طباعة

شکوى اميرالمؤمنين علیه السلام الى عمار

 

قال عمار: سيدي، أنتم تأمروننا بالصبر على المصيبة و هؤلاء أصحابك قد جزعوا من انقطاعك عنهم و لا طاقة لهم بفراقك. فقال لي:
يا عمار، صدقت و لكني فقدت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بفقد فاطمة (عليها السلام)؛ كانت لي عزاء و سلوة؛ كانت إذا تكلّمت أفصحت عن بليغ كلامه، و إذا مشت حكت كريم قوامه.
يا عمار، ما أحسست بألم المصيبة إلا بوفاتها و لا بألم الفراق إلا بفراقها، و ما يهون الخطب إنه بعين اللّه.
يا عمار، لما وضعت فاطمة (عليها السلام) على المغتسل، نظرت إلى ضلع من أضلاعها مكسور، و قد دخل المسمار في ثديها فأعابه، و متنها قد اسودّ من الضرب، و ما يقرع قلبي- يا عمار- أنها كانت تخفي ذلك عني مخافة أن تنغص عليّ عيشي.

الصوارم الحاسمة، على ما في الزهراء (عليها السلام) في السنة و التاريخ و الأدب.