طباعة

إذا أصابتكم بليّة وعناء

إذا أصابتكم بليّة وعناء

 

 

قال الصّادق (عليه السلام): «إذا أصابتكم بليّة وعناء فعليكم بقم، فإنَّه مأوى الفاطميّين ومستراح المؤمنين، وسيأتي زمان يُنَفَّرُ عنّا أولياؤنا ومحبّونا عنّا ويبعدون منّا وذلك مصلحة لهم لكيلا يُعرفوا بولايتنا ويحقنوا بذلك دمائهم وأموالهم، وما أراد أحد بقم وأهله سوءاً إلاّ أذلّه الله وأبعده من رحمته»([1]).

قم هذه المدينة المقدّسة التي تُعرف بعشّ آل محمَّد (صلى الله عليه وآله)، وكما يقول الإمام الصّادق (عليه السلام): «مأوى الفاطميّين، ومستراح المؤمنين»، كانت ولا تزال منذ أن كانت قرية، وإلى أن أصبحت مركز محافظة كذلك، فالأشعريّون سكنوها بعد أصابتهم البليّة والعناء منذ زمان بعيد، وتوالت هجرة المؤمنين إليها، وآخرها حين عجّت بها العراق ممَّن أصابهم بليّة صدّام وظلم الذين لا يخافون سوء العقاب، وممَّن تشرّف بنزولها العلماء والفضلاء الذين تركوا العراق، وممَّن ينهلون من علوم آل محمَّد (صلى الله عليه وآله) من أقطار العالم الإسلامي والعربي، حيث الحوزة المحروسة المشار إليها بالبنان، وعلى لسان الأئمّة الهداة الميامين (عليهم السلام) وزماننا هذا هو الزمان الذي نُفِّرَ أولياء ومحبّوا أهل البيت (عليهم السلام) من مجاورة الأئمّة الهداة الميامين، وحقناً لدمائهم، جاؤوا من لبنان وسوريا والعراق فغانستان ومن أفريقيا، ومنهم من إخواننا أهل السُّنة.

أراد الشاه بقم وأهلها سوءاً، وقتل الكثير من أهلها، فأذلّه الله، وأكبّه على منخريه في النّار، ومن بعد صدّام ومعه قوى الكفر أراد بقم وأهلها سوءاً وقتل الكثير من أهلها، فأذلّه الله وأكبّه على منخريه في السجن ذليلاً وراء القضبان، ينتظر مصيره الأسود وما قدّمت يداه.

وقم اليوم بعلمائها وفضلائها، والحوزة المحروسة فيها، تقوم مقام الحجّة في التبليغ والتوجيه، وبيان مذهب آل البيت (عليهم السلام)، وتمدّ العالم بالمطبوعات، والمؤلّفات المحقّقة، والدارسين لعلوم أهل البيت (عليهم السلام).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 5، ص: 488، دار الغدير.