النقطة الرابعة : بعض من ألّف في حديث الغدير
لقد سيطر حديث الغدير على أقلام المحدثين والباحثين فألّف فيه الكثير من الشيعة والسنة ، وقد أحصى العلامة الأميني مجموعة كبيرة من اُولئك العلماء ، غير أني أكتفي بذكر ثلاثة من أئمة الحفاظ والمحدثين المعتبرين عند أهل السنة :
1ـ ابن جرير الطبري صاحب التاريخ ( ت 310هـ ) .
قال الذهبي : ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث .
قلت : رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق ([1]) .
وقال ابن كثير كما سيأتي عنه : وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه .
وقال ابن حجر : قلت : لم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع ، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط ، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر ([2]) .
2ـ ابن عقدة الهمداني الحافظ المعروف ( ت 333 ) .
قال ابن حجر : وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر ([3]) .
قال المنّاوي في فيض القدير : قال ابن حجر : حديث كثير الطرق جداً استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، منها صحاح ومنها حسان ([4]) .
3ـ شمس الدين الذهبي ( ت 748 هـ ) .
قال في تذكرته : وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جداً قد أفردتها في مصنف ، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل ([5]) ، وأما حديث من كنت مولاه فله طرق جيّدة ، وقد أفردت ذلك أيضاً ([6]) .
وقد طبعت هذه الرسالة تحت عنوان : ( طرق حديث من كنت مولاه ) ، بتحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي (رحمه الله) ، معتمداً على نسخة خطية وجدها في تركيا .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] تذكرة الحفاظ 2 / 713 .
[2] تهذيب التهذيب 7 / 297 .
[3] تهذيب التهذيب 7 / 297 .
[4] فيض القدير 6 / 218 .
[5] وهذا من تعنته في فضائل الإمام علي عليه السلام ، وإلاّ فهل يقصر الحديث الذي له طرق كثيرة جداً عن درجة التواتر؟! حتى يصفه بقوله ومجموعها يوجب . . ، ولو كان أقل من ذلك في غيره عليه السلاملتغيّرت لغته وحاول تصحيحه وإن كان ضعيفاً ، ولكنّ الحديث الذي في فضل الإمام علي عليه السلامتقصر خطى قاطعي طرقه عن الوصول إلى درجة اليقين ، والمشتكى إلى الله تعالى .
[6] تذكرة الحفاظ : 3 / 1042 .