِ مصحفَ الأسرارِ

قلتُ السلام عليكِ يا فرعَ التقى
وكريمةَ الهادينَ والأخيارِ

مني السلامُ عليك يا بنتَ الهدى
وحفيدةً للمصطفى المختارِ

حيا مقامكِ يا عليَّةَ قومِها
عِمتِ سلاماً لبوةَ الكرارِ

مني سلامُ اللهِ يا ابنةَ فاطمٍ
وخديجةٍ والنخبةِ الأطهارِ

وكذا السلامُ عليكِ بضعةَ سيدي
بابِ الحوائجِ ملجأِ المحتارِ

يا منيةَ المشتاقِ حينَ به نأى
بعدُ المزارِ وشقَّةُ الأسفارِ

يا شبهَ جدتها البتولةِ فاطمٍ
في كلِّ ما ورثت من الآثارِ

قد طبتِ اسماً يا سميةَ فاطمٍ
فسموتِ عزاً حاز كلَّ فخارِ

وغدوتِ ما بين الورى معصومةً
وشفيعةً في جنةِ الأبرارِ

(فداها أبوها) قيلها في مدحكِ
ولفاطمٍ قيلت منَ المختارِ

إن عُفيَّ القبرُ الشريفُ لفاطمٍ
طوبى بقبركِ من عظيمِ مزارِ

مني السلامُ مودعاً لا قالياً
فجواركم واللهِ خيرُ جوارِ

ولكِ التحايا ما حييتُ ودائماً
في بكرةِ الإصباحِ والأسحارِ

عوداً حميداً أرتجيه فإنه
قَبُحتْ بشأنِ جفائكم أعذاري

فسيبقى عهدي بالزيارة باقياً
ببقاءِ ليلي أو بقاءِ نهاري

أم مصطفى