• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حكم الغلو في المنابر الحسينية عليه السلام

سؤال : سمعت هذه العبارات على أحد المنابر الحسينية، أودّ أن أعرف هل هي تدخل في صلب العقائد الشيعية أو هي محل خلاف بين الفقهاء أو هي تدخل في باب الغلوّ والتطرف؟
1- أن الإمام الحسين (عليه السلام) هو أفضل من نبي الله ابراهيم.
2- أن الإمام علي (عليه السلام) هو الذي يقسم الناس يوم القيامة إلى الجنّة أو النار.
3- استنتاج من حديث قدسي بأن وجه الإمام الحسين (عليه السلام) هو وجه الله وبأن يده هي يد الله عزوجل.
الجواب : ليس في مثل هذه الاُمور شىء من الغلوّ والتطرف والمستفاد من الروايات المتواترة أن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار والسيدة فاطمة الزهراء(عليهم السلام)أفضل خلق الله تعالى وأعظم مقاماً من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ومن هذه الروايات قول النبي (صلى الله عليه وآله) «لولا علي ما كان لفاطمة كفو أبدا» (1).
وأما قضية تقسيم النار والجنّة فهي متفق عليها بين العامة والخاصة وقد وردت بذلك الروايات المتواترة من الفريقين وإن كانت العبارات مختلفة، ففي بعضها قول النبي (صلى الله عليه وآله)لعلي (عليه السلام) «أنت قسيم الجنّة والنار» (2) ومنها قوله (صلى الله عليه وآله) «لا يجوز عبد الصراط إلاّ بورقة من عليّ بالبراءة من النار » (3)
وأما أن الإمام الحسين (عليه السلام) وجه الله أو يده، فالمراد منه المعنى الكنائي وأمثال هذه التعابير كثيرة في القرآن وغيره، قال تعالى (فأينما تولّوا فثمّ وجه الله) (4) وقال (يد الله فوِ أيديهم) (5) وليس المقصود من الوجه أو اليد العضو الخاص لأنه تعالى منزّه عن ذلك فالوجه كناية عن التوجّه والإقبال واليد كناية عن القدرة. فالمعنى انه إذا أراد الإنسان أن يقبل على الله ويتوجه إلى الله فليتوجه إلى الحسين (عليه السلام)ومن طريق هذا التوجه يتوجه إلى الله تعالى وهكذا المراد من يد الله أن الله تعالى يظهر قدرته وسلطته بواسطة الحسين (عليه السلام) بأن يصدر من الحسين (عليه السلام)المعاجز والكرامات وخرِ العادات فيظهر بذلك قدرة الله تعالى لأن الحسين (عليه السلام) مخلوِ لله تعالى وأفعاله صادرة بإرادة الله ومشيئته وإذا كان المخلوِ له هذه القدرة فخالقه وصانعه بطريق أولى.
-------------------------
1 ) بحارالانوار 43 / 58 و 107
2 ) العلاّمة الأميني في الغدير ج 3 ص 361 - 363  حول هذا الحديث في جواب عبدالله علي القصيمي وكتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) :
( وأما الحديث الثاني فكالأول ليس من آفات الشيعة بل من غرر الفضائل عند أهل الإسلام فأخرجه الحافظ أبو اسحاِ ابن ديزيل المتوفي سنة 280 / 281 عن الأعمش عن موسى عن ظريف عن عباية قال : سمعت عليّاً وهو يقول : أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا .
وذكره ابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 200 والحافظ ابن عساكر في تاريخه من طريق الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي .
وهذا الحديث سئل عنه الإمام أحمد كما أخبر به محمد بن منصور الطوسي قال : كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أباعبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى : إن عليّاً قال : أنا قسيم النار ؟ فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث ؟ أليس روينا أن النبي(صلى الله عليه وآله) قال لعليّ : لايحبّك إلاّ مؤمن ولايبغضك إلاّ منافق؟ قلنا : بلى . قال : فأين المؤمن ؟ قلنا : في الجنّة . قال : فأين المنافق؟ قلنا : في النار . قال : فعليّ قسيم النار . كذا في طبقات أصحاب أحمد ، وحكى عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ص 22 ، فليت القصيمي يدري كلام إمامه .
هذه اللفظة أخذها سلام الله عليه من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما رواه عنترة عنه(صلى الله عليه وآله)أنه قال : أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة ، تقول للنار : هذا لي وهذا لك . وبهذا اللفظ رواه ابن حجر في « الصواعق  » ص 75 .
ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة احتجاج أميرالمؤمنين(عليه السلام)به يوم الشورى بقوله : اُنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : يا عليّ ! أنت قسيم الجنّة يوم القيامة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . والأعلام يرى هذه الجملة من حيث الاحتجاج صحيحاً وأخرجه الدارقطني كما في الاصابة 75 ، ويرى ابن أبي الحديد استفاضة كلا الحديثين النبوية والمناشدة العلوية فقال في شرحه ج 2 ص 448 :
فقد جاء في حقّه الخبر الشائع المستفيض : أنه قسيم النار والجنة ، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين : أن قوماً من أئمة العربية فسّروه فقالوا : لأنه لمّا كان محبّه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار . كان بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة . قال أبو عبيد بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوماً إلى الجنة وقوماً إلى النار ، وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيراً هو ما يطالب الأخبار الواردة فيه : يقول للنار : هذا لي فدعيه ، وهذا لك فخذيه .
وذكره القاضي في الشفا : انه قسيم النار . وقال الخفاجي في شرحه ج 3 ص 163 : ظاهر كلامه أن هذا مما أخبر به النبي ققق إلاّ أنهم قالوا : لم يروه أحد من المحدثين إلاّ ابن الأثير قال في النهاية : إلاّ أن عليّاً رض قال : أنا قسيم النار . يعني أراد أن الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق عليَّ فهم على ضلال ، فنصف معي في الجنة ونصف عليَّ في النار ، انتهى . قلت : ابن الأثير ثقة ، وما ذكره عليّ لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع ، إذ لا مجال فيه للاجتهاد ، ومعناه : أنا ومن معي قسيم لأهل النار ، أي مقابل لهم لأنه من أهل الجنة ، وقيل : القسيم : القاسم كالجليس والسمير ، وقيل : أراد بهم الخوارج ومن قاتل كما في النهاية . )
3) المصادر التي ذكرها الشيخ الأميني في الغدير ج 2 ص 374 و 375 :
1- أخرج الحافظ ابن السمّان في الموافقة عن قيس بن حازم قال : التقى أبوبكر الصدّيق وعليّ بن أبي طالب فتبسّم أبوبكر في وجه عليّ فقال له : ما لك تبسّمت ؟ قال : سمعت رسول الله  r يقول : لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له عليّ الجواز . وذكر في الرياض النضرة ج2 ص 177 و244 والصواعق ص 75 ، وإسعاف الراغبين ص 161 .
2- عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا كان يوم القيامة أقام عزّوجلّ جبريل ومحمّداً على الصراط فلا يجوز أحد إلاّ من كان معه براءة من عليّ بن أبي طالب . أخرجه الخطيب الخوارزمي في ( المناقب ) ص 253 . والفقيه اين المغازلي في ( المناقب ) بلفظ : عليّ يوم القيامة على الحوض لا يدخل إلاّ من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب . وذكره القرشيّ في شمس الأخبار ص 36 .
3- أخرج الحاكمي عن عليّ قال قال رسول الله r : إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنّم ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب . وذكر في ( الفرائد السمطين ) في الباب الرابع والخمسين . و( الرياض النضرة  ) ج 2 ص 172 .
4- عن الحسن البصري عن عبدالله قال قال رسول الله r : إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنّة وفوقه عرش ربّ العالمين ، ومن سفحه يتفجّر أنهار الجنّة وتتفرِّ في الجنان ، وهو جالس على كرسيّ من نور يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنّة فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار . أخرجه الخوارزمي في ( المناقب ) في الباب الرابع والخمسين .
5- أخرج القاضي عياض في ( الشفاء  ) عن النبي r أنّه قال : معرفة آل محمّد براءة من النار وحبّ آل محمّد جواز على الصراط والولاية لآل محمّد أمان من العذاب . ويوجد في ( الصواعق  ) ص 139 و ( الإتحاف  ) ص 15 ، و ( رشفة الصادي  ) ص 459 .
6- أخرج الخطيب في تاريخه ج 3 ص 161 عن ابن عباس قال : قلت للنبيّ يا رسول الله للنار جواز ؟ قال : نعم . قلت : وما هو ؟ قال : حبّ عليّ بن أبي طالب .
4 ) البقرة : 115
5) الفتح : 10


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page