زمان نصب الإمامة
السؤال : في أي زمان نصبة الإمامة ؟
الجواب : الإمامة منصب إلهي معناها الولاية والسلطنة وقد شاءت حکمة الله تعالی أن يعين لکل قوم إماماً علی نحو الاستمرار ولذلک جعل الله لکل نبي وصياً يقوم مقامه بعد وفاته فالإمامة کانت من اليوم الأول مقترنة بالرسالة والنبوة وقد کان لبعض الأنبياء والرسل مقام الإمامة والرسالة معاً کإبراهيم والنبي محمد (صلی الله عليه وآله) وموسی وداود وسليمان (عليهم السلام)، قال الله تعالی : (وإذ ابتلی ابراهيم ربه بکلمات فأتمهن قال إني جاعلک للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين) .
أما إمامة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخلافته ووصايته فقد أشار إليها واهتم بها النبي الأعظم (صلی الله عليه وآله) من أول يوم أعلن دعوته إلی الإسلام فحينما نزلت الآية: (وأنذر عشيرتک الأقربين) دعا النبي (صلی الله عليه وآله) جميع أقرائه وعشيرته وهيّأ لهم الطعام وبعد مقدمات من الکلام وإظهار المعجزة دعاهم إلی الإسلام ثم قال لهم : أول من يؤمن بي منکم يکون وزيري وخليفتي فلم يظهر إسلامه إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فعلم القوم أن علياً هو خليفة رسول الله (صلی الله عليه وآله) وخرجوا وهم يمازحون أبا طالب (عليه السلام) ويقولون له: اطع ابنک.
ثم استمر النبي (صلی الله عليه وآله) في الإعلان عن ولاية علي (عليه السلام) بالأحاديث الکثيرة ونزلت آيات عديدة بهذا الشأن مثل:
قوله تعالی: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولی الأمر منکم).
وقوله تعالی: (إنما أنت منذر ولکل وقوم هاد) حيث قال النبي (صلی الله عليه وآله) : (أنا المنذر وعلي الهادي) کما في حديث آخر: (أنا المنذر وأنت يا علي الهادي).
ومثل قوله تعالی: (إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون) وقد اتفق المفسرون من السنة والشيعة أن علياً هو الذي تصدق بالخاتم علی السائل في الصلاة وأن الآية نزلت بشأنه وقد أثبتت له نفس الولاية التي کانت لله ولرسوله علی الناس.
ومع ذلک لم يکتف النبي (صلی الله عليه وآله) بذلک فجمع المسلمين بأمر الله تعالی في غدير خم بعد رجوعه من حجة الوداع وخطب فيهم خطبة شريفة ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعه وقال: ألست أولی بکم من أنفسکم؟ قالوا : بلی، قال: اللهم أشهد، ثم قال: (من کنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)، فنزل قوله تعالی: (اليوم أکملت لکم دينکم وأتممت عليکم نعمتي ورضيت لکم الإسلام ديناً). وذکر بعض علماء أهل السنة کالغزالي أن النبي (صلی الله عليه وآله) أخذ البيعة من المسلمين _ وعددهم أکثر من مئة ألف _ لعلي (عليه السلام) حتی أتاه عمر بن الخطاب وقال : بخ بخ لک يا علي أصبحت مولاي ومولی کل مؤمن.
زمان نصب الإمامة
- الزيارات: 8639