طباعة

القتل بعد الشريطة

القتل بعد الشريطة

 

وفيه عن طلحة بن عبيد الله قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «ما كانت شريطة إلاّ كان بعدها قتل وصلب»([1]).

الشريطة: ذراع الحكومات الضاربة القاتلة السارقة الساهرة على الأمن وأرواح النّاس، أمَّا في الحكومات الظالمة التي جاءت بالقوّة، والحديد والنّار، فالشرطة هي التي تقتل، وهي التي تسرق، وهي التي تأخذ الرّشا، وهي التي تطارد الأحرار، وتلتزم أن تكون من أعوان الولاة الظلمة، وتشهد الحرب، وتتهيّأ للموت والقتل والقتال.

واليوم نجد في العراق أنَّ الشريطة تقتل الإرهابي، والإرهابي يفجّر نفسه والسيّارة صلة بالإرهاب، وهم الذين يعطون الأحداثيّات والأسرار إلى الإرهابي.

ورأينا من الشرطة مَن يستغلّ هذه الوظيفة للسرقة والسطو على البيوت والمحلاّت و وعلى البنوك والأسواق التجاريّة، ومنهم مَن يتعامل مع المهرّبين ومع الأعداء...

فالشرطة يجب أن يتمّ اختيارها وفق شروط ومواصفات، وإلاّ من الصعوبة بمكان السيطرة وضمان الأمن والإستقرار، وكما قيل: «حاميها حراميها»، والشروط هي:

1 ـ الثقافة.

2 ـ الإيمان بالوظيفة.

3 ـ أن لا يكون من أرباب السوابق.

4 ـ أن يكون مؤمناً بالله وبما جاء من عند الله من الحلال والحرام.

5 ـ أن يكون من أهل البلد وليس غريباً.

6 ـ أن يكون من عائلة نظيفة.

7 ـ أن لا يكون من شريطة النظام السابق.

8 ـ أن يدخل دورة أو أكثر يتعرّف فيها على العمل الذي يُكلَّف .

9 ـ أن يكون خرّيج متوسّطة على أقلّ تقدير.

10 ـ أن يعطى مرتباً يكفيه ويكفي عياله بحيث لا يحتاج إلى الرشوة في عمله.

11 ـ أن تكون له مخصّصات ومحفزات.

12 ـ أن يُعطى أرضاً ويُدعم لبنائها.

ودور الشزيطة مهمّ في حفظ الأمن وأرواح وممتلكات النّاس.

فالشريطة هي التي تتصدّى للمظاهرات، وهي التي تلاحق المجرمين، وهي التي تتابع المهربين، والشريطة اهي التي تنظّم السير والمرور في داخل المُدن والطرق الخارجيّة، وهي التي تحرس الدوائر الحكوميّة، والمؤسّسات والمشاريع المهمّة والحسّاسة، وهي التي تحافظ على نظام الدخول والخروج من الحدود، وهي التي تراقب الأسعار في الأسواق، ولهذا فدور الشريطة مهمّ في البلاد وعلى قدر هذه الأهميّة، يجب أن يكون الإهتمام بأفرادها، وإلاّ اختلّت الموازين واختلفت الأهواء، وكثرت المشاكل، والشريطة ليست وليدة اليوم، وكلّما كان الشرطي مثقّفاً ومن حملة الشهادات، وكان ذا خبرة ومعرفة بعمله، كلّما كان نتاجه أحسن وأنجح، وأهمّ ما يجب أن يتّصف به عمله السريّة ومصلحة البلد فوق كلّ مصلحة، بحيث لا يكشف للآخرين عن طبيعة عمله، وإلاّ فلا فائدة تُرجى منه، وكما أنَّ القوّات المسلّحة الجيش بكلّ أصنافه، وظيفته في البناء والدفاع عن الوطن، كذلك الشرطة وظيفتها الحفاظ على أرواح وممتلكات النّاس والأمن وبما أنَّ وظيفة الشرطة مهمّة وحسّاسة، فيجب زيادة الإهتمام بها، وزيادة أصنافها.

ولا يخفى على المطالع أنَّ شرطة الخميس على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام)كانت خمسة آلاف وكانوا عاهدوه على الفداء والتضحية علاوة على ما وكّلت من مهمات بهم، فكانوا يقومون بالدوريّات ويأتون بالأخبار عن نوايا العدوّ، كانوا يقومون بحراسة الأسواق وأرواح النّاس ليلاً، واليوم نرى في العالم المتمدّن اهتماماً كثيراً بالشرطة حيث يختارون من حملة الشهادات وبمواصفات خاصّة لأنَّ المهمّة المناطة بهم حسّاسة وجديرة بالإهتمام خصوصاً أمن الدولة ومطاردة المهربين وحفظ أرواح النّاس وممتلكاتهم، وأحياناً يوكل بالشرطي السلطة القضائيّة والتشريعيّة والتنفيذيّة، فهو يعالج الأُمور ويقضي ثمَّ ينفّذ أمره وأمره نافذ المفعول والشرطي يجب أن يكون نزيهاً وإلاّ فلا خير فيه.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 2، ص: 427، دار الغدير.