وكان له مناديان يناديان أحدهما بأسفل مكة والآخر بأعلى مكة وكان المناديان أبا سفيان بن عبد الأسد و أبا قحافة ، وكان أحدهما ينادي: ألا من أراد الشحم واللحم فليأت دار عبد الله بن جدعان، وهو أول من أطعم الفالوذ بمكة
المنمق في اخبار قريش: البغدادي، محمد بن حبيب ج : 1 ص : 372
يقول الشيخ المفيد رحمه الله :
و قد علم جميع أهل العلم ما كانت عليه من سعة الأحوال و كان لها من جليل الأموال و ليس لأبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و سعيد و عبد الرحمن و أبي عبيدة بن الجراح و غيرهم من سائر الناس سوى من سميناه سبب لشيء من ذلك يتعدى به فضلهم إليه على ما بيناه بل كانوا فقراء فأغناهم الله بنبيه ص و كانوا ضلالا فدعاهم إلى الهدى و دلهم على الرشاد و كانوا أذلة فتوسلوا بإظهار اتباع نبوته إلى الملك و السلطان.
و هب أن في هؤلاء المذكورين من كان له قبل الإسلام من المال ما ينسب به إلى اليسار و فيهم من له شرف بقبيلة يبين به ممن عداه هل لأحد من سامعي الأخبار و أهل العلم بالآثار ريب في فقر أبي بكر و سوء حاله في الجاهلية و الإسلام و رذالة قبيلته من قريش كلها و ظهور المسكنة في جمهورهم على الاتفاق.
و لو كان له من السعة ما يتمكن به من صلة رسول الله ص و الإنفاق عليه و نفعه بالمال كما ادعاه الجاهلون لاغنى أباه ببعضه عن النداء على مائدة عبد الله بن جدعان بأجرة على ذلك بما يقيم به رمقه و يستر به عورته بين الناس و لارتفع هو عن الخياطة و بيع الخلقان بباب بيت الله الحرام إلى مخالطة وجوه التجار و لكان غنيا به في الجاهلية عن تعليم الصبيان و مقاساة الأطفال في ضرورته إلى ذلك لعدم ما يغنيه عنه ما وصفناه و هذا دليل على ضلال الناصبة فيما ادعوه له من الإنفاق للمال و برهان يوضح عن كذبهم فيما أضافوه إلى النبي ص من مدحه على الإنفاق
الإفصاح في الإمامة : الشيخ المفيد ج : 1 ص : 213
هل تعلم ما هي مهنة أبي قحافة والد أبي بكر في الجاهلية؟
- الزيارات: 76