س : هل ان المعصوم من اهل البيت عليهم السلام هو مجبول علی العصمة ام قادر علی ارتكاب المعاصي ؟
بسمه تعالی
العصمة ليست أمراً اضطرارياً بحيث يجعل الإنسان يترك الذنوب و المعاصي ويفعل الطاعات والحسنات بدون اختياره إذ لا يعّد ذلك فضلاً و الملائكة من هذا القبيل وليسوا أفضل من الأئمة (عليهم السلام ) بل العصمة معناها أن المعصوم يترك الذنوب بل لا يفكر في المعصية باختياره نظراً لشدة علمه بقبح الذنوب ومعرفته التامة بعظمة الخالق نظير من يحس حرارة النار فلا يقدم علی مسّها لعلمه الكامل بترتب الإحراق علی ذلك نعم هذا العلم الكامل مع توفيق من الله يجعل الإنسان معصوماً وهناك معّدات و مقتضيات خلقية و خُلقية تشكل مجموعها ظاهرة العصمة وعليه من الممكن أن يكون مثل علي بن الحسين الأكبر (عليهم السلام ) ومثل أبي الفضل العباس (عليه السلام ) والسيدة‌ المعصومة ( سلام الله عليها )‌لهم درجة من هذه العصمة فلم يصدر منهم المعاصی والمخالفة لکمال علمهم بقبح المخالفة وطريق معرفة ذلک هو تعريف المعصومين (عليهم السلام )‌ لهؤلاء فبالنسبة لعلي الأكبر (عليه السلام ‌) ورد أنه أشبه الناس خلقاً وخُلقاً برسول الله ( صلی الله عليه و آله )‌ فلو لم يکن فيه نوع من العصمة لم يکن کذلک ای لم يکن شبها برسول الله (ص) من حيث الخُلُق علی الأقل و كذلك بالنسبة لأبي الفضل العباس ( عليه السلام ) ورد أنه له مقاماً يغدوا الأنبياء و الشهداء و هذا المقام لا يعط له اعتباطاً و جزافاً.

أضف تعليق