طباعة

اَلْحَبْلُ اَلَّذِي أَمَرَنَا اَللَّهُ بِالاِعْتِصَامِ بِهِ وَ أَلاَّ نَتَفَرَّقَ عَنْهُ

 

قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ :
كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً وَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ فِي اَلْمَسْجِدِ فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا اَلْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ يَسْأَلُ عَمَّا يَعْنِيهِ
فَطَلَعَ رَجُلٌ طُوَالٌ يُشْبِهُ بِرِجَالِ مُضَرَ فَتَقَدَّمَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ جَلَسَ فَقَالَ
يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِيمَا أَنْزَلَ- وَ اِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا
فَمَا هَذَا اَلْحَبْلُ اَلَّذِي أَمَرَنَا اَللَّهُ بِالاِعْتِصَامِ بِهِ وَ أَلاَّ نَتَفَرَّقَ عَنْهُ
فَأَطْرَقَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ هَذَا حَبْلُ اَللَّهِ اَلَّذِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ بِهِ فِي دُنْيَاهُ وَ لَمْ يَضِلَّ بِهِ فِي آخِرَتِهِ
فَوَثَبَ اَلرَّجُلُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَ هُوَ يَقُولُ اِعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اَللَّهِ وَ حَبْلِ رَسُولِهِ
ثُمَّ قَامَ فَوَلَّى وَ خَرَجَ
فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ اَلنَّاسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَلْحَقُهُ فَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي
فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ إِذاً تَجِدُهُ مُوَفَّقاً
فَقَالَ فَلَحِقَهُ اَلرَّجُلُ فَسَأَلَهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اَللَّهَ لَهُ
فَقَالَ لَهُ أَ فَهِمْتَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَا قُلْتُ لَهُ
قَالَ نَعَمْ
قَالَ فَإِنْ كُنْتَ مُتَمَسِّكاً بِذَلِكَ اَلْحَبْلِ يَغْفِرُ اَللَّهُ لَكَ وَ إِلاَّ فَلاَ يَغْفِرُ اَللَّهُ لَكَ .

الغیبه، (للنعماني)، ص۴۹