طباعة

حياته العلمية وما قيل بشأنها

حياته العلمية وما قيل بشأنها

 

 

بالإضافةِ إلى النص المتقدم الذي نقله الحسني فقد أورد المؤرخون جملة من الأقوال والروايات بشأنه :

فقد روى إبراهيم بن العباس الصولي قائلاً: ما رأيت الرضا سُئل عن شيءٍ إلا علّمه، وما رأيت أعلم منه في زمانه. فكان المأمون يسأله عن كل شيء فيجيبه وإجاباته متنزعة من القرآن المجيد.

وقال الرجاء بن الضحّان حين بعثه المأمون لإشخاص الرضا: والله ما رأيت رجلاً أتقى لله منه، ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته، ولا أشد خوفاً لله عزّ وجل منه، وكان لا ينزل بلداً إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه وعن آبائه عن الإمام علي عن رسول الله (ص). وعندما وردتُ المأمون سألني عنه فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وضعنه وإقامته فقال لي المأمون: بلى يا بن الضحّاك، هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم.

وقال المأمون للذين ثقل عليهم اختيار الإمام علیه السلام لولاية العهد كما جاء في البحار عن الحاكم النيسابوري ما بايعت لـه الا مستبصراً في أمره عالماً بأنه لم يبق على

ظهرها أبين فضلا ً ولا أظهر عفّة ً ولا أورع زهداً في الدنيا ولا أطلق نفساً ولا اشد في ذات الله منه.

وجاء عن أبي الصلت الهروي أنه قال: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا فلا رآه عالم إلا شهد لـه بمثل شهادتي. ولقد جمع المأمون في مجالسه لـه عدداً من العلماء وأهل الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلّمين إلا غَلبَهمْ عن آخرهم حتى ما بقي أحدٌ منهم إلا أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه له بالقصور.

وورد  في المجلد الرابع من مناقب آل أبي طالب قال محمد بن عيسى اليقطني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا علیه السلام جمعت من مسائله التي أجاب عنها ثماني عشرة ألف مسألة، وقد روى عنه علیه السلام جماعة من المصنّفين منهم: أبو بكر الخطيب في تأريخه، والثعلبي في تفسيره، والسمعاني في رسالته، وابن المعتز في كتابه وغيرهم عشرات الأحاديث في شتّى المواضيع[1].