طباعة

مؤامرة اغتيال النبي’

وفي هذه الأثناء قام أحد الطلبة قائلاً:
سل الدكتور أحمد الغامدي سؤالك الذي سألته البارحة للشيخ محمد بن جميل بن زينو، كي يجيب عليه بجوابه الكافي.
فقلت: أورد ابن حزم في كتابه المحلى: «أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص (رضي الله عنهم) أرادوا قتل النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وإلقاءه من العقبة في تبوك».
ثمّ يضعف هذه الأخبار لأنها من طريق الوليد بن جُميع، وهو هالك([96])، والحال أنّ أرباب الرجال من أهل السنة قد وثّقوه([97]).
فقال: إنّ ابن حزم ليس بثقة ولا اعتبار بنقله.
قلت: إنّه يروي وينقل.
فقال: على أيّة حال فلا عبرة بروايته.
قلت: لقد وثّقه أغلب علماء السنة ويعتبرون كلامه.
فهذا الذهبي إمام الجرح والتعديل عندكم قد وثّقه، قائلاً: «ابن حزم، الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف... ورزق ذكاءً مفرطاً، وذهناً سيّالاً وكتباً نفيسة كثيرة... فإنّه رأس في علوم الإسلام، متبحّر في النقل، عديم النظير...»([98]).
وشهد له بالصدق والأمانة والديانة والحشمة والسؤدد([99]).
وقال الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام: «وكان أحد المجتهدين، ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلى لابن حزم»، قال الذهبي بعد نقله هذا: «لقد صدق الشيخ عز الدين...»([100]).
وقريب من هذا عن السيوطي في طبقات الحفاظ([101]).
قال الزركلي: «ابن حزم: عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمّة الإسلام، كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم: (الحزميّة)»([102]).
وبعد هذا لم يكن من جواب للدكتور أحمد الغامدي إلا أنه قال: هو ليس من أهل المذاهب الأربعة وهو ظاهريّ المذهب، ولا عبرة بكلامه.
-------------------------------------
([96]) ابن حزم، المحلى: ج11 ص224، الناشر: دار الفكر ـ بيروت.
([97]) مرّ توثيقه في ص37ـ38، وكذلك في ص46.
([98]) الذهبي، سير أعلام النبلاء: ج18 ص184ـ 186، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
([99]) انظر: الذهبي، العبر في خبر من غبر: ج3 ص241، الناشر: مطبعة حكومة الكويت ـ الكويت.
([100]) الذهبي، سير أعلام النبلاء: ج18 ص193.
([101]) انظر: السيوطي، طبقات الحفاظ: ص435، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت.
([102]) الزركلي، الأعلام: ج4 ص254، الناشر: دار العلم للملايين ـ بيروت.