طباعة

أهمية كتاب الغدير

أهمية كتاب الغدير 

 من النادر أن نظفر بكتابة تتسم بالجدية، والشمول والعمق ( من حيث العرض والمحاكمة أيضاً ) سواء أكان ذلك في نطاق الموروث أو المعاصر...
 من النادر عبر تاريخنا الإسلامي أن نظفر بكتابة قد اكتسبت السمات المذكورة ( الجديّة والشمول و... إلخ ) بالنحو الذي نظفر به في كتاب ( الغدير ) للمرحوم ( الأميني ).
 وأهمية هذه ( الكتابة ) تتمثل في كون صاحبها ( فقيهاً ) من جانب، و( مؤرخاً ) من جانب آخر..
 إنّ المؤرخ في استنطاقه للوقائع أو المواقف التاريخيّة من الممكن - إذا كان الأمر مرتبطاً بمعرفة إسلامية متجذرة في هويتها ومنعكساتها - ألّا ينجح في تحليله للظاهرة أو تفسيره بالنحو المطلوب: ما لم تتوفر لديه المعرفة الفقهيّة بكل متطلباتها المعرفيّة ( اللّغة، الرجال، الحديث، الأداة الاُصوليّة، الكلاميّة... إلخ ) مضافاً - بطبيعة الحال - إلى‏ الأدوات التاريخيّة التي يتوكأ عليها في رصده وتحليله وتفسيره...هذان الطابعان ( الفقيه والمؤرخ ) قد اكتسبهما ( الأميني ) بنحو لا مجال للحديث عنه ما لم يقف الملاحظ نفسه على موسوعة
( الغدير ) ليتبين له كيفية رصده الدقيق والمعمق للظاهرة، ثم ( منازلته ) للآخر بالسمة ذاتها، حتى أنّك لتجد نفسك أمام الباحث ( الدؤوب ) ( الصابر ) ( المجالد ) على نحو يشبه
( المعجز ) من الأمر.