رد على شبهات

سؤال : هذا ما أورده الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة تحت عنوان ثناء الامام علي (عليه السلام) لعمر بن الخطاب وهو الآتي:
لله بلاء فلان! فقد قوم الاود، وداوي العمد خلف الفتنة واقام السنة ذهب نقي الثوب قليل العيب، اصاب خيرها، وسبق شرها، ادي الي الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولايستيقين المهتدي.
السؤال: ما هو تفسيركم لهذه الرسالة خاصة وانها اتت بعد ممات عمر اي بعد الاتيان بكل ما اتی به؟ وهل أن الامام (عليه السلام) مجبر لهكذا ثناء بحق من كسر الضلع وأسقط الجنين واغتصب حقه، مهما كانت العناوين؟
جواب : من الذي قال إن مراد أميرالمؤمنين (عليه السلام) من فلان في هذه الخطبة عمر بن الخطاب؟ والسيد الرضي (قدس سره) لم يذكر من هو المراد منه وإنما ذكر الكلام فقط من دون أن يبين من هو المراد من هذه لفظ فلان والموجود في بعض شروح نهج البلاغة أن المقصود سلمان الفارسي حيث كان والياً علی المدائن، نعم أراد بعض الشراح من العامة تطبيقه علی عمر بن الخطاب ولكنه لاينسجم أصلاً مع الواقع ويكون كذباً حتی في نظر من يعتقد بخلافته من العامة حيث إنهم يصرحون بأنه لم يكن متصفاً بهذه الأوصاف فإنه خالف السنة في كثير من الموارد مثل تحريمه لمتعة الحج ومتعة النساء وتشريعه للجماعة في الصلاة المستحبة وحكمه في إرث الجد بأحكام مختلفة وغير ذلك.
كما لايوافق مع رأي الامام (عليه السلام) بالنسبة لأبي بكر وعمر ممن غصب الخلافة، قال في الخطبة الشقشقية: (فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة أن أشنق لها خرم وأن اسلس لها نقحم فمني الناس لعمر الله نحيط وشماس وتلون واعتراض فصبرت علی طول المدة وشدة المحنة) وحاشا الإمام علي (عليه السلام) الذي هو الصديق الأكبر أن يقول خلاف الواقع مع قطع النظر عن مسألة غصب الخلافة و إيذاء الزهراء وكسر الضلع وإسقاط الجنين مع أن عمر بن الخطاب قد ارتكب في خلافته وقبلها العظائم من الموبقات والمهلكات حتی أنه شك في نفسه هل هو من المنافقين حيث سأل حذيفة بن اليمان الذي كان عالماً بالمنافقين عن نفسه.
ومما يؤخذ عليه في حكمه أمور منها: 1 ـ اجتهاده في مقابل النص الصريح من رسول الله (صلي الله عليه وآله): أخرج الطحاري عن سالم أنه قال: إني لجالس مع ابن عمر في المسجد إذ جاءه رجل من الشام فسأله عن التمتع بالعمرة إلي الحج، فقال أبن عمر:حسن جميل، فقال: إن أباك كان ينهي عن ذلك فقال: ويلك فأن كان أني قد نهي عن ذلك وقدفعله رسول الله (صلی الله عليه وآله) وأمر به ف؟؟؟؟؟يقول إني تأخذ أم بأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله)، فقال بأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله)، فقال: قم عني.
وأخرج الإمام أحمد عن ابن موسی عن المتعة: أن عمر قال: هي سنة رسول الله (صلی الله عليه وآله) يعني المتعة ولكني أخشی أن يعرسوا بهن تحت الاراك ثم يروحون بهن حجاجاً.
2 ـ أخرج البخاري عن عبدالرحمن بن عبدالقاري أنه قال خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلی المسجد فإذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر: إني أری لو جمعت هؤلاء علی قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم علی ابي بن كعب ثم خرجت معه ليلة اخری والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر: نعم البدعة هذه، وقال اليعقوبي: وفي هذه السنة أي السنة الثالثة عشر سن عمر بن الخطاب قيام شهر رمضان وكتب بذلك إلی البلدان وأمر ابي بن كعب وتميماً الداري أن يصليا بالناس فقيل له في ذلك: أن رسول الله لم يفعله، فقال: إن تكن بدعة فما أحسنها من بدعة.
أقول ورد عن رسول الله (صلی الله عليه وآله) قوله: لايقبل الله لصاحب بدعة صلاة ولاصوماً ولا صدقة ولا حجاً ولا عمرةً ولا جهاداً ولا صرفاً ولا عدلاً يخرج من الاسلام كما تخرج الشعرة من العجين، وعن عائشة: من وقر صاحب بدعة فقد أيمان علی هدم الإسلام).
3 ـ أمره عمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندية و كتب الحکمة وکتب إليه: وأما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنی وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة اليه فتقدم بإعدامها.
4 ـ أخرج ابن سعد عن عبدالله بن العلاء أنه قال: سألت القاسم علی أحاديث، فقال: إن الأحاديث كثرت علی عهد عمر بن الخطاب فانشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحربقها، ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب، روي الطبرسي في التاريخ أنه قال: كان عمر يقول: جردوا القرآن ولاتفسروه وأقلوا الرواية عن رسول الله (صلی الله عليه وآله)، وعن أبي هريرة أنه قال: ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ( صلي الله عليه و آله) حتی قبض عمر كنا نخاف السياط، وأخرج الذهبي أن عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال: قدأكثرتم الحديث عن رسول الله (صلی الله عليه وآله)؟؟؟؟؟ ما هذا الحديث عن رسول الله (صلی الله عليه وآله) وأحسبه حبسهم حتی أصيب.
5 ـ جهله بالأحكام و خطأه في القضاء وهو معروف حتی قال: لو لا علی لهلك عمر.
6 ـ جهله بالقرآن ومعاني ألفاظه حتی مثل كلمة الأب في قوله تعالی: (وفاكهة وأباً).
7 ـ التفرقة بين المسلمين خصوصاً العرب والعجم في العطاء.
8 ـ إسقاط سهم ذوي القربي من الخمس.
9 ـ إسقاط سهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة.
10 ـ سوء معاملته مع الصحابة وآحاد الرعية و راجع كتاب من حياة عمر بن الخطاب.

أضف تعليق