الامامة هي خلافة عن النبوة، قائمة مقامها إلا في تلقي الوحي الإلهي بلا واسطة، و هي امتداد لوظائف النبوة و استمرار لأهدافها و مسؤولياتها بعد إرتحال النبي (صلى الله عليه و آله)
ثم أن الإمامة لطف من الله تعالى بعباده، إذ لا بد و إن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر و إرشادهم إلى ما فيه الصلاح و السعادة في الدنيا و الآخرة، و ذلك لقول الله تعالى: ﴿ ... إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ 1.
هذا و أن الإمامة بإعتبارها منصب إلهي فلا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام السابق، و ليست الامامة بالاختيار و الانتخاب من قبل الناس أبداً.
تصريح النبي بان خلفاؤه هم اثنا عشر لا اكثر و لا اقل
لقد صرح رسول الله (صلى الله عليه و آله) في أحاديث كثيرة بأن إثنا عشر إماماً أو أميراً أو خليفة من أهل بيته سيخلفونه و نص على عددهم هذا فيكون عددهم ثابتاً لا يزيد و لا ينقص و لا ينطبق إلا على أئمة أهل البيت الاثنا عشر عليهم السلام.
جاء في صحيح البخاري بسنده إلى عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة أنَّه قال :سمعت النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول :"يكون اثنا عشر أميراً ".
فقال كلمة لم أسمعها.
فقال أبي: إنَّه قال:"كلُّهم من قريش" 2.
و عن جابر بن سمرة أنَّه قال: سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول: "لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفةً".
فكبَّرَ الناس و ضجُّوا ، ثم قال كلمةً خَفيَّة.
قلت لأبي: يا أبه، ما قال؟
قال: "كلُّهم من قريش" 3.
خلفاء رسول الله
قال رسول الله صلى الله عليه و آله: "إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر، أولهم علي، و آخرهم ولدي المهدي" 4.
قوام الدين بالامامة
جاء في مسند أحمد بإسناده الى سعد بن وقاص أنَّه قال :كتبتُ إلى جابر بن سمرة مع غلامي : أخبرني بشيء سمعتَه من رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)؟
قال : فكتب إليّ : سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ) يوم الجمعة، عشية رجم الأسلمي يقول :"لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش" 5.
نعم إن الأئمة بعد النبي محمد صلى الله عليه و آله هم اثنا عشر إماما نص عليهم النبي محمد المصطفى صلى الله عليه و آله و ذكرهم جميعا بأسماهم بصورة كاملة.
رَوَى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، المتوفى سنة : 1294 هجرية، بالإسناد إلى جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله): " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي و كنيته كنيتي، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " 6 .
أسماء الأئمة الاثنا عشر هي كالتالي
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام).
الإمام الحسن بن علي (عليهما السَّلام).
الإمام الحسين بن علي (عليهما السَّلام).
الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السَّلام).
الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام).
الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام).
الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام).
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام).
الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام).
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام).
الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام).
الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عجَّل الله فرَجَه).
و للمزيد من المعلومات راجع: الخلافة و الإمامة و الأئمة الاثنى عشر .
---------------
1. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 7، الصفحة: 250.
2. صحيح البخاري: 8، كتاب الأحكام، ص: 127. و انظر: مسند أحمد بن حنبل: ج: 5، ح: 20325، ص: 90. و انظر المعجم الكبير للطبراني: ج: 2، ح: 1799، ص: 197. و انظر: تاريخ بغداد (للخطيب البغدادي) ج: 14، ص: 353.
3. سنن أبي داود: ج: 4، كتاب: المهدي، حديث: 4280، الصفحة: 106.
4. ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج: 3، الباب: السابع و السبعون، ص: 447.
5. مسند أحمد بن حنبل: ج: 5، ح: 20319، ص: 89. و انظر الحديث أيضاً في صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 12، باب: الخلافة في قريش، ص: 203.
6. ينابيع المودة: 2/ 593، طبعة المطبعة الحيدرية، النجف/العراق
الشيخ صالح الكرباسي