• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل أن ما وقع بالسقيفة مؤامرة أما غير ذلك؟

سؤال : هل أن ما وقع بالسقيفة مؤامرة أما غير ذلك؟
الجواب : لا ريب أنّ الإمام علي(عليه السلام) كان وصى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وخليفته بتصريح من النبى(صلى الله عليه وآله)في موارد عديدة ومن أبرزها يوم غدير خم وقد بايع المسلمون له بالخلافة فكلّ ما حدث بعد النبي(صلى الله عليه وآله)يعدّ مخالفة صريحة لقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومصداقاً لقوله تعالى (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) (1) وقد اعتذر المسرعون إلى تعيين الخليفة ( وبعبارة أصحّ غصب الخلافة ) بالخوف من وقوع الفتنة وان الإمام علي(عليه السلام)كان مشغولاً بمصاب النبي(صلى الله عليه وآله) وتجهيزه وقد أشارت الزهراء(عليها السلام) بذلك في خطبتها المعروفة في الاحتجاج على أبي بكر . . . ( ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا )(2) ولكن من البديهي أنّ هذه التحركات لا تصل إلى النتيجة لو لم يمهد مقدّماتها وقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)عالماً بهذه التحركات في زمانه التي منها إرادة اغتياله في العقبة بعد واقعة الغدير ومنها تمرّدهم وتخلّفهم عن جيش اُسامة حتى اضطرّ أن يقول(صلى الله عليه وآله) ( لعن الله من تخلّف عن جيش اُسامة )(3ذا كان(صلى الله عليه وآله) يصرّ في آخر عمره على تثبيت خلافة على(عليه السلام)حتى طلب منهم في مرضه لوحاً ودواتاً ليكتب ذلك حتى لا يضلّوا بعده أبداً ولكن عمر بن الخطاب ( كما صرّحت به بعض الصحاح المعتبرة عند العامة ) قال: إنّ الرجل ليهجر (4) فمنع من ذلك فهذه التحركات تدل على ان مقدمات السقيفة كانت ممهدة من زمان رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
-------------------------------------
1 ) آل عمران : 144
2 )  الاحتجاج : 1 / 137 ( مطبعة نعمان / النجف الاشرف 1966 م ) و فی شرح نهج البلاغة لابن ابی الحديد 16 / 251 ( دار احياء کتب العربية  / الطبعة الثانية  1967 م 1387 ه )  و الطرائف لابن طاووس / 256 ( مطبعة الخیام / قم المقدسة ) : « انما زعمتم ذلک خوف الفتنة .....»
و فی دلائل الامامة للطبري ( مؤسسة البعثَة / قم المقدسة ) و السقیفة و الفدک للجوهری ( طبع شرکة الکتبی / بیروت ) :  « بدارا زعمتم خوف الفتنة .... »
و فی شرح الاخبار لقاضی نعمان المغربی 3 / 36 : « حذرا زعمتم خوف الفتنة ....» ( مؤسسة النشر الاسلامی / قم المقدسة )
3) مستدرک سفية البحار 5 / 209
4 ) في (صحيح البخارى) كتاب الطب (كتاب المرضى) باب قول المريض قوموا عني ج 7 ص 155 ط القاهرة 17 ربيع الاول 1378 هـ ِ: عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمربن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلمّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر، فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله : قوموا، قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
وقد أورد البخاري هذا الحديث في مواضع اُخرى من صحيحه منها: كتاب العلم ج 1 ص 39 باب كتابة العلم من طريق آخر عن ابن عباس .
وقال البخاري أيضاً في (كتاب الجهاد) باب جوائز الوفد ج 4 ص 84:
حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثمّ بكى حتى خضب دمعه الخضباء، فقال: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنارعوا ولا ينبغى عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى لله عليه وسلم، قال: دعونى فالذي أنا فيه خير مما تدعونى إليه، وأوصى عند موته بثلاث: اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، ونسيت الثالثة . . . .
وقد نقل هذه الاهانة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في صحيح مسلم في آخر الوصايا 2 / 14 ومن مسند احمد بن حنبل 1 / 325 أيضاً.
وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رويت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله وسلم: ائتونى بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إنّ رسول الله يهجر .
وأخرج هذا الحديث بهذه الألفاظ احمد في ص 355 من الجزء الأول من مسنده وغير واحد من اثبات السنن .
وفي البداية والنهاية لأبي الفداء (الحافظ بن كثير) ج 5 ص 227: ( . . . فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، فقال بعضهم: إنّ رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله . . . ) ثمّ قال: (ورواه مسلم عن محمد بن رافع وعبدالحميد كلاهما عن عبدالرزاِ بنحوه وقد أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه من حديث معمر ويونس عن الزهرى به ) .
وفي تاريخ الطبري لابن جرير ج 3 ص 193 : ( . . . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتونى باللوح والدواة أو بالكتف والدواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، قال: فقالوا: إنّ رسول الله يهجر).
وفي تاريخ ابن الاثير ج 2 ص 217: (قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثمّ جرت دموعه على خديه: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه ووجعه فقال: ائتونى بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً فتنازعوا ولا ينبغى عند نبي تنازع، فقالوا: إنّ رسول الله (ص) يهجر، فجعلوا يعيدون عليه، فقال: دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه.)
قال الحميدي: « عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبدالله الأسدي الحميري المكي أحد الأئمة صحب ابن عيينة تسع عشرة سنة وصحب الشافعى وتفقه، به عن مسلم بن خالد وفضيل بن عياض وعنه البخاري واحمد بن الازهر وسلمة بن شبيب وأبوحاتم وقال: ثقة إمام أثبت الناس في ابن عيينة، قال احمد: الحميري إمام. قال البخاري: مات سنة عشرة و مأتين (هامش الايضاح 359)» حدثني سفيان بن عيينة قال: حدثنا سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثمّ بكى حتى بلّ الحصى بدموعه. فقال: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي مات فيه، فقال: ائتوني بصحيفة ودوات أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي. قال: فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع فقال عمر : هجر هجر استفهموه . فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فاشتدّ عليه فرفع رأسه فقال: دعوني ومالي ( وربي ) ما أنا فيه خير مما تدعونني إليه اهـ» (الايضاح 359)
قال الشهيد السعيد الشيخ قاسم الاسلامي في كتابه «ما ذا تقضون» :
إذا عرفت هذا فاعلم: أن سياِ أحاديث «يوم الخميس» التي نقلها العامة في صحاحهم ومسانيدهم على طوائف :
الاُولى : مايكون مصرحاً بحضور عمر في جملة من في البيت بمحضر رسول الله(صلى الله عليه وآله)في مرضه ولكن غيروا جملة «إنّ النبي يهجر» أو «ليهجر» وتصرفوا فيها وأقاموا جملة «قد غلب عليه الوجع» مقامها! بتخيّل تنزيه الثاني من منقصة نسبة الهجر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) تجرياً عليه!!
مثل مارواه البخاري في كتاب المرضى وابن أبي الحديد وأبوبكر الجوهري في كتاب السقيفة كما مر .
الثانية: ما حذفت لفظة «عمر» من جملة «من في البيت» وعبّر فيه بجملة «وقالوا» بلفظ الجمع، ولكن جملة «أنّ النبي يهجر» باقية بحالها ومذكورة في الحديث .
مثل ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الوصية واحمد في المسند والطبري وابن اثير في تاريخيهما.
الثالثة: ما تكون لفظة «عمر» وجملة «ان النبي يهجر» كلتاهما محذوفتان من الحديث وعبّر فيه بلفظ «بعض» أو «قالوا» و«غلب عليه الوجع» .
مثل ما رواه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية والطبري في ج 2 من تاريخه في بعض أحاديثه المنقولة .
الرابعة : ما تكون لفظة «عمر» و«الهجر» مذكورتان في الحديث .
مثل ما رواه الحميدي كمامرّ .
والسرّ في هذه التصرفات والتغييرات غير المجازة بعد ما علموا أن الأحاديث السابقة سنداً من المسلمات لا يعتريه شك ولا ريب كما رووا أصحابنا في كتبهم عن الطرِ المعتبرة عندهم في أن عمر أوّل من نسب الهجر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
هو أنهم قد تفطنوا وأدركوا أن التفوه بتلك النسبة بأشرف الخلق وأمين ربّ العالمين ومعدن أسرار الملك والملكوت وسلالة عالم الخلق والأمر وبحر العصمة من أقبح القبائح، بل الحقّ أن نقول: إنّ هذا التجاسر موجب لهدم بنيان النبوة ورتبة النبي المعظم والهتك بالقرآن العظيم، لأنه تعالى يقول في كتابه العزيز:
(ما ضلّ صاحبكم و ماغوى . . . وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى علّمه شديد القوى)«النجم :2»
(أنه لقول رسول كريم ذي قوّة عند ذي العرش مكين مطاع ثمّ أمين وما صاحبكم بمجنون)«تکوير : 19»
(ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)«حشر : 7 »
(الذين يتبعون الرسول النبي الاُمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّره ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه اولئك هم المفلحون)«اعراف : 157 »
(فإن تنازعتم في شىء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً)
« نساء : 59 »
(من يطع الرسول فقد أطاع الله )« نساء : 80 »
(وأطيعوا الله والرسول لعلّكم ترحمون )« آل عمران : 132 »
(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) « انفال : 46 »
(ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإنّ له نار جهنم خالداً فيها )« توبة : 63 »
(ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً)« احزاب : 36 »
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على شموخ سماء النبوة وعصمة الرسول (صلى الله عليه وآله)من الهجر، على أنّ العقل يستقلّ بذلك ولكنّهم علموا أنه (صلى الله عليه وآله) إنما أراد توثيق العهد بالخلافه وتأكيد النص على علي (عليه السلام) خاصة وعلى الأئمة(عليهم السلام)من عترته عامة فصدوه عن ذلك كما اعترف به الخليفة الثاني في كلام دار بينه وبين ابن عباس. (ماذا تقضون 494 - 497 )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page