قال الشيخ عبد الرحمن الأجهوري المقري في كتابه مشارق الأنوار قد حصل لي في سنة سبعين و مائة بعد الألف كرب شديد من كروب الزمان فتوجهت إلى مقام السيدة زينب المذكورة و أنشدتها هذه القصيدة فانجلى عني الكرب ببركتها و هي:
آل طه لكم علينا الولاء * * * لا سواكم بما لكم آلاء
مدحكم في الكتاب جاء مبينا * * * أنبأت عنه ملة سمحاء
حبكم واجب على كل شخص * * * حدثتنا بضمنه الأنباء
إنني لست أستطيع امتداحا * * * لعلاكم و أنتم البلغاء
كيف مدحي يفي بعلياء من قد * * * عجزت عن بلوغه الفصحاء
مدحكم إنما يريد بليغ * * * وقفت عند حده الشعراء
شرفت مصرنا بكم آل طه * * * فهنيئا لنا و حق الهناء
منكم بضعة الإمام علي * * * سيف دين لمن به الاهتداء
خيرة اللّه أفضل الرسل طرّا * * * من له في يوم المعاد اللواء
زينب فضلها علينا عميم * * * و حماها من السقام شفاء
كعبة القاصدين كنز أمان * * * و هي فينا اليتيمة العصماء
و هي بدر بلا خسوف و شمس * * * دون كسف و لبضعة الزهراء
و هي ذخري و ملجئي و أماني * * * و رجائي و نعم ذاك الرجاء
قد أنخت الخطوب عند حماها * * * فعسى تنجلي بها الضراء
ليس إلاك وصلتي لنبي * * * خمدت عند نصره الأعداء
من كراماتها الشموس أضاءت * * * أين منها السها و أين السماء
من أتاها و صدره ضاق ذرعا * * * من عسير أو ضاق عنه الفضاء
حلت الخطب مسرعا و جلته * * * فانجلى عنه عسره و العناء
لا يضاهي آل النبي و صيف * * * لا يوفي كمالهم أدباء
شرفت منهم النفوس و ساروا * * * حيثما أشرفوا فهم شرفاء
و عليهم جلالة و فخار * * * و وقار و هيبة و ضياء
نوروا الكون بعد كان ظالما * * * إذ أضاءت ذمارهم الغراء
كل مدح مقصر بعلاهم * * * كل فرض من هديهم لألاء
لهم الفضل من أ لست فأنى * * * من سواهم يكون فيه استواء
إن هل يستوي الذين دليل * * * و لتطهيرهم بذاك اقتفاء
إن لي يا كرام حق جواري * * * فاحفظوه فإنكم أمناء
عن أبيكم روى الثقات حديثا * * * حدثتنا بضمنه الأنباء
إن بالجار لم يزل يوصي جبرا * * * ئيل معناه و ليس فيه خفاء
لست أخشى الضياع و الحب عندي * * * طب قلبي و مقلتي و جلاء
بيتكم مهبط لجبريل وحيا * * * فيه تغدو الملائكة الكرماء
من أتى حيكم و كان أسيرا * * * لدواعيه زال عنه الشقاء
يا كرام الورى أغيثوا نزيلا * * * أجحفته الخطوب و الأدباء
قسما إن وصفكم في الثريا * * * أيدتكم نجومها و السماء
فتوسل بهم لكل صعيب * * * حيث جاء ابتغوا فهم شفعاء
و صلاة على النبي و آل * * * و كذلك الصحابة الأتقياء
ما حمام بروضة قد تغنى * * * أو على الدوح تسجع الورقاء
أو عبيد الرحمن أنشأ مدحا * * * آل طه لكم علينا الولاء
نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار(صلى الله عليه و اله) : شُرَّاب، محمد حسن ج: 1 ص : 380
مديحة زينبية للشيخ الأجهوري المقرئ
- الزيارات: 281