• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شعرا غدير

 

شعرا غدير

 

أبو العباس الضبي وشعره فی الغدیر
المتوفى 398

• لعلي الطهر الشهير صنو النبي محمد وحليل فاطمة ووالد شبر وأبو شبير (1)
• مجد أناف على ثبير ووصيه يوم الغدير شبر وأبو شبير (1) شبر وأبو شبير (1)
(ما يتبع الشعر)
(ثبير)
بفتح المثلثة ثم الموحدة المكسورة من أعظم جبال مكة بينهما و بين عرفة، سمي باسم رجل من هذيل مات في ذلك الجبل. أخرج أبو نعيم في [ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين] والنطنزي في [الخصايص العلوية] عن شعبة ابن الحكم عن ابن عباس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن بمكة بيدي وبيد علي فصعد بنا إلى (ثبير) ثم صلى بنا أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: أللهم إن موسى بن عمران سألك وأنا محمد نبيك فأسئلك أن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني ليفقه قولي واجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري، قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سألت.
(الشاعر)
الكافي الأوحد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي - نسبة إلى ضبة - الوزير الملقب بالرئيس، أحد من ملك أزمة السياسة والأدب بعد الصاحب ابن عباد، وكان من ندمائه واختص بالزلفة منه والتأدب بآدابه، والحظوة بقرباه حتى عاد منار
________________________________________
(1) مناقب ابن شهر آشوب 1 ص 550 ط ايران.
الفضل والأدب ومفزع روادهما، وممن يشار إليه وينص عليه، لم يفتء كذلك حتى قضى الصاحب نحبه سنة 385 فخلفه على الوزارة لما استوزره فخر الدولة البويهي وضم إليه أبا علي الملقب بالجليل وفي ذلك قال بعض ولد المنجم:

• والله والله لا أفلحتم أبدا إن جاء منكم جليل فاقطعوا أجلي أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي
• بعد الوزير ابن عباد بن عباس أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي
فالمترجم كانت تحط بفنائه الرحال، وتنال منه الآمال، وتفد إليه القوافي من كل حدب، ويسير شعره مع الركبان، وكان نعم الخليفة لسلفه الصاحب، والموئل الفذ لما كانت له من مراتب، وله في جامع إصبهان خانكات مرتفعة، وخانات عامرة متسعة، قد وقفت لأبناء السبيل، وبحذائه دار الكتب وحجرها وخزانتها وقد بناهن ونضد فيها من الكتب عيونا، وخلدها من العلوم فنونا، يشتمل فهرستها على ثلث مجلدات كبيرة كما في محاسن إصبهان ص 85، وكتب التراجم (1) تطفح بالثناء عليه، ولشعراء عصره قصائد رنانة في مدحه ومنهم: أبو عبد الله محمد بن حامد الخوارزمي له قصيدة في إطراءه منها:

• زمان جديد وعيد سعيد وأحسن من ذاك وجه الرئيس وكم حلة خطها قد غدت على برد آل يزيد تزيد
• ووقت حميد فماذا تريد؟! وقد طلعت من سناه السعود على برد آل يزيد تزيد على برد آل يزيد تزيد
2 - أبو الحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني [السابق ذكره] له قصائد في المترجم له منها: قصيدة في ميلاده وتحويل سنه ذكرها الثعالبي في (اليتيمة) 4 ص 38 منها:

• يوم تبرجت العلا يوم أتاه المشتري بسلالة المجد الفصيح وصفوة المجد الزرب
• فيه ومزقت الحجب بشهاب سعد ملتهب وصفوة المجد الزرب وصفوة المجد الزرب
________________________________________
(1) راجع يتيمة الدهر 3 ص 260، معجم الأدباء 1 ص 65، كامل ابن الأثير 9 ص 73، معالم العلماء لابن شهر آشوب، ديوان مهيار؟ ص 29، أعيان الشيعة 8 ص 77، دائرة المعارف للبستاني 11 ص 120

• ملك إذا ادرع العلا وإذا تنمر في الخطوب وإذا تبسم للندى يا غرة الحسب الكريم هذا صباح حليت ميلادك الميمون فيه عرج عليه بمجلس واضرب عليه سرادقا للأنس ممتد الطنب
• فالدهر مسلوب السلب فيا لنار في حطب مطرت سحائبه الذهب وأين مثلك في الحسب؟! بسعوده عطل الحقب وهو ميلاد الأدب ريان من ماء العنب للأنس ممتد الطنب للأنس ممتد الطنب
3 - مهيار الديلمي [أحد شعراء الغدير الآتي ذكره] مدح المترجم بقصائد منها ميمية 65 بيتا توجد في ديوانه 3 ص 344 أولها:

• أجيراننا بالغور والركب متهم رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم سواء ولكن ساهرون ونوم
• أيعلم خال كيف بات المتيم؟! سواء ولكن ساهرون ونوم سواء ولكن ساهرون ونوم
ومنها بائية 45 بيتا في ديوانه ج 1 ص 15 مطلعها:

• شفى الله نفسا لا تذل لمطلب وصبرا متى يسمع به الدهر يعجب
• وصبرا متى يسمع به الدهر يعجب وصبرا متى يسمع به الدهر يعجب
ودالية 61 بيتا في ديوانه ج 1 ص 230 أولها:

• إذا صاح وفد السحب بالريح أوحدا وراح بها ملأى ثقالا أو اغتدى
• وراح بها ملأى ثقالا أو اغتدى وراح بها ملأى ثقالا أو اغتدى
وبائية 37 بيتا في ديوانه ج 1 ص 12 مستهلها:

• دواعي الهوى لك أن لا تجيبا هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا
• هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا
وعينية 40 بيتا في ديوانه 2 ص 179 مطلعها:

• على أي لائمة أربع؟! وقد أخذ العهد يوم الرحيل أمامي والعهد مستودع
• وفي أيما سلوة أطمع؟! أمامي والعهد مستودع أمامي والعهد مستودع
ولامية 52 بيتا في ديوانه 3 ص 18 مستهلها:

• اليوم أنجز ماطل الآمال فأتتك طائعة من الاقبال
• فأتتك طائعة من الاقبال فأتتك طائعة من الاقبال
وقصيدة 69 بيتا توجد في ديوانه 4 ص 30 نظمها سنة 392، أولها:

• قالوا: عساك مرجم فتبين هيهات ليس بناظري إن غرني
• هيهات ليس بناظري إن غرني هيهات
• هي تلك دارهم وذلك ماؤهم ولقد أكاد أضل لولا عنبر فتقوا به أنفاسهن لطائما (1) يا منزلا لعبت به أيدي الصبا إما تناشدني العهود فإنها سكنتك بعدهم الوحوش تشبها لعيونهن علامة سحرية عندي فما بال الظباء تغشني؟!
• فاحبس ورد وشرقت إن لم تسقني في الترب من أرج الحبائب دلني وظعن وهي مع الثرى لم تظعن لعب الشكوك وقد بدت بتيقني حفظت فكانت بئس ذخر المقتني بهم وليتك آنفا لم تسكن عندي فما بال الظباء تغشني؟! عندي فما بال الظباء تغشني؟!
ويقول فيها:

• حاشا طلابي أن أعم به وقد يا حظ قم فاهتف بناحية الغنى وأعن على إدراكها فبمثلها لمن الخليط مشرق وضمانه اشتقت يا سفن الفلاة فأبلغي وأنهض فرحل يا غلام مذللا (2) يرضى بشم العشب إما فاته مرح الزمام يكاد يصعب ظهره الرزق والانصاف قد فقدا فلذ وإلى أبي العباس حافظ ملكها سهل الأشد ولأن خبث الأخشن
• خص السماح بموضع متعين؟! في الري وارحم كد من لم يفطن فرقت بين موفق ومحين رزق لنا في غيره لم يؤذن وطربت يا حادي الركاب فغنني تتوعر البيداء منه بمدمن والسير يأكل منه أكل الممعن فتصيح فاغرة الرحال به: لن بالري واستخرجهما من معدن. سهل الأشد ولأن خبث الأخشن سهل الأشد ولأن خبث الأخشن
4 - أبو الفياض سعد بن أحمد الطبري له قصيدة في مدح أبي العباس منها:

• وإني وأقواف القريض أحوكها كما تضرب الأمثال وهي كثيرة ولكنني أملت عندك مطلبا ألم تر أن ابن الأمير أجارني ولم يرض من إدرائه لي سوى الذرى؟!
• لاشعر من حاك القريض وأقدرا بمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا انكبه عمن ورائي من الورى ولم يرض من إدرائه لي سوى الذرى؟! ولم يرض من إدرائه لي سوى الذرى؟!
________________________________________
(1) لطائم جمع لطيمة، وهي نافجه المسك.
(2) المذلل: الجمل يذلل الطريق ويعبدها
5 - صاعد بن محمد الجرجاني كتب إلى المترجم له بقوله:

• ولو أنني حسب اشتياقي ومنيتي ولكنني أهدي على قدر طاقتي وأحمل ديوانا بخط ابن مقلة
• منحتك شيئا لم يكن غير مقلتي وأحمل ديوانا بخط ابن مقلة وأحمل ديوانا بخط ابن مقلة
6 - أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش الاصبهاني قال في المترجم من قصيدة كبيرة:

• بنفسي وأهلي شعب واد تحله وعطفه صدغ يهتدي فوق خده وطيب عناقي منه بدرا أضمه وقفنا معا واللوم يصفق رعده ترق على ديباجتيه دموعه وينأى رقيب عن مقام وداعنا يقلقني عتب الحبيب وعذره وكيف أقي قلبي مواقع رميه؟! يولي وبالأحداق تفرش أرضه ويفدى وبالأفواه ترشف رجله
• ودهر مضى لم يجد إلا أقله ويضربه روح الصبا فيضله ألي وأهوى لثمه فاجله ومنا سحاب الدمع يسجم وبله كما غازل الورد المضرج طله وتبلغه أنفاسنا فتذله ويقلقني جد الرقيب وهزله ولست أرى من أين ينثال نبله ويفدى وبالأفواه ترشف رجله ويفدى وبالأفواه ترشف رجله
وبعد ردح من تقلده الوزارة كما وصفناه اتهمته أم مجد الدولة بأنه سم أخاه فطلبت منه مائتي ألف دينار لينفقها في مأتم أخيه فأبى عليها ذلك فهرب عنها سنة 392 إلى (بروجرد) وهي من أعمال بدر بن حسنويه (1) فبذل بعد ذلك مأتي ألف دينار ليعود إلى عمله فلم يقبل منه، ولم يبرح بها حتى مات سنة 398 وقيل: إن أبا بكر ابن رافع أحد قواد فخر الدولة واطأ أحد غلمانه فسقاه سما، وأرسل ابنه تابوته إلى بغداد مع أحد حجابه وكتب إلى أبي بكر الخوارزمي يعرفه أنه وصى بدفنه في مشهد الحسين
________________________________________
(1) من أمراء الجبل لقبه القادر بناصر الدولة وعقد له لواءا وكان يبر العلماء والزهاد والأيتام، وكان يتصدق كل جمعة بعشرة آلاف درهم، ويصرف إلى الأساكفة والحذائين بين همدان وبغداد ليقيموا للمنقطعين من الحاج الأحذية ثلاثة آلاف دينار، ويصرف إلى أكفان الموتى كل شهر عشرين ألف درهم، واستحدث في أعماله ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء، وكان ينقل للحرمين كل سنة مصالح الطريق مائة ألف دينار، ثم يرتفع إلى خزائنه بعد المؤن والصدقات عشرون ألف ألف درهم (شذرات الذهب 3 ص 173).
عليه السلام بكربلاء المشرفة ويسأله القيام بأمره وابتياع تربة بخمس مائة دينار، فقيل للشريف أبي أحمد [والد السيدين علم الهدى والشريف الرضي]: أن يبيعه موضع قبره بخمسمائة دينار. فقال: هذا رجل التجأ إلى جوار جدي فلا آخذ لترتبه ثمنا. وكتب نفسه الموضع الذي طلب منه وأخرج التابوت إلى (براثا) وخرج الطاهر أبو أحمد ومعه الأشراف والفقهاء وصلى عليه وأصحبه خمسين رجلا من رجاله حتى أوصلوه ودفنوه هناك (1) ورثاه مهيار الديلمي [الآتي ذكره] بقصيدة 59 بيتا ويعزي ابنه سعدا و أنفذها إلى (الدينور) توجد في ديوانه 3 ص 27 أولها:

• ما للدسوت وللسروج تسائل: لم سد باب الملك وهو مواكب؟! ما للجياد صوافنا (2) وصوامتا من قطر (3) الشجعان عن صهواتها؟! 5 ما للسماء عليلة أنوارها؟! من لجلج الناعي يحدث إنه المجد في جدث ثوى؟ أم كوكب الدنيا ما كنت فيه خائفا إن الردى أدرى الحمام بمن - وأقسم ما درى - 10 خطب أخل الدهر فيه بعقله يا غيث أرضي الأرض سقيا واحتبي ينهل منهل المزادة (6) موثقا يسم الصخور كأن كل مجودة (7) لحظ العليق بها حصان
• من قائم عنهن أو من نازل؟! وخلت مجالسه وهن محافل؟! نكسا؟! وهن سوابق وصواهل وهم بها تحت الرماح أجادل (4) لمن السماء من الكواكب ثاكل؟! أودي فقيل: أقائل؟! أم قاتل؟! هوي؟! أم ركن ضبة مائل؟! من عز جانبه إليه واصل تلتف كفات له وحبائل؟! والدهر في بعض المواطن جاهل بالروض يشكره المحل الماحل إن الثرى الظمآن منه ناهل لحظ العليق بها حصان لحظ العليق بها حصان
________________________________________
(1) معجم الأدباء ج 1 ص 65.
(2) الصوافن من الخيل: الواقفة على ثلاث وقوائم وطرف حافر الرابعة.
(3) قطر: ألقى.
(4) أجادل جمع أجدل وهو الصقر.
(5) الكفات جمع كفة بضم الكاف وهي الحبالة.
(6) المزادة: الراوية. يربد بها السحاب الممطر على التشبيه.
(7) المجودة: الأرض جادها المطر.
• تمريه غبراء الإهاب كأنما (1) حلفت لأفواه الربي أخلافها وليت سيوف البرق قطع عروقها أبلغ أبا العباس أنك فاحص مني وأطباق الصعيد حجابه سعدت جنادل ألحفتك على البلى أبكيك لي والمرملين بنوهم الأيتام ولمستجير والخطوب تنوشه متلوم (4) العزمات لا هو قاطن أودى به التطواف ينشد ناصرا حتى إذا الاقبال منك دنا به ولمعشر طرق العلوم ذنوبهم كانوا عن الطلب الذليل بمعزل قطع الجدا بهم وقد قطع الردى وعصائب هي إن ركبت مواكب تفري بأذرعها الكعوب كأنما لو كان في (ثعل) بموتك ثأرها نكروا حلومك والمنون تسوقها قعد البعيد وقام عنك متاركا ولج الحمام إليك بابا ما شكا غير الزحام عليك فيه داخل
• قادت خزائمها النعام الجافل أيمان صدق إنهن حوافل (2) 15 فبكل فج شاريان سائل حتى تبل جوى ثراه فواغل (3) عني فكيف تخاطب وتراسل؟! لا مثل ما شقيت عليك جنادل بعدك والنساء أرامل 20 مستطعم؟ الدهر فيه آكل في داره قفرا ولا هو راحل فيضل أن يلقاه إلا خاذل أنساه عندك عام بؤس قابل في الناس وهي لهم إليك وسائل 25 ثقة وأنت بما كفاهم كافل بك أن يظن تزاور وتواصل تسع العيون وإن غضبت جحافل تحت الرماح على الرماح عوامل (5) ما عاش من ثعل (6) عليك مناضل 30 حقا وأنت مدافع متثاقل ما جاء يقنصك القريب الواصل غير الزحام عليك فيه داخل غير الزحام عليك فيه داخل
________________________________________
(1) تمريه: تدر عليه. غبراء الإهاب: السحابة السوداء.
(2) أخلاف جمع خلف وهو حلمة الضرع. حوافل: ممتلئة.
(3) الواغل: الداخل المتغلغل في الشئ.
(4) المتلوم: المنتظر.
(5) تفرى من الفرى: الشق. كعوب جمع كعب: العقدة. عوامل جمع عامل وهو صدر الرمح الذي يلي السنان.
(6) ثعل: قبيلة مشهورة بالرمي.
• مستبشرا بالوفد لم يجبه به 35 لم يغنك الكرم العتيد ولا حمى كنت الذي مر الزمان وحلوه فغدوت مالك في عدوك حيلة والموت أجور حاكم وكأنه لا اغتر بعدك بالحياة مجرب 40 يا ثاويا لم تقض حق مصابه أفديك لو أن الردى بك قابل ما بال أوقاتي بفقدك هجرت؟! قد كنت ملتحفا بمدحك حلة فخرا تجر لها علي ذلاذل (1)
• رد ولم ينهر عليه سائل عنك السماح ولا كفاك النائل فيمن يصابر عيشه ويعاسل تغني ولا لك من صديقك طائل في الناس قسما بالسوية عادل عرف الحقوق فلم يرقه الباطل كبد محرقة وجفن هامل من مهجتي وذوي ها أنا باذل ولقد تكون لديك وهي أصائل فخرا تجر لها علي ذلاذل (1) فخرا تجر لها علي ذلاذل (1)
ويقول فيها:

• لا تحسبن وسعد ابنك طالع 45 ما أنكر الزوار بعدك وجهه أجمل له يا سعد واحمل وزره (2) وأنا الذي يرضيك فيه باكيا ويسره بك في الذي هو قائل
• يحتل برجك إن سعدك آفل في البدر من شمس النهار مخايل ما طال باع أو أطاعك كاهل ويسره بك في الذي هو قائل ويسره بك في الذي هو قائل
ولشاعرنا أبي العباس الضبي شعر رقيق ونظم جيد ومنه قوله:

• ترفق أيها المولى بعبد وأسكرت العقول فليس ندري أسحرا ما تسقى أم كؤوسا؟!
• فقد فتنت لواحظك النفوسا أسحرا ما تسقى أم كؤوسا؟! أسحرا ما تسقى أم كؤوسا؟!
وله قوله وهو مما يتغنى به:

• ألا يا ليت شعري ما مرادك؟! وأي محاسن لك قد سباني؟! وأي ثلاثة أوفى سوادا؟! أخالك؟! أم عذارك؟! أم فؤادك؟!
• فقلبي قد أضر به بعادك جمالك؟! أم كمالك؟! أم ودادك؟! أخالك؟! أم عذارك؟! أم فؤادك؟! أخالك؟! أم عذارك؟! أم فؤادك؟!
________________________________________
(1) الذلاذل: أسافل القميص الطويل.
(2) الوزر: الحمل الثقيل.
• قلت لمن أحضرني زهرة وقرة العينين نيل المنى : تجنب النمام لا تجنه أخشى علينا العين من أعين يبعثها بالسوء أقوام
• ومجلسي بالأنس بسام عندي ولا سام ولا حام فإنما النمام نمام يبعثها بالسوء أقوام يبعثها بالسوء أقوام
وله قوله:

• لا تركنن إلى الفراق الشمس عند غروبها تصفر من فرق الفراق
• فإنه مر المذاق تصفر من فرق الفراق تصفر من فرق الفراق
ومما كتب إلى الوزير الصاحب ابن عباد قوله:

• أكافي كفاة الأرض ملكك خالد نثرت على القرطاس درا مبددا جواهر لو كانت جواهر نظمت ولكنها الأعراض لا تقبل النظما
• وعزك موصول فأعظم بها نعمي وآخر نظما قد فرعت به النجما ولكنها الأعراض لا تقبل النظما ولكنها الأعراض لا تقبل النظما
وله في الثريا:
• خلت الثريا إذ بدت سنبلة من لؤلؤ أو باقة من نرجس
• طالعة في الحندس (1) أو باقة من نرجس أو باقة من نرجس
وقوله فيها:
• إذ الثريا اعترضت حسبتها لامعة سنبلة من در
• عند طلوع الفجر سنبلة من در سنبلة من در
وقوله في قصر الليل:

• وليلة أقصر من بدت لعيني وانجلت عذراء من قرارها
• فكري في مقدارها عذراء من قرارها عذراء من قرارها
وقوله في طول الليل:

• رب ليل سهرته كلما زدت رعيه فتبينت إنه أو تفانت نجومه فبدا في حداده
• مفكرا في امتداده زادني من سواده تائه في رقاده فبدا في حداده فبدا في حداده
وخلف المترجم له على مجده وفضله ولده أبو القاسم سعد بن أحمد الضبي، تبع
________________________________________
(1) الحندس: الظلام.
والده لما هرب إلى (بروجرد) وتوفي بها بعد والده بشهور ; ولمهيار الديلمي في مدحه عدة قصايد منها قصيدة 45 بيتا أنشدها إياه وهو مقيم ببروجرد أولها:

• ذكرت وما وفاي بحيث أنسى بدجلة كم صباح لي وممسى
• بدجلة كم صباح لي وممسى بدجلة كم صباح لي وممسى
وأخرى 45 بيتا مستهلها:

• أشاقك من حسناء وهنا طروقها؟ نعم كل حاجات النفوس يشوقها
• نعم كل حاجات النفوس يشوقها نعم كل حاجات النفوس يشوقها
ونونية 44 بيتا في ديوانه 4 ص 51 مطلعها:

• ما أنت بعد البين من أوطاني دار الهوى والدار بالجيران
• دار الهوى والدار بالجيران دار الهوى والدار بالجيران
ويقول فيها:

• كثر الحديث عن الكرام وكل من إلا بسعد من تنبه للعلا مهلا بني الحسد الدخيل فإنها سعد بن أحمد أبيض من أبيض بين الجبال الصم بحر ثامن من معشر سبقوا إلى حاجاتهم قوم إذا وزروا الملوك برأيهم ضربوا بمدرجة السبيل قبابهم ويكاد موقدهم يجود بنفسه أبناء ضبة واسعون وفي الوغى يا راكبا زهر الكواكب قصده قف ناد: يا سعد الملوك رسالة غالطت شوقي فيك قبل لقائنا حتى إذا ما الوصل أطفأ غلتي ولرب وجد تواصف ناهضته ولقد عكست علي ذاك لأنني وممن العجائب والزمان ملون أن الدنو هو الذي أقصاني
• جربت ألفاظ بغير معاني هيهات نومهم من اليقظان لا تدرك العلياء بالأضغان في المجد فانتسبوا بني الألوان يحوي جلامدها وبدر ثاني شوط الرياح وقد جرت لرهان أمرت عمائمهم على التيجان يتقارعون بها على الضيفان - حب القرى - حطبا على النيران يتضايقون تضايق الأسنان : قرب لعلك عندها تلقاني من عبدك القاصي بحب داني والقرب ظن والمزار أماني بك كان أعطش لي من الهجران وضعفت لما صار وجد عيان كنت الحبيب إليك قبل تراني أن الدنو هو الذي أقصاني أن الدنو

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفتح كشاجم
المتوفى 360

• له شغل عن سؤال الطلل فما ضمنته لحاظ الظبا ولا تستفز حجاه الخدود كفاه كفاه فلا تعذلاه طوى الغي مشتعلا في ذراه له في البكاء على الطاهرين فكم فيهم من هلال هوى هم حجج الله في خلقه ومن أنزل الله تفضيلهم فجدهم خاتم الأنبياء ووالدهم سيد الأوصياء ومن علم السمر طعن الحلي ولو زالت الأرض يوم الهياج ومن صد عن وجه دنياهم وكان إذا ما أضيفوا إليه سماء أضيف إليها الحضيض وبحر قرنت إليه الوشل (2)
• أقام الخليط به؟ أم رحل؟ تطالعه من سجوف الكلل بمصفرة واحمرار الخجل كر الجديدين كر العذل فتطفى الصبابة لما اشتغل مندوحة عن بكاء الغزل قبيل التمام وبدر أفل ويوم المعاد على من خذل فرد على الله ما قد نزل ويعرف ذاك جميع الملل ومعطي الفقير ومردي البطل لدى الروع والبيض ضرب القلل من تحت أخمصه (1) لم يزل وقد لبست حليها والحلل فأرفعهم رتبة في المثل وبحر قرنت إليه الوشل (2) وبحر قرنت إليه الوشل (2)
________________________________________
(1) أخمص القدم: ما لا يصيب الأرض من باطنها، ويراد به القدم كلها.
(2) الوشل كما مر: الماء القليل يتحلب من صخر أو جبل.

 

 

 

• بجود تعلم منه السحاب وكم شبهة بهداه جلا وكم أطفأ الله نار الضلال ومن رد خالقنا شمسه ولو لم تعد كان في رأيه ومن ضرب الناس بالمرهفات وقد علموا أن يوم الغدير فيا معشر الظالمين الذين أذاقوا النبي مضيض الثكل
• وحلم تولد منه الجبل وكم خطة بحجاه فصل به وهي ترمي الهدى بالشعل عليه وقد جنحت للطفل (1) وفي وجهه من سناها بدل على الدين ضرب عراب الإبل بغدرهم جر يوم الجمل أذاقوا النبي مضيض الثكل أذاقوا النبي مضيض الثكل
إلى أن قال:

• يخالفكم فيه نص الكتاب نبذتم وصيته بالعراء وقلتم عليه الذي لم يقل
• وما نص في ذاك خير الرسل وقلتم عليه الذي لم يقل وقلتم عليه الذي لم يقل
إلى آخر قصيدته الموجودة في نسخ ديوانه المخطوط 47 بيتا وقد أسقط ناشر ديوانه من القصيدة ما يخالف مذهبه وليست هذه بأول يد حرفت الكلم عن مواضعها.
(الشاعر)
أبو الفتح محمود بن محمد بن الحسين بن سندي بن شاهك الرملي (2) المعروف بكشاجم. هو نابغة من رجالات الأمة، وفذ من أفذاذها، وأوحدي من نياقدها، كان لا يجارى ولا يبارى، ولا يساجل ولا يناضل، فكان شاعرا كاتبا متكلما منجما منطقيا محدثا، ومن نطس الأواسي محققا مدققا مجادلا جوادا.
فهو جماع الفضايل وإنما لقب نفسه بكشاجم إشارة بكل حرف منها إلى علم فبالكاف إلى أنه كاتب، وبالشين إلى أنه شاعر، وبالألف إلى أدبه أو إنشاده، و بالجيم إلى نبوغه في الجدل أو جوده، وبالميم إلى أنه متكلم أو منطقي أو منجم، و لما ولع في الطلب وبرع فيه زاد على ذلك حرف الطاء فقيل: طكشاجم. إلا أنه
________________________________________
(1) طفلت الشمس: دنت للغروب. مر حديث رد الشمس في الجزء الثالث 126 - 141.
(2) نسبة إلى الرملة من أرباض فلسطين.

 

لم يشتهر به، هذا ما طفحت به المعاجم (1) في تحليل هذا اللقب على الخلاف الذي أوعزنا إليه في الإشارة، لكن الرجل بارع في جميع ما ذكر من العلوم ولعله هو المنشأ للاختلاف في التحليل.
أدبه وشعره
إن المترجم قدوة في الأدب وأسوة في الشعر، حتى أن الرفاء السري الشاعر المفلق على تقدمه في فنون الشعر والأدب كان مغرى بنسخ ديوانه، وكان في طريقه يذهب، وعلى قالبه يضرب (2) ولشهرته بهذا الجانب قال بعضهم:

• يا بؤس من يمنى بدمع ساجم لولا تعلله (4) بكأس مدامة ورسائل الصابي وشعر كشاجم (5)
• يهمى على حجب الفؤاد الواجم (3) ورسائل الصابي وشعر كشاجم (5) ورسائل الصابي وشعر كشاجم (5)
دون شعره أبو بكر محمد بن عبد الله الحمدوني، ثم ألحق به زيادات أخذها من أبي الفرج ابن كشاجم.
وشعره كما تطفح عنه شواهد تضلعه في اللغة والحديث، وبراعته في فنون الأدب والكتاب والقريض، كذلك يقيم له وزنا في الغرائز الكريمة النفسية، ويمثله بملكاته الفاضلة كقوله:

• شهرت نداي مناصب لي وسجية لي في المكارم متحيزا فيها معلى المجد ولقد سننت من الكتابة وفضضت من عذر المعاني وشفعت مأثور الرواية ووصلت ذاك بهمة في المجد سائبة طموحه
• في ذرى كسرى صريحه إنني فيها شحيحه مجتنبا منيحه للورى طرقا فسيحه الغر في اللغة الفصيحه بالبديع من القريحه في المجد سائبة طموحه في المجد سائبة طموحه
________________________________________
(1) راجع شذرات الذهب ج 3 ص 37، والشيعة وفنون الاسلام ص 108.
(2) تاريخ ابن خلكان ج 1 ص 218.
(3) يمنى: يبتلى ويصاب. يهمى: يسيل. الواجم: العبوس من شدة الحزن
(4) علل فلانا بكذا: شغله. أو: لهاه به.
(5) معجم الأدباء ج 1 ص 326.

 

ويحكي القارئ عن نبوغه وسرده المعاني الفخمة في أسلاك نظمه، ورقة لطائفه، وقوة أنظاره، ودقة فكرته، ومتانة رويته قوله:

• لو بحق تناول النجم خلق أو ليس اللسان مني أمضى ويدي تحمل الأنامل منها أفعوانا تهاب منه الأعادي وتراه يجود من حيث تجري مطرقا يهلك العدو عقابا وسطور خططتها في كتاب صغت فيه من البيان حليا وقواف كأنهن عقود الدر غرر تظهر المسامع تيها ويحار الفهم الرقيق إذا ما ثاويات معي وفكري قد وإذا ما ألم خطب فرأسي وإذا شئت كان شعري أحلى حلف مشمولة وزير عوان إصطباحي تنفيذ أمر ونهي ووقور الندى ولا أخجل الشارب أنزع الكأس إن شربت وأسقيه ومعد للصيد منتخبات مضمرات كأنها الخيل تطوى رايقات الشباب مكتسبات حللا من صنيعة الخلاق
• نلت أعلى النجوم باستحقاق من ظبات المهندات الرقاق؟ قلما ليس دمعه بالراقي حية يستعيذ منها الراقي منه تلك السموم بالدرياق ويريش الولي ذا الأخفاق مثل غيم السحابة الرقراق باختراع البعيد لا الاشفاق منظومة على الأعناق حين يسمعنها على الأحداق جال منهن في المعاني الرقاق سيرها في نوازح الآفاق فيه مثل الشهاب في الأعناق من حديث الفتيان والعشاق أسد في الحروب غير مطاق ومن الراح بالعشي اغتباقي منه ولا أذم الساقي دهاقا صحبي وغير دهاق من أصول كريمة الأعراق كل يوم بطونها للسباق حللا من صنيعة الخلاق حللا

 

 

• تصف البيض والجفون إذا ما وكأن المها إذا ما رأتها مع ندامي كأنهم والتصافي خلقوا من تألف واتفاق
• أخرجت ألسنا من الأشداق حذرت واستطامنت في وثاق خلقوا من تألف واتفاق خلقوا من تألف واتفاق
والباحث يجد شاعرنا عند شعره معلما أخلاقيا فذا بعد ما يرى أمثلة خلايقه الكريمة، ونفايس سجاياه، وصدقه في ولاءه، وقيامه بشؤون الانسانية نصب عينيه مهما وقف على مثل قوله:

• ولدينا لذي المودة حفظ أتواخى رضاه جهدي فلما تلك أخلاقنا ونحن أناس همنا في مكارم الأخلاق
• ووفاء بالعهد والميثاق مسه الضر مسه إرفاقي همنا في مكارم الأخلاق همنا في مكارم الأخلاق
وقوله:

• أناس أعرضوا عنا أساؤا ظنهم فينا وخلونا ولو شاؤا فإن عادوا لنا عدنا وإن كانوا قد اشتغلوا فإنا عنهم أغنى
• بلا جرم ولا معنى فهلا أحسنوا الظنا لعادوا كالذي كنا وإن خانوا لما خنا فإنا عنهم أغنى فإنا عنهم أغنى
وقوله من قصيدة يمدح بها ابن مقلة:

• كم في من خلة لو أنها امتحنت وهمة في محل النجم موقعها وذلة أكسبتني عز مكرمة صاحبت سادات أقوام فما عثروا واستمتعوا بكفاياتي وكنت لهم خط يروق وألفاظ مهذبة لو أنني منهل منها أخا ظمأ وكم سننت رسوما غير مشكلة عمت فلا منشئ الديوان مكتفيا منها ولم يغن عنها كاتب السله
• أدت إلى غبطة أو سدت الخله وعزمة لم تكن في الخطب منجله وربما يستفاد العز بالذله يوما على هفوة مني ولا زله أوفى من الدرع أو أمضى من الاله لا وعرة النظم بل مختاره سهله روت صداه فلم يحتج إلى غله كانت لمن أمها مسترشدا قبله منها ولم يغن عنها كاتب السله منها ولم يغن

• وصاحبتني رجالات بذلت لها فأعمل الدهر في ختلي مكائده لكن قنعت فلم أرغب إلى أحد والحر يحمل عن أخوانه كله
• مالي فكان سماحي يقتضي بذله والدهر يعمل في أهل الهوى ختله والحر يحمل عن أخوانه كله والحر يحمل عن أخوانه كله
وتراه متى ما أبعده الزمان عن أخلائه وحجبهم عنه، عز عليه البين، وعظمت عليه شقته، وثقل عليه عبءه، فجاء في شكواه يفزع ويجزع، ويأن ويحن، فيصور على قارئ شعره حنانه وحنينه، ويمثل سجاح عينه لوعة وجده، ولهب هواه بمثل قوله:

• يا من لعين ذرفت منهلة عبرتها إن أمنت فاضت وإن وإنما بكاؤها على ليال سلفت
• ومن لروح تلفت كأنها قد طرفت (1) خافت رقيبا وقفت على ليال سلفت على ليال سلفت
وقوله:

• يا معرضا لا يلتفت برح هجرانك بي علقت قلبي بالمنى فأحيه أو فأمت
• بمثل ليلي لا تبت حتى رثى لي من شمت فأحيه أو فأمت فأحيه أو فأمت
وبما كان [كشاجم] مجلوبا بالحنان ولين الجانب، وسجاحة الخلايق، و حسن الأدب، مطبوعا بالعطف والرأفة، مفطورا على عوامل الانسانية، والغرائز الكريمة، ولم يكن شريرا، ولا ردئ النفس، ولا بذي اللسان، ولا مسارعا في الوقيعة في أحد، كان يرى الشعر إحدى مآثره الجمة، ويعده من فضايله، وما كان يتخذه عدة للمدح، ولا جنة في الهجاء، وما يهمه التوجه إلى الجانبين، لم ير لأي منهما وزنا، لعدم تحريه التحامل على أحد، وعدم اتخاذه مكسبا ليدر له أخلاف الرزق، ولا آلة لدنياه وجمع حطامها، وكان يقول:
________________________________________
(1) طرفت عينه: أصابها شيئ فدمعت.
هجاؤه
أخرج القرن الرابع شعراء هجائين قد اتخذ كل واحد منهم طريقة خاصة من فنون الهجاء، وكل فن مع هذه نوع فذ في الهجاء، يظهر ميزه متى قرن بالآخر ومنهم مكثر ومنهم من استقل، وشاعرنا من الفرقة الثانية، وله فن خاص من الهجاء كان يختاره ويلتزم به في شعره.
ولعلك تجده في فنه المختار مجلوب خلايقه الحسنة، ونفسياته الكريمة، وملكاته الفاضلة، فكأنه قد خمرت بها فطرته، ومزجت بها طينته، أو جرت منه الدم، واستولت على روحه، وحكمت في كل جارحة منه، حتى ظهرت آياتها في هجاؤه النادر الشاذ، فيخيل إليك مهما يهجو أنه واعظ بار يخطب، أو نصوح يودد و يعاتب، أو مجادل دون حقه يجامل، لا أنه يغمز ويعيب، ويغيظ في الوقيعة ويناضل، ويثور ويثأر لنفسه، وتجده قد اتخذ الهجاء شكة دفاع له لا شكة هجوم، وترى كل هجاؤه خليا عن لهجة حادة، وسباب مقذع، عاريا عن قبيح المقال وخبث الكلام، بعيدا عن هتك مهجوه، ونسبته إلى كل فاحشة، وقذفه بكل سيئة، غير مستبيح إيذاء مهجوه، ولا مستحل حرمته، ولا مجوز عليه الكذب والتهمة، خلاف ما جرت العادة بين كثير من أدباء العصور المتقادمة، فعليك النظر إلى قوله في بعض أبناء رؤساء عصره وقد أنفذ إليه كتابا فلم يجبه عنه:

• ها قد كتبت فما رددت جوابي وأتى رسولا مستكينا يشتكي وكأنني بك قد كتبت معذرا فارجع إلى الانصاف واعلم أنه يا رحمة الله التي قد أصبحت بأبي وأمي أنت من مستجمع تيه القيان ورقة الكتاب
• ورجعت مختوما علي كتابي ذل الحجاب ونخوة البواب وظلمتني بملامة وعتاب أولى بذي الآداب والأحساب دون الأنام علي سوط عذاب تيه القيان ورقة الكتاب تيه القيان ورقة الكتاب
وقوله الآخر في هجاء جماعة من الرؤساء:

• عدمت رئاسة قوم شقوا حديث بنعمتهم عهدهم فليس لهم في المعالي نصاب
• شبابا ونالوا الغنى حين شابوا فليس لهم في المعالي نصاب فليس لهم
• يرون التكبر مستصوبا وإن كاتبوا صارفوا في الدعاء كأن دعاؤهم مستجاب
• من الرأي والكبر لا يستصاب كأن دعاؤهم مستجاب كأن دعاؤهم مستجاب
ومن لطيف شعره في الهجاء قوله:

• إن مظلومة التي ولدت ليلة الزفاف قلت: من أين ذا الغلام قال لي بعلها: ألم ولد المرأ للفراش قلت: هنيته على رغم من أنكر الخبر
• زوجت من أبي عمر إلى بعلها ذكر وما مسها بشر؟ يأت في مسند الخبر؟ وللعاهر الحجر رغم من أنكر الخبر رغم من أنكر الخبر
كشاجم والرياسة
وبما كان المترجم كما سمعت مطبوعا بسلامة النفس، وقداسة النفس، و طيب السريرة، متحليا بمكارم الأخلاق، خاليا من المكيدة والمراوغة والدسيسة، مزاولا عن البذاء والإيذاء والاعتساف، كان مترفعا نفسه عن الرتبة وإشغال المنصة في أبواب الملوك والولاة، وما كان له مطمع في شأن من الوزراء والولاية والكتابة و العمالة عند الأمراء والخلفاء، وما أتخذ فضايله الجمة لها شركا، ولنيل الآمال وسيلة، وكان يرى التقمص بالرياسة من مرديات النفس ويقول:
وكان بالطبع والحال هذه ينهي أوليائه عن قبول الوظايف السلطانية، والتولي بشئ من المناصب عند الحكام، ويحذرهم عن التصدي بوظيفة من شؤون الملك والمملكة، ويمثل بين يديهم شنعة الايتمار، وينبههم بما يقتضيه الترأس من الظلم
والوقيعة في النفوس، ونصب العداء لمخالفيه، وما يوجب من دحض الحق، وإضاعة الحقوق، ورفض مكارم الأخلاق. وحسبك ما كتبه إلى صديق له وكان قد تقلد البريد من قوله:

• صرت لي عامل البريد مقينا (1) كنت تستثقل الرقيب فقد صرت كرهتك النفوس وانحرفت عنك أفلا يعجب الأنام بشخص صار ذئبا وكان ظبيا ربيبا؟!
• وقديما إلي كنت حبيبا علينا بما وليت رقيبا قلوب وكنت تسبي القلوبا صار ذئبا وكان ظبيا ربيبا؟! صار ذئبا وكان ظبيا ربيبا؟!
حكمه ودرر كلمه
فياله في شعره من شواهد صادقة تمثله بهذا الجانب العظيم، وتعرب عن قدم صدقه في حث أمته إلى المولى سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة، وبت الدعوة إليه بدرر الكلم وغرر الحكم، وإصلاح أمته ببيان بحقيقة، وتشريح دعوة النفس الأمارة بالسوء، وهن حكمياته قوله:
وقوله:

• عجبي ممن تعالت حاله كيف لا يقسم شطري عمره فإذا ما نال دهرا حظه مرة جدا وأخرى راحة فإذا ما غسق الليل انتصب
• وكفاه الله زلات الطلب بين حالين: نعيم وأدب فحديث ونشيد وكتب فإذا ما غسق الليل انتصب فإذا ما غسق الليل انتصب
________________________________________
(1) مذكر المقينة: الماشطة.
• يقتضي الدنيا نهارا حقها تلك أقسام متى يعمل بها عامل يسعد ويرشد ويصب
• وقضى لله ليلا ما يجب عامل يسعد ويرشد ويصب عامل يسعد ويرشد ويصب
ومن كلمه الذهبية في تحليل معنى الرضا عن النفس وما يوجب ذلك من سخطها وجموحها ورفض الآداب قوله:

• لم أرض عن نفسي مخافة سخطها لو أنني عنها رضيت لقصرت وببيننا آثار ذاك وأكثرت عذلي عليه وطال فيه عتابها
• ورضى الفتى عن نفسه إغضابها عما تريد بمثلها آدابها عذلي عليه وطال فيه عتابها عذلي عليه وطال فيه عتابها
ومن حكمه قوله:

• بالحرص في الرزق يذل الفتى ومستزيد في طلاب الغنى يضيع ما نال بما يرتجي والنار قد يطفئها النافخ
• والصبر فيه الشرف الشامخ يجمع لحما ما له طابخ والنار قد يطفئها النافخ والنار قد يطفئها النافخ
وقوله:
رحلة كشاجم
غادر المترجم بيئة نشأته [الرملة] إلى الأقطار الشرقية، وساح في البلاد، ورحل رحلة بعد أخرى إلى مصر وحلب والشام والعراق، وكان كما كان في قصيدته التي يمدح بها ابن مقلة بالعراق:

• هذا على أنني لا أستفيق ولا وما على البدر نقص في إضاءته أن ليس ينفك من سيرو من نقله
• أفيق من رحلة في إثرها رحله أن ليس ينفك من سيرو من نقله أن ليس ينفك من سيرو من نقله
وقال وهو في مصر:

• قد كان شوقي إلى مصر يؤرقني أغدو إلى الجيزة الفيحاء مصطحبا (1) بينا أسامي رئيسا في رياسته فللدواوين إصباحي ومنصرفي أما الشباب فقد صاحبت شرته وقد قضيت لبانات وأوطارا
• فاليوم عدت وغادت مصر لي دارا طورا وطورا أرجي السير أطوارا إذ رحت أحسب في الحانات خمارا إلى بيوت دمى يعلمن أوتارا وقد قضيت لبانات وأوطارا وقد قضيت لبانات وأوطارا
________________________________________
(1) الجيزة: بليدة في غربي فسطاط مصر.
• من شادن من بني الأقباط يعقد ما بين الكثيب وبين الخضر زنارا
• بين الكثيب وبين الخضر زنارا بين الكثيب وبين الخضر زنارا
وكأنه في بعض آناته يرى نفسه بين مصر والعراق، ويتذكر أدواره فيهما، و ما ناله في سفره إليهما من سراء أو ضراء، أو شدة أو رخاء، وما حظي من الأهلين من النعمة والنقمة، والاكبار والاستحقار، فيمدح هذا ويذم ذلك فيقول:

• يا هذا قلت فاسمعي لفتى أمرت بالصبر والسلو ولو من مبلغ إخوتي؟ وإن بعدوا: قد همت شوقا إلى وجوههم أبناء ملك علاهم بهم ترمي بهم نعمة تزينها ما أنفك ذا الخلق بين منتصر جبال حلم بدور أندية بيض كرام الفعال لا بخل الأيدي للناس منهم منافع ولهم متى أراني بمصر جارهم والنيل مستكمل زيادته تغدو الزواريق فيه مصعدة والراح تسعى بها مذكرة بكران لكن لهذه مائة يا ليتني لم أر العراق ولم ترفعني تارة وتخفضني فوق ظهر سلهبة (1) وتارة في الفرات طامية حتى كأن العراق تعشقني أو طالبتني يد النوى بتره
• في حاله عبرة لمعتبره عشقت ألفيت غير مصطبره إن حياتي لبعدهم كدره تلك الوجوه البهية النضره على العلا والفخار مفتخره مروءة لم تكن ترى نزره على الأعادي بهم ومنتصره أسد وغى في الهياج مبتدره وليست من الندى صفره منافع في الأنام مشتهره نسبي بها كل غادة خضره مثل دروع الكماة منتثره بنا وطورا تروح منحدره أردانها بالعبير مختمره وتلك ثنتان وثنتا عشره أسمع بذكر الأهواز والبصره أخرى فمن سهلة ومن وعره قطانها والبدار مغتفره أمواجه كالخيال معتكره أو طالبتني يد النوى بتره أو طالبتني يد النوى بتره
________________________________________
(1) السلهبة: الجسيمة
وكان يجتمع في رحلاته مع الملوك والأمراء والوزراء ويحظى بجوائزهم، و يستفيد من صلاتهم، ويتصل بمشيخة العلم والحديث والأدب، ويقرأ عليهم ويسمع عنهم، ويأخذ منهم، وجرت بينه وبينهم محاضرات ومناظرات ومكاتبات، إلى أن تضلع في العلوم، وحاز قصب السبق في فنون متنوعة، وتقدم في الكتابة والخطابة، وحصل له من كل فن حظه الأوفى، ونصيبه الأعلى حتى عرفه المسعودي في (مروج الذهب) 2 ص 523 بأنه كان من أهل العلم والرواية والأدب.
عقيدته
إن عصر المترجم من العصور التي زاعت فيه النحل والمذهب، وشاعت فيه الأهواء والآراء، وقل فيه من لا يرى في العقايد رأيا يفسر به إسلامه وهو ينص به على خبيئة قلبه تارة ويضمرها أخرى، وأما شاعرنا فكان في جانب من ذلك، إماميا صادق التشيع، مواليا لأهل بيت الوحي، متفانيا في ولائهم، ويجد الباحث في خلال شعره بينات تظاهره بالتهالك في ولاء آل الله، وبثه الدعوة إليهم بحججه القوية، والتفجع في مصابهم والذب عنهم، والنيل من مناوئيهم، واعتقاده فيهم أنهم وسايله إلى المولى في الحاضرة، وواسطة نجاحه في الآخرة.
وكان من مصاديق الآية الكريمة: يخرج الحي من الميت. فإن نصب جده السندي ابن شاهك وعدائه لأهل البيت الطاهر وضغطه واضطهاده الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليه في سجن هارون مما سار به الركبان، وسودت به صحيفة تاريخه، إلا أن حفيده هذا باينه في جميع نزعاته الشيطانية، فهو من شعراء أهل البيت المجاهرين بولائهم، المتعصبين لهم، الذابين عنهم ولا بدع فإن الله هو الذي يخرج الدر من بين الحصى، وينبت الورد محتفا بالأشواك، فمن نمازج شعره في المذهب قوله:

• بكاء وقل غناء البكاء لئن ذل فيه عزيز الدموع أعاذلتي إن برد التقى سفينة نوح فمن يعتلق بحبهم يعتلق بالنجاء
• على رزء ذرية الأنبياء لقد عز فيه ذليل العزاء كسانيه حبي لأهل الكساء بحبهم يعتلق بالنجاء بحبهم يعتلق بالنجاء
• لعمري لقد ضل رأي الهوى وأوصى النبي ولكن غدت ومن قبلها أمر الميتون، ولم ينشر القوم غل الصدور ولو سلموا لامام الهدى هلال إلى الرشد عالي الضيا وبحر تدفق بالمعجزات علوم سماوية لا تنال لعمري الأولى جحدوا حقه وكم موقف كان شخص الحمام جلاه فإن أنكروا فضله أراها العجاج قبيل الصباح وإن وتر القوم في بدرهم مطايا الخطايا خذي في الظلام لقد هتكت حرم المصطفى وساقوا رجالهم كالعبيد فلو كان جدهم شاهدا حقود تضرم بدرية تراه مع الموت تحت اللواء غداة خميس إمام الهدى وكم أنفس في سعير هوت بضرب كما انقد جيب القميص وخيرة ربي من الخيرتين طهرتم فكنتم مديح المديح قضيت بحبكم ما علي
• بأفئدة من هواها هوائي وصاياه منبذة بالعراء برد الأمور إلى الأوصياء حتى طواه الردى في رداء لقوبل معوجهم باستواء وسيف على الكفر ماضي المضاء كما يتدفق ينبوع ماء ومن ذا ينال نجوم السماء؟ وما كان أولاهم بالولاء من الخوف فيه قليل الخفاء فقد عرفت ذاك شمس الضحاء وردت عليه بعيد المساء لقد نقض القوم في كربلاء فما هم إبليس غير الحداء وحل بهن عظيم البلاء وحادوا نساءهم كالإماء ليتبع أظعانهم بالبكاء وداء الحقود عزيز الدواء والله والنصر فوق اللواء وقد غاث فيهم هزبر اللقاء وهام مطيرة في الهواء وطعن كما انحل عقد السقاء وصفوة ربي من الأصفياء وكان سواكم هجاء الهجاء
وقوله في ولاء أمير المؤمنين عليه السلام مشيرا إلى ما رويناه ص 26 في الجزء الثالث مما ورد في حب أمير المؤمنين:

• حب الوصي مبرة وصله والناس عالمهم يدين به ويرى التشيع في سراتهم والنصب في الأرذال والسفله
• وطهارة بالأصل مكتفله حبا ويجهل حقه الجهله والنصب في الأرذال والسفله والنصب في الأرذال والسفله
وقوله في المعنى:

• حب علي علو همه ميز محبيه هل تراهم بين رئيس إلى أديب وطيب الأصل ليس فيه فهم إذا خلصوا ضياء والنصب الظالمون ظلمه
• لأنه سيد الأئمه إلا ذوي ثروة ونعمه؟! قد أكمل الطرف واستتمه عند امتحان الأصول تهمه والنصب الظالمون ظلمه والنصب الظالمون ظلمه
هذه الأبيات ذكرها له الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 136 في وجه إضافة السواد إلى وجه الناصبي، ويأتي مثله في ترجمة الناشي الصغير.
________________________________________
( ) النجيع: من الدم ما كان مائلا إلى السواد.
ولكشاجم يرثي آل الرسول صلى الله عليه وآله قوله:

• أجل هو الرزء فادحه لأربع دار عفا ولا طلل فجائع لو درى الجنين بها يا بؤس دهر على آل رسول إذا تفكرت في مصابهم بعضهم قربت مصارعه أظلم في كربلاء يومهم لا يبرح الغيث كل شارقة على ثرى حلة غريب رسول ذل حماه وقل ناصره وسيق نسوانه طلاح (2) وهن يمنعن بالوعيد من النوح عادى الأسى جده ووالده لو لم يرد ذو الجلال حربهم وهو الذي اجتاح حين ما عقرت يا شيع الغي والضلال ومن غششتم الله في أذية من عفرتم بالثرى جبين فتى سيان عند الإله كلكم على الذي فاتهم بحقهم يوم وغى لا يجاب صائحه
• باكره فاجع ورائحه أوحش لما نأت ملاقحه لعاد مبيضة مسالحه الله تجتاحهم جوائحه (1) أثقب زند الهموم قادحه وبعضهم بوعدت مطارحه ثم تجلى وهم ذبائحه تهمى غواديه أو روائحه الله مجروحة جوارحه ونال أقصى مناه كاشحه أحسن أن تهادى بهم طلائحه والملا الأعلى نوائحه حين استغاثتهما صوائحه به لضاقت بهم فسائحه ناقته إذ دعاه صالحه كلهم جمة فضائحه إليكم أديت نصائحه جبريل قبل النبي ماسحه خاذله منكم. وذابحه لعن يغاديه أو يراوحه وما قابلت أباطحه يوم وغى لا يجاب صائحه يوم وغى لا يجاب صائحه
________________________________________
م - (1) جاحه واجاجه واجتاحه: استأصله وأهلكه. جوائح جمع جائحة: البلية والداهية العظيمة).
م - (2) طلاح: معيية من السفر).

• في حيث كبش الردي يناطح من وفي غد يعرف المخالف من وبين أيديكم حريق لظى إن عبتموهم بجهلكم سفها أو تكتموا الحق فالقرآن مشكله ما أشرق المجد من قبورهم قوم أبى حد سيف والدهم وهو الذي استأنس الزمان به حاربه القوم وهو ناصره وكم كسى منهم السيوف دما ما صفح القوم عندما قدروا بل منحوه العناد واجتهدوا كانوا خفافا إلى أذيته وهو ثقيل الوقار راجحه
• أبصر كبش الورى يناطحه خاسر دين منكم ورابحه يلفح تلك الوجوه لافحه ما ضر بدر السماء نائحه بفضلهم ناطق وواضحه إلا وسكانها مصابحه للدين أو يستقيم جامحه والدين مذعورة مسارحه قدما وغشوه وهو ناصحه يوم جلاد يطيح طائحه لما جنت فيهم صفائحه أن يمنعوه والله مانحه وهو ثقيل الوقار راجحه وهو ثقيل الوقار راجحه
مشايخه وتأليفه
لم نقف في المصادر التي بين أيدينا على ما يفيدنا في التنقيب عن أيام صباه، و كيفية تعلمه، وأساتذته في فنونه، ومشايخه في علومه، والمصادر برمتها خالية من البحث عن هذا الجانب إلا أن شعره يفيدنا تلمذه على الأخفش الأصغر علي بن سليمان المتوفى سنة 315 فهو إما قرأ عليه في مصر أيام الأخفش بها وقد ورد الأخفش مصر سنة 287 وخرج منها إلى حلب سنة 306، وإما في بغداد قبل أن غادرها الأخفش إلى مصر، إذ يذكر قرائته عليه في قصيدة يمدحه بها في الشام حينما نزل بها الأخفش
له أدب النديم كما في فهرست ابن النديم.
2 - كتاب الرسائل.
3 - ديوان شعره.
4 - كتاب المصايد والمطارد (1).
5 - خصايص الطرف.
6 - الصبيح.
7 - البيرزة في علم الصيد.
ولادته ووفاته
ما عثرنا في الكتب والمعاجم على ما يفيدنا تاريخ ولادته لكن يلوح من شعره الذي يذكر فيه شيبه وهرمه في أوايل القرن الرابع أنه ولد في أواسط القرن الثالث
________________________________________
(1) ينقل عنه ابن خلكان في تاريخه ج 2 ص 379.
قال من قصيدة:

• وإن شيبي قد لاحت كواكبه فهذه جملة في العذر كافية وبان مني شباب كان يشفع لي قد كان بابي للعافين منتجعا وكنت طود المنى يؤوى إلى كنفي أفنى الكثير فما إن زال ينقصني وقد غنيت وأشغالي تبين من والسيف في الغمد مجهول جواهره وإنما يجتنيه عين من سله
• في ظلمة من سواد اللمة الجثله تغنيك فاغن عن التفصيل بالجمله سقيا له من شباب بان سقيا له ينتابه ثلة من بعدها ثلة كحائط مشرف من فوقه ظله متي دفعت إلى الأفنان والقله فضلي فقد سترته هذه العطله وإنما يجتنيه عين من سله وإنما يجتنيه عين من سله
وهذه القصيدة يمدح بها أبا علي ابن مقلة الوزير ببغداد في أيام وزارته قبل حبسه وقد قبض عليه وحبس سنة 324 وتوفي 328.
وأما وفاته ففي " شذرات الذهب " أنه توفي سنة 360 وتبعه - تاريخ آداب اللغة العربية - وفي كشف الظنون، وكتاب الشيعة وفنون الاسلام، والأعلام للزركلي أنها في سنة 350 ورددها غير واحد من المعاجم بين التاريخين، وكل منهما يمكن أن يكون صحيحا، كما يقرب إليهما ما في مقدمة ديوانه من أنه توفي سنة 330 وهو كما سمعت في مدحه ابن مقلة كان يشكو هرمه قبل سنة 324.
(لفت نظر)
ذكر المسعودي في " مروج الذهب " ج 1 ص 523 لكشاجم أبياتا كتبها إلى صديق له ويذم النرد وذكر اسمه أبو الفتح محمد بن الحسن، وأحسبه منشأ ترديد سيدنا صدر الدين الكاظمي في تأسيس الشيعة في إسمه وإسم أبيه بين محمود ومحمد. والحسين والحسن، وذكر المسعودي صوابه في مروجه 2 ص 545، 548، 550.
ولده
أعقب المترجم ولديه أبا الفرج وأبا نصر أحمد ويكني كشاجم نفسه بالثاني في قوله:

• قالوا: أبو أحمد يبني. فقلت لهم: كما بنت دودة بنيان السرق
• كما بنت دودة بنيان السرق كما

• بنته حتى إذا تم البناء لها كان التمام ووشك الخير في نسق
• كان التمام ووشك الخير في نسق كان التمام ووشك الخير في نسق
ويثني عليه ويصفه بقوله:

• نفسي الفداء لمن إذا جرح الأسى كبدي وتاموري وحبة ناظري ربيته متوسما في وجهه ورزقته حسن القبول مبينا وغدوت مقتنيا له عن أمه وعمرت منه مجالسي ومسالكي فأظل أبهج في النهار بقربه وأزيره العلماء يأخذ عنهم وإذا يجن الليل بات مسامري فأبيت أدني مهجتي من مهجتي وأضم أحشائي إلى أحشائي
• قلبي أسوت به جروح أسائي ومؤملي في شدتي ورخائي ما قبل في توسمت آبائي فيه عطاء الله ذي الآلاء وهي النجيبة وابنة النجباء وجمعت منه مأربي وهوائي وأريه كيف تناول العلياء ولشذ من يغدو إلى العلماء ومجاوري وممثلا بإزائي وأضم أحشائي إلى أحشائي وأضم أحشائي إلى أحشائي
وكان أبو نصر أحمد بن كشاجم شاعرا أديبا ومن شعره يذم به بخيلا قوله (1):

• صديق لنا من أبرع الناس في البخل دعاني كما يدعو الصديق صديقه فلما جلسنا للطعام رأيته ويغتاظ أحيانا ويشتم عبده فأقبلت أستل الغذاء مخافة أمد يدي سرا لأسرق لقمة إلى أن جنت كفي لحتفي جناية فجرت يدي للحين رجل دجاجة وقدم من بعد الطعام حلاوة وقمت لو أني كنت بيت نية ربحت ثواب الصوم مع عدم الأكل
• وأفضلهم فيه وليس بذي فضل فجئت كما يأتي إلى مثله مثلي يرى أنه من بعض أعضائه أكلي وأعلم أن الغيظ والشتم من أجلي وألحاظ عينيه رقيب على فعلي فيلحظني شزرا فأعبث بالبقل وذلك أن الجوع أعدمني عقلي فجرت كما جرت يدي رجلها رجلي فلم أستطع فيها أمر ولا أحلي ربحت ثواب الصوم مع عدم الأكل ربحت ثواب الصوم مع عدم الأكل
وذكر الثعالبي في " يتيمة الدهر " ج 1 ص 257 - 251 من شعره ما يناهز
________________________________________
(1) يتيمة الدهر ج 1 ص 248، ونهاية الإرب ج 3 ص 318.
ستين بيتا. وقال صاحب تعاليق اليتيمة ج 1 ص 240: [لم نعثر في ديوان كشاجم على شيئ من هذه المختارات] ذاهلا عن أن الديوان المعروف هو لكشاجم لا لابنه أبي نصر أحمد الذي انتخب الثعالبي من شعره، ويستشهد بشعره الوطواط في " غرر الخصايص ".
خرج أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات الوزير المتوفى سنة 391 إلى بستانه بالمقس فكتب إليه أبو نصر بن كشاجم على تفاحة بماء الذهب وأنفذها إليه (1)
إذ الوزير تخلى للنيل في الأوقات
فقد أتاه سميا - ه جعفر بن الفرات
ويوجد في " بدايع البداية " شيئا من شعره راجع ج 1 ص 157، وذكر من شعره ابن عساكر في تاريخه ج 4 ص 149 ما نظمه سنة 356 بالرملة لما ورد إليها أبو علي القرمطي القصير.
ويذكر محمد بن هارون بن الأكتمي ابني كشاجم ويهجوهما بقوله: (2)
________________________________________
(1) في معجم الأدباء ج 2 ص 411.
(2) يتيمة الدهر 1 ص 352.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page